حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة بـــوح الخــاطـــر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=31)
-   -   في حضرة قلم (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=83308)

خاتون 20-03-2010 02:15 PM

في حضرة قلم
 
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة
ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب

قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة


ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية


أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني



خاتون: على عتبة الخواطر

هـــند 20-03-2010 02:46 PM

ما أجملها من عتبة وقفنا عليها معك نطل على إرهاصات قلمك المبدع و نشهد ولادة الحرف من جديد معك.


فانتظرني

وعلى باب الخواطر، ترقبني

و نحن ننتظر معه


مودتي

خاتون 21-03-2010 02:17 PM

أشكر لك حضورك وتحريضك
وأرجو أن لا تنتظري كثيرا


تحياتي
خاتون

المشرقي الإسلامي 22-03-2010 07:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة خاتون :
من جماليات العمل الأدبي أيًا ما كان صنفه هو أن يتسم بقدر كبير من الديناميكية وأن يتبادل المبدع فيه الموقع مع الأشياء ويتحدث بلسانها ، ويستبطن أحاسيسها ومشاعرها. وبعد ذلك ، فإن الحديث عن بعض جوانب الحياة الخاصة بالشاعر كدخول صفحات المنتديات أوتناول قهوة الصباح أو غير ذلك من الجوانب الشخصية يعد ذا قيمة كبرى إذا كانت كيفية التناول تبعد به عن كونه شأنًا شخصيًا خالصًا لتحوله إلى شأن يتشارك الجميع فيه ، ويتحول إلى ظاهرة إنسانية رائعة ، وهذا ما لمحته في آخر الأسطر . والآن إلى الخاطرة الماتعة الآخذة طريقها إلى مشروع صناعة مبدع بإذن الله.
http://hewar.khayma.com/showthread.p...415#post645415
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة
ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب
جميل للغاية أن تكون البداية بهذه الكيفية التي دخل فيها كل من الموروث الصوفي المتمثل في عبارة المكاشفة والتي تعبر عن شفافية نفسية وإنسانية ، والتناص مع الآية القرآنية في عبارة الأمارة بالسهر ،وكان الاستخدام لهذه الأفعال الرقص والغناء يميز الخاطرة ويجعل للحالة الحركية حركة القلم دلالة أكثر بعدًا وعمقًا وتغدو فلسفة الأشياء بهذه الكيفية لأنها تجعل للأشياء قيمة أكبر من القيم الاعتيادية التقليدية لها.


قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة

هنا يكون للفعل قرأت دلالة غير تقليدية فهي قراءة بالقلب وليس بالعين ،وهذا دليل المكاشفة ، والمقصود أن الإنسان الذي ارتبط بهذه القيمة يستطيع استبطان هذه المشاعر من خلال تصويره حالة الجفاء بينه وبين القلم أو خواء الذهن من الكتابة ليأتي بهذه القطعة الجميلة ، خاصة في السطر الأخير سلام على روحك الراقدة والذي يأتي موزونًا على بحر المتقارب ، ويسير معنا الاستخدام لهذا الموروث الصوفي في هذا السطر الأخير ليكون القلم هو ذلك الرفيق المجادِل للمرء في صمته وحديثه ، والسطران الأولان يعبران عن حالة الحيرة التي تعتري المبدع عندما لا يجد ما يكتبه أو يجده مجرد تصورات لا تطاوع المرء للخروج من ذاته إلى رحاب ا لورقة .والصوت المنبعث من القلم يجعلني أشعر أننا إزاء هذه الحالة الحالمة التي يكون القلم فيها كالذي يظهر في الحلم يقول كلمته ثم يختفي بعدها تدريجيًا . وهنا يكون جميلاً أن تكون العبارة مؤدية إلى تصورات ذهنية تتعلق باليقظةوالمنام ، وهي بذلك تؤكد بشدة على معنى المكاشفة التي ربما يمكن القول بأنها مفتاح العمل الأدبي.
ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية

في هذه الجزئية يكون من الجميل للغاية أن يتحول الحديث من القلم إلى الحديث للمبدعة ذاتها وهذا التنوع في الأصوات يُكسب الخاطرة حالة من الحيوية حتى كأنهما خصمان على المتلقي أن يحكم لصالح أحدهما!
كان السطر الأول جميلاً للغاية خاصة في هذه التشبيهات الرائعة الممثلة في التعبير الأول يحيا على نزيف عشقي ، إذ يغدو العشق ذلك الجرح الذي يلهم القلم الوجود ، من هنا تبرز علاقة بين الأشياء المختلفة كالجرح والإنسان ،والجرح والقلم.المبدعة ترينا نظرتها إلى ذاتها العزيزة التي يكون الجرح فيها أداة حياة للآخرين وهذا دليل التضحية تضحية بالوقت بالمجهود من أجل ذلك القلم ذلك القط الذي يظفر بالأفكار التي تتحرك بداخل الذهن كالفأر المتلصص الذي لا يكف عن المشاغبة.وكذلك الحكايات المتدفقة من شراييني ، كان هذا التعبير على درجة كبيرة من الإيحاء بالألم والصدق الممتزج به إذ أنها حكايات صادقة آتية من منبع الدماء ولا تكون تضحية الدماء كذبًا أبدًا.وأتى استخدام لفظة التجلي ليعبر مرة أخرى عن هذه الحالة التي تتولد من فعل المكاشفة وكأنه تنبيه إلى أهمية وجود هذه الدلالات المشوبة بالإنسانية المتوهجة والصفاء اللامتناهي.
كان جيدًا للغاية استخدام لفظة الألفاظ المحمومة لتعبر عن حالة تشبه الشغبطة ممثلة في تحريك القلم بشكل حائر وهذا دليل على حسن الاستمداد لأوجه التشابه والاختلاف.
والسطر الأخير لا دفء إلا تحت جناحيه كان مميزًا من حيث تعبيره عن هذه النشوة التي تتلبس الإنسان بخروج هذه الأفكار إلى الأسطر معلنة ميلاد فجر جديد يأذن بتجليات ما في الخبايا.غير أن تعبير تحت جناحيه لا أرى له مبررًا ، فالقلم ليس فيه ما يشبه الجناحين لهذا تنبتّ الصلة بين المشبه والمشبه به.
كان تشبيه العباءة البالية للأشواق رائعًا من حيث هو تعبير عن هذه الحالة من الجدب والتي لا تتمكن فيه الأشواق من تحقيق الدفء المطلوب المتمثل بخروج هذه الأفكار إلى الصفحة ،ذلك الموقد الذي يستعصي دفئه على أعتى الأعاصير المسماة أشواقًا.

أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

هنا تأتي العبارة الرجيم معبرة عن حالة من التفاعل الذي يكون فيه أحد الطرفين معتادًا شغب الآخر ن بل ويتلذذ به ، كان فعل الركض وراء الأحاسيس متماشيًا مع حركة القلم كما أن تشبيه الأحاسيس وحركتها بهذه الطريقة يجعل النص أكثر ثراء لأنه يصنع تكاملاً في بيئة التشبيه عندما يشبه القلم بالراكض والأحاسيس بالهاربة ، وهذا ينطبق أيضًا على السطر الثاني وإن كان مختلفًا بعض الشيء عن السطر السابق عليه. ففي حالة هي تهرب منه وفي حالة منه هي تحاصره مما يجعل التجاذب بين الطرفين والإثارة الذهنية المتعلقة بهذا المولود المسمى بالخواطر دائمًا على طول الوقت ، ويكون القارئ هو ذلك المشاهد الأخير لهذا المسلسل وهو على أريكته يصفق لانتصار الإبداع .
فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني
هنا الخواطر قد تكون خواطر بالمعنى التقليدي وقد تكون تورية بعنوان(بوح الخاطر)وهي إحدى التكنيكات الناجحة للإيحاء بدلالات ثرية للعمل.


خاتون: على عتبة الخواطر

كلنا ننتظر خطوات حروفك!

أختي العزيزة خاتون:
أنت بذلك تضطرينني إلى الكشف عن شيء كنت أود إخفاءه وهو كتاب أقوم بنقله إلى القارئ عن القصيدة الحديثة ، فيه جزئية هامة تتعلق بمعاناة المبدع في عملية تأليف العمل ونقله إلى الذهن وكيفية الجهد المبذول من أجل صيد فكرة أو عبارة ، والذي يعنيني من هذا الكتاب مقطوعة شعرية رائعة لخليل حاوي وأخرى لصلاح عبد الصبور تتعلقان بنفس المضمون الذي وضعتيه ، فما أجمل تعانق الشعر والخاطرة!
لك من الشكر بمثل ما للشوق لك على رؤية التعليقات ومن التحية بمثل ما لك من رياضة الحرف ورشاقة التعبير . دمت مبدعة وفقك الله .

خاتون 25-03-2010 12:02 AM

الأخ الكريم أحمد

قراءتك ديمة ٌ سخية
انسكبت على روح النص فأثمر وأينع وتزين للقارئين



تحياتي
خاتون

إيناس 01-04-2010 02:31 PM

إقتباس:

أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك


فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني


لحرف خاتون بصمة لا تشبه غيرها
ولا تليق إلا بملامحها


عطشى نحن لما سيسكبه لنا قلمك

من عذب القوافي
وحلاوة المعنى
وبإنتظار

ذاك القلم الذي لا يشبهه قلم


صلاح الدين 01-04-2010 05:12 PM

يا للدهشة !
 
إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة خاتون (المشاركة 685045)
دعوته الى مكاشفة نفسي الأمارة بالسهر، راقصني بكل كرم وهمس بكلمات ناعسة

ذكرني بليالي الوصال والتوحد، وغنى لي سنفونية الحب الخالدة
ثم ابتسم ساخرا وألقى في وجهي ورقة وغاب

قرأتُ:
قبور صمتِك لا تعنيني... وشواهدها لا توقفني
أحلامك سراب وحميمك رماد لا يحييني
سلام على روحك الراقدة


ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي
واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية


أيها القلم الرجيم
أعدك أن تركض وراء أحاسيسي حتى تصاب بالتلعثم والحيرة
وأعدك أن تحاصرك أشواقي حتى يجف زادك ومدادك

فانتظرني
وعلى باب الخواطر، ترقبني



خاتون: على عتبة الخواطر

لا أعلم لماذا أشعر بالرهبة الممزوجة بالنشوة عندما أقرأ لك أختي القديرة خاتون؟ !

هيبة استنطاق المعاني الصامتة... وهيبة تفجير الأحاسيس الكامنة ...وهيبة دغدغة المشاعر الدفينة ...
و نشوة الولادة الناجحة بعد آلام المخاض العسيرة ...ونشوة تجلي العروس لعروسها بعد سنوات الحجب و الغروس ...و نشوة البوح بمكنونات الأعماق بعد أن كادت أن تحرقنا الأشواق ...

هذا الصراع بين القلم المتمرد و صاحبته التي أهملته لوقت ما ...هو صراع بين الذات و ذات الذات ...لا مفر و لا ملجأ منه إلا إليه ...!

عندما تتوعد خاتون قلمها و تصفه بالرجيم لأنه لم يطاوعها - بدلال و عتاب - شعرتُ و كأنها تستعطفه كي يعود إلى سالف طاعته و أن يضع حدا لهذا العصيان ...! كأني بصاحبة القلم تقدم اعتذاراتها له بكيل الوعيد له ...و تترجاه الصفح عما سبق و مضى بتحديه و اعلان ثقتها بأنه سيعود طوعا أو كرها إلى بيت الطاعة ...!


و مهما كانت الأساليب المتبعة من شد و جذب ...و إعلان و ستر ...و وعد و وعيد ...و تحد و رضوخ ...بين القلم و اللوح ، فما يسعدنا نحن بدون مواربة هو عودة الرقص الجماعي بين الطرفين :thumb:


و تا الله ، إني لفي حيرة من أمري : من القلم ؟ و من اللوح ؟ و من ...؟



فائق تقديري العزيزة خاتون و عذرا على هذياني .:New6:

ريّا 01-04-2010 09:55 PM

ربما كان يحيى على نزيف عشقي وينسج كل يوم حكايات الوجد المتدفقة من شراييني
ربما كان يرتشف دموع الشوق لينتعش في صباحات التجلي

واليوم وقد هبت مواسم القحط،
أراه يستنكف عن مؤانستي في مساءات موحشة إلا من أنفاس محمومة توقد لهيب الحنق في أوصالي
أراه واثقا بكبريائه الأرعن أن لا ملجأ غيره
وأن لا دفئ إلا تحت جناحيه حين تلفني الأشواق بعباءة بالية


هذا وأنت في مواسم القحط

فكيف بالمواسم الأخرى ......... أحيي قلمك الذي أستفزك

ونحن بالأنتظار

خاتون 03-04-2010 01:12 PM

الرقيقة إيناس

كأن الخضرة أدارت وجهها عن حشاشتي
فجف المداد وتطايرت الصحف

وها أنا على العتبة، أتسول كلمات لأهديها إليك
فاعذري التأخر والتعتعة


لك من الود أجمله

تحياتي
خاتون

خاتون 03-04-2010 01:43 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة صلاح الدين (المشاركة 685859)
لا أعلم لماذا أشعر بالرهبة الممزوجة بالنشوة عندما أقرأ لك أختي القديرة خاتون؟ !

هيبة استنطاق المعاني الصامتة... وهيبة تفجير الأحاسيس الكامنة ...وهيبة دغدغة المشاعر الدفينة ...
و نشوة الولادة الناجحة بعد آلام المخاض العسيرة ...ونشوة تجلي العروس لعروسها بعد سنوات الحجب و الغروس ...و نشوة البوح بمكنونات الأعماق بعد أن كادت أن تحرقنا الأشواق ...



و تا الله ، إني لفي حيرة من أمري : من القلم ؟ و من اللوح ؟ و من ...؟

جاري الغالي صلاح

يكفي أن أرى إسمك لأستشعر الهيبة والوقار

أما أن تكون هنا،
فإني سأدعو نفسي إلى حضرة أخرى علها تتزكى
ف"قد خاب من دساها"
فأنا القلم التائه في درب السالكين
وأنا اللوح الممحي من ملامحه
أمني النفس بمداد يسكب الروح في أوصالي
ويكتبني مرة أخرى

لروحك الود والتقدير
ولبناتك الحبق والياسمين

تحياتي
خاتون


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.