العنوان أختي العزيزة يجب أن يكون "سيناريو مصري-تقليدي-متدني المستوى". أطرف ما في الأمر أن السلطات المصرية تعتقل القائم بالعملية بعد قيامه بها !! وهنا يكون السؤال : هل الشرطة رجل مطافئ يقوم بإطفاء الحريق أم أنه يقوم بالحيلولة دون قيام الحريق بالطريقة التي يحول بها دون قيام المظاهرات السلمية ؟
الاكتشاف الخطير الذي وصل إليه المصريون ربما لم يكن عليه ختم مسيلمة لأنه كان يستحيي من أن يقول خرافات بهذه الطريقة ، ولقد استنكر جيش الإسلام والحركات المقاومة هذا البيان السفيه .
لكن يبدو أن غزة في أحلك الظروف وأصعب المواقف باتت مستهدفة من مصر وكأنها أولويتها الأولى حتى حال قيام مصيبة من هذا النوع .
والشيء الأهم من ذلك هو انحدار قيمة المواطن ، فبينما أقال الكلب مبارك وزير الداخلية السابق الملعون حسن الألفي بعد قتل بضعة وسبعين سائحًا في الأقصر عام97 أو 96 فإننا لا نلاحظ أي تغيير بعد هذا الذي حدث ، ببساطة لأنهم مصريون وليسو أجانب .
الشعب المصري كله عن بكرة أبيه مكذب هذه التصريحات ألف بالمائة وهو على وعي بأن من يحاول استخدام هذا النظام من أجل تمديد قانون الطوارئ هو النظام المنحط الماجن المصري .
ولهذا فلن تجد هذه التصريحات السفيهة صدى لها في نفوس الشعب المصري ولا في أوساط المتعلمين والمثقفين منهم . ويعطينا هذا الحادث إشارة هامة وهي أن المدة التي انحسرت فيها هذه العمليات لم تكن نتيجة جهد الشرطة والقيادات الأمنية وإنما كانت نتيجة إعادة ترتيب هذه الحركات أوراقها وأولوياتها والتي تشير إلى أنهم قد فعلوا في مصر ما يريدون حتى وصلوا إلى درجة الشبع وأنهم وقتما يريدون فعل شيء ما ، فإنهم سيقومون به .
وإلى هذا وذاك فإن أسماء هؤلاء المطلوبين لم تكن مدرجة على أجندات القيادات الأمنية الإسرائيلية ولا الأميريكية التي تخدمها القيادة المصرية .
أخيرًا : إن ما يشعرني بأني سأسقط من الضحك هو هذا الاستنتاج السفيه التافه ، فلو كان للقاعدة وجود في فلسطين أساسًا ، أليس من المنطقي أن يستغل هذه الاستراتيجية المكانية للقيام بعمليات تفجيرية ضد الصهاينة وأزلامهم ؟ أوَلم تكن الشرطة الفلسطينية التابعة لدحلان وشركاه أقرب إليهم من السفر إلى مصر في ظل هذا التشديد الأمني الصارم ؟!! وعلى افتراض صحة هذا الهذيان فإن ذلك -مرة أخرى -برهنة على تدني الأداء الدفاعي للشرطة والتي ترصد نملة على بعد عشرين كيلو متر ولا تنتبه إلى ديناصور فوق صدرها !!!!!