حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة الاسلامية (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=8)
-   -   صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج..حلقة "36"..يتبع !!! (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=66850)

أبو إيهاب 15-11-2007 10:32 PM

صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج..حلقة "36"..يتبع !!!
 
( 36 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة


الحقوق والمسؤوليات

"................ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ {228}" سورة البقرة

بينما القرآن الكريم غالبا ما يوجه النداء إلى المؤمنين بصورة جماعية مثل "يا أيها الذين آمنوا ...." ، ومرات لتأكيد نقطة محددة فإنه يوجه الخطاب للرجل والمرأة سويا ، كما فى الآية التالية :

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {35} سورة الأحزاب

على كل حال ، ففى مراحل متعددة يكون الخطاب موجها خاصة ، إما للرجل أو المرأة ، بالرغم من أنه فى هذه الحالات يكون التقرير مماثلا للجنس الآخر ، وفى سورة النور مثال على ذلك :

قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {31} سورة النور

حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرح لهذه الآيات ، قال ما معناه ، "ليخفض بصره اتقاء للنظرة الشهوانية" . ويلاحظ هنا بأن كلا من الرجل والمرأة مطالب هنا بغض البصر ، ففى بعض المراحل كان المجتمع الغربى ينظر إلى المرأة على أنها ضعيفة من ناحية الرغبة الجنسية ، أو أنها حتى ليس لديها هذه الرغبة .

وأتذكر أثناء دراستى الجامعية ، فقد كانت هناك دراسات لدحض هذا الإفتراض . ولكن القرآن الكريم وأحاديث الرسول عليه السلام ، يعترفان صراحة بقوة الشهوة الجنسية عند المرأة . وذلك يتضح حينما رأى النسوة فى مصر سيدنا يوسف عليه السلام :

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {30} فلمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ {31} قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ {32} قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ {33} فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {34} سورة يوسف

ويلاحظ أيضا فى الآية رقم (31) من سورة النور أعلاه ، الأمر للنساء بأن يلتزمن بلباس معين ، كما ورد بآيتين أخريين :

(1) - وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {60} سورة النور

(2) - يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {59} سورة الأحزاب


ولا يوجد مثل هذا الأمر للرجال . وهذا التوجيه من القرآن الكريم يظهر منه ، بأن المجتمعات غالبا ما تستغل المرأة فى إثارة شهوة الرجل ، وليس العكس .
وقد ذكر القرآن الكريم فى موضعين من سورة النساء كيفية التصرف فى حالة ردود الأفعال الغير أخلاقية بين الأزواج . الآية الأولى تتكلم عن حالة الزوجة المنحرفة :

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً {34} سورة النساء

جميع من لهم قدرة على تفسير اللغة العربية متفقون على أن هذا النص يوجه إلى خطوات متتالية ولا يمكن تطبيقها دفعة واحدة ، كما أن كلمة نشوز توحى بالتمادى والطبيعة الإجرامية .
ومعظم الفقهاء يشيرون إلى الإنحلال كمثال ، كما يمكن أن يندرج تحت كلمة النشوز ، الخروج عن تعاليم الإسلام كالسكر مثلا .
والنشوز هو تصرف لا يرضاه الله سبحانه وتعالى ، وليس مجرد نزوة بين الأزواج ، ويؤكد ذلك أنها جاءت فى الآية الثانية بالنسبة للأزواج ، وتحدد الخطوات التى تتخذها الزوجة ناحية زوجها :

وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً {128} سورة النساء

علماء من المسلمين (كـ الطبرى والرازى والشافعى) يتفقون على أن الخطوة الثالثة فى حالة نشوز الزوجة ، وهو ضربها ، مصرح بها بالكاد ويفضل محاولة تجنبها . ويستندون فى هذا الرأى إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع حدودا لاستخدامها فى حالة ضرورة اللجوء إليها وهى تعتبر كرمز لا أكثر ولا أقل . ويرى السلف أن فى هذا إشارة قوية لحالة التصرف الذى يفوق الحد من الكراهية والتصرفات اللأخلاقية ، وليست رخصة للأزواج فى ضرب نسائهم بلا سبب وجيه ، ويؤكد التراث ذلك ، فالنبى عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك على الإطلاق ، بل حض على تجنب ضرب النساء .
وكما سبق فى الآية أعلاه رقم (128) من سورة النساء ، ذكرت الخطوات التى تتخذها الزوجة فى حالة نشوز الزوج . وفى حالة النزاع مع الأزواج فالمرأة مخيرة فى طلب الإنفصال عنه ، كما جاء بالآية التالية :

وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً {130} سورة النساء

وفى الحقيقة فإن كثيرا من الفقهاء يؤيدون أنه فى حالة إذا أصر الزوج على الإستمرار فى تصرفاته المعيبة فإن طلبها للإنفصال تكون محقة فيه . هذا الخيار للمرأة مختلف عن خيار الرجل ، لأنه قد يكون له زوجة أخرى ، كما أنه فى حالة الطلاق يمكنه فورا الزواج من أخرى ، أما المرأة فعليها أن تنتظر ثلاثة شهور العدة قبل أن تتزوج مرة ثانية ، ولهذا فقد يكون ليس من صالحها تهديد علاقة زوجية قائمة ، أو بالنسبة لهذا الوضع ، الذى يعتبر عقوبة طبيعية ، حتى ولو كانت رمزية فقط من الطبيعة . وأفضل البدائل إذا أصر زوجها على موقفه المعيب ، أن تبدأ فى عملية الإنفصال .
وبما أن الخطوة الأولى كما جاء فى الآية التالية :

وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً {35} سورة النساء

فبذلك يكون من صالح الطرفين أن يقوما سويا باتخاذ هذه الخطوة .
تعاليم القرآن الكريم فى الميراث ، يعكس درجة كبيرة من الإستقلالية للنساء ، بينما يوازن بين حاجتهن ، ومسئوليات الرجال :

يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً {11} سورة النساء

توزيع الميراث هنا ، هو إحدى السمات الرئيسية فى تنظيم إقتصاد الأسرة . وبالرغم من وجود بعض الإستثناءات ، فنصيب المرأة فى الميراث نصف نصيب الرجل . والآيات التالية تربط قواعد الميراث بالمسئوليات تجاه الأسرة .

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {32} وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً {33} الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً {34} سورة النساء



يتبع

أبو إيهاب 15-11-2007 10:32 PM

وحسب تعاليم الإسلام ، فالرجل هو المسئول بالكلية عن إعالة الأسرة . وبالرغم من أن المرأة ضامنة لميراثها وقد يكون لديها مصادر أخرى للدخل ، فإنه غير مطلوب منها إعالة نفسها أو أطفالها . بالإضافة إلى أن الزوج ليس له أى حق فى إجبارها على ذلك . ولهذا فالمرأة المسلمة فى حالة الزواج وفى المجتمع ضامنة لإستقلالها الإقتصادى .
هذا الإستقلال متاح أيضا للرجل ، ولكن مع بعض التعديلات . فيعترف الإسلام بملكية الثروة الخاصة للرجل وملكية الأعيان ، ولكنها خاضعة لقيود عدة كثيرة . وكمثال ، فالرجل شرعا ملزم بسد حاجيات أسرته . وزوجته فى حالة الضرورة أعطيت حرية التصرف فيما يمتلك من أموال وممتلكات خصوصا فى حالة غيابه . وفى نفس الوقت ، فهى مطالبة بأن تتقى الله سبحانه وتعالى بكل المعنى ، وخصوصا لا تسئ التصرف فى ممتلكات الزوج أو تنتهك توصياته .
وبينما يرى كلا من الرجال والنساء بشكل ما ، أن هذا الوضع فيه تفضيل للجنس الآخر (ففى أوائل التاريخ الإسلامى ، كان الرجال يشعرون بأنهم مغبونون اقتصاديا) ، فالقرآن الكريم يحذر كليهما ألا يتمنوا ما فضل الله بعضهم على بعض ، حيث أنه فى النهاية يحدث التوازن .
ومن الصعب القول الى اي مدى مثل هذا النظام يمكن تنفيذه في الولايات المتحدة . فالفرص الوظيفية المتاحة للمرأة أكثر من ذى قبل ، واستقلال المرأة الإقتصادى مقبول ومرحب به .
وعلاوة على ذلك ، فإنه يكاد يكون من المستحيل بالنسبة لمعظم الأسر ذات الدخل الواحد البقاء على قيد الحياة . والواقع انه فى أمريكا اعتاد الأزواج على النظر للزواج بوصفه اتحاد ومشروع مشترك .
وفى التراث والثقافة الإسلامية ، الأزواج يجدون صعوبة أقل فى نظرتهم إلى هذه الفكرة العامة . زوجة أحد أصدقائى المصريين كانت تدير بنجاح أحد المطاعم هنا فى لورنس ، والأرباح التى تدرها منه استخدمتها لشراء شقة خاصة كانت تؤجرها . كانت مرتاحة بأن دخلها هذا ، والذى كان على وشك أن يزيد عن دخل زوجها ، كان ملكا لها وليست مضطرة لإنفاقه على أسرتها . وهذا المثال ليس غريبا .
لو تم الجمع بين دخلى زوجين ، نظرا للضرورة أو ما شابه ذلك ، بعضا من الحماية المرادة من هذا النظام بالتأكيد ستضعف . الإستقلال الإقتصادى للمرأة ، من المفروض أنه حماية لها فى حالة الأزمات ، كالطلاق أو موت الزوج . ومن ثم ، فإذا اعتبر الزوجين أن دخلهما يجب أن يكون مشتركا ، فلابد من عمل ترتيبات مكافئة قانونية ، ومعقولة وعملية لحماية كلا من الزوجين فى حالة الأزمات .
وقد يكون من المفيد عند هذه النقطة أن ننظر فى رؤية فقهاء المسلمين فى العصور الوسطى لأقل متطلبات الزوج والزوجة كل تجاه الآخر . وفى رأيى ، أن هؤلاء العلماء غالبا ما حددوا ميزات المرأة بقدر الإمكان كما تسمح به النصوص ، بينما توسعوا فى حقوق الرجل بقدر الإمكان دون تعارض صارخ مع المصادر النصية . وكقادم من وجهة نظر أخرى ، فقد أتوقع ... وهذا ما يحدث حاليا ... فإن المفكرين المسلمين فى هذه الأيام يعارضون هذا الإتجاه بدرجة ما .
ومع ذلك ، علاوة على الحقيقة بأن الرجل فى الماضى كانت له السلطة بلا جدال فى التحكم بالزوجة ، أين تذهب ومن يمكن أن تراه ، فإنه مما ينير لنا الطريق لنكتشف الأمور الجلية النادرة من القيود المفروضة على الشريكين . للطرفان حقوق زوجية كل على الآخر ، مع بعض التفضيل للزوج . فالزوج هو المسئول عن صيانة الأسرة والأبناء ، وفى بعض الأحيان عليه أيضا مسئولية عن أهله إن كانوا قريبا منه ، بينما دخل الزوجة مقتصر عليها . فهى ليس مطلوبا منها شئون المنزل كالطبخ أو حتى رعاية الأطفال . (مداخلة : وأين ".... والمرأة راعية فى بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها ...." إلا إذا كان يقصد المسئولة المالية) . وأكثر من هذا ، إذا كان فى مقدور زوجها ، فعليه توفير خدم للمنزل (وحتى هذه الأيام ، فالمرأة فى الجزيرة العربية تفترض كمطلب قانونى الحصول على مديرة للمنزل أو خدم وذلك عند الزواج) . ومن واجب الزوج أيضا الإنفاق على زوجته لتتعلم أمور دينها . وعلى الزوجة أن تدير ممتلكات زوجها حسب رغبته فى حالة غيابه . وليس من حقها أن تدعو أحدا فى ممتلكاته ، خصوصا الرجال ، الذين لا يرغب الزوج فى مقابلتهم .
وبالرغم من أنى لا أشعر بأن المسلمين الأمريكان سيوافقون على هذا التحكم بالحرام (blanket control) من الأزواج على أزواجهن ، فى الدخول والخروج أو اختيار الأصدقاء وأنه شئ ضرورى أو مرغوب فيه ، فإنهم قد يفاجئون بالآراء الإسلامية المبكرة بخصوص الواجبات المنزلية .

صمت الكلام 16-11-2007 11:02 PM

جزاك الله خيراً والدنا العزيز ابو ايهاب ... متابعون !

أبو إيهاب 29-11-2007 07:01 PM

الفاضل / future

بارك الله فيك


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.