حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة القصـة والقصيـدة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=69)
-   -   بقايا يوم جديد (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=82942)

هـــند 11-02-2010 04:25 AM

بقايا يوم جديد
 
استيقظت من غفوة إحدى لياليها الموحشة،بهت لونها كشمعة يتراقص طيفها على غياهب الذكرى.تحدق بمقلتين خاويتين إلا من بقايا نظرات تتأمل بها ما مر من أيام كانت بحجم سنين.

تطل من نافذة عمياء
على صفحاتها
وقد غرقت معانيها في ليل
مظلم
و ريح خالية الأحاسيس
تعصف ببقايا حروف
ارتدت من أسمال المعاني
كل النواقص و الأضداد
تترنح بين العليلة و المغمى عليها....

بحثت في جوى الصدر على جندل بعيد لم يفتك به تضارب أمواج من الأحزان على شاطئ قلبها، وتهرب من جو خيمت على تفاصيله أشباح ظلال غاسقة السواد.تتحسس طريقها في سرداب كان في زمن ما خارطة و منوالا تدرجت عليه مراحل حياتها، توسط معالمه قمر نرجسي أنار دربه فقط.

فتتنفس الأمل
بعد طول اختناق من ظلام دامس
عتم زوايا غرفتها
و تسمع لحن همسات الربيع
شجيا يطرب خلدها
بعد أن أصمها صدى هزيم
هدوءها القاتل

قررت أن تبدأ يومها بأحداث جديدة،رتبت سريرها حاولت أن تمحو منه تضاريسا خلفها جسمها المرهق عليه.سارعت إلى أفضل نافذة تطل بها على نفسها لترغمها على الخروج من سجنها...رأت انعكاسها على المرآة...و لأول مرة تكاشفها بحقيقتها، لم تكذب عليها هذه المرة أرتها حالتها العابسة و روحها المنكسرة بادلتها بإبتسامة أشعت ببصيص أمل...بحركة رشيقة ركنت إلى مكتبها الصغير في زاوية من غرفتها،

عكفت على صفحة بيضاء
من مذكرة أيامها
تحاول نسج ثوب جديد
من رفات أحلام
كانت أمنيات في يوم
آلت سرابا
كباقي الأوهام

في لحظة راودتها كل تفاصيل ما مر قبل أن تنظر إلى المرآة.عادت إليها تختلس الرؤية....لم تجد جديدا ،نفس النظرة الخاوية، نفس الإبتسامة الباهتة، نفس التقاسيم...
منت النفس بثورة أخرى.
تنهدت بصوت خال من كل ما يمكن أن يسمى "شعور" و همست: على الأقل حاولت...غدا ربما أخطو خطوة أكبر و أنفض عن الصفحة البيضاء غبارها.


عابر سبيل 13-02-2010 02:34 AM

بنت الصحراء كالذهب الصافي اصالته مستمرة ثابتة لاتغيرها الايام وان تغير لونه بغبار الزمن فماهي الا لمسات لتعيد اليه لمعانه المعرف المحبوب والقريب الى كل نفس تعرف اصالته وقدره .

خطوات عكس التيار ليست بالسهلة بل لابد من العناء والمشقة لكن مابعدها حافز قوي يعين على الاستمرار لننفض عن الصفحات البيضاء غبارها لتعود بلونها الصافي النقي .

كلماتك جميلة ترسم لوحة من الحزن والامل شكرا لك وبانتظار جديدك اختي الكريمه

هـــند 13-02-2010 03:09 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عابر سبيل (المشاركة 682783)
بنت الصحراء كالذهب الصافي اصالته مستمرة ثابتة لاتغيرها الايام وان تغير لونه بغبار الزمن فماهي الا لمسات لتعيد اليه لمعانه المعرف المحبوب والقريب الى كل نفس تعرف اصالته وقدره .

خطوات عكس التيار ليست بالسهلة بل لابد من العناء والمشقة لكن مابعدها حافز قوي يعين على الاستمرار لننفض عن الصفحات البيضاء غبارها لتعود بلونها الصافي النقي .

كلماتك جميلة ترسم لوحة من الحزن والامل شكرا لك وبانتظار جديدك اختي الكريمه

شكرا جزيلا أخي عابر سبيل على كلماتك الطيبة و ما تدل إلا على صفاء سريرة و قلب محب للخير،

و إن جنح القلب للحزن لا بد أن يطوي صفحات ،و يمزق صفحات و يعيد كتابة أخرى و يبقى البياض طلب منشود وحق مطلوب حتى و إن لم يدرك.

أنرت صفحتي أخي أبومعاذ.

علي 13-02-2010 05:31 PM

اختي هند اكتشفنا معك هنا موهبة جديده من مواهبك
ارجو ان تواصلي عرضها علينا بكتابات رقيقه
كهذه هنا
ورجو ان تنفضي عن اوراقك غبارها وتنثريها في ربوع الخيام
حتى نستمتع معك بعبق الكلمات !

الجنرال 2009 13-02-2010 05:41 PM

بالأمل .. يتفتح قلب الربيع..

وتبتسم الورود لبقلات الندى..

ياسمين 14-02-2010 06:24 PM

بوح شفاف يفيض شاعرية، لكن كلماته تحبل بدلالات عميقة

تضفي على المتن قوة وجمالا..

تجربة إبداعية تنهل أيضا من الذات بكل ما تجيش به من ماض

وأحداث وتوترات واستيهامات ومخاوف..إنه رصد جميل

لانكسارات الذات.

عمل خلاق ومميز يا هند، فلا تبخلي علينا ببوح جديد.

تحياتي

الفجر الجديد 15-02-2010 11:37 AM

قصة ممتعة فيها من الحزن و الأمل و الرجاء بداية قصصية و موهبة واعدة أختي هند مزيدا من الإبداع و التألق بانتظار جديدك أجمل التحايا

فسحة أمل 15-02-2010 05:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله


قصة تحارب وهن في والجدان ,,
عندما تمتزج ذكريات الماضي بنسيم الحاضر ..

تتفجر في النفس ألاف الألام .. تمحوها في لحظة إشراقة الآمال ..


أما النافذة والمرآت فإنهما تترجمان احساس جديد يوقظ ذكريات الماضي بأحزانه أكثر من أفراحه


احساس يحث على نفض الغبار عن الأوراق

والبدء من جديد


سلمت أناملك أختي هند على الكلمات الروعة
والإحساس النابض
:thumb:

هـــند 16-02-2010 09:08 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة علي (المشاركة 682814)
اختي هند اكتشفنا معك هنا موهبة جديده من مواهبك
ارجو ان تواصلي عرضها علينا بكتابات رقيقه
كهذه هنا
ورجو ان تنفضي عن اوراقك غبارها وتنثريها في ربوع الخيام
حتى نستمتع معك بعبق الكلمات !

أخي العزيز علي أشكرك من القلب على كلماتك الطيبة و تشجيعك لي،
هي بداية ربما تكون هناك تتمة:rolleyes:

ماهر الكردي 16-02-2010 09:17 PM

شكراً لكي يا اخت هند على الموضوع الجميل....

دمتي بود

هـــند 18-02-2010 10:28 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الجنرال 2009 (المشاركة 682815)
بالأمل .. يتفتح قلب الربيع..

وتبتسم الورود لبقلات الندى..

الجنرال مرورك أسعدني
وكلمات قليلة تفتح الأبواب لبصيص الأمل.
تحياتي


هـــند 18-02-2010 10:35 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ياسمين (المشاركة 682903)
بوح شفاف يفيض شاعرية، لكن كلماته تحبل بدلالات عميقة

تضفي على المتن قوة وجمالا..

تجربة إبداعية تنهل أيضا من الذات بكل ما تجيش به من ماض

وأحداث وتوترات واستيهامات ومخاوف..إنه رصد جميل

لانكسارات الذات.

عمل خلاق ومميز يا هند، فلا تبخلي علينا ببوح جديد.

تحياتي

ياسمين دامت لي إطلالتك البديعة على صفحاتي،
محاولات لتطوير الذات و سحبها إلى أماكن لم تستطعها على أرض الواقع نلامسها من حروف ربما نحققها يوما ما.

هـــند 21-02-2010 03:16 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة الفجر الجديد (المشاركة 682931)
قصة ممتعة فيها من الحزن و الأمل و الرجاء بداية قصصية و موهبة واعدة أختي هند مزيدا من الإبداع و التألق بانتظار جديدك أجمل التحايا

أنرت متصفحي عزيزتي، و سعيدة أنا أنكِ استمتعتِ.
كوني بخير

هـــند 25-02-2010 09:29 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة ماهر الكردي (المشاركة 683009)
شكراً لكي يا اخت هند على الموضوع الجميل....

دمتي بود

كل الشكر لك أخي ماهر
ممنونة أنا لمرورك الكريم
تحياتي

عصام الدين 27-02-2010 12:31 AM

نص جميل رغم مسحة الحزن الطاغية عليه، والتي ذكرتني برواية جميلة للجزائرية مستغانمي، رواية تصيبك بحالة من الحزن لا تنتهي إلا مع الصفحة الأخيرة، مع احتساب خمسة أيام مدة نقاهة حتى يحصل الشفاء.

ولكن يا هند، أذكرك ببيت شعري مشهور للطغرائي يقول فيه :

أعــــــللُ النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها *** ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل


تحياتي.

هـــند 01-03-2010 05:10 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة عصام الدين (المشاركة 683453)
نص جميل رغم مسحة الحزن الطاغية عليه، والتي ذكرتني برواية جميلة للجزائرية مستغانمي، رواية تصيبك بحالة من الحزن لا تنتهي إلا مع الصفحة الأخيرة، مع احتساب خمسة أيام مدة نقاهة حتى يحصل الشفاء.

ولكن يا هند، أذكرك ببيت شعري مشهور للطغرائي يقول فيه :

أعــــــللُ النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها *** ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل


تحياتي.

شكرا عصام لمرورك و قد أصبت بالدهشة عندما قلت أن النص ذكرك مستغانمي :New5:

عصام لولا الحزن وشيء من اليأس لما تذوقنا حلاوة الأمل و الدفعة الإيجابية التي يمنحها هذا المصطلح للنفس.
:rolleyes:


هـــند 04-03-2010 10:11 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة فسحة أمل (المشاركة 682958)
السلام عليكم ورحمة الله


قصة تحارب وهن في والجدان ,,
عندما تمتزج ذكريات الماضي بنسيم الحاضر ..

تتفجر في النفس ألاف الألام .. تمحوها في لحظة إشراقة الآمال ..


أما النافذة والمرآت فإنهما تترجمان احساس جديد يوقظ ذكريات الماضي بأحزانه أكثر من أفراحه


احساس يحث على نفض الغبار عن الأوراق

والبدء من جديد


سلمت أناملك أختي هند على الكلمات الروعة
والإحساس النابض
:thumb:

عزيزتي فسحة أمل
راقني ما استنبطته من خربشتي البسيطة ففعلا فسحة أمل إشراقة الآمال تزيح عن كاهلنا أكواما من الأحزان حتى و لو لهنيهة،
كل واحد منا يحتاج في يوم ما أن يبدأ من جديد و المخرج الوحيد لهذه البداية هي مرآته وهي نفسه،كلما تصافى معها أظهرت له الطريق الصحيح.
شكرا لك فسحة أمل و آسفة جدا إذ أخرت الرد عليك .
تقبلي تحياتي

الفارس 05-03-2010 09:25 PM

ماهذه المواهب يا هند؟
ماشاء الله اتحفينا بالمزيد من الابداعات :)

المشرقي الإسلامي 06-03-2010 03:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة هندًا :
لقد أبهرتني قصتك هذه ، وتحتاج وقتًا طويلاً للتعليق عليها ، فأكتفي الآن برسم الخطوط العريضة للعمل ثم أكمل التعليق عليه لاحقًا بإذن الله .
العمل اعتمد بشكل كبير على ما يسمى بـ(كاميرا القاصّ) أي أنك ركزت المشهد بشكل شبه كلي على هذه المرأة وربما في ذلك إسقاط على الذات ، هذا التركيز استهدف في الآساس نقل الأحاسيس والمشاعر المختبئة بالداخل . كما أن السرد كان مصوغًا بشكل جيد ،ربما كان فيه بعض من الإطالة النسبية لكنه كان في صالح النص بشكل عام . هناك القطع أظنها كانت أقرب إلى مقطوعات من فن الخاطرة والتي كتبت في منتصف الصفحة ،هذه لم توضع اعتباطًا وإنما هي لعمل نقلة في المشهد من الطبيعة والبيئة الخارجية إلى البيئة الداخلية(النفس) لعمل علاقة توازٍ بينهما.
الفكرة نفسها وإن كانت مكررة إلا أن كيفية تناولها أعطتها طابعًا فيه قدر معقول من التفرد في التناول .
الصراع ربما لم يكن باديًا بالشكل التقليدي وإنما تُرِك ليستنتجه القارئ من خلال بعض العبارات الدالة عليه .
التعبيرات ذات الطابع المجازي كانت إضافة هامة للغاية في صالح النص ، فهي أداة توصيل الفكرة وإلى ذلك فهي (التعبيرات المجازية) يمكن استخدامها لاحقًا في كتابة خاطرة معتمدة على بعض الأفكار المشتركة بين القصة والخاطرة، وهي تعكس قدرة بلاغية حينما توظّف بشكل جيد مع السرد مع الرؤية مع الفكرة تنتج الصورة النهائية المطلوبة.
هذه نظرة سريعة ، ولي إطلالة لاحقة ، فاعذريني للتأخر ، وأرجو لك دوام التوفيق ودمت مبدعة.

هـــند 08-03-2010 04:51 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي (المشاركة 683990)
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة هندًا :
لقد أبهرتني قصتك هذه ، وتحتاج وقتًا طويلاً للتعليق عليها ، فأكتفي الآن برسم الخطوط العريضة للعمل ثم أكمل التعليق عليه لاحقًا بإذن الله .
العمل اعتمد بشكل كبير على ما يسمى بـ(كاميرا القاصّ) أي أنك ركزت المشهد بشكل شبه كلي على هذه المرأة وربما في ذلك إسقاط على الذات ، هذا التركيز استهدف في الآساس نقل الأحاسيس والمشاعر المختبئة بالداخل . كما أن السرد كان مصوغًا بشكل جيد ،ربما كان فيه بعض من الإطالة النسبية لكنه كان في صالح النص بشكل عام . هناك القطع أظنها كانت أقرب إلى مقطوعات من فن الخاطرة والتي كتبت في منتصف الصفحة ،هذه لم توضع اعتباطًا وإنما هي لعمل نقلة في المشهد من الطبيعة والبيئة الخارجية إلى البيئة الداخلية(النفس) لعمل علاقة توازٍ بينهما.
الفكرة نفسها وإن كانت مكررة إلا أن كيفية تناولها أعطتها طابعًا فيه قدر معقول من التفرد في التناول .
الصراع ربما لم يكن باديًا بالشكل التقليدي وإنما تُرِك ليستنتجه القارئ من خلال بعض العبارات الدالة عليه .
التعبيرات ذات الطابع المجازي كانت إضافة هامة للغاية في صالح النص ، فهي أداة توصيل الفكرة وإلى ذلك فهي (التعبيرات المجازية) يمكن استخدامها لاحقًا في كتابة خاطرة معتمدة على بعض الأفكار المشتركة بين القصة والخاطرة، وهي تعكس قدرة بلاغية حينما توظّف بشكل جيد مع السرد مع الرؤية مع الفكرة تنتج الصورة النهائية المطلوبة.
هذه نظرة سريعة ، ولي إطلالة لاحقة ، فاعذريني للتأخر ، وأرجو لك دوام التوفيق ودمت مبدعة.

أخي العزيز و الفاضل المشرقي أستمتع جدا عند قراءتي لنقدك على النصوص المدرجة في المنتدى و لاأخفي أني أستفيد جدا، و أحاول تتبع بعض النصائح.
هذه الخطوط العريضة فيها الكثير من الدروس القيمة التي سأخذها مرجعا عند كتابة أي حرف بعد الآن.
شكرا جزيلا أخي المشرقي دمت في قمة التميز و الخلق الطيب

المشرقي الإسلامي 15-03-2010 06:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بك أختنا العزيزة هندًا ، القصة التي بين يدينا تتحدث عن موضوع عادي لكنها تناولته بأسلوب غير عادي أو أسلوب فيه لمسات المبدعة وبصماتها جلية واضحة على العمل .
القضية كلها ترتكز على هذا الشعور بالأمل والذي تحاول البطلة تحقيقه والانتصار له ، وبه .
والذي يلاحظ على القصة أنها تمحورت كلها على البطلة فحسب ، مما يكرس حالة من الانعزال والذي تبدو فيه مضاعفَة الضغط ، إذ لا سمير لها ولا أنيس ، وقد يكون ذلك مرده إلى هجرآخرين لها مما يجعلها محور تساؤلات القارئ والتي عليها يبني العديد من الاستنتاجات التي تعكس جوانب هامة تتعلق بماورائية القصة.
وقد يكون هذا التقوقع على هذه البطلة مرده إلى أن كاتبة القصة تعكس عالمها الخاص بشكل غير مباشر وربما غير شعوري من خلال التركيز على هذه الشخصية وحدها دون وجود لأي عنصر بشري آخر .
والحدث ها هنا يدور من خلال الأشياء وليس من خلال الأشخاص مما يكسب الأشياء المحيطة بها خصائص شاعرية تنبع من كون الكاتبة تلصق كل اهتمامها بالأشياء المحيطة بها وتصنع منها فلسفة خاصة في معجم حياتها واهتماماتها.
وكانت البداية من خلال السطرين الأولين كثيفة وذلك في التشبيه لها بمن كانت كشمعة يتراقص طيفها على غياهب الذكرى .فالذكرى تبدو مظلمة بما يستدعي شحوب الشمعة.
وهنا نجد أن الشمعة كانت رمزًا للبطلة في رمزية تجعل الصورة أقرب إلى فيلم يبدأ المشهد
الأول فيه بصورة الشمعة المحيط بها من الخارج جو لا متناه من الظلمات .
كذلك كان التعبير أيام بحجم السنين تعبيرًا جميلاً غير مباشر يعكس ثقل هذه الأيام ويعكس فلسفة السنين بالنسبة لها إذ أنها سنون غير سارة لذلك رمزت إليها بتعبير أيام بحجم السنين.
كان تركيز الصورة على الخارج من خلال هذا المشهد قويًا للغاية ومكتنزًا بالعبارات التي توضح هذا الواقع الصعب .

تطل من نافذةعمياء


على صفحاتها


وقد غرقت معانيها في ليل


مظلم


و ريح خالية الأحاسيس


تعصف ببقايا حروف


ارتدت من أسمال المعاني


كل النواقص والأضداد


تترنح بين العليلة و المغمى عليها


تعبير نافذة عمياء عبر عن امتداد هذا الظلام السحيق ،ليكون الواقع هو الصفحات التي تطل عليه وربما تكون النافذة تعبيرًا عن النفس والصفحات هي الواقع أو ما تمتلئ به النفس من مشاعر وأحاسيس. التعبير ارتدت كان يعود على الريح أم كان يعود على البطلة؟ الغالب أنه يعود على البطلة تلك التي ارتدت من أسمال المعاني كل النواقض والأضداد ،وكان استعمال تعبير أسمال المعاني معبرًا عن الفراغ النفسي العميق الذي تعانيه حياتها .الأسمال هي الثياب البالية ليكون التعري-بالمعنى النفسي- هو الذي يسيطر على البطلة ،تلك التي غرقت معانيها وأسقطتها الرياح مغمى عليها. هذه الجمل كانت قوية للغاية وربما يكون المجاز فيها مستخدمًا بنوع من الزيادة غير المطلوبة وإن كنت أراها علامة صحية على نضج المقدرة على التعبيرات الأدبية والمشاعر وتوظيفها في فنون كالخاطرة وربما القصة غير القصيرة أو الرواية.
كانت الأسطر الثلاثة والنصف بعدها مميزة تحقق بشكل حرفي لأهداف السرد والتي يكون السرد فيها هامًا وحيويًا من أجل إيصال الصورة والمشاعر للتأثير في ذات المتلقي وهذا يُحسب لك بطبيعة الحال لأن السرد أكثر الفخاخ التي تنصب للقاص.
وجاءت الغة المجازية داعمة لهذا السرد ممثلة في هذا الجزء:
" تضارب أمواج من الأحزان على شاطئ قلبها ". وقد تكاملت فيه البيئة التشبيهية بشكل كبير وحققت المراد من إيصال المشاعر خاصة عندما تأتي مؤكّدة بالعبارة :
أشباح ظلال غاسقة السواد ، وكلمة سرداب ، كل هذه الكلمات في مجيئها وراء بعضها البعض يحقق غاية إبداعية غاية في الأهمية وهي تأكيد حالة الظلمة المحيطة بالبطلة
وكان التعبير قمر نرجسي أنار دربه فقط في غاية الأهمية إذ أنه يعطي للقارئ إن دقق الانطباع أن هذا القمر رمز إلى محبوب بشري اتسم بالأنانية .
عندما نأتي إلى العبارة فتتنفس الأمل ، فإن القارئ قد يشعر أن ثمة انتقالاً غير متدرج تم في القصة ، ومبرره في ذلك أنه لم يكن هناك إيحاء ولا وقرينة يوحي أو توحي بأن للأمل وجودًا أي أن القارئ قد يقول : ولماذا انتقلت مرة واحدة إلى الأمل رغم أنه لم يحدث ما يشعِرها به؟
إلا أنني أشعر أن هناك نوعًا من التقديم والتأخير في زمن القصة باستخدام تقنية الفلاش باك أي الاسترجاع . بمعنى أن نقطة المنتصف وهي الأمل ربما كانت هي النقطة التي بدأت منها وأنها حينما أطلت من النافذة كانت تسترجع الأمل الذي عاشته وقتًا ما.
عمومًا : كان لأسلوب الكتابة تأثيره ولو الإيحائي الشكلي لدى القارئ وهذه الكتابة في منتصف الصفحة تعطي القارئ الانطباع بأن الكلام تغير من فرد لآخر أي اختلف المتحدث أو انتقلت القصة من الراوي العليم إلى تحدث البطل أو البطلة بشكل مباشر عما يدور حوله .. كل هذه الجوانب تثيرها طريقة الكتابة ، ولو لم تكن لها هدف تريد تحقيقه فإن ذلك يكون من الأخطاء الكبيرة وغالب الظن عندي أنها وضعت لفائدة ما وربما تكون تخصيص المشهد الخارجي .بمعنى أن يكون الكلام في المنتصف يعبر عن نظرات البطلة خارج المنزل بينما الكتابة العادية تعبر عن وجودها داخل المنزل .. ربما.
ليس من قليل جعلتُ الاهتمام في مشروع صناعة مبدع ينصبّ مباشرة على الكتابة الإبداعية عكس التقريرية ، ومن هنا أقول إنك استخدمت هذه الكتابة بشكل وظفي مفيد للغاية وذلك يعبر عن قدرات ربما تستثمر في فنون أخرى أو تطوّر في فن القصة . كان التعبير تتنفس الأمس معبرًا عن مدى الحيوية الكامنة بها وهذا يعطي القصة إثارة أكبر لوجود التناقضات أو بمعنى أدق التقلبات المزاجية والحدثية . كذلك كان الاستخدام العكسي للدلالات مقويًا من قيمة العمل . يتضح هذا بشكل كبير في "صدى هزيم هدوئها القاتل" فالهدوء ليس له صوت ولكن شدة الصمت تحدث تأثيرًا في نفس الفرد كأنه هذا الصدى ، كماك أن الهدوء حينئذ يكون هدوءًا حزينًا لأن له سمة من سمات الرعد وهو الانزعاج ،فكأن الهدوء هدوء مَن عجِزَ عن فعل شيء فصار هذا حاله. والتعبير هذا الذي ذكرتيه يعبر عن الحركة الداخلية للذهن وليس المظهر الخارجي مما يحدث ثنائيات مشعِلَة للحدث وقوة تأثيره في المتلقي .وهذه الثنائيات هي الصمت الخارجي والصخب الداخلي ،الأمل واليأس ..إلخ.
وبعد ذلك تبدأ عملية السرد بإيتاء ثمارها الجميلة ممثلة في فكرة ربما لم تتعمدها الكاتبة وربما تعمدتها على استحياء وهي أن التغيير يبدأ من الأشياء البسيطة الاعتيادية ،تلك الأشياء والتي إن كانت لا تعني لدى البعض شيئَا إلا أنها تعني الكثير والكثير للكاتبة التي رفضت أن تمررها مر الكرام. فالسرير يرمز للغفوة والنوم وهنا ينتقل التناول من التناول العادي للفراش والنوم الفسيولوجي إلى تناول أوسع وهو واقع السلبية للفرد الذي يحيا كأنه نائم .أفضل نافذة كانت كلمة عميقة التأثير والدلالة . فالذي أفهمه أن وجود أفضلية يعني بالتبعية وجود مستويات متعددة أقل ، وهذا يعطي الإيحاء بأن فكرة الاختيار هي مناط هذا الوجود الإنساني لأن المرء مخيّر بقدر ما كبير وليس مجبرًا على كل شيء . إنني أقرأ في هذه العبارة عمقًا كبيرًا للغاية مرده إلى أن الفرد أمامه الخيارات المتنوعة ،فكأنما النوافذ تعبر عن خيارات متعددة وما على المرء إلا السعي إلى أفضلها.وهذه الدلالات تأكدت بفعل الكلمة سارعت وأرغمت مما يوصِل الرسالة التي مفادها أن الإنسان لابد أن يلقى العناء والمقاومة ليحقق ما يريد. المكاشفة جاءت فعلاً معبرًا عن اللحظة التي تعتبر هي لحظة التنوير في النص والتي تجتمع فيها كل خيوط الحدث ، لأن هذه اللحظة هي اللحظة التي بنيت القصة عليها وكان ذلك في موقع مناسب من السرد أي أن هذه اللحظة لم تأت متأخرة ولم تأت مبكرة وإنما جاءت كالإعلان في منتصف الصفحة أو في منتصف المسسلسل.
عند الجملة " أرتها حالتها العابسة " جزء ربما لو تُرِك يستنتجه القارئ لكان أفضل ولكني أرى أن من الممكن أن تكون هذه الجملة عطفًا على الجملة لم تكذب لتؤكد أهمية المصارحة في الحدث ،بعد هذه الجملة كانت لغة العيون حاضرة بشدة دون الإشارة إلى فعل يدل على الإبصار وهذه نقطة إيجابية .

المشرقي الإسلامي 15-03-2010 06:45 AM

هذه العبارات كانت لافتة :



تحاول نسج ثوب جديد


من رفات أحلام


كانت أمنيات في يوم


آلت سرابا


كبقايا الأوهام

من لم يقرأ ما كتبتيه من قبل يحسب أنك تستعرضين الأسلوب المجازي فيه ومن ينظر إلى السرد نظرة ضيقة يرى أن القصة طالت وكان يمكن اختزالها .لكن بحيادية أحاول تحقيقها أقول أن التشبيهات كانت معبرة عن الواقع النفسي وكانت تدل على تشبع كبير بهذه القدرة على الوصف ،فاستخدام الأحلام كأنها أششياء مادية وتكامل البيئئة في نسج ثوب جديد كانت خصائص جيدة في النص لكن أرى أن العبارة كانت أمنيات في يوم آلت سرابًا كباقي الأوهام قد تؤدي إلى الإرهاق في تتبع الصورة كأن تقولي مثلاً" : كنت مغمورًا كطيف مخبوء تحت عتبة منزل مغبّر بآثار الماضي الذي اغتالته يد الغدر الطويلة...إلخ".
في الجملة "راودتها كل تفاصيل ما مر قبل أن تنظر إلى المرآة " أسلوب غير احترافي ربما تكتسبين فيما بعد بإذن الله القدرة على تفاديه ، فهذا يدل على عملية الاسترجاع .وعملية الاسترجاع من الضروري أن تتم دون أن يُشار إليه صراحة ولكن يكتشفه المتابع من خلال القرائن الدالة عليه .
النهاية كانت جميلة في تعبيرها عن هذه الفكرة والتي تجعل أنصاف الأمل أحسن من اللاشيء وأن هذا الأمل لم تكن لتكتسبه لولا فتحها النافذة ومشاهدتها ما حولها ثم نظرها في المرآة بغض النظر عن دلالتها المجازية أو الحقيقية.
وهنا تكون الفكرة أن الأمل لا يؤتى بالتمني أو بالبكاء عليه وأن لكل فعل ردته كبيرة أم صغيرة كانت .
ربما كان ينقص القصيدة إنهاء رمزي بصوت ديك يصيح أو عصفور يشقشق أو طائرين يقبلان بعضهما البعض ليكون للعمل تكامله المنشود .وأرى هذا الحدث متماشيًا مع العنوان والذي عكس نفس الموقف .
هناك رؤيتان وتفسيران للقصة :
الأول : أن كل ما حدث كان استرجاعًا لما تم بينما الحدث الأصلي هو السطران الأولان.
الثاني : القصة لم يكن بها استرجاع باستثناء الذي أشرتِ إليه صراحة ، وفي هذه الحالة ربما يكون القمر الذي أنار دربه فقط هو السبب في إبهاجها وإعادتها إلى أجواء الأمل كأنما رأت نفسها فيه ، لأن كليهما يعيش في ظلمة محيطة به ،وحينئذ تنتفي عن القمر الدلالة البشرية.
عمل رائع أرجو لك الاستمرار على منواله ، ودمت موفقة مبدعة دائمًا .. وفقك الله

هـــند 16-03-2010 05:21 PM

قرأت و قفلت الصفحة..
رجعت و أعدت القراءة ففهمت أكثر، و قراءة أخرى فاستفدت واستمتعت.جميل أن نجد من يوجه بقدر مستطاعه حرفك لا لشيء إلا لذائقته الأدبية الراقية، لست كاتبة أو أديبة كبيرة لكن أحاول أن أترجم ما يخالجني بلغة مفهومة أتمنى ان تروق من يقرأها، و إنه لمن دواعي سروري أن أجدك أخي المشرقي من المشجعين والمتابعين فلا أخفيك أن تشجيعك لي يحثني على المتابعة ولو بخطى بطيئة.
أشكرك أخي المشرقي على هذا التفصيل الدقيق الذي يحمل كل نصائح الكتابة و كيفية استعمال مفردات اللغة.
خالص التحايا و شديد الإحترام لشخصك.


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.