حوار الخيمة العربية - سقوط الخلافة بين تآمر "إخوان لورنس" وغفلة المسلمين

سقوط الخلافة بين تآمر "إخوان لورنس" وغفلة المسلمين

حاول البريطانيون استخدام الخداع لآسقاط الخلافة الاسلامية حين إتخذو عميلهم "الشريف حسين" حاكم مكة خلال الحرب العالمية الأولى مطية لهدم بيت الخلافة ..

البريطانيون كانت مخططاتهم مسبقا تسعى بالدرجة الاولى لإنشـاء وطن ليهود أوربا في الأرجنتين أو كندا أو حتى في الموزمبيق أو الكونغو أوغندا أو جنوب افريقيا تحت الحماية البريطانية ، وذلك لازالة ورم أوربا السرطانى الذى آثقل كاهل المجتمع الاوربى والذى دعى قادته لتخليص آوربا من اليهود بآي وسيلة ..

لكن البريطانيون سرعان ما غيرو خططهم ومخططهم حين عثروا على عملاء (هبة من السماء) ، يتسابقون لنجاح مخططاتهم التى لم تطر حتى فى بال الانكليز آنفسهم . وسعي هؤلاء العملاء كان حثيثا لفكرة الانتقام من عدو الانكليز الاول وهو الخلافة العثمانية . فلم يعتاد الانكليزعلى فكرة طرحت بهذه الصراحةً ، ومثل هذه الشخصيات موجودة في واقع غير مجهول ، فكانت فعلا وليس أسطورة ، وذلك لتعزيز مبادئ وقيم إلخداع الانكليزية فى جو عام المنطقة العربية . ناهيك عن غنيمة آلآنكليز وهى اقتسام أراضي دولة الخلافة الممتدة من اوربا حتى جزيرة العرب وضمها إلى الممتلكات الاستعمارية .. .

الخلافة بدورها حاولت جذب "الشريف حسين" عن طريق بيان حقيقة الصراع ومؤامرات الخداع التى تستهدف العرب بالوهلة الاولى وحصار الخلافة من جهة أخرى . وقد نشرت الخلافة الخيوط العريضة للمؤامرات وعلنا ، وبنفس الوقت التزمت بالاعتراف بدولة الاستقلال العربي التي ستضم فلسطين وستحرس ارض فلسطين .!.

وبينت ان المخطط البريطانى فى حال سقوط الخلافة يهدف الى زرع كيان لقيط هدفه تدمير وحدة المسلمين وتقسيم الوطن العربي من آسـيا حتى افريقيا ..

ونتيجة لعمق التآمر الذى قدمه العملاء من عرب الجزيرة لسيدهم الانكليز. ذهبت انكلترا الى توظيف العميل الشريف حسين " كزعيم للعرب " وتمويله ماديا من الخزينة المصرية ، وتزويده بالسلاح الاوربى والامريكى وباشراف الغلام لورنس ، الذى لقب عملاء عرب الجزيرة بـ (إخوان لورنس) .!..!

من جانب آخر ، انشآ الانكليز بدورهم حركات مسلحة وجمعيات عربية سرية في جيوب المشرق العربي و قد أعلنت ولائها الكامل للشريف حسين بن علي أمير مكة في حزيران (1916) ثم اعلنت أنها فى حرب ضد الحكم العثماني والخلافة العثمانية ..

ومن الخدع - الماكرة - مطالبة بريطانيا بخليفة (عربي ) للمسلمين ، وذلك عن طريق إنشا (تحالف عسكرى) بين بريطانيا وزعماء العرب الجدد (إخوان لورنس) ضد الخلافة العثمانية (المحتلة!) لآرض العرب .. !.

وقد بدإت المعارك الحربية التى قادتها بريطانيا بواسطة جيش (إخوان لورنس) في جدة و سقطت القواعد العسكرية الاسلامية فى مكة عام (1916) بالكامل . وقد وصل تعداد جيش (إخوان لورانس) فى هذه المرحلة إلى 70,000 مقاتل ، وعلى اثر ذلك العدد الذى جندته بريطانيا وقادته بريطانيا ، تم آ سقاط معاقل المسلمين الاخرى فى مصر وبقية نجد والحجاز ثم الشام والعراق وهكذا انهارت بلاد المسلمين بواسطة عمالة جيش عرب (إخوان لورنس) . ..

حقيقة فصول الخداع التى كتبها الانكليز لعرب "(إخوان لورنس) " كانت جريمة ظالمة بحق الخلافة ، ودموية بحقنا كمسلمين ، ولذا نحمل بريطانيا كافة المسؤؤلية . .

اضافة الى تملص بريطانيا من التزاماتها الدولية الموقعة مع الخلافة العثمانية سابقا والتى كانت اتفاقيات دولية مبرمة وفقا للقوانيين الدولية كحسن الجوار وعدم التدخل بالشؤؤن الداخلية وعدم الاعتداء ..

بعد الخداع الاليم قسمت بريطانيا بلاد المسلمين الى مشيخات وامارات وجمهوريات ومهلكات وزرعت كيانها اللقيط ، وقد باركها لقيطها الاخر "الشريف حسين - زعيم عرب - (إخوان لورنس) " ، وعلى اثر ذلك آنسحقت هيبة المسلمين واندثرت هويتهم .

في هذه الفترة يجب أن لا نبتعد عن الواقع القبيح ونخاطب ضمير كل مسلم . آليس من الواجب ان نقاضى بريطانيا امام محكمة العدل الدولية وذلك لاستمرار آعتدائها على بلاد خلافة المسلمين وارتكاب جرائم حرب . كاستمرار هجماتها منذ عقود رغم وجود الأمم المتحدة والبنود الواردة فيها . و جريمة غزو واحتلال العراق مؤخرا بالتعاون مع امركا و(إخوان لورنس) الجدد مرة ثانية كدليل واضح..

اليس هذه الهمجيات المعادية والمكررة ضد بلاد المسلمين تعبر وتؤشر عن عدم شرعية آنظمة الغرب ديمقراطيا ، ويجب اعادة ترتيب بنود الأمم المتحدة كى تكفل وتقلل من خطورة التطورات الدامية والاجرامية وعلى مجريات الامور عموما في اوربا وامركا والعالمين العربى والاسلامى . .

ملاحظة:

فى قاموس الثقافة الغربية تعد (الخدع والاكاذيب ) هى (قمة الشطارة) ، فمن لايخادع الاخرين ، ولا يكاذب الاخرين ، فهو من عداد البلهاء والمغفليين .

هامش:

وفقا لحكم الشريعة الاسلامية السياسى فان "الشريف حسين" - خرج على ولى آمره (خليفة المسلمين) - . وقد كرر آل سعود هذه الجريمة عام (1233) ه بالخروج و التآمر على الخلافة آلاسلامية مرة اخرى..