حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   دواوين الشعر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=33)
-   -   نازك الملائكة . سيرة وشعرا . (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=73094)

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:37 PM

الراقصة المذبوحة

إرقصي مذبوحة القلب وغنّي

واضحكي فالجرح رقص وابتسام

إسألي الموتى الضحايا أن يناموا

وارقصي أنت وغنّي واطمئني

أدموع , أسكتي الدمع السخينا

واعصري من صرخة الجرح ابتساما

اانفجار ؟ هدأ الجرح وناما

فاتركيه واعيدي القيد المهينا

***

أيّ معنى لاختلاجات الضحايا ؟

بعض أحزان ستنسى , ورزايا

وقتيل أو قتيلان , وجرحى

***

إقبسي من جرحك المحرق لحنا

لم تزل فيها بقايا من حياة

لنشيد لم يفض بؤسا وحزنا

***

صرخة ؟ أيّ جحود وجنون !

أتركي قتلاك صرعى دون دفن

أيّ معنى لانتفاضات السجين ؟

***

إنتفاضات ؟ وفي الشعب بقايا

من عروق لم تسل نبع دماء ؟

إنجارات ؟ وبعض الأبرياء

بعضهم لم يسقطوا بعد ضحايا ؟

***

لم يكن جرحك بدعا في الجروح

فارقصي في سكرة الحزن المميت

الأرقّاء الحيارى للسكوت

***

إضحكي للمدية الحمراء حبّا

واسقطي فوق الثرى دون اختلاج

منّة أن تذبحي ذبح النعاج

منّة أن تطعني روحا وقلبا

وجنون يا ضحايا أن تثوري

وجنون غضبة الأسرى العبيد

أرقصي رقصة ممتنّ سعيد

وابسمي في غبطة العبد الأجير

***

وابسمي للقاتل الجاني افتتانا

إمنحيه قلبك الحرّ المهانا

ودعيه ينتشي حزّا وطعنا

***

وارقصي مذبوحة القلب وغنّي

إسألي الموتى الضحايا أن يناموا

وارقصي أنت وغنّي واطمئني

وابسمي للقاتل الجاني افتتانا

إمنحيه قلبك الحرّ المهانا

ودعيه ينتشي حزّا وطعنا

***

وارقصي مذبوحة القلب وغنّي

واضحكي فالجرح رقص وابتسام

إسألي الموتى الضحايا أن يناموا

وارقصي أنت وغنّي واطمئني
***

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:39 PM

الشخص الثاني




و جئت غدا وعبرت حدود الأمس إلى غدي الموعود

وشدا فرحا بمجيئك حتى المعبر والباب المسدود

ولقيتك أبحث فيك عن المتبقّي من أمسي الفقود

لو جئت ولم أجد الماثل في ألحاني

وأطلّ على روحي منك الشخص الثاني

الشخص الثاني , من أعماق شهور التيه المطموره

حاكته دقائق تلك الأيّام الجانية المغروره

وترّسب في عينيه تثاقلها ورؤاها المذعمره

وسأبحث فيك عن الماضي في اطمئنان

فيفاجىء لهفتي الحرّى الشخص الثاني

***

ومكان الواحد في عينيك المرهفتين أحس اثنين

ويقابلني الشخصان معا وسدى أرجو فصل الضدّين

وسأسأل عمّا خلّفه لي عامان

من وجهك , والردّ جبين الشخص الثاني

***

وسيسكن هذا الشخص الثاني الأحمق حتى في البسمات

وسيرمقني في خبث , مختبئا حتى خلف الكلمات

ولمن أشكو هذا المخلوق الشيطاني

والأول فيك محته يد الشخص الثاني ؟

عندما قتلت حبي

وأبغضتك لم يبق سوى مقتي أناجيه

وأسمعه صراخ الحقد في أغنية جهمه

وأبغضت اسمك الملعون والأصداء والظلاّ

وتلك الذكريات الخشنة الممقوتة الفظّه

هوت وتأكّلت وثوت مع الآباد في لحظه

وعدت قصيدة فجرية جذلى

وقلت الأمس ما عاد سوى لفظه

***

وتمّ النصر لي وهويت تمثالا إلى الهوّه

وراح الرفش في كفّي يشقّ الأرض في نهم

فلامس في الثرى جسدا رهيبا بارد القدم

ورحت أجرّه للضوء مزهوّه

فمن كان ؟

بقايا جثّة الندم

***

وكان الليل مرآة فأبصرت بها كرهي

وكنت قتلتك الساعة في ليلي وفي كأسي

وكنت أشيّع المقتول في بطء إلى الرمس

فأدركت ولون اليأس في وجهي

بأني قطّ لم أقتل سوى نفسي

فلامس في الثرى جسدا رهيبا بارد القدم

ورحت أجرّه للضوء مزهوّه

فمن كان ؟

بقايا جثّة الندم

***

وكان الليل مرآة فأبصرت بها كرهي

وأمسي الميت لكني لم أعثر على كنهي

وكنت قتلتك الساعة في ليلي وفي كأسي

وكنت أشيّع المقتول في بطء إلى الرمس

فأدركت ولون اليأس في وجهي

بأني قطّ لم أقتل سوى نفسي

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:43 PM

إلى وردة بيضاء


كنز البرودة والرحيق وخبأ اللين العطر

يا من عصرت من الثلوج من الحليب من القمر

يا ضوء خدّ من حرير أبيض ملء النظر

بيضاء يا ملقى فراشات الربيع المنتظر

الشمس ودّت لو سقيت ضياءها منحا أخر

والفجر تابعك الأمين يريق ظلّك في النهر

يا ملتقى حبّ السّواقي والقنابر والشجر

واحسرتاه على البشر

مرّوا بكنزك سائلين

مسكينة ما تملكين ؟

***

بيضاء : نحن أنا وأنت سنكتم السرّ المثير

سرّي وسرّك لن نبوح به إلى الركب الضرير

ماذا ملكنا ؟ لا ضياع ولا عبيد ولا قصور

لا شيء إلا رعشة القمر المرّنح في الغدير

وغناء أنسام المساء المخمليّات المرور

وصداقة العصفور والفجر الملوّن والعبير

ومودّة الشمس الحنون وقبلة المطر الغزير

ووساد أعشاب وثير

وارحمتا للسائلين

وسؤالهم : ما تملكين ؟

***

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:45 PM

أغنية لطفلي




ماما ماما ماما ماما ماماما

برّاق الحلو اللثغة ينوي النوما

والنوم وراء الربوة هيّأ حلما

والحلم له أجنحة ترقى النجما

والنجم له شفة ويحبّ اللثما

واللثم سيوقظ طفلي :

ماما ماما

***

بابا بابا بابا بابا بابابا

برّاق الغافي الساهي يسرق قلبا

والقلب سيمرع ينبت وردا رطبا

والورد يرشّ المهد أريجا عذبا

وأريج الورد لعوب يهوى الوثبا

والوثب سيوقظ طفلي :

بابا بابا

***

دادا دادا دادا دادا دادادا

الحقل مشوق للخضرة لا يهدا

والخضرة خاوية لا تملك وردا

والورد إلى الحمرة مرتعش وجدا

والحمرة عند صغيري ثغرا خدّا

وسيصحي الورد صغيري :

دادا دادا
***

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:50 PM

حدود الرجاء


كنّا نراها في ضباب الكرى = ملفوفة الهيكل بالمستحيل
كنّا شفاها عطشت والتظت = وكان مرآها يروّي الغليل
كنّا ملايين نعاني اللّظى = وظلّها فوق منانا ظليل
وكانت الأحلام تلقي بنا = في كلّ فجر فوق صحو ثقيل
وكم عبرنا نحوها من مدى= الرّيح فيه تلتقي بالأنين
دماء مقتولين من يعرب = تضجّ في أعماق ليل حزين
وموكب يعقبه موكب = من شهداء سقطوا هاتفين
يا صوتها , يا وجهها , يا اسمها = إبقي ضياء يتحدّى السنين

***
وكم بنينا صرحها المشتهى =على تلال الرّمل في أمسنا
وكم حسبنا أنّها قد دنت منّا = فأخفى ضوءها المنحنى
وجه سرابيّ السّنا كم هوى = كلّ رجاء دونه مثخنا

***
من دونها ضعنا فلا زهرة = توقظنا أشذاؤها الساريه
لا نخلة تضحك في أرضنا = لا زارع ينشد لا راعيه
جفّت أراضينا وأشجارنا = وارتحلت أطيارنا باكيه

***
نحن عبرنا كلّ أفق نأى = نبحث عن شذاها الجميل
عن لونها عن روحها عن صدى = منها يدوّي في السكون الثقيل
وانصرمت تلك السنين التي= تاهت خطاها في ضباب العويل

***
واليوم حان الفجر يا أمتّي =فنحن قاربنا حدود الرّجاء
تلالها تبدو وراء المدى = مغرقة في غمرة من ضياء
الوحدة الكبرى دنا ركبها = منّ فيا بشرى الشفاه الظماء

***
واليوم حان الفجر يا أمتّي= فنحن قاربنا حدود الرّجاء
تلالها تبدو وراء المدى = مغرقة في غمرة من ضياء
الوحدة الكبرى دنا ركبها = منّ فيا بشرى الشفاه الظماء
يا فرحة السارين تحت الدجى = قد لاحت الدار وحان اللقاء
***

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:52 PM

إن شاء الله


ناديت الوردة ذات صباح : " يا وردة إني عطشى "

فرنت وانتفضت وابتسمت

وجها , قلبا , شفة , رمشا

منحتني العطر , اللون , الحبّ , وما بخلت

فرشت لي خدّيها وحنت

.. .. .. ..

وسألت حبيبي أن ألقاه

فتطلّع فيّ وقال : أجل , إن شاء الله..

بضعة ألفاظ ثم مضى

وعد منه وحماس من قلبي ورضى

وغدا أو بعد غد يحضر إن شاء الله..

إن شاء الله..

وعد في شفة الزنبق غطّى المرج شذاه

وتألّق فجر منبثق خلف مسافات مبهوره

ونسائم تعبر في وديان مسحوره

(إن شاء الله ) رؤى أغنية طافحة وندى وصلاه

(إن شاء الله ) تسابيح وصدى أجراس

وبشاشة كأس لامس كأس

(إن شاء الله ) تفجّر أعياد وحياه

وتلاقي أعناب ومياه

***

فجّرت العالم بالخضره

(إن شاء الله ) وجاش البحر وأعطانا

سمكا ولآلي ورشاشا رطّب أوجهنا ورؤانا

(إن شاء الله ) وألف يد مرّت وتيقّظ ألف وتر

وتألّق حولي ألف قمر

وأنا ما زلت أعيش وأحلم أن ألقاه

فمتى يشرق لي فجرك يا (إن شاء الله ) ؟

***

( هل ) و ( متى ) لحن جفون ضارعه وشفاه

هل تحضر ؟ هل يأتي المطر ؟

هل يسخو العطر وينهمر ؟

إن شاء الله

إن شاء الله

ومتى يسري نسغ السكّر

في الرمّان الحامض ؟ والفجر متى يظهر ؟

والشاطىء بعد ضنى الأسفار متى سنراه

إن شاء الله ؟

في الرمّان الحامض ؟ والفجر متى يظهر ؟

والشاطىء بعد ضنى الأسفار متى سنراه

إن شاء الله ؟
***

المشرقي الإسلامي 17-09-2006 10:54 PM

نحن وجميلة




جميلة ! تبكين خلف المسافات , خلف البلاد

وترخين شعرك كفّك دمعك فوق الوساد

أتبكين أنت ؟ أتبكي جميلة ؟

أما منحوك اللحون السخيّات والأغنيات ؟

أما أطعموك حروفا ؟ أما بذلوا الكلمات ؟

ففيم الدموع إذن يا جميلة ؟

وجرّحنا الوصف , خدّش أسماعنا المرهفه

وأنت حملت القيود الثقيله

وحين تحرّقت عطشى الشفاه إلى كأس ماء

حشدنا اللحون وقلنا سنسكتها بالغناء

ونشدو لها في الليالي الطويله

***

وقلنا : لقد سمّروها على خشبات صليب

وقلنا : سننقذها , سوف نفعل ! ثم غرقنا

وراء مدى " سوف " بين الحروف النشاوى وصحنا

تعيش جميلة ! تعيش جميلة !

***

وذبنا غراما ببسمتها وعشقنا الخدود

وهمنا بغمّازة وجديله

أمن جرحها الثرّ نطعم أشعارنا بالمعاني ؟

وذوبي أمام الجراح النبيله

***

هم حمّلوها جراح السكاكين في سوء نيّه

ونحن نحملّها – في ابتسام وحسن طويّه-

فيا لجراح تعمّق فيها نيوب فرنسا

وجرح القرابة أعمق من كلّ جرح وأقسى

فوا خجلتا من جراح جميلة !

فيا لجراح تعمّق فيها نيوب فرنسا

وجرح القرابة أعمق من كلّ جرح وأقسى

فوا خجلتا من جراح جميلة !

جراح المعاني الغلاظ الجهوله

فيا لجراح تعمّق فيها نيوب فرنسا

وجرح القرابة أعمق من كلّ جرح وأقسى

فوا خجلتا من جراح جميلة !
***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:05 PM

الخيط المشدود في شجرة السرو

-1-

في سواد الشارع المظلم والصمت الأصمّ

حيث لا لون سوى لون الدياجي المدلهمّ

حيث يرخي شجر الدفلى أساه

فوق وجه الأرض ظلاّ ,

قصة حدّثني صوت بها ثم اضمحلا

وتلاشت في الدّياجي شفتاه

قصة الحبّ الذي يحسبه قلبك ماتا

وهو ما زال انفجارا وحياة

وغدا يعصرك الشوق إليّا

وتناديني فتعيى ,

تضغط الذكرى على صدرك عبئا

من جنون , ثم لا تلمس شيئا

أيّ شيء , حلم لفظ رقيق

أيّ شيء , ويناديك الطريق

فتفيق..

ويراك الليل في الدرب وحيدا

تسأل الأمس البعيدا

أن يعودا

ويراك الشارع الحالم والدفلى , تسير

لون عينيك انفعال وحبور

وعلى وجهك حبّ وشعور

كلّ ما في عمق أعماقك مرسوم هناك

وأنا نفسي أراك

من مكاني الداكن الساجي البعيد

وأرى الحلم السعيد

خلف عينيك يناديني كسيرا

.....وترى البيت أخيرا

بيتنا , حيث التقينا

عندما كان هوانا ذلك الطفل الغريرا

لونه في شفتينا

وارتعاشات صباه في يدينا

-3-

"ها هو البيت كما كان , هناك

فوقه النرنج والسرو الأغنّ

وهنا مجلسنا..

ماذا أحسّ ؟

حيرة في عمق أعماقي , وهمس

ونذير يتحدّى حلم قلبي

ربما كانت..ولكن فيم رعبي ؟

هي ما زالت على عهد هو أنا

هي ما زالت حنانا

وستلقاني تحاياها كما كنا قديما

وستلقاني....." .

وتمشي مطمئنا هادئا

في الممر المظلم الساكن , تمشي هازئا

بهتاف الهاجس المنذر بالوهم الكذوب :

" ها أنا وقد فارقت أكداس ذنوبي

ها أنا ألمح عينيك تطلّ

ربما كنت وراء الباب , أو يخفيك ظلّ

ها أنا عدت , وهذا السلّم

هو ذا الباب العميق اللون , مالي أحجم ؟

لحظة ثم أراها

لحظة ثم أعي وقع خطاها

ليكن ...فلأطرق الباب .."

وتمضي لحظات

ويصرّ الباب في صوت كئيب النبرات

وترى في ظلمة الدهليز وجها شاحبا

جامدا يعكس ظلاّ غاربا :

" هل..؟ ويخبو صوتك المبحوح في نبر حزين

لا تقولي إنها.."

" يا للجنون ‍

أيها الحالم , عمّن تسال ؟

أنها ماتت"

وتمضي لحظتان

أنت ما زلت كأن لم تسمع الصوت المثير

جامدا , ترمق أطراف المكان

شاردا , طرفك مشدود إلى خيط صغير

شدّ في السروة لا تدري متى ؟

ولماذا ؟ فهو ما كان هناك

منذ شهرين..وكادت شفتاك

تسأل الأخت عن الخيط الصغير

ولماذا علقّوه ؟ ومتى ,
ويرنّ الصوت في سمعك: "ماتت.."

"إنها ماتت.." وترنو في برود

فترى الخيط حبالا من جليد

عقدتها أذرع غابت ووارتها المنون

منذ آلاف القرون

وترى الوجه الحزين

ضخّمته سحب الرّعب على عينيك "ماتت.."

-4-

هي "ماتت.." لفظة من دون معنى

وصدى مطرقة جوفاء يعلو ثم يفنى

أتراها هي شدّته ؟ ويعلو

ذلك الصوت المملّ

صوت "ماتت.." داويا , لا يضمحلّ

"إنها ماتت" صدى يهمسه الصوت مليا

وهتاف رددته الظلمات

وروته شجرات السرو في صوت عميق

"إنها ماتت" وهذا ما تقول العاصفات

"إنها ماتت" صدى يصرخ في النجم السحيق

وتكاد الآن أن تسمعه خلف العروق

-5-

صوت ماتت رنّ في كلّ مكان

هذه المطرقة الجوفاء في سمع الزمان

صوت " ماتت" خانق كالأفعوان

كلّ حرف عصب يلهث في صدرك رعبا

وتجني مخلب مختلج ينهش نهشا

وصدى صوت جحيميّ أجشا

هذه المطرقة الجوفاء : "ماتت"

هي ماتت , وخلا العالم منها

وسدى ما تسأل الظلمة عنها

وسدى تصغي إلى وقع خطاها

وسدى تبحث عنها في القمر

وسدى تحلم يوما أن تراها

في مكان غير أقباء الذكر

إنها غابت وراء الأنجم

واستحالت ومضة من حلم

-6-

ثم ها أنت هنا , دون حراك

متعبا , توشك أن تنهار في أرض الممرّ

طرفك الحائر مشدود هناك

عند خيط شدّ في السروة , يطوي ألف سرّ

ذلك الخيط الغريب

أنه كلّ بقايا حبّك الذاوي الكئيب

-7-

ويراك الليل تمشي عائدا

في يديك الخيط , والرعشة , والعرق المدوّي

"إنها ماتت.." وتمضي شاردا

عابثا بالخيط تطويه وتلوي

حول إبهامك أخراه , فلا شيء سواه ,

كلّ ما أبقى لك الحبّ العميق

لفظ " ماتت" وانطوى كلّ هتاف ما عداه

ويراك الليل تمشي عائدا

في يديك الخيط , والرعشة , والعرق المدوّي

"إنها ماتت.." وتمضي شاردا

عابثا بالخيط تطويه وتلوي

حول إبهامك أخراه , فلا شيء سواه ,

كلّ ما أبقى لك الحبّ العميق

هو هذا الخيط واللفظ الصفيق

لفظ " ماتت" وانطوى كلّ هتاف ما عداه

***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:06 PM

/*****تم حذفها للتكرار بناءاً على تنبيه الأخ المشرقي الإسلامي*****/

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:08 PM

أغنية
اسكني يا أغاني الأمل

فالهوى قد رحل

وانطوى سرّه في مقل

رصفت بالملل

***

أين أين ترى ذاهبين

في سكون السنين

والطريق الذي تسلكين

صامت لا يبين

***

ولمن تخلقين العطور

والليالي تدور ؟

ولمن دفؤك المسحور ؟

للدجى ؟ للقبور ؟

***

ولمن أنت والمنشدون

رحلوا في سكون ؟

والأسى , يا أغاني , ديون

دفعتها عيون

***

كم ملأنا بك الأقداح

وسقينا الرياح

كم منحناك للأشباح

في رضا وسماح

***

فابحثي في شعاب الوجود

عن هوانا الشرود

كفّنا نديت بالوعود

وهو ليس يعود
***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:10 PM

دعوة إلى الأحلام

تعال لنحلم , إنّ المساء الجميل دنا

ولين الدجى وخدود النجوم تنادي بنا

تعال نصيد الرؤى ونعدّ خيوط السّنا

ونشهد منحدرات الرمال على حبّنا

***

سنمشي معا فوق صدر جزيرتنا الساهدة

ونبقي على الرمل آثار أقدامنا الشاردة

ويأتي الصباح فيلقي بأندائه البارده

وينبت حيث حلمنا ولو وردة واحده

***

سنحلم أنّا صعدنا نرود جبال القمر

ونمرح في عزلة اللانهاية واللابش

بعيدا , بعيدا, إلى حيث لا تستطيع الذكر

إلينا الوصول فنحن وراء امتداد الفكر

***

سنحلم أنّا استحلنا صبيّين فوق التلال

بريئين نركض فوق الصخور ونرعى الجمال

شريدين ليس لنا منزل غير كوخ الخيال

وحين ننام نمرّغ أجسامنا في الرمال

***

سنحلم أنّا نسير إلى الأمس لا للغد

وأنّا وصلنا إلى بابل ذات فجر ند

حبيبين نحمل عهد هوانا إلى المعبد

يباركنا كاهن بابليّ نقيّ اليد
***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:14 PM




الشهيد

في دجى الليل العميق

راسه النشوان ألقوه هشيما

وأراقوا دمه الصافي الكريما

فوق أحجار الطريق

***

وعقابيل الجريمة

حمّلوا أعباءها ظهر العمود

ثم ألقوه طعاما للحّود

ومتاعا وغنيمة

***

وصباحا دفنوه

وأهالوا حقدهم فوق ثراه

عارهم ظنّوه لن يبقى شذاه

ثم ساروا ونسوه

***

والليالي في سراها

شهدت ما كان من جهد ثقيل

كلّما غطّوا على ذكرى القتيل

يتحدّاهم شذاها

***

حسبوا الإعصار يلوى

إن تحاموه بستر أو جدار

ورأوا أن يطفئوا ضوء النهار

غير أنّ المجد أقوى

***

ومن القبر المعطّر

لم يزل منبعثا صوت الشهيد

طيفه أثبت من جيش عنيد

جاثم لا يتقهقر

***

وسيبقى في ارتعاش

في أغانينا وفي صبر النخيل

في خطى أغنامنا في كلّ ميل

من أراضينا العطاش

***

فليجنّوا إن أرادوا

دونهم..وليقتلوه ألف قتله

فغدا تبعثه أمواه دجله

وقرانا والحصاد

***

يا لحمقى أغبياء

منحوه حين أردوه شهيدا

ألف عمر , وشبابا , وخلودا ,

وجمالا , ونقاء

***

إنّه عاد فتيّا

وهو قد أصبح نارا تتحرّق

في أمانينا وثأرا يتشوّق

وغدا يبعث حيا
***



























[/center]

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:16 PM

طريق العودة




نعود إذن في الطريق الطويل

تواجهنا الأوجه الجامده

يواجهنا كل شيء رأيناه منذ قليل

كما كان في ركدة بارده

نعود إذن , لا ضياء ينير

لأعيننا الخامده

نسير ونسحب أشلاء حلم صغير

دفنّاه بعد شباب قصير

***

نعود وهذا طريق الإياب

يمدّ مرارته ورتابة أسراره

نسير ويبرز باب

هنا , وجدار هناك يسدّ الطريق

بأحجاره

وثم سياج عتيق ,

تهدّم عند النهر

وعابرة , دون معنى تمدّ البصر

إلى حيث لا نعلم ,

تمرّ بنا , لا تفكر فينا

وننسى ونجهل أنّا نسينا

ولا نفهم .

***

نعود إذن في طريق الإياب المرير

وكنّا قطعناه منذ زمان قصير

وكنّا نسّميه , دون ارتياب , طريق الرواح

ونعبره في ارتياح :

يمد لنا كلّ شيء نراه يدا

يكاد يعانقنا ويصبّ علينا غدا

دقائقه نسجتها المنى

وكنّا نسّميه , دون ارتياب , طريق الأمل

فما لشذاه أفل

وفي لحظة عاد يدعى يدعى طريق الملل ؟

وعدنا نسير ويسلمنا المنحنى

إلى آخر ضيق

ويدفعنا كلّ شيء نراه

إلى يأسنا المطبق

ونشعر أنّا ضجرنا ضجرنا وعفنا الحياه

وعدنا نمجّ الحياه

***

لماذا نعود ؟

أليس هناك مكان وراء الوجود

نظلّ إليه نسير

ولا نستطيع الوصول ؟

مكان بعيد يقود إليه طريق طويل

يظلّ يسير يسير

ولا ينتهي , ليس منه قفول

هنالك لا يتكرر مشهد هذا الجدار

ولا شكل هذا الرواق

ولا يرسل النهر في ملل نغمة لا تطاق

نصيخ لها في احتقار

لأن الطريق طريق الرجوع

لأنّا بلغنا نهاية درب الرّواح

وأصبح لا بدّ من أن نذوق الجراح

ونحن نسير ونقطع درب الرجوع

ونذرعه بالدموع

***

ألا بد من أن نؤوب

وتدفعنا خلجات المرارة دون حلم ؟

ألم ينطفىء كلّ حلم كذوب

وها نحن نعلم أنّا بلغنا القمم ؟

وسرنا على أوجها مرة , ثم حان الإياب

وعدنا نجرّ قيود الألم

وندرك كيف تغيّر حتى التراب

تغّير حتّى الطريق

وأصبح يرفضنا في ملال وضيقوعاد يصبّ علينا جمودا عميق

***

وعدنا نسير

نجرّ أحاسيسنا الراكده ,

وتصدمنا الأوجه الجامده.

نسير , نسير ,

نحدّق في أي شيء نراه ,

بهذا السياج المهّدم أو بسواه

نحدّق , لا رغبة في النظر

ولمن..لأن لنا أعينا .

نعّلق , لا شوق يغري بنا

ولكن لأنّا سئمنا السكون المخيف

ووقع خطانا الرتيبات فوق الرصيف

سئمنا فأين المفر ؟

ولا بدّ من أن نعود

فليس هناك مكان وراء الوجود

نظلّ إليه نسير

ولا نستطيع الوصول

***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:17 PM

ذكريات






كان ليل , كانت الأنجم لغزا لا يحلّ

كان في روحي شيء صاغه الصمت المملّ

كان في حسّي تخدير ووعي مضمحلّ

كان في الليل جمود لا يطاق

كانت الظلمة أسرارها تراق

كنت وحدي لم يكن يتبع خطوي غير ظلي

أنا وحدي , أنا والليل الشتائيّ..وظلي

***

لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء

لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء

لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء

مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ

بعض شيء ما له قبل وبعد

ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي

وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي

***

كان صمت راكد حولي كصمت الأبديّة

ماتت الأطيار أو نامت بأعشاش خفيّة

لم يكن ينطق حتى الرغبات الآدميّة

غير صوت رنّ في سمعي وذابا

لحظة لم أدر حتى أين غابا

آه لو أدركت من ألقاه في الصمت المملّ

أتراني لم أكن أمشي أنا وحدي وظلي ؟

كانت الظلمة تمتدّ إلى الأفق الغريب

كلّ شيء وغرق فيها كقلبي , كشخوبي

ظلمة ممتدّة كالوهم كالموت الرهيب

غير ضوء خاطف مرّ بجفني

لحظة لم تدر ماذا كان ,عيني

كان ضوءا لونه لون خيال مضمحلّ

مرّ بي لمحا وأبقاني أنا وحدي وظلّي

***

كان في الجوّ الشتائيّ ارتعاش وجمود

جمد الظلّ من البرد وغشّاه الركود

ليلة يرتجف في أجوائها حتى الجليد

غير دفء طاف من قلبي الوجيع

فزت فيه من شتائي بربيع

وإذا في عمق قلبي فرحة الفجر المطلّ

غير أني كنت في الليل أنا وحدي وظلّي

***

كان في روحي فراغ جائع كاللاّنهايه

كان ظلي صامتا لا لحن لا رجع حكايه

باهتا يتبع مسرى خطواتي دون غايه

غير كأس عبرت حين صرخت

قطرة واحدة ثم ارتويت

أتراه كان أكذوبة إحساسي المضلّ

أو ما كنت أنا وحدي مع الليل وظلّي ؟

***

كان قلبي متعبا يسكنه حزن فظيع

رقصت فيه وشدّته إلى الجرح دموع

صور في قعره يصبغ مرآها النجيع

كان , لكنّ يدا مرّت عليه

حملت بعض تحاياها إليه

باركت آلامه السوداء كانت يد طفل

أيّ طفل ؟ لم يكن في الليل غيري غير ظلّي
***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:19 PM

الأرض المحجبّة





صوّروها جنّة سحريّة

من رحيق وورود شفقّيه

وأراقوا في رباها صورا

من حنان , وترانيم نقيّه

ثم قالوا إن فيها بلسما

هيّأته لجراح البشريّه

وأردناها فلم نظفر بها

ورجعنا لأمانينا الشقيّه

***

الملايين عيون ظمئت

عزّ أن تملك سلوى واحده

والملايين شفاه عطشت

ليس ترويها الوعود البارده

ذلك المشتعل هاتوه فقد

أكل الليل العيون الساهده

وأمرّوه على أشباحنا

لتروا لون دمانا الجامده

***

عمرنا كان طريقا معتما

فأنيروه إلى القبر أخيرا

وصبانا كان جرحا ساهدا

يشرب الملح ويقتات السعيرا

وأغانينا رصفناها أسى

وسقفناها غيوما وهجيرا

وهوانا والنى بعناهما

واشترينا بهما حزنا كثيرا

***

أين ذاك النبع ؟ في أيّ ضحى

سنلاقيه ؟ وفي أية ليله ؟

لم نزل نحفر في أعمارنا

ظلمات ليس فيها طيف شعله

وزحفنا وجررنا معنا

ألف قيد في الأكف المضمحلّه

ووجدنا دربنا مقبرة

ما لنا فيها سوى الموت أدلّه

***

حدّثونا عن رخاء ناعم

فوجدنا دربنا جوعا وعريا

وسمعنا عن نقاء وشذى

فرأينا حولنا قبحا وخزيا

ورتعنا في شقاء قاتل

وكفانا بؤسنا شبعا وريّا

وعرينا وكسونا غيرنا

وكسبنا القيد والدمع السخيّا

***

أين تلك الأرض ؟ من حجبّها ؟

نحن شدناها برنّات الفؤوس

وأجعنا في الدجى أطفالنا

لنغذّيها وجدنا بالنفوس

وزرعنا وحصدنا عمرنا

وجنينا ظلمة الدهر العبوس

وسقينا أرضها من دمنا

ومنحناها لأرباب الكؤوس

***

أين تلك الأرض ؟ هل حان لنا

أن نراها أم ستبقى مغلقه ؟

لم تزل فينا حنينا صامتا

وابتهالا في شفاه مطبقه

والملايين حنين جارف

يتلظّى ورؤى محترقه

افتحوا الباب فقد صاح بنا

صوت آلاف الضحايا المرهقه

***

صوتهم خشّنه البؤس فما

فيه دفء أو بريق أو ليونه

وحشاه الدمع ملحا قاسيا

وشكايات وجوعا وخشونه

صوتهم خالطه الصبر وكم

قد صبرنا في شحوب وسكينه

لعنة الحسّ علينا إن يكن

غدنا كالأمس أقيادا مهينه !

***

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:22 PM

آلام الشيخوخة






يا دموع الشيوخ في الأرض هيها =ت تجفّين في العيون الشقّيه
أي شيخ لا يذرف الأدمع الحرّ= ى على ما مضى ويشكو البليّه
فهو ذاك المحزون قضّى صباه= في لهيب الهموم والأحزان
ثم ذاق الشباب كأسة دمع ما= لحيّ على قذاها يدان
ثم غاب الشباب في ظلمة العم =ر ومات الأحباب والأنصار
كلّ عام يرى الأحبّاء يفنو =ن وتمحو ذكراهم الأقدار
يا لركب مشى به القدر الخا= دع تحت الرياح والظلماء
راميا في فم المنيّة فردا =منه في كلّ بكرة ومساء
يا شتاء الحياة لم يبق في الظل= مة إلا هذا الشقيّ الغبين
ذهبوا كلّهم إلى الموت إلا ّ=ه فدّوى نحيبه المحزون
وهو ذاك المسكين أضعفه العم =ر وحلّت بجسمه الأدواء
ومضت ظلمة الحياة بعيني=ه وغابت عن وعيه الأشياء
وهو يدري أنّ الممات قريب= منه قرب الأحزان والأوجاع
كلّ يوم يكاد يلقي على العا =لم والعمر أغنيات الوداع
يا غموض الحياة من أسلم الإن= سان للحادثات والأقدار
ذلك البائس الضعيف الذي يأ= تي ويمضي ولم يزل غير دار
فهو ما زال هائما بهوى العا= لم والعيش في ظلال الزهور
يتغّنى بحبّه رغم ما يل قى =من الحزن واحتدام الشعور
فإذا ما بدت له ساعة المو ت =ولم يبق في الحياة رجاء
رسم الحزن في محيّاه رعبا =ما رأى مثل هوله الأحياء
وأطلّت عيناه تلقى على الكو= ن تحايا الوداع والحرمان
في ذهول وروعة يملآن ال= قلب حقدا على الوجود الفاني
يا معاني الذهول في جبهة الميّ =ت , لا لن أخاف هذي المعاني
سأرى فيك بلسما ينقذ الأح =ياء مما يلقون من أحزان
سأرى في الممات خلد حياتي =حين تعفو عّني المنى والجروح
وينام المجسم الوضيع على الأر =ض وتختال في السماء الروح
عندما تخفت الأعاصير في سم= عي وأنسى الأصوات والأشياء
كلّ شيء في العالم الأحمق الجا =هل يخبو ويستحيل هباء
فإذا أمعن النشاوى بكأس ال= إثم في اللهو والصراخ الأثيم
لم يجئني من صوتهم أيّ= همس وتفّردت بالسكون المقيم
وتمرّ السنين لا ألم في ها =ولا إثم في ظلال الخلود
عالم ليس لي التغلغل فيه هل =آن فلأمض في غناء نشيدي
ولأعش في هذي الحياة مع الأح =لام تحت النهار والظلمات
أعشق الفتنة النبيلة في الور =د وفي ضجّة الرياح العواتي
وأسلّي نفسي وقلبي بمرأى ال =عابثين الأشرار والواهمينا
هؤلاء الذين يقضون ايّا م= صباهم في هذرهم سادرينا
ليس تعنيهمو الفضيلة والنب =ل وما يحزنون للأشقياء
فإذا ما رأوا حزينا معنّى =رجموه بالشوك والأقذاء
وضعاف الطيور في ظلل الأغ =صان تلقى منهم صنوف النكال
وزهور الخبّاز في رحبة الحق =ل يدوسونها فيا للضّلال
وحياة الفنّان في عالم الوح= دة والفكر عندهم كالجنون
يا لهذي المأساة يا ربّ ماذا= كتبت للأحياء كفّ السنين ؟
ولتسر هذه الحياة كما تر جو =المقادير والأسى والظلام
وليظلّ الأحياء في التيه يشقو= ن وتقسو عليهمو الأيام
ولأعش ما يشاؤه القدر الظا لم= أبكي على أسى الأحياء
هؤلاء الصرعى الظماء الحيارى= بين فكّ الآثام والأدواء

المشرقي الإسلامي 18-09-2006 02:26 PM

حصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا د المســـــــــــــــــافات

حينما يرقد الهوى ميّتا فو= ق تراب الأيّام والأعوام
وتعود الذكرى صدى جامد الوق= ع لعهد مغلّف بالظلام
وتوت الألوان في المقل الجد =باء في حسرة وفي استسلام
ويذيع الفراغ أغنية الجد= ب وتطغى الفوضى على الأنغام
***

حينما يصبح الهوى قصّة كا =نت ومرّت بالكون منذ عصور
عشّش الصمت في خرائبها النك =راء خلف الخيال والتفكير
وطوى نبضها البرود ال= مرّ في كلّ شهقة وشعور
وخمود الفراغ لفّ صداها= بجمود الموتى وصمت القبور
***

وتحسّ العيون أنّ عيونا =مات فيها المعنى وعادت رمادا
لم تعد في أهدابها خلجة تس= تصرخ الشوق والصدى والسهادا
ضاع في جوّها النداء وردّت= آهة في السكون تنعى المنادى
وارتمت في أنحائها رغبات ال= أمس والذكريات عادت جمادا
***

عندما ينطوي النداء وتمحى =كلمات النجوى وتطوى الأماني
وتحسّ القلوب أنّ قلوبا== بردت في أصابع النسيان
عنكبوت الجمود شبّك فيها عشّه والسكون لفّ الأغاني
وغبار السنين جرّ على الأش =واق ستر اللاّلون واللاّكيان
***

ربّما يلتقي هنالك طيفا =ن من الأمس في شعاب طريق
يعبران الحياة قد ضيّعا= مم لكة الحبّ في الزمان السحيق
في برود يمرّ كلّ على الآ= خر خابي العيون ميت العروق
لا شعور يلوح في اعين صمّ= اء غرقى في لجّ صمت عميق
***

من حصاد المصادفات يمرّا =ن كنجمين في امتداد الفضاء
ربّما لخّصا غرامهما الما= ضي بشبه ابتسامة جدباء
ربّما ألقيا التحيّة لا عم =ق لها , في برودة الغرباء
ثم ّ سارا كأنّما لم تكن يو= ما حياة عطشى وراء الدّماء
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 11:10 AM

الجرح الغاضب







أغضب أغضب لم أحتمل الجرح الساخر

جرح قد مرّ مساء الأمس على قلبي

جرح يجثم كالّليل المعتم في قلبي

يجثم أسود كالنقمة في فكر ثائر

جرح لم يعرف إنسان قبلي مثله

لن يشكو قلب بشريّ بعدي مثله

الظلمة في أمسي المطويّ أحسته
ومضت تهمس في صمت الليل : من الجاني
حتى الأبديّة والآفاق أحستّه
وتناسى, لم يعبأ, لم ينتبه الجاني
أغضب, يرتعش الموج معي تحت القمر

ويضجّ وتبلغ ثورته سمع القمر

ويجنّ الغيم الأسود في عرض الأفق
ويلفّ الشاطىء ثوب حداد كجنازه
يتحوّل صمتي نارا تصرخ في الأفق
وأغني رقّة إحساسي لحن جنازه
أمسي , في أمسي قد دفنت أشلاء غدي

كانت, لم يدر بها أحد, شبه جريمه

كيف على الأرض تساقط حلمي بين يدي

كيف المقدور مضى نزقا يقتل قلبا ؟

وتبقّت ذكرى مطفأة كانت أمسا
وتبقّت انّات حيرى كانت لحنا
جدران عارية كانت يوما أمسا
أصداء في غار خاو كانت لحنا
***

يهتف في حزن, في جزع : كيف ابوح ؟

ليت الجرح المظلوم إلى الليل يبوح

ورأيت على الأفق المخضوب بفيض دمي

عيناه الزرقاوان مساءا أهوال
ويداه السوداوان ذراعا عفريت
شبح مجنون أيقظ عاصف أهوال
وأحال دياجيري أحجيّة عفريت
أغضب للجرح المختلج الشاكي أغضب

سيجنّ معي الصبر المذبوح المرتعش

ستجنّ معي اللعنة والحقد المرتعش

ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب

جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي

الظلمة في صمت الآفاق أحسّته
ومضت تسأل في قلب الليل : من الجاني ؟
حتى القمريّة والأشجار أحسّته
وتضاحك, لم يشعر, لم ينتبه الجاني
ستجنّ معي اللعنة والحقد المرتعش

ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب

جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي

الظلمة في صمت الآفاق أحسّته
ومضت تسأل في قلب الليل : من الجاني ؟
حتى القمريّة والأشجار أحسّته
وتضاحك, لم يشعر, لم ينتبه الجاني
ستجنّ معي اللعنة والحقد المرتعش

ستثور معي الذكرى ستثور ولا مهرب

لا مهرب من جرح قد مرّ على قلبي

جرح يصرخ كالجوع البائس في قلبي

الظلمة في صمت الآفاق أحسّته
ومضت تسأل في قلب الليل : من الجاني ؟
حتى القمريّة والأشجار أحسّته
وتضاحك, لم يشعر, لم ينتبه الجاني
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 11:15 AM

أجراس سوداء





لنمت فالحياة جفّت وهذي الأ= كؤس الفارغات تسخر منا
وغيوم الذهول في أعين الأي= ام عادت أجلى وأعمق لونا
وسكون الحياة في جسد الأح =لام لم يبق قطّ للعيش معنى
وفراغ الآهات أثبت أنّا= قد فرغنا من دورنا وانتهينا
***

وعميقا في الليل نسمع أقد=ا م الليالي في رهبة ووجوم
ودويّ الأجراس ينذرنا أنّ ا= انتهينا من دورنا المحموم
أنّ ما في الكؤوس يوشك أن= ين ضب إلا من حفنة من هموم
أنّ ما في العيون من عطش الأح= لام أمسى رماد حبّ قديم
***

وبعيدا في الجوّ تنذرنا الأص= وات أنّ الحياة عادت جنونا
أنّ لون الخيال قد حال= وارتدّ شحوبا وواقعا محزونا
أنّ "قبل" الرجاء أصبح ="بع د" فهو فكرة لن تكونا
أن شيئا في عمق أنفسنا يج= ذبنا للمات, شيئا مكينا
***

ولماذا نبقى هنا ؟ أو لم نش= بع ونجر ونرو دون انتهاء ؟
أو لم ندرك النعيم وخمر الن صر= والحبّ نابضا بالرجاء ؟
أو لم نعرف الأسى العاصر نون= والنوم بعد طول البكاء ؟
أو لم نشبع الوجود ومن في =ه احتقارا ونمض باستهزاء ؟
***

ولماذا نبقى هنا ؟ أسمع المو= ت ينادي بنا فلم لا نجيب ؟
لنمت فالرياح تجرح وجهي= نا ولون الدجى عمق رهيب
وهنا نحن متعبان غريب =ن تعايى بنا الشباب الكئيب
وهنا نحن ميّتان وإن كا= ن لعرق الحياة فينا وجيب
***

"الغريبان" هكذا يهمس اللي= ل وأجراسه تلفّ الوجودا
أيها الليل لن يعيش الغريبا =ن ولن يلمسا مساء جديدا
خذهما أرخ جنحك الأسود الها= دىء حوليهما وحلّق بعيدا
خذهما عزّ أن يقولوا " غريبا ن " =وكانت أقصوصة لن تعود
***ا

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 11:53 AM

ألغاز


دعني في صمتي في إحساسي المكبوت

لا تسأل عن ألغاز غموضي وسكوتي

دعني في لغزي لا تبحث عن أغواري

إقنع من فهم أحاسيسي بالأسرار

لا تسأل إني أحيانا لغز مبهم

أبقى في الغيب مع الأسرار ولا أفهم

روحي لا تعشق أن تحيا مثل الناس

أنا أحيانا أنسى بشريّة إحساسي

حتى حبّك..حتى آفاقك تؤذيني

فأنا روح أسبح كالطيف المفتون

قلبي المجهول يحسّ شعورا علويّا

لا حسّا يشبهه لا وعيا بشريّا

إذذاك أحسّك شيئا بشريّا قلقا

قمّة أحلامي ترفضه مهما ائتلقا

إذذاك يحسّك روحي بعض الأموات

ما سمّي "أنت" هوى, لم تبق سوى ذاتي

في وجهك أنظر لكنّي لا أبصره

في روحي أبحث عن شيء أتذّكره

أتذّكر, لا أدري ماذا, ماذا كانا ؟

شيء لا شكل يحدّده..لا ألوانا

ألمبهم في روحي يبقى في إبهامه

دعه لا تسألني عنه, عن أنغامه

دعني في ألغازي العليا, في أسراري

في صمتي, في روحي, في مهمة أفكاري

في نفسي جزء أبديّ لا تفهمه

في قلبي حلم علويّ لا تعلمه

دعه, ماذا يعنيك لتسأل في إصرار ؟

الحبّ يموت إذا لم تحجبه أسرار

إني كالليل : سكون, عمق, آفاق

إني كالنجم : غموض, بعد, إبراق

فافهمني إن فهم الليل, إفهم حسّي

والمسني إن لمس النجم, إلمس نفسي
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 11:54 AM


نهاية السلم






مرّت أيام منطفئات

لم نلتق لم يجمعنا حتى طيف سراب

وأنا وحدي, أقتات بوقع خطى الظلمات

خلف زجاج النافذة الفظّة, خلف الباب

وأنا وحدي..

مرّت أيام

باردة تزحف ساحبة ضجري المرتاب

وأنا أصغي وأعد دقائقها القلقات

هل مرّ بنا زمن ؟ أم خضنا اللازمنا ؟

مرّت أيام

أيام تثقلها أشواقي. أين أنا ؟

ما زلت أحدّق في السلّم

والسلّم يبدأ لكن أين نهايته ؟

يبدأ في قلبي حيث التيه وظلمته

يبدّأ..أين الباب المبهم ؟

باب السلّم ؟

***

مرّت أيام

لم نلتق , أنت هناك وراء مدى الأحلام

في أفق حفّبه المجهول

وأنا أمشي, وأرى , وأنام

أستنفد أيامي وأجرّ غدي المعسول

فيفرّإلى الماضي المفقود

أيامي تأكلها الآهات متى ستعود ؟

***

مرّت أيام لم تتذكر أن هناك

في زاوية من قلبك حبا مهجورا

عضّت في قدميه الأشواك

حبا يتضرّع مذعورا

هبه النورا

***

عد.. بعض لقاء

يمنحنا أجنحة نجتاز الليل بها

فهناك فضاء

خلف الغابات الملتفّات, هناك بحور

لا حدّ لها ترغي وتمور

أمواج من زبد الأحلام تقلبّها

أيد من نور

***

عد, أم سيموت,

صوتي في سمعك خلف المنعرج الممقوت

وأظلّ أنا شاردة في قلب النسيان

لا شيء سوى الصمت الممدود

فوق الأحزان

لا شيء سوى رجع نعسان

يهمس في سمعي ليس يعود

لا ليس يعود

***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 12:02 PM

إلى عمتي الراحلة





أنا لم أزل في الفجر رانية= للأفق في صمت وإعياء
تتدافع الذكرى على شفتي= بعض ارتعاشات وأصداء
الجرح نديان تعيش به = أصداء ماض ميت ناء
أيامه عادت صدى حلم= لم تبق منه غير أشلاء
غير ابتسامات ممزّقة= أودت بهنّ مرارة الداء
تتدافع الذكرى وتملأني =أشباحها قلقا وأشجانا
ألأمس ما زالت كآبته= حرّى تذكرّني بما كانا :
بالليل كيف سهرته ألما =بالفجر كيف أطلّ ظمآنا
بدموعي العطشى وحرقتها= بتدفق الإحساس أحزانا
باليأس كيف طغت مرارته= وتمرّدت حرقا ونيرانا
الأمس هل في الأمس من حلم= هل فيه ما ينجي من الحرق ؟
هل فيه بعض صدى يناغمني= ذكرى ؟ رجاء غير محترق
لفظ يمرّ ؟ وبسمة ؟ ويد= مرّت برقتها على قلقي ؟
أوّاه..بعض خطى ألوذ بها= من حزني القاسي ومن أرقي
بعض ابتسامتك التي غربت= في الصمت واحتقت على الأفق
ألدمع أذرفه ويذرفني= قلبا يجنّ أسى ويحتضر
قطراته نار تمزّقني =ما زال منها في دمي أثر
عيناي تحترقان من ألم =تدمى وتقطر فيهما الصور
جرحان لا جفنان أين غدي= ؟ أين الطبيعة والهوى النضر ؟
ما للحياة هوت أشعته=ا ليلا وغيّر جوهّ القدر ؟
أين التفتّ تصدّني صور= وحشية , وشتيت آلام
ذكرى من الماضي تحطمني =وتظل تصهر جفني الدامي
أوّاه..كيف سقطت ميتة =وأنا أعيش وتلك أوهامي
وأنا أعيش رؤى ممزّقة= وأحزك أهوائي وأحلامي
تتلفت الذكرى إليك وبي= ظمأ يعتّم جوّ أيامي
وأريد أن أنسى فتخنقني= رعشات حزن ساهد مرّ
أبقيت جرحا حافرا قلقاً = في قلب أحلامي وفي شعري
كفّ الحنان نسيت ملمسها =وفقدت معبرها على شعري
لم يبق منها غير أغنية= جفّت مرارتها على ثغري
وسهرت أنشدها وأنشده=ا في ليلة مأسورة الفجر
أواه من حزني ومن ظمأي= هل عدت طيفا مطفأ المقل
ألقبر ضمّك في برودته =بعد ارتعاشة قلبي الخضل
لا طير يوقظ فيك عرق هوى =لا شيء يبعث خامد الأمل
ألظلّ مرّ وأنت ساهية= عن رقصه وشعاعه الثمل
والنجم لاح وأنت هامدة= لا تعبأين بضوئه الخجل
وتمرّ أصداء الحياة ضحى= بوسادك المجزون وا أسفا
صوت المؤذن كم سهرت له= ما باله في مسمعيك غفا ؟
ما بال رعشته تمرّ على= قلب تناسى كيف أمس هفا
ما بالها لاذت بغربتها =ومضت تباكي حولك (النجفا)
تبكي وترسم في انتفاضتها =صوتا يبيت الليل مرتجفا
أوحيدة في القبر هامدة وأنا= أمسّ سريرك الخاوي ؟
خصلات شعرك فوق حرق في= عمق يأسي الصارخ الداوي
ومكان رأسك في الوسادة في= قلبي بقايا كوكب هاو
وقميصك الباكي أما بقيت= فيه حرارة جسمك الذاوي ؟
أصغي وهل تصغين ؟ هل= بلغت مثواك أصداء ارتعاشاتي
كيف انتفضت وأنت هامدة =في مخلبي ألمي وآهاتي
تتعثر النغمات في شفتي= بصراخ أحزاني وأنّاتي
مزّقت أيامي التي سلفت= ودفنت فيك بشاشة الآتي
وأضعت أفراحي ومن عبث= شبه ابتساماتي وضحكاتي
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 12:07 PM

جنازة المرح







سأغلق نافذتي فالضياء
يعكّر ظلمتي البارده
سأسدل هذا الستار السميك
على صفحة القصة البائده
وأطرد صوت الرياح البليد
وإشعاعة الأنجم الحاقده
وأسند رأسي إلى الذكريات
وأغمس عينيّ في دمعتين
وأرسل حبي يلفّ القتيل
ويدفىء جبهته الهامده
لعلي أردّ إليه الحياة
وأمسح من زرقه الشفتين
سأغلق نافذتي فالقتيل
يحب الظلام العميق العميق
واكره أن يتمطّى الضياء
على جسمه الشاعريّ الرقيق
على جبهة زرعتها النجوم
ولوّنها ضوؤها بالبريق
وكانت تشعّ الحياة فعادت
تمجّ الأسى والرّدى والعذاب
تخطّ عليها ذراع الممات
أساطير عهد سحيق سحيق
أمرّ عليها بكفّي فأصر خ
رعبا واسقط فوق التراب
سأغلق نافذتي فالظهير ة
لا ينتهي حقدها الراعب
تصبّ سكينتها في برود
ويسخر بي وجهها الغاضب
يطاردني صمتها السرمديّ
ويكئبني لونها الراسب
وأين المفر ؟ تكاد الستائ
ر تدخلها غرفتي المظلمه
وأين المفر ؟ وهذا القتيل
يروّعني وجهه الشاحب
أمامي القتيل وخلفي الظهير ة
يا للمطاردة المؤلمه
سأصبر حتى يجيء الدجى
ويغرب خلف الوجود الضياء
فأحمل هذا القتيل البريء
إلى هوّة من كهوف المساء
أسير بأشلائه موكبا
بطيء الخطى كليالي الشتاء
وتتبعني شهقات التذكّر
مهمومة في أسى وشرود
وفي آخر الموكب المترّنح
وجه يشيعه في ازدراء

وفي آخر الموكب المترّنح
وجه يشيعه في برود

عرفت الجبين عرفت الشفاه
وهذي العيون الغلاظ الأديم
عرفت بها وجه حزني الدفين
وقد عاد يحمل جرحي القديم
وفي يده مدية لم يزل
علة حدّها دم أمسي الأليم
عرفت العدوّ اللجوج هناك
يسير على أثر الموكب
يحدّق مستهزئا بالقتيل
ويضحك ضحكة فظّ أثيم
نعم هو ..أعرفه جيدا
فكم مرّة قبل قد مرّ بي
وأبصرت في أثري ألف طيف
حزين تلفّع بالعبرات
عرفت بها البسمات التي
لقيت بها لطمات الحياة
عرفت بها الضحكات التي
سكبت نداها على الذكريات
أهذي إذن بسماتي ؟ حنانا
أعدن عبوسا ورجع أنين ؟
أهذي إذن ضحكاتي أهذي
نهاية ما صغت من بسمات
وهذا القتيل أحقا فقدت
به مرحي المضمحلّ الدفين؟
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 12:09 PM


يوتوبيا في الجبال







تفجّري يا عيون

بالماء , بالأشعّة الذائبه

تفجّري بالضوء , بالألوان , فوق القرية الشاحبه

في ذلك الوادي المغشّى بالدجى والسكون

تفجّري باللحون

فوق انبساط السفح بين التلال

في المنحنى حيث توج الظلال

تفجّري بالجمال

وشيّدي يوتوبيا في الجبال

يوتوبيا من شجرات القمم

ومن خرير المياه

يوتوبيا من نغم

نابضة بالحياه

تفجّري , سيلي على منحدرات الصخور

حيث يطير الفراش

في نشوة وارتعاش

تفجّري حيث تنام الطيور

في جنّة من عطور

حيث يغطّي السفح غاب كثيف

صنوبريّ الحفيف

تفجّري نقيّة فوق حصى المنحدر

في عطفة الوادي العميق المخيف

في ظلل الجوز الرقيق الوريف

تحت انبساط الشجر

تفجّري في الصباح

تفجّري جارفة كالرياح

تفجّري في الغروب

وشيّدي يوتوبيا من قلوب

من كلّ قلب لم تطأه الحقود

ولم تدنسّه أكفّ الركود

من كلّ قلب شاعريّ عميق

لم يتمرّغ بخطايا الوجود

من كلّ قلب رقيق

مستغرق في حلمه لا يفيق

إلا على حلم بعيد المدى

ليس له من حدود

حلم تحدّى الغدا

من كلّ قلب لا يطيق الجمود

ولا صرير القيود

تفجّري بيضاء فوق الصخر

لونا وضوءا يتحدى كلّ رجس البشر

تفجّري لن يسأم المنحدر

سيلي على النائمين

وأغرقي تهويمة الظالمين

فيضي على الميّتين

على قلوب لا تحسّ الحنين

على عيون لم تطهّرها أكفّ البكاء

على نفوس لا تحسّ السماء

على أكف تجهل الكبرياء

سيلي بعيدا في القرى الجائعه

حيث الحفاة العراه

وحيث لا يبلغ سمع الحياه

إلا صراخ الأنفس الضارعه

إلا عواء الذئاب

في عطفة الوادي الشقيّ الحزين

في شاهقات الهضاب

وحيث لا تبصر عين السنين

إلا أسى المتعبين

قوافل يحدو بها أشقياء

في جنّة من رخاء

قوافل الجائعين

في ذلك الوادي الخصيب التراب

قوافل الظامئين

يلتمسون السراب

والماء يجتاح انزلاق السنين

قوافل للملال

يحرمها الكدّ نقاء الجبال

قوافل مجّت رنين الفؤوس

وغيرها للكؤوس

للنوم والأحلام تحت الظلال

أنصاف موتى لا تحسّ الجمال

تفجّري يا مياه

تفجّري فوق قبور البشر

تفجّري في الصخر

وسجّلي مأساة هذي الحياه

فوق جبين القدر

ما زالت القرية منذ القدم

أقصوصة ممزوجة بالألم

قصّت أساها الرياح

على شحوب الصباح

تفجّري, سيلي وغطّي القمم

ألقي على القصّة ستر العدم

لا تذكري هذا النشيد الحزين

ما كان إلا رجع صوت وهون

أصغت إليه السنين

في لحظة, ثم مضت في سكون
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 12:17 PM


خرافات






قالوا الحياة

هي لونُ عينَيْ ميّتِ

هي وقعُ خَطو القاتلِ المتلفّتِ

أيامُها المتجعداتْ

كالمعطفِ المسموم ينضَحُ بالمماتْ

أحلامُها بَسَماتُ سعْلاةٍ مخدِّرةِ العيونْ

ووراءَ بسمتِها المَنُونْ

قالوا الأملْ

هو حَسرةُ الظمآنِ حينَ يرى الكؤوسْ

في صورةٍ فوق الجدارْ

هو ذلكَ اللونُ العَبُوسْ

في وجه عُصْفورٍ تَحطّمَ عُشُّهُ فبكى وطارْ

وأقام ينتظرُ الصباحَ لعلَّ مُعجزةً تُعيدْ

أنقاضَ مأواهُ المخرَّبِ من جديدْ

قالوا النعيمْ

وبحثتُ عنه في العيونِ الغائراتْ

في قصّةِ البؤسِ التي كُتبتْ على بعض الوجوهْ

في الدهْرِ تأكلُهُ سنوهْ

في الزهرِ يرصُدُ عِطرَهُ شَبحُ الذبولْ

في نجمةٍ حسناءَ يرصُدُها الأفولْ

قالوا النعيمُ ولم أجدْهُ فهل طَوى غدَهُ وماتْ?

قالوا السكونْ

أسطورةٌ حمقاءُ جاء بها جَمَادْ

يُصغي بأذنيه ويتركُ روحَه تحت الرَّمادْ

لم يسمعِ الصَّرَخاتِ يُرْسلُها السياجْ,

وقصائصُ الورقِ الممزَّق في الخرائبِ, والغبارْ, ومقاعدُ الغُرَفِ القديمة, والزُّجَاجْ,

غطّاهُ نَسْجُ العنكبوت, ومعطفٌ فوق الجدارْ

قالوا الشباب

وسألتُ عنه فحدثوني عن سنينْ

تأتي فينقشعُ الضَّبَابْ

وتحدثوا عن جنّةٍ خلف السَّرَابْ

وتحدثوا عن واحةٍ للمتعَبينْ

وبلغتُها فوجدتُ أحلامَ الغَدِ

مصلوبةً عند الرِّتاج الموصَدِ

قالوا الخلودْ

ووجدتُهُ ظلا تمطَّى في بُرُودْ

فوق المدافنِ حيثُ تنكمشُ الحياهْ

ووجدتُهُ لفظًا على بعض الشفاهْ

غنّته وهي تنوحُ ماضيها وتُنزلُهُ اللحودْ

غنّتْهُ وهي تموتُ... يا لَلازدراء!

قالوا الخلودُ, ولم أجدْ إلاَّ الفناءْ

قالوا القلوبْ

ووجدتُ أبوابًا تؤدي في اختناقْ

لمقابرٍ دُفِن الشعورُ بها وماتَ غدُ الخيالْ

جُدرانُها اللزِجاتُ تبتلعُ الجَمَالْ

وتمجُّ قبحًا لا يُطاقْ

وهربتُ شاحبةً أتلك إذنْ قلوبْ?

يا خيبةَ الأحلامِ. إني لن أؤوبْ

قالوا العيونْ

ووجدتُ أجفانًا وليس لها بَصَرْ

وعَرَفْتُ أهدابًا شُدِدْن إلى حَجَرْ

وخبرتُ أقباءً ملفّعةً بأستار الظنونْ

عمياءَ عن غير الشُّرور وإن تكن تُدعى عيونْ

وعرفتُ آلافًا وأعينُهم صفائحُ من زجاجْ

زرقاءُ في لون السماء, وخلف زرقتها دَياجْ

قالوا وقالوا

ألفاظُهم لاكت تَرَدُّدَها الرياحْ

في عالم أصواتُهُ الجوفاءُ يرصُدُها الفناءْ

المتعبونَ بلا ارتياحْ

الضائعونَ بلا انتهاءْ

قالوا وقلتُ وليس يبقى ما يُقالْ

يا لَلخرافةِ! يا لَسُخريةِ الخيالْ!
***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 03:26 PM

مرثية يوم تافه
لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ

وانتهى اليومُ الغريبُ

ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ

وغدًا تمضي كما كانت حياتي

شفةٌ ظمأى وكوبُ

عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ

وإِذا ما لمستْهُ شفتايا

لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا

لم تجد حتى بقايا

انتهى اليومُ الغريبُ

انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ

وبكتْ حتى حماقاتي التي سمّيتُها

ذكرياتي

انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه

غيرُ ذكرى نَغَم يصرُخُ في أعماق ذاتي

راثيًا كفّي التي أفرغتُها

من حياتي, وادّكاراتي, ويومٍ من شبابي

ضاعَ في وادي السرابِ

في الضباب

كان يومًا من حياتي

ضائعًا ألقيتُهُ دون اضطرابِ

فوق أشلاء شبابي

عند تلِّ الذكرياتِ

فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ

في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ

كان يومًا تافهًا. كان غريبًا

أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي

إنه لم يكُ يومًا من حياتي

إنه قد كان تحقيقًا رهيبا

لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها

هي والكأسُ التي حطّمتها

عند قبرِ الأمل الميِّتِ, خلفَ السنواتِ,

خلف ذاتي

كان يومًا تافهًا.. حتى المساءِ

مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ

كلُّها حتى المساءِ

عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ

صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه

عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ

وامّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي

وامّحى صوتُ حبيبي

حملت أصداءه كفُّ الغروبِ

لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي

غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي

وصدى يومٍ غريبِ

كشحوبي

عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي

***

المشرقي الإسلامي 19-09-2006 03:28 PM

سياط وأصداء


"كان على أرض الشارع المبللة جسد حصان , وكانت السياط ترتفع ثم تهوي فلا تسقط إلا على جرح"

- - -

ما زلت أذكر كلّ شىء من صباحي الضائع

الراقد الدامي المجرّح فوق أرض الشارع

وصدى السياط المرهقات على الجبين الضارع

يا ثورة الإحساس في نفسي علام تمزقّي

ألمي على الجسد الممزّق بعض ضعفي الأحمق

وغدا سأدفن ما تبقّى من حناني المرهق

يا ليتني عمياء لا أدري بما تجني الشرور

صّماء لا أصغي إلى وقع السياط على الظهور

يا ليت قلبي كان صخرا لا يعذّبه الشعور

يا ليتني , ماذا تفيدك , يا حياتي , ليتني؟

أحلامك النضرات باتت في قنوط محزن

لن يسمع القدر المدّمر فاصرخي أو أذعني

يا نار عاطفتي الرقيقة , يا غريبة في البشر

وقع السياط على الظهور أشدّ من وقع القدر

والحسّ في هذا الوجود جريمة لا تغتفر

لن تقتلي الشيطان في الإنسان أو تحيي الملاك

وغدا ستطويك الليالي في دياجير الهلاك

وغدا سيأسرك التراب فلا شعور ولا حراك

ما كان أثقل عبء أحلامي وآلامي وأقسى !

فامشي بنا نحو الفناء لعلّنا ننسى وننسى

وليسدل الستر المقدّس ,حسبنا غّما ويأسا
***

المشرقي الإسلامي 30-09-2006 01:33 PM


على الجسر
يا نهر لا تحفظ دموعي أو أسى قلبي المروع
أكتم – حنانك – ما تساقط في مياهك من دموعي
ذهب المساء بكلّ ما أبصرت من حزني العميق
ومحا الدجى من عمر يأسي ليلة لن تستفيق
إنس الذي أبصرته بالأمس من أحزانيه
واكتم أساي وأدمعي تحت النجوم الحانية
إنس الخطى المتعثّرات وصوتي المتهدّجا
والدمع , يخنق كلّ ألفاظي بكف من شجا
رحماك أنت الكاتم الحاني على المتأوّهين
وحنان موجك كم طوى قلبا يعذّبه الحنين
أنت الذي شهدت مياهك أدمعي وترّددي
أنت الذي سمعت ضفافك آهتي وتنهّدي
ومشيت فوق الجسر أبكي أمنياتي في سكون
وأدير وجهي , نحو موجك , عن عيون العابرين
أحزان حبّي كلّها , في شاطئيك , نفضتها
أسرار روحي كلّها , تحت الظلام نثرتها
لم أستطع , يا نهر , كتمان العواطف والشعور
من يمنع السيل القويّ من التدّفق والمسير؟
وإذا طغى الحزن العميق فمن يردّ هديره ؟
وإذا ذوى الأمل الجميل فمن يعيد عبيره ؟
عبثا أقاوم نار أحزاني فلن يخبو اللهيب
أبدا تذكّرني الحياة بروعة الماضي الحبيب
حلم إلهيّ الجمال رسمته تحت النجوم
وبنيته قصرا من الزهر المنضّر في الغيوم
وصببت فيه ,من حياتي ,صفوها ونقاءها
ونثرت فيه , من زهوري,عطرها ورواءها
وهرعت ,كالطفل النقيّ ,إلى رجائي الأوحد
فرأيت قصري الحلو أطلالا تثير تنهّدي
لا شيء يمحو ذكريات الأمس من قلبي الكئيب
لا نور ينفذ في ظلامي,لا انطفاء لّلهيب
في عمق أعماقي أعاصير يجنّ جنونه
ا وعلى جفوني رسم أحلام يضجّ حنينها
إيّان أنجو من ظلال الأمس,أين ترى المفر,
والليل يعكس ذكرياتي,والأغاني والشجر؟
يا نهر فلتدفن شكاياتي ومرّ شجونها
الآدميّة إن بكت فلضعفها وجنونها
***

المشرقي الإسلامي 30-09-2006 01:39 PM

بعد عام







مرّ عام يا شاعري منذ أبصر= تك في ذلك الصباح الكئيب
مرّ عام لم تكتحل عيني الظم = أى برؤياك لم يخفّ قطوبي
الليالي تمرّ تتبعها الأّيا= م في بطئها الممل الرتيب
وانا لهفة وشوقي يزدا =د وروحي في عاصف من لهيب
ظما للحياة يملأ إحسا= سي ونار في دمعي المسكوب
وشظايا كآبة رسمت فو= ق جبيني غلالة من شحوب
***

مرّ عام من قال ؟ هل أنا في حل =م بناه تخيّلي المصدوم ؟
أهو وهم ما خلته سنة أط =فأ أضواءها الزمان القديم ؟
مرّ عام ولم أقابلك , ماذا ؟= كيف أبقيت على حياتي الهموم ؟
كيف طابت لي الحياة على بع =دك عني ؟ ولم يمتني الوجوم؟
الشهيق الحزين في هداة اللي= ل , ألم يلقه إليك النسيم ؟
والشرود الذي أمات أحاسي= سي , أما حدّثتك عنه النجوم ؟
***

لم أزل أذكر الصباح الذي= مرّ ندى فوق قلبي المكسور
منذ عام في الشارع الصاخب المم= تدّ والشمس في صفاء الأثير
جمعتنا هناك الصدفة الحل =وة في غفلة من المقدور
والتقينا لم نبتسم لم أحدّث= ك بما في فؤادي المعصور
لحظة ثم أجهز الزمن الآتي= على قلب حلمي المسحور
سرت يمنى وسرت يسرى ولم= يب ق سوى ثورتي ونار شعوري
***

ومضى العام كلّه , كلّ يوم= أتلقى الصباح بالأحلام
كلّ يوم أقول : يا قلبي الظم =آن للصحو لا تضق بالغمام
ربّما أشفقت بنا الصدف العم =ياء هذا الصباح بعد الظلام
لن يضرّ الأيام= في ليلها أن تتلّقاك مرّة بابتسام
فتدبّ الحياة ثانية في= ك وتصحو خوامد الأنغام
ويجنّ الشعور في عمق أعما =قك حيا حرّا من الآلام
***

مرّ عام ودقت الساعة الحم =قاء عسرا واستيقظت أحزاني
الثلاثاء لم يعدك إلى أش= واق روحي الممزّق اللهفان
مرّ عام كأنه حلم مرّ= على جفن شاعر وسنان
مرّ عام لم يبق منه سوى لح= ن حزين مغرورق الألحان
ليس إلاّ ابتسامتي المرّة الظم =أى ودقات قلبي الحيران
ليس إلاّ ظلّ من الصمت والهد=ءة في جفني الظمآن

***

المشرقي الإسلامي 30-09-2006 01:43 PM

قلب ميت


نعم , مات قلبي , أين أحزان حبّه ؟

وأين أمانيه ؟ وأين أغانيه ؟

حرارته أضحت رمادا مهشّما

وأحلامه ذابت على صدر ماضبه

هو الآن ثلجيّ العواصف , بارد

يقضّي مع الأشباح غرّ لياليه

ويرعبه ذكر الممات وليله

فيدفن نيران الأسى في قوافيه

وكان له من قبل هيكل معبد

يغّنيه في أحلامه وصلاته

من الحبّ والأحلام صاغ رواءه

وألقى عليه أمنيات حياته

على صدره الشعريّ تمثال شاعر

تذوب معاني الروح في نظراته

يرى فيها إحساسي حياة نقية

أطلّت خفاياها على ظلماته

وكان صباح ..واستفقت فلم أجد

من المعبد الشعريّ إلا رسومه

تحطّم تمثالي الجميل على الثرى

وألقى على قلبي النقيّ همومه

ورحت إلى حبّي أمزّق زهره

وانثر أحلام الصبا ونجومه

وينضب في قلبي جمال شبابه

وينفث ليل الحزن فيه سمومه

وها أنا ذي عمري احتقار وأدمع

وفي نفسي الولهى لظى وتمرّد

أحنّ إلى حبّي الجميل وإن يكن

أشاح عن التمثال جفني المسهّد

وماذا تبقّى الآن ؟ شلو حجارة

تضيق بها نفسي , وصخر ممدد

تعلق قلبي بالنجوم وقلبه

تمرّغ في الأوحال , والطين يشهد

هنالك , في الأمس البعيد , وليله

سأدفن تمثالي وحبّي وأدمعي

أشيّد قبرا من تمرّد خافقي

وأسقيه من بغضي له وترفّعي

أغّنيه ألحان احتقاري وثورتي

وتهزأ أضواء النجوم به معي

وأزرع فيه الشوك والسمّ واللظى

وأتركه شلوا كقلبي المروّع

***

المشرقي الإسلامي 30-09-2006 01:53 PM

إلى عيني الحزينتين






عينيّ , أيّ أسى يرين عليكما
ويثير في غسق الدجى دمعيكما ؟
إني أرى خلف الجفون ضراعة
تستنطق الكون العريض المبهما
أفقان تحت الليل ألمح فيهم
ا قطرات ضوء يرتشفن الأنجما
الكون مبتسم فأيّة لوع
ة يا مقلتيّ تلوح في جفنيكما ؟
مسكينتان , رأيتكما ما لا بر
ى جيل أقام على لضلال وحوّما
جهل الحقائق في الحياة , فلم يطق
عن زيفها هربا وعاش مهوّما
مسكينتان كتمتما حمم الأسى
فأبى تأوه خافقي أن تكتما
فإذا الدموع غشاوة رّفت على
جفنيكما , سيلا سخينا مفعما
ورأيتما , خلل الدموع , مفاتن ال
ماضي وطاف الشوق في أفقيكما
عبثا تصوغان التوسّل في الدجى
, في لجة الأحزان لن تتنعما
عبثا , فيا عينيّ لا تتضرّعا
لا شيء يرجع بالجمال إليكما
حسبي وحسبكما الرضوخ لما قض
ى قلب الليالي فارضخا واستسلما
كم حالم من قبلنا فقد المنى
فقضى الحياة لوحده متجّهما
يرعى الليالي مانحا ظلماتها
روحا مجنحة وقلبا ملهما
***

عينيّ , يا سرّ الطبيعة , حدّثا
ماذا وراء الكائنات رأيتما ؟
رفعت دياجير الحياة ستورها
لكما وابدت سرّها المستبهما
هاتا حديث الموت , هاتا سرّه
قد آن , يا عيني, أن تتكلما
ما شاطىء الأعراف ؟ ما ألوانه ؟
ما سرّه الخافي ؟ صفاه وترجما
في صدري الخفّاق قلب راعش
ما زال صبا بالمفاتن مغرما
لولاه , يا عينيّ , ما غنّيتما
بهوىالحياة ولا أصابكما الظما
عذرا إذا حمّلتما حزن الدنا
لولاي , يا عينيّ , ما حمّلتما
وكفى فؤادي , في الحياة , تأوّهاً
أنّي جنيت , مع الحياة , عليكما

المشرقي الإسلامي 30-09-2006 01:54 PM

إلى عيني الحزينتين

عينيّ , أيّ أسى يرين عليكما
ويثير في غسق الدجى دمعيكما ؟
إني أرى خلف الجفون ضراعة
تستنطق الكون العريض المبهما
أفقان تحت الليل ألمح فيهم
ا قطرات ضوء يرتشفن الأنجما
الكون مبتسم فأيّة لوع
ة يا مقلتيّ تلوح في جفنيكما ؟
مسكينتان , رأيتكما ما لا بر
ى جيل أقام على لضلال وحوّما
جهل الحقائق في الحياة , فلم يطق
عن زيفها هربا وعاش مهوّما
مسكينتان كتمتما حمم الأسى
فأبى تأوه خافقي أن تكتما
فإذا الدموع غشاوة رّفت على
جفنيكما , سيلا سخينا مفعما
ورأيتما , خلل الدموع , مفاتن ال
ماضي وطاف الشوق في أفقيكما
عبثا تصوغان التوسّل في الدجى
, في لجة الأحزان لن تتنعما
عبثا , فيا عينيّ لا تتضرّعا
لا شيء يرجع بالجمال إليكما
حسبي وحسبكما الرضوخ لما قض
ى قلب الليالي فارضخا واستسلما
كم حالم من قبلنا فقد المنى
فقضى الحياة لوحده متجّهما
يرعى الليالي مانحا ظلماتها
روحا مجنحة وقلبا ملهما
***

عينيّ , يا سرّ الطبيعة , حدّثا
ماذا وراء الكائنات رأيتما ؟
رفعت دياجير الحياة ستورها
لكما وابدت سرّها المستبهما
هاتا حديث الموت , هاتا سرّه
قد آن , يا عيني, أن تتكلما
ما شاطىء الأعراف ؟ ما ألوانه ؟
ما سرّه الخافي ؟ صفاه وترجما
في صدري الخفّاق قلب راعش
ما زال صبا بالمفاتن مغرما
لولاه , يا عينيّ , ما غنّيتما
بهوىالحياة ولا أصابكما الظما
عذرا إذا حمّلتما حزن الدنا
لولاي , يا عينيّ , ما حمّلتما
وكفى فؤادي , في الحياة , تأوّهاً
أنّي جنيت , مع الحياة , عليكما
***

المشرقي الإسلامي 20-11-2006 05:28 PM

نغمات مرتعشة

عد , لم يزل قلبي نشيدا حالما =يشدو بحّبك لحنه المفتون
عد فالكآبة أغرقت بظلامها روحي =, فليلي أدمع وشجون
عد , لا تدع نفسي يعذبها الألم= ويعض فيها خافق محزون
عد فالحياة – إذاً رجعت – أشعّة = ومشاعر سحرّية وفتون
خطواتك اللاّتي تباعد رجعها = في مسمعي , تحت الظلام الشاحب
كلمتك اللاتي تلاشى وقعها وخبت= بعيدا , في السكون الراعب
بسماتك اللاتي خبت ومضاتها =ف ي مقلتيّ , مع النهار الذاهب
ذابت جميعا , والستائر أسدلت = في مسرح الأمل الجميل الغارب
أرنو ولا شيء يروق لناظري= وأصيخ , أين ملاحني وملاحمي؟
عد , عد إلى روحي الغريب ,فادمعي = عصفت بأفراحي وقلبي الساهم
عد يا نشيدي الشاعريّ لمسمعي = ماذا يعوض عن صداك الحالم؟
قلبي الرقيق أسأت فهم حنينه= ونشيد أحلامي وروح قصائدي
لم أدر ماذا كان , إلا رعشة = في روحي الولهى وقلبي الشارد
وخلا المكان وعدت أسأل وحشتي= عن طيفك الناسي وحبّي الخالد
ما زلت منذ ذهبت حيرى في الدجى = شهد الأسى أّني لزمت مكانيا
وهمي يصوّر لي خطاك ووقعها = فإذا أصخت صحوت من أحلاميا
لا شيء غير الرّيح تعصف في الدجى= لا شيء غير تنّهدي وبكائيا
***

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 01:24 AM

الفيضان
-1-

"صوت التشاؤم"

هي ذي يا ظلام عاشقة اللي = ل تطيل التحديق تحت الدّياجي
وقفت عند شاطىء النهر تصغي= لأنين الرّياح والأمواج
وترى الليل غيهبا راعب الظلّ = على رائع من الأثباج
وتحسّ الحزن العميق لحقل = أغرقته المياه خلف السّياج
***

وقفت في الدجى تحسّ الأسى المرّ = وتبكي في مسمع الظلمات
وترى بالخيال ما حلّ بالقر = ية والبائسين من ويلات
فجأتهم ,تحت الدجى,لجّة المو= ج فباتوا صرعى القضاء العاتي
ومضوا يضربون في ظلمة اللي = ل وما من منجى من المأساة
***

وتعالى تحت الظلام صراخ = ردّدته الرّياح للأشجار
هو صوت الأحياء,في لجّة المو= ت وصرعى الأمواج والأقدار
عبثا تضرعين,عاشقة اللي= ل لقلب الظّلام والأسرار
عبثا فالحياة سنّتها الحز ن= وحكم الآهات والدمع جار
-2-

"صوت الأمل"

سر بنا يا زورق الأمل العذ ب= وإن أسدلت ستور الظلام
وتعالى الدويّ في النهر البا كي= على مسمع القلوب الدّوامي
سر بنا لن نخاف من ضجّة المو = ج ولن نرهب العباب الطامي
نحن في الموج دفّة طالما لا قت= رياح الأقدار والأيّام
***

سر بنا حيثما يريد لنا المج= هول سر في هذا الوجود الحزين
لم تنال منّا فقد ذق =نا أساها في عمرنا المغبون
ورمتنا أحزانها فصبرنا = وغدا مغرب الأسى والشّجون
وغدا تنضب الدموع وتفنى = ضجّة الموج في عميق السكون
***

سوف تصفو الأمواج في لجّة النه= ر ويخبو الإعصار خلف التلال
وتعود النخيل تضحك للشطّ كما= كن في الليالي الخوالي
ويعود الملاح يخرج بالزو = رق نشوان ضاحك الآمال
هكذا يرجع الصفاء إلى الوا= دي ويغفو على جمال الليالي
-3-

"صوت الشاعر"

مغرق في خياله شارد العي= نين مستسلم إلى الأحلام
يذرع الضفّة الجميلة مفتو = نا بصوت الأمواج والأنسام
ويرى اللجّة الرهيبة سحرا= وينابيع فضن بالإلهام
وعلى البعد منظر النخل في النه = ر ومرأى التلال والآكام
***

هكذا الشاعر الخياليّ يقضي= يومه في الأوهام والألحان
ويرى في طغيان مائك يا نه = ر جمال الطبيعة الفتّان
فهو ذاك الطير المغرّد بالشع = ر |عتيّ الخيال والألوان
تتصّباه موجة تغسل الشطّ = ونهر داو ولجّ قان
***

كلّ ما في الطبيعة الحلوة المف= تان يوحي لقلبه بالغناء
كيف لا وهو ذلك الشاعر المر= هف وابن الخيال والإيحاء
عاشق الصحو والغيوم الحزينا = ت وشادي الضياء والظلماء
ورسول السماء للعالم البا كي = وصوت الأموات والأحياء
***

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 01:28 AM


بين الفنانين

انشري يا سفين أشرعة السي = ر وشّقي عباب هذي الحياة
ثم ارسي بنا على شاطىء الفنّ = وبين الأشعار والأغنيات
علّنا واجدون في ذلك الشا= طيء ظلّ السعادة المتمّنى
علهم قد ترّشفوا شهدها الس = حر حتى صاغوه شعرا وفّنا
طالما صوّروا لألحانهم ما قد = دعوه بنشوة الفنّان
طالما حدّثوا عن الأمل الحل = و وغّنوا بالنور والألوان
فلنقف عندهم إذن ولنراقب= ركب أيّامهم وكيف تمرّ
أتراها ليل ودمع حزن؟ أم = تراها فجر وضحك وبشر؟
***

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 01:31 AM

جامعة الظلال


أخيرًا لمستُ الحياهْ

وأدركتُ ما هي أيُّ فراغٍ ثَقيلْ

أخيرًا تبيّنتُ سرَّ الفقاقيعِ واخيبتاهْ

وأدركتُ أني أضعتُ زمانًا طويلْ

ألُمُّ الظلالَ وأخبِطُ في عَتْمة المستحيلْ

ألمُّ الظلالَ ولا شيءَ غير الظِلالْ

ومرَّتْ عليَّ الليالْ

وها أنا أُدْركُ أني لمستُ الحياهْ

وإن كنت أصرُخُ واخيبتاهْ!

ومرَّ عليَّ زمانٌ بطيءُ العُبورْ

دقائقُهُ تتمطّى مَلالاً كأنَّ العُصورْ

هنالكَ تغفو وتنسى مواكبُها أن تدورْ

زمانٌ شديدُ السواد, ولونُ النجومْ

يذكّرُني بعيونِ الذئابْ

وضوءٌ صغيرٌ يلوحُ وراءَ الغُيومْ

عرفتُ به في النهايةِ لونَ السَّرابْ

ووهمَ الحياهْ

فواخيبتاهْ

أهذا إذن هو ما لقّبوهُ الحياهْ?

خُطوطٌ نظَلُّ نخطِّطُها فوقَ وجهِ المياهْ?

وأصداءُ أغنيةٍ فظّةٍ لا تَمَسُّ الشِّفاهْ?

وهذا إذنْ هو سرُّ الوجودْ?

ليالٍ ممزّقةٌ لا تعودْ?

وآثارُ أقدامِنا في طريقِ الزمان الأصَمْ

تمرُّ عليها يدُ العاصفهْ

فتمسحُها دونما عاطفهْ

وتُسْلمُها للعَدَمْ

ونحنُ ضحايا هنا

تجوعُ وتعطشُ أرواحُنا الحائرهْ

ونحسَبُ أَن المنى

ستملأ يومًا مشاعرَنا العاصرهْ

ونجهلُ أَنَّا ندورْ

مع الوَهْم في حَلَقاتْ

نجزِّئُ أيامَنا الآفلاتْ

إلى ذكرياتْ

وننتظرُ الغَدَ خلفَ العُصورْ

ونجهلُ أَن القبور ْ

تمدُّ إلينا بأذرعِها الباردهْ

ونجهلُ أَنّ الستائرَ تُخفي يدًا ماردهْ

**

عرفتُ الحياةَ, وضِقتُ بجمع الظلالْ

وأضجرَني أن نجوبَ التلالْ

نحدّقُ في حَسرةٍ خلفَ رَكبِ الليالْ

تسيرُ بنا القافلهْ

نجوسُ الشوارعَ في وَحْدةٍ قاتلهْ

إلامَ يُخادعُنا المبهَمُ?

وكيفَ النهايةُ? لا أحدٌ يعلم

**

سنبقى نسيرْ

وأبقى أنا في ذُهولي الغريرْ

ألُمُّ الظلالَ كما كنتُ دونَ اهتمامْ

عيونٌ ولا لونَ, لا شيءَ إلاَّ الظلامْ

شفاهٌ تُريدُ ولا شيءَ يَقرَبُ مما تريدْ

وأيدٍ تُريدُ احتضانَ الفضاءِ المديدْ

وقلبٌ يريدُ النجومْ

فيصفعُهُ في الدياجيرِ صوتُ القَدُومْ

يُهيلُ الترابَ على آخر الميّتينْ

وأقصوصةٌ من يَرَاع السنينْ

تضجُّ بسمعي فأصرخ: آه!

أخيرًا عرفتُ الحياهْ

فواخيبتاهْ!

***

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 06:55 AM

ميسون

إن خَـــبَتْ أعيـــنُ النجـــومْ = وســــجَتْ بَسْـــمةُ القمـــرْ
واخـــتفتْ خُـــضْرةُ الكــروم = وذوى الـــــوردُ وانتـــــثرْ
كـنتِ لـي أنـتِ كوكبًـا مُخْمَليّ الـ = ـلمسِ ينثـالُ نبْـعَ عطْـرٍ وضـوءِ
كـان لـي مـن بريقِ عينيكِ لونُ الـ= ـقَمَـرِ اللَّـدْنِ فـي ليـالي الـدِّفْءِ
كــان وحْـيي حكايـةً منـكِ فيهـا مـن =شَـذى الـورد ألفُ شيءٍ وشيء
كـنتِ لـي أنـتِ يـا بنفسـجتي فجـ =ــرَ جَمَـالٍ مُطَلْسَـمٍ غـيرِ مَـرْئي
وإذا أطفــــــأ الزَّمَــــــانْ = كــــلّ حــــبٍّ حملتُــــهُ
وَطَــــوتْ ظُلمـــة المكـــانْ= كــــلّ ضــــوءٍ شـــربتُهُ
كـان لـي مـن صفـاءِ وجهكِ بَدْءٌ= لأغــاني حُــبٍّ وحــبٍّ وحُـبّ
ومــن الكــوكبينِ عَيْنَيْـكِ تنشـقُّ= لعمـــري آثـــارُ ألْفَـــيْ دَرْبِ
مـن بـريقِ الجـبينِ مـن مَلْمَس = الخدّ الحــريريّ مــن سَــوَادِ الهُـدْبِ
معـبَرٌ للجَمـالِ مـن شـاطئِ المجـ = ـهـولِ يُرْسـي ائتلاقُـهُ عنـد قَلْبـي
***

ميسون هي ابنة الشاعرة نازك الملائكة

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 07:00 AM

مأساة الحيـاة







(نسخة 1945)

أيها الراهب الذي يقطع العم = ر وحيدا في كوخه المكفهر
هات حدثني العشية عما = عند دنياك من نعيم وبشر
حدثوني عنكم فقالوا حياة = من نعيم وأنفس من نقاء
عجبا أين ما يقولون؟مالي = لا أرى غير حيرة الأشقياء
ما الذي عندكم من البشر والاف= راح ماذا يا أيتها الزاهدونا
ليس إلا عمر يمر حزينا = يتهاوى كآبة وسكونا
(نسخة 1950)

شيدوها من كل لفتة شوق =في العيون الحبيسة المحرومه
وسقوا أرضها الجديبة من بر= كان تلك العواطف المكتومه
وحموها من أن تغازلها الشم = س بألوانها ولين شذاها
وأبوا أن يلامس القمر المن فعل =الضوء في المساء دجاها
وتمنوا ألا تمر بها ري = ح عبيرية الصدى والنشيد
فشفاه الرياح تكمن فيها = قبل عذبة وذكرى خـــــدود
وتمنوا أن يقفل الليل عيني = ه وتخبو نجومه السحرية
فعيون النجوم تغوي باهدأ = ب حريرية الرؤى القمرية
(نسخة 1965)

أيها الراهب الذي يقطع العم ر= وحيدا في في غرفة منسية
ليس يدري دفء المودة في عي= نين في قر ليلة شتوية
حدثوني عنكم فقالوا ضياء = وكؤوس من الشذى روحية
وسموا إلى الذرى الطاهرات ال = بيض فوق الرغائب البشرية
عجبا أين ما سمعت هنا شو = ق ٌونار وأعين مفتونة
وهوى قيدوه عطشان محرو =م فأين السلام أين السكينة
***

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 07:08 AM

ثورة على الشمس
وقَفَتْ أمام الشمــس صارخـةً بها
يا شمسُ، مثلُكِ قلبيَ المتمــــرِّدُ
قلبي الذي جَرَفَ الحياةَ شبابُـــهُ
وَسقَى النجـــومَ ضياؤه المتجدِّدُ
مهلاً ، ولا يخـدعْكِ حـزنٌ جائرٌ
في مقلتيَّ ، ودمعـــــةٌ تتنّهدُ
فالحزنُ صورةُ ثورتـي وتمـرُّدي
تحت الليالي ؛ والمواقف تَشْهـــدُ
**** ****
مَهْلاً ولا يخدَعْكِ حزنُ ملامحــي
وشُحوبُ لوني وارتعاشُ عواطفـي
واذا لمحتِ على جبيني حَيْرتــي
وسُطورَ حزني الشاعريِّ الجارفِ
فهو الشعورُ يُثيرُ في نفسي الأَسى
والدمع في هول الحياةِ العاصفِ
**** ****
شَفَتايَ مُطبْقَتان فــوق أساهما
عينايَ ظامئتانِ للأنــــداءِ
تَرَكَ المساءُ على جبينـي ظلَّهُ
وقضى الصباحُ على جديدِ رجائي
فأتيتُ أسكُبُ في الطبيعة حَيْرَتي
بين الشَّذَى والوردِ والأفيـــاء
فسَخِرْتِ من حُزني العميقِ وأدمُعي
**** ****
يا شمسُ حتى أنتِ ؟ يا لَكَآبتي !
أنتِ التي ترنو لها أحلامــي
أنتِ التي غّنى شَبَابـي باِسمها
وشَدَا بفَيضِ ضيائهــا البسَّامِ
أنتِ التي قدّرتُهـــا وتَخِذْتُها
صَنَماً ألوذُ به مـــن الآلامِ
يا خيبةَ الأحلامِ ، ما أبقَيْتِ لي
الا ظلالَ كآبتي وظلامـــي
**** ****
سأحطِّمُ الصَنَمَ الـــذي شيّدْتُهُ
لك من هَوَايَ لكلِّ ضوءٍ ساطعِ
وأُديرُ عيني عن سَنَاكِ مُشيحةً
ما أنتِ الاّ طيفُ ضوءٍ خادعِ
وأصوغُ من أحلامِ قلبي جَنّةً
تُغْني حياتي عن سَنَاكِ الّلامعِ
نحنُ ، الخياليّينَ ، في أرواحن
ا سرُّ التفرد والخُلودِ الضائعِ
**** ****
لا تَنْشُري الأضواءَ فوق خميلتي
ان تُشرقي ، فلغيرِ قلبي الشاعرِ
ما عاد ضوؤكِ يستثيرُ خوالجي
حَسْبي نجومُ الليلِ تُلْهِمُ خاطري
هنّ الصديقاتُ السواهرُ في الدُجَى
يفهمن روحي وانفجارَ مشاعري
ويُرِقْن في جَفْني خُيـوطَ أشعَّةٍ
فَضيَّةٍ ، تحتَ المساءِ الساحـر
**** ****
ألليلُ ألحانُ الحياة وشِعْرُهــا
ومَطَافُ إبداع الجَمـالِ اُلملْهِمِ
تهفو عليه النفسُ غير حبيسةٍ
وتحلّق الأرواحُ فوقَ الأْنجُمِ
كم سِرْتُ تحتَ ظَلامه ونجومِهِ
فنسِيتُ أحزانَ الوجودِ المُظْلمِ
وعلى فمي نَغَمٌ إِيعانقه الصَدَى
تُلْقيهِ قافلةُ النجومِ على فمي
كم رُحْتُ أرقبُ كلَّ نجمٍ عابرٍ
وأصوغُ في غَسَق الظلامِ ملاحني
أو أرقبُ القَمَرَ المودِّعَ في الدُجى
وأهيمُ في وادي الخيــال الفاتنِ
ألصمتُ يبعَثُ في فؤادي رعشةً
تحت المساء المُدْلهمّ الساكــنِ
والضوءُ يرقُصُ في جفوني راسماً
في عُمْقها أحلامَ قلبٍ آمــــنِ
**** ****
يا شمسُ ، اما أنتِ .. ماذا ؟ ما الذي
تلقاهُ فيكِ عواطفي وخواطـــري ؟
لا تَعْجَبي ان كنتُ عاشقةَ الدُجــى
يا ربَّةَ اللّهَبِ المذيبِ الصاهــــر
يا من تُمَزِّقُ كلَّ حُلْمٍ مُشْــــرقٍ
للحالمينَ وكـــلَّ طيفٍ ساحــرِ
يا من تُهدِّمُ ما يشيّدُهُ الدُجــــى
والصمْتُ في أعماق قلب الشاعـرِ
أضواؤكِ المتراقصاتُ جميعُهــا
يا شمسُ أضعفُ من لهيب تمرُّدي
وجنونُ نارِكِ لن يمزّقَ نغمتــي
ما دام قيثاري المغرِّدُ في يــدي
فإِذا غَمرْتِ الأرضَ فَلْتَتَذكَّــري
أَني سأخلي من ضيائكِ مَعْبــدي
وسأدِفنُ الماضـــيْ الذي جَلَّلتِهِ
ليخيِّمَ الليلُ الجميلُ علــى غَدِي
***

المشرقي الإسلامي 21-11-2006 07:15 AM

نازك الملائكة
 
عاشقة الليـــــــــــــــــــــل


يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ

أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ

جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ

حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ

ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ

****

هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها

أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا

ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا

ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا

آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهـــا

****

جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ

وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ

فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ

وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ

فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ

****

إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ

هوذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ

تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ

فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي

وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ

****

ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسماءِ ؟

أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟

أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟

أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟

عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء

****

طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ

لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّه الليلُ العـريضُ

فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ

آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ

فارجِعي لا تَسْألي البَرْق فما يدري الوميضُ

عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُولِ ؟

ما الذي ساقكِ طيفاً حالماً تحتَ النخيـلِ ؟

مُسْنَدَ الرأسِ الى الكفَينِ في الظلِّ الظليلِ

مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ

ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميــلِ

****

أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ

فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ

قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ

ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ

فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ
***


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.