العودة إلى الريف
العودة إلى الريف سيد قطب نوفمبر 1933 مهد الرجـاء ومهبط الأحلام = وطني عليك تحيتي وسلامي يا ريف فيك من الخلود أثارة = تنساب في خلدي وفي أوهـامي وترد إحساسي إليك إذا خلت = نفسي إلى الآمال والآلام وكأنني المسحور يقفو ساحراً = في بهرة كالطائف النوّام ! إني فقدتك في الطفولة غافلاً = عما حويت من الوجود السامي لكن وجدتك إذ كبرت بخاطري = رمزا أحيط بغمرة الإبهـام وتكشّفت نفسي فلُحـت كأنما = نفسي ، وأنت جمعتها بتؤام ! ووجدت أحلامي لديك وضيئة = لم تبل جدتها يد الأيام ! واليوم عدت إليك أحسب أنني = طير يؤوّبُ بعد جهد دام يا ريف تدعوني إليك ، وإنني = لَلمستطار إلى لقاك الظامي ! هذا الهدوء كأنما هو عالم = في الوهم لم يتبدّ للأقوام وكأنه الحلم الجميل يحوطه = صمت كصمت العابد المتسامي وتحس بالسر العميق تخالهُ = يضفى على الإيقاظ والنوام ويلوح في وضح النهار وينطوي = ما بين طيات الظلام الطامي هو ذلك السر الذي مفتاحهُ =ضمت عليه جوانح الأهرام إنّي أجول بخاطري متنقل =في حيثما امتد البسيط أمامي فإذا مواكب للجمال وديعة= جمعت طرائفها يد الإلهام للطير فيها ، للأزاهر موكب للناس ، للحشرات ، للأنعام ! متآلفين ، سرى الرضا لنفوسهم = فيما اغتذوا من مشرب وطعام كل يرجّع للطبيعة لحنهُ =في ذلك الوادي الخصيب النامي وهنا الطبيعة كالغريرة إنما = ورثت وقار أبوّة مترام ! تلهو ، ولكن في براءة طفلة = من نسل آلهة غبرن كرام ! عبدتهم الأوهام في غمراتها = واندس بعض الوهم في الإبهامِ ! وتوارثته طبيعة خلدت بها = مصر على كر من الأعوام يا ريف مصر ، وأنت سر بقائها= اسلم ، فدتك مواهبي وحطامي تحية لكم من ريف مصر :) |
شكرا لأخي قوس المطر علي القصيدة .
وياليتك تكمل الديوان الشعري للشيخ الشهيد الأستاذ سيد قطب . فتكون أحسنت لنا جميعا أيما إحسان .\ تحياتي لكم وكامل تقديري ومودتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.