تركت العز يتيماً
 

تركت العز يتيماً
******
يصانع عزاً بعضهم ويحاوله=وأبصر خير العز ما كان كامله
ملكت قلوب الناس والحب شاهد=وتسكن في الأرواح تلك دلائله
فليس بجود النفس قد ساد تبع=وليس بحب الناس قد عز وائله
علوت بآمال وأحلام قائد=ويكبر في الإنسان ما كان يأمله
أيا يوم قسطل تدور به الرحى=يقودهم عز وتعلو جحافله
فأسقى تراب الأرض عطر أريجه=ومن دم قسام لتنمو سنابله
فولت عواديهم يناجون بعضهم=حذار فذاك الشعب خاب مُنازله
ولله در البرلمان وجلسة=يكاد بها من كل أرض عواذله
كأني أرى نسراً وتلك ربوعه=يحلق فيها والجلوس عنادله
جواد إذا ألفى مهيب إذا اعتلى=كثير خصال عددتها فعائله
عفيف عن الدنبا الغرور ومالها=فالعز در والكنوز خلائله
كأني أرى شعراً يسير على الثرى=يطبق ذاك البيت كما قال قائله
"هو البحر من أي الجهات أتيته=فلجته المعروف والجود ساحله"
إذا ما رأيت العز أوجم واقفاً=وقيل له عذر فقد مات كافله
فاصرخ بكل الناس ما مات كامل=وكيف تموت بعد قطْر هواطله
ولكن ذا دهر يقلب دائما=ولا أحد يدي تدور مغازله
ولا عجب ألفي أخيراً بعهدنا=يجيء بما لم تأت فيه أوائله

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخي العزيز محمودًا..
تمتلك قدرة على الصياغة جيدة وكذلك الاستخدام الانسيابي لبحر الطويل كان موفقًا للغاية .
الجديد هو أن تدرك أن الصورة القديمة للرثاء والمدح قد تغيرتا الآن وصارت الغلبة لصالح (عالمية)
المضمون بحيث تكون القصيدة قابلة للتداول في أي زمان ومكان .
ربما نكون بحاجة إلى البعد عن التقريرية والسمات المكررة كالجود والنبل والعطاء والشجاعة في
شكلها المكرر وهذا لال يعيب أعمالك ولكن ينتظر مستقبلاً تطورها بإذن الله .
هذا البيت :
فأسقى تراب الأرض عطر أريجه=ومن دم قسام لتنمو سنابله
كان فيه صورة جميلة وعنصر الحركة فيها كان حاضرًا بشكل جيد ، فحين
السقيا تنمو بالدماء سنابل الأحياء .
من الجيد أن أجد لك صورًا متعددة كهذه لأنها تلعب دورًا كبيرًا في إظهار
خصائص ابتكارية للشاعر وتثري معجمه الخاص .
أرجو لك التوفيق في هذه القصيدة وأقول إن بحر الطويل كان مناسبًا لحالة الشجن
التي كنت تعبر عنها . دمت موفقًا باركك الله .