بمَ يُفكر الأدب؟
بمَ يُفكر الأدب؟
تطبيقات في الفلسفة الأدبية تأليف: بيار ماشيري ترجمة: د. جوزيف شريم مراجعة: د. بسام بركة بدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الناشر: المنظمة العربية للترجمة توزيع: مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة الأولى بيروت حزيران/ يونيو 2009 الصفحات 376 صفحة من القطع المتوسط المحتويات: ملاحظة للقارئ ص 9 مقدمة المترجم ص 11 الفصل الأول: بم يفكر الأدب؟ أدب وفلسفة ممتزجان تمارين الفلسفة الأدبية دروب التاريخ الفصل الثاني: مُتخيل كوسموبوليتي: فكر مدام دو ستايل الأدبي ص33 ثقافة قومية وثقافة عالمية ص 34 الغريبات الجميلات: بلاغة المركب ص 43 كَنت مُراجعاً ومُصححاً ص 48 ألمانيا مُكتشَفَة من جديد ص 57 فكر مُتعدد الجنسيات ص 65 الفصل الثالث: رواية حُلولية: سبيريديون لجورج صائد ص 69 حكاية سبيرديون ص 72 بين لامونيه ولورو ص 82 رواية كورامبيه ص 88 الفصل الرابع: هذيانات ريمون كينو الهيغلية ص 97 مع كوجيف ص 100 رواية تخيلية لكوجيف: يوم أحد الحياة ص 106 بيارو صديقي: قصة لنهاية التاريخ ص 113 نحو علم التاريخ المطلق ص 121 في عمق الأشياء الفصل الخامس: حول فيكتور هوجو: صور الإنسان السفلي ص 137 شكل أدبي جديد: القصة المتسلسلة ص 138 البؤساء: رواية الأعماق ص 142 رجل الجماهير ص 150 لقد أجدت الحَفر أيها الخُلد العجوز ص 154 قصص ديماسية (من تحت الأرض) ص 161 ميثولوجيا تاريخية ص 165 الفصل السادس: جورج باتاي والانقلاب المادي ص 173 (باتاي) الشاب ص 175 السلسلة الأولى من مجلة (وثائق): اللجوء الى الفضيحة ص 179 جدال مع بروتون ص187 المادية الدنيا: أنثروبولوجيا جديدة ص 191 الفصل السابع: بلاغة الهُوى: مترو سيلين السحري ص 203 الاحتفال بالحركة ص204 الحيلة الصغيرة ص 209 أشياء ليست للقول ص212 كل شيء يجب أن يزول الفصل الثامن: (ساد) ونظام الفوضى ص223 السلطة (بمَ يُسمح لي أن آمل؟) ص 225 المتعة (ماذا علي أن أفعل؟) ص 241 السرد (ماذا أستطيع أن أعرف؟) ص 249 الفصل التاسع: لا واقعية فلوبير ص 267 منطق التخيل ص 268 السفر في قلب المادة ص 277 ذَهَبُ السماد ص294 أمثولة في الأسلوب ص 306 الفصل العاشر: فوكو قارئاً روسيل: الأدب باعتباره فلسفة ص 315 حالة روسيل المرضية ومرض اللغة ص316 درس في الأنطولوجيا: عمل الكلمات ص322 أوهام المعنى ص 322 درس في الأخلاقيات: البُنى والموت ص 332 الفصل الحادي عشر: من أجل فلسفة أدبية ص 339 فلسفة من دون فلاسفة ص 341 الأفكار في الأدب ص 348 الثبت التعريفي ص 353 ثبت المصطلحات ص 357 المراجع ص 361 الفهرس ص 371 |
من مقدمة المترجم
ما هي الإشكالية التي يطرحها هذا الكتاب؟ إنها من خلال العنوان الرئيسي دراسة للفكر الكامن في الأدب، ومن خلال العنوان الفرعي محاولة في الفلسفة الأدبية وطبيعة العلاقة بين الأدب والفلسفة. قد يتبادر الى الذهن أن المقصود بذلك أن الأدب يتضمن أفكاراً فلسفية يمكن استخراجها من النسيج الأدبي ودراستها دراسة مستقلة، وأن الفلسفة تتضمن عناصر أدبية يمكن أن تُدرَس علاقتها بالمضمون الفلسفي بحصر المعنى، كما تُدرَس خصائصها على ضوء أحد المناهج الفلسفية. ولكن هذه نظرة سطحية تبسيطية تسيء في آن واحد الى الأدب والفلسفة، وهي، بطبيعة الحال ليست أطروحة المؤلف، ذلك أن العلاقة بين الأدب والفلسفة أكثر تعقيداً والتباساً، فهما خلال فترة تاريخية طويلة لم يكونا منفصلين. مفهوم الأدب، كما نعرفه اليوم حديث العهد في أوروبا، إذ بدأ يتحدد في القرن الثامن عشر، ذلك أن الأصل اللاتيني للفظة (Littera) يدل على النصوص التي تُكتب لتُحفظ، أياً تكن مواضيعها، وظل هذا المعنى سائداً حتى أواخر القرن السابع عشر. هل تعني (الفلسفة الأدبية) (استخراج) العنصر الفكري من الآثار الأدبية، عزل المفاهيم والقضايا الفلسفية عن (المادة الأدبية)، عن فن السرد مثلاً وفن الأسلوب، ودراستها دراسة مستقلة، وهكذا يتم الجواب عن السؤال الذي يطرحه الكتاب: بمَ يفكر الأدب؟ إذا أمكن ذلك، أي عزل العنصر الفكري عن (المادة الأدبية)، فهذا يعني أن الفكر طارئ عليها وأن وجوده عرضي وليس عنصراً مكوناً من عناصره الجوهرية، وهو بالتالي ليس أدباً بالمعنى الصحيح، وهذا (المضمون) الفكري المستخرج لا ينتمي انتماءً أصيلاً للفلسفة لأنه لا يستوفي متطلبات المنهج الفلسفي.. من زاوية أخرى، هل تعني الفلسفة الأدبية إخضاع النصوص التي اصطلح على تسميتها أدبية للدراسة على ضوء أحد المناهج الفلسفية؟ عرف تاريخ الأدب والنقد الكثير من الدراسات التي تستوحي مناهج العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع... ولعل أحدثها تلك التي تعتمد العلوم اللسانية وأشهرها المنهج البنيوي، وهي في نظر المؤلف قاصرة لا تحيط بالموضوع ولا ترى منه سوى جانب واحد ولا تؤدي النتائج التي تُرتجى منها. إذا كان الأدب لا (يفكر) كما تفكر الفلسفة، ولا يحتمل وجود أفكار فلسفية جاهزة تُضاف إليه وتُنتزع منه، لأنها تكون بمثابة خلايا ميتة في جسد حي، وإذا لم يكن لغوياً صرفاً ولا شكلاً خالياً من مضمون، فإن الأدب وهو يُنتج أشكالاً وصوراً وأنماطاً تعبيرية وصفية وسردية وحوارية، يُنتج في الآن ذاته (أفكاراً) ويطلق (رسائل)، ولكنها ليست أفكاراً مجردة كما هي المفاهيم الفلسفية، وليست رسائل مباشرة، كما هي الرسائل في التوجيهات الأخلاقية والمبادئ التعليمية، وكونها كذلك لا ينتقص من قيمتها كتجارب فكرية، بل يكسبها صفة خاصة ويمنحها بُعدا آخر. إنها نسيج ضمن نسيج متشابك الخيوط كثير التشعب، مُتعدد الألوان، على الباحث أن يحسن تمييزها وملاحقة تعرجاتها والتفافاتها من دون أن ينقلها الى نطاق آخر، ومن دون أن يجردها من طبيعتها الأدبية. هذا هو مفهوم المؤلف للفلسفة الأدبية، وهذا ما حاول تطبيقه على النماذج الأدبية التي اختارها، ففي رأيه أن الأدب، من دون أن يخرج من (أدبيته)، بل وهو متجذر فيها يمكن أن يوجه رسائل للفلسفة هي بحاجة إليها، أكثر من حاجة الأدب الى أفكار فلسفية... |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.