حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة صـيــد الشبـكـــة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=73)
-   -   الحروب البربرية (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=90034)

صفاء العشري 06-08-2015 04:51 PM

الحروب البربرية
 
كانت كثير من الدول البربرية وهي مجموعة دول شمال أفريقيا، يمارس القرصنة التي تدعمها الدولة من أجل فرض دفع الفدية على القوى الأطلسية الأضعف. كان المغرب مملكة مستقلة، أما الجزائر، وتونس، وطرابلس فكانت تدين بولاء فضفاض للإمبراطورية العثمانية.
خاضت الولايات المتحدة حربين منفصلتين مع طرابلس (1801-1805) والجزائر (1815-1816)، على الرغم من أنها في أحيان أخرى فضلت دفع الفدية مقابل الإفراج عن الأسرى المحتجزين في الدول البربرية.
لم تكن ممارسة القرصنة برعاية الدولة وإطلاق الأسرى أمر غير عادي وقتها. فقد كلف العديد من الدول الأوروبية قراصنة بمهاجمة سفن شحن بعضهم البعض ، وشاركت أيضا في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. كما وجدت القوتان الأوروبيتان الكبريان بريطانيا العظمى وفرنسا، منفعة في تشجيع قرصنة الدول البربرية ودفع الجزية لها، عبر زيادة حصة هذه الدول في تجارة البحر الأبيض المتوسط، واختار زعمار البربر عدم تحدي القوات البحرية البريطانية أو الفرنسية المتفوقة.
كان المستوطنون الأميركيون، قبل الاستقلال، يتمتعون بحماية البحرية البريطانية. وعندما أعلنت الولايات المتحدة استقلالها، سارع الدبلوماسيون البريطانيون لإبلاغ الدول البربرية بأن السفن الامريكية هدفا مشروعا للهجوم عليها. وفي 1785، أعلن الداي محمد الجزائري الحرب على الولايات المتحدة واحتجز عددا من السفن الأمريكية. وكانت حكومة الاتحاد آنذاك مضطربة ماليا وغير قادرة على تشكيل قوة بحرية أو دفع الضريبة التي من شأنها حماية السفن الأمريكية.
وعلى النقيض من النزاع مع الجزائر، سارت المفاوضات الأمريكية مع المغرب على ما يرام. وكان السلطان المغربي سيدي محمد قد استولى على سفينة تجارية الولايات المتحدة في 1784 بعد أن تجاهلت الولايات المتحدة مبادراته الدبلوماسية. ومع ذلك، اعتمد السلطان محمد في نهاية المطاف سياسة التجارة السلمية، وخلصت الولايات المتحدة إلى توقيع معاهدة مع المغرب في 1786. ولكن الكونغرس كان لا يزال غير قادر على جمع الأموال الكافية لتلبية مطالب داي الجزائر.
وفي محاولة لمواجهة التحدي الذي يشكله داي الجزائر، حاول توماس جيفرسون، السفير الأميركي إلى فرنسا، بناء تحالف من القوى البحرية الضعيفة لهزيمة الجزائر ، لكنه لم يوفق. ومع ذلك، كانت مملكة البرتغال أيضا في حالة حرب مع الجزائر، ومنعت السفن الجزائرية من الإبحار عبر مضيق جبل طارق. ونتيجة لذلك، ظلت السفن التجارية الأمريكية في المحيط الأطلسي آمنة لفترة وارتاحت مؤقتا من التحديات التي تفرضها الدول البربرية.
في عام 1793 عرَضت الهدنة البرتغالية الجزائرية الوجيزة السفن التجارية الأمريكية مجددا للخطر، مما اضطر الولايات المتحدة، التي تمكنت فقط من إبرام معاهدة مع المغرب، للدخول في مفاوضات مع الدول البربرية الأخرى. في عام 1795، أرسلت حكومة الولايات المتحدة الدبلوماسيين جويل بارلو، جوزيف دونالدسون، وريتشارد أوبراين إلى شمال أفريقيا أبرموا بنجاح معاهدات مع دول الجزائر وتونس وطرابلس. وفقا لأحكام هذه المعاهدات، وافقت الولايات المتحدة على دفع الجزية لهذه الدول. كما حررت المعاهدة مع الجزائر 83 بحارا أمريكيا.
أدى اعتماد الدستور في عام 1789 إلى إعطاء حكومة الولايات المتحدة القدرة على فرض الضرائب و تطوير وزيادة القوات المسلحة، وهي سلطات كانت تفتقر إليها في إطار النظام الأساسي للاتحاد. في 1794، وردا على احتجاز الجزائر السفن الأمريكية، أذن الكونغرس ببناء السفن الست الأولى للبحرية الأمريكية. وفي عام 1801، طالب باشا طرابلس، يوسف قرمنلي، محتجا بالتأخر في دفع الأتاوة ، بمبلغ إضافي وأعلن الحرب على الولايات المتحدة. هزمت الولايات المتحدة قوات قرمنلي بهجوم بحري وبري مشترك من قوات مشاة البحرية الأمريكية. وأبرمت معاهدة جديدة عام 1805 شملت دفع فدية لطرابلس عن السجناء الأمريكيين ، دون أي بنود تتعلق بالأتاوة.
في عام 1812، رفض داي الجزائر الجديد حجي علي الجزية الأميركية التي تم التفاوض عليها في معاهدة 1795 واعتبرها غير كافية وأعلن الحرب على الولايات المتحدة. استولى القراصنة الجزائريون على سفينة أمريكية بعد عدة أسابيع بحسب خطة بين الداي والدبلوماسيين البريطانيين، وقد تزامن توقيت إعلان الجزائرالحرب مع بدء حرب عام 1812 بين بريطانيا والولايات المتحدة.
منعت الحرب مع بريطانيا حكومة الولايات المتحدة من أي مواجهة مع القوات الجزائرية أو دفع فدية الأسرى في الجزائر. ولكن ما أن أنهت معاهدة "جنت" الحرب مع بريطانيا، حتى طلب الرئيس جيمس ماديسون من الكونغرس تفويضا باستخدام القوة ضد الجزائر، وهذا ما حدث يوم 3 مارس، 1815. وكان حجم البحرية الأمريكية قد ازداد زيادة كبيرة بعد حرب عام 1812 ، وتمكنت من إرسال سرب كامل، بقيادة العميد البحري ستيفن ديكاتور، إلى البحر الأبيض المتوسط.
عندما وصلت البعثة البحرية الأمريكية في الجزائر، كان الداي عمر الحاكم الجديد يحاول تثبيت النظام بعد عدة سنوات من عدم الاستقرار السياسي، وكان يدرك تماما أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على الدعم البريطاني ضد الأميركيين. وكان ديكاتور قد هزم بالفعل سفينتين حربيتين جزائريتين وألقى القبض على مئات من أسرى الحرب، وكان في وضع مؤات للمفاوضات. قبل الداي عمر على مضض المعاهدة المقترحة من قبل ديكاتور التي دعت لتبادل الولايات المتحدة السجناء ووضع حد لممارسات الجزية والفدية. بعد أن هزم أقوى الدول البربرية، أبحر ديكاتور الى تونس وطرابلس وحصل على معاهدات مماثلة. في طرابلس، أمن ديكاتور أيضا من باشا قرمنلي إطلاق سراح جميع الأسرى الأوروبيين.
على الرغم من أنه لم يتم الاستيلاء على أي سفينة أمريكية أخرى بعد ذلك ، إلا أن الدول البربرية استأنفت الغارات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وعلى الرغم من الرد البريطاني العنيف إلا أن القرصنة لم تنته حتى الفتح الفرنسي للجزائر في عام 1830.

https://ritabay.files.wordpress.com/...ave-market.jpg

http://img1.findthebest.com/sites/de...War_908229.jpg

https://s-media-cache-ak0.pinimg.com...8647a80670.jpg

ماهر الكردي 11-08-2015 11:44 AM

واما في العصر الحديث فإن داعش هي تتمة لبقايا البربرية في الماضي


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.