حوار الخيمة العربية - الخطر الصهيوني- معلومات منقولة

بين الصهيونية والاستعمار:

إن وقوف القوى الاستعمارية وراءالصهيونية ودعم عدوانها واستيطانها لفلسطين لا يتبع من فراغ ولكن وراءه أسباب لا تخفى على المدقق ولا يحتاج كشفها إلى عناء كبير وعليه شواهد كثيرة منها ما جاء فيتقرير لجنة (كامبل بترمان ) في وزارة المستعمرات البريطانية ومنه: "إن الخطر المهدد لنا يكمن في البحر المتوسط حيث يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللغة والآمال وكل مقومات التجمع والاتحاد فضلا عن ثرواتها الطبيعية ونزعاته الثورية ويجب العمل على فصل الجزء الإفريقي من هذه المنطقة عن الجزء الآسيوي والمقترح إقامة حاجز بشرى قوي غريب بين آسيا وإفريقيا على مقربة من قناة السويس يكون صديقا لنا وعدوا لسكان المنطقة".

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى جاء في خطاب للرئيس الأمريكي (بنيامين فرانكلين )عن خطر اليهود ما يلي :"هناك خطر جسيم تتعرض له الولايات المتحدة من اليهود فحيث حلوا هبط المستوى الأخلاقي والشرف التجاري إني أحذركم فإذا لم تقصوا اليهود فلن تمضى مائة عام حتى يذوق أحفادنا الشقاء الأليم منهم." وعند تقديم سفير أمريكا الجديد في إسرائيل مستر لوسونسنة 1954 أوراق اعتماده جاء في خطابه "لا يسعني إلا الفخر بما قامت به بلادي في سبيل إنشاء بلادكم وإنه لجدير بنا نحن الأمريكيين الذين ندين بحضارتنا إلى الكثيرمن إلهام أنبياء إسرائيل أن نعمل متحدين مع أحفادهم في المهمة العظمى وهى بناء أمةحديثة في الأرض القديمة".

ومع ملاحظة الفرق في الدافع بين كلام فرانكلينوالسفير لوسون فيما يتظاهرون به من كلام فان الهدف واحد وهو دفع الإسرائيليينومساعدتهم بكل الوسائل للعدوان على الأرض الفلسطينية والأماكن المقدسة واستيطانهاوهكذا اتفق الإنجليز والأمريكان علانية.

ومما يدل على تضافر كل القوى المعادية من صليبية واستعمارية وصهيونية في العدوان المبيت والمدبر ليلا ونهارا علىمقدسات الإسلام ما جاء أيضا في كتاب الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور عن الحروبالصليبية ومنه "إن صاحب الكرك (أرناط ) قاد عام 578هـ حملة قصد بها غزو مكة والمدينة نزل على شواطئ الحجاز إلا أن صلاح الدين أمر سيف الدولة بن منقذ نائبه على مصر بتتبع الحملة فأرسل أسطولا بقيادة حسام الدين لؤلوء الحاجب فتتبعها ودمرها وعاد بأسرى إلى القاهرة ومن هنا تتضح أبعاد المعركة الضارية ومختلف عناصرها الموجهة للنيل من الإسلام والمسلمين وتدمير مقدساتهم.