حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   الخيال عند الأديب (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=84726)

ابن حوران 18-12-2010 01:02 PM

الخيال عند الأديب
 
الخيال عند الأديب

يتميز الأديب عن الكاتب بأن الأول يقدم مادته الكتابية مُستحضِراً فيها تجربته الشخصية وثقافته ووعيه الماضوي والمستقبلي، ليقدم بذلك عملاً يُقبل عليه المتلقي (القارئ) أو المُشاهِد في حالة تحويله الى (دراما) سينمائية أو تلفزيونية أو حتى مسرحية، بشكلٍ لا يضجر منه ولا يتبرم.

وعندما نقول وعيه (الماضوي) فإننا نعني المادة التي يقدمها تحكي عن حدث أو مجموعة أحداث وقعت في الماضي، فعندما يريد أن يعيد إنتاج صورها، فإنه يستحضر ما كُتب عنها ويقارنه بما تلاها من أحداث، ويُحشِّد ثقافته بعناصرها المختلفة، ويستعين بخياله ليضفي عليها طابعه الخاص الذي سيئول بالنهاية الى تقديم عملٍ مختلفٍ عن أعمالٍ قام بها غيره عن الأحداث نفسها. فلو أراد الكتابة عن معركة أُحد مثلاً، فإنه سيستعين بما كُتب عنها بالتفصيل، ويعيد صياغة المشاهد بطريقته الخاصة.

وإن أراد أن يتحدث عن حال الناس بعد ثلاثين عاماً واحتياجهم للماء مثلاً، فإنه سيحتاج الى جداول إحصائية عن تزايد عدد السكان في المناطق المحيطة بمنابع ومصبات الأنهر، ولكنه سيبتعد عن ذكر الأرقام وهوامش مصادرها، والتنبؤات السياسية، بل سيصوغ ذلك صياغة يركز فيها على صراعات من نوعٍ ما بين الناس ويركز عليها كرسام الكاريكاتير. وهذا له علاقة بالوعي المستقبلي، أي أنه سيقوم برسم صور لم تكن ماثلة في السابق، كما هي الحال في معركة أُحد.
إنه ليس الخيال وحده الذي يُعطي للأديب تميزه في الإبداع عن الكاتب، بل يُضاف الى ذلك ما قد يضيفه من (مُحسناتٍ) تضفي على أسلوبه طلاوة، لا نجدها عند الكاتب.

من جانب آخر، فإن الكاتب، يقدم مادته المكتوبة بشكلٍ تقريري يهدف منها التثقيف أو التحريض أو نقل الخبر. وقد يصف بعض النُقَّاد المواد التي تُعرض عليهم وتحمل وظيفة معينة (أنها مِن إنتاج كاتب)، كما كان كثير من النقاد يفعل مع (العقاد) فكان يفضلون تسميته بالكاتب، في حين يصفون (طه حسين) بالأديب.


zubayer 22-12-2010 06:21 PM

دعنى ان آشاطركم الموضوع ..لو تفضلت مشكورا ....
 
دعنى ان آشاطركم الموضوع ..لو تفضلت مشكورا
الكتابة: هى فن آو احد الفنون التى (لها آسسها ومقوماتها) كأي فن آخر ..كالتمثيل ، والرسم وما آلى ذلك .
الكتابة: تعبير عن مشاعر معينة أو حالة ما تترك آثر فى نفس الكاتب فيعبر عنها و هنا يمكن ان نطلق عليها تعبير عن مشاعر آو الكتابة من آجل الكتابة .
الكتابة: قد تحمل رسالة من واقع معين (كالواقع العربى وآلآسلامى ) الحالى ، فهى بالنسبة لنا وسيلة للتعبير وكذلك نقل رسالتنا الصارخة للعالم للتبرئ من التسلط والاحتلال..
الكتابة: هي محاولة لإبراز وجهات نظرنا في سلبيات الواقع العربى والاسلامى المتهالك وقد تكون هى الوسيلة الوحيدة التى نرمى من خلالها تغييرهذا الواقع المؤلم .
الكتابة: هى لسان ناطق يعبر عن ما يريده الكثير والذين غير قادرين على طرحه ، وهذا يعني أنك رسولهم وتسعى لتوصيل الرسالة.
آلآديب: حامل بالخيال و الشعور ثم مخاض الموهبة والتى بدورها تغذى الصياغة من خلال التجربة مع الحدث (موقف ، ذكرى) فتولد (القصيدة ، القصة ، رواية) عند المناسبة ...

علي بعروب 10-01-2011 08:45 PM

الخيال عند الأديب
 
يمكن التعامل مع الموضوع من وجهة نظر أدبية صرفة . نطرح في البداية سؤالا: ما الفرق بين الأديب والكاتب ؟ في الأدب العربي لم يتم الحسم في المسألة بطريقة علمية . غالبا ما تطلق صفة الكاتب على كتاب القصص والروايات . أما الأديب فتطلق على المهتم بشؤون الأدب دراسة وتحليلا وتاريخا .
غير أن تاريخ الأدب العربي يؤكد أن صفة الكاتب كان يقصد بها مهنة الكتابة..من هنا نحتاج أن نبين صفة الكاتب فنقول كاتب مسرحي أو كاتب روائي ....
يتعين من طرحنا أن نتحدث عن الخيال عند الكاتب .. وليس عند الأديب .فالأديب ليست حاجته للخيال كما هي عند الكاتب . لأن الكاتب يبدع ما يؤلف معتمدا الخيال الخصب الواسع . ليس فقط في سرد الأحداث وإنما في عنصر التصوير بالأساس .
الموضوع مطروح للنقاش...

ARGOUN 10-01-2011 09:55 PM

من نصدق؟ ابن حوران الكاتب العرمرم الذي له محاولات في بعض ضروب الادب ام صديقي الاديب علي بعروب؟
السؤال يبقى مطروح

ابن حوران 11-01-2011 02:49 PM

الأخوة الأفاضل

الزبير
علي بعروب
يونس

شكراً جزيلاً لتفاعلكم مع الموضوع

رغم أن الموضوع كان عن الخيال عند الأديب، فإن التعقيبات جاءت حول الفرق بين الأديب والكاتب...

تناول علماء اللغة موضوع الأدب بالشرح، فجاء في لسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس، أن الأدب هو الدعوة للمحامد أي الفضائل: ومنها جاء أدبني ربي فأحسن تأديبي على لسان رسول الله صلوات الله عليه، وقيل أنه يجوز أن يتم لفظ أدَب بفتح الدال أو تسكينها، وعندما تُسّكن الياء يصبح دعوة للصنيعة أو الطعام، فقيل أن (مأدبة) وهي الدعوة للطعام (كناية عن كرم أخلاق صاحب الدعوة). كما قال ابن مسعود: القرآن مأدبة الله في الأرض فأكثروا من الإقبال عليه..

والدعوة أو الدعاية، وهي عمل الجمعيات الفكرية والحزبية والثقافية يلزمها الصياغة الأدبية المؤثرة لتكون دعوتها بليغة، وهكذا فعل ويفعل الشعراء والأدباء والفلاسفة... من هنا قال الفيلسوف (Heidegger): (يجب أن لا نمارس الفلسفة إلا بشكل قصائد). *1

أما الكتاب والكاتب فهو من الجذر (كَتَبَ) وهي معروفة في ظاهرها، لكن التعمق في مفهومها سيقربنا من اعتبارها كقرار أو عقد أو دستور أو تقرير. فكتاب الدولة لا يمارسون الأدب بقدر ما يمارسون تدوين المسائل والمكاتبات. وفي التنزيل (كُتب عليكم الصيام) أي قرار وتقرير. و (الصلاة كتاباً موقوتا) الخ.

شكراً مرة أخرى لكم جميعا



*1ـ [ من كتاب: بمَ يفكر الأدب؟ الصادر عن المنظمة العربية للترجمة/ تأليف: بيار ماشيري/ ترجمة: جوزيف شريم/ 2009/ صفحة 19].

علي بعروب 12-01-2011 11:32 AM

معنى الخيال في الأدب
 
لم أقصد معاكسة أديبنا الكبير الأستاد ابن حوران, وإنما قصدت توضيحا للفائدة .. ثم ما يعني الخيال في الأدب؟ هل الخيال هم اختراع أحداث وشخصيات خيالية ؟ الخيال قدرة على التصوير .تصوير المعنى في صورة فنية تجافي التعبير المباشر .من هنا فالخيال أساس الشعر والنثر الفني .
أما ما أشار إليه أستادَ نا الفاضل في كون الكتابة اقتصرت عند كتاب الدواوين على تدوين المسائل والمكاتبات .. فلم تكن تلك مهمتهم الأولى ..كانت مهمتهم إخراج تلك المراسلات في قالب فني بديع. وما أحوج دارس الأدب إلى تأمل كتابات ابن المفقع وعبد الحميد الكاتب والزيات .. وغيرهم من كبار الكتاب في الأدب العربي القديم .
ولا انسى رد التحية إلى الصديق المحترم ( أركون )


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.