حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   ما قبل البداية ( أحمد مطر ) (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=75824)

عمار العاني 10-01-2009 09:33 AM

ما قبل البداية ( أحمد مطر )
 
ما قبل البدايـة

كُنتُ في ( الرّحـْمِ ) حزينـاً

دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !

لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي

لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي

لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !

آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري

كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )

كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي

خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي

خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ

خَوْفَ أنْ تـَحْـبـَل مِن بَعْـدي بِغَيْري

ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ –

عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !

أَلفَ مَبروكٍ

.. وعُقبى لِلّسـانْ

ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمّ كانْ

بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !

المشرقي الإسلامي 23-03-2010 02:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة تمثل الخط الذي لم يحد عنه الشاعر أحمد مطر ، وهو الموقف الفكري والأيديولوجي من القضية القومية . والشاعر أحمد مطر إذ يفخر بعروبته إلا أنه بعيد كل البعد عن المهاترات الجوفاء والشعارات المملة التي تفتخر بالعروبة وما فيها من عيوب وبلايا .
لهذا فهو من منطلق حبه للعروبة ، يقوم بنقد الذات وجلدها ميقظًا في المجتمع العربي والقراء نزعة الثورة والمصارحة مع النفس .
ولعل شخصية الإنسان العربي تتشكل عنه من أكثر من زاوية ، فهو يتناوله إنسانًا ، ويتناوله حاكمًا ويتناوله تاريخًا وامتدادًا مستقبليًا.
فالإنسان العربي لديه بلغت به السلبية بأن يصفه في إحدى قصائده أن النملة أمنت أن تختبئ تحت قدميه لأنه لن يحركهما .وفي ذات القصيدة يقول عنه "آدمي في شكل العربي !!".
وفي شكل آخر يقول -بنفس الأسلوب- مع اختلاف التشبيه فقط :
قال الصبى للحمار
ياغبى
قال الحمار للصبى
ياعربى


وأما عن تناول شخصية الحاكم ، فحدث ولا حرج ، ففي إحدى قصائده عن الحاكم العربي في مرحلة الصبا "
رئيسنا كان صغيراً، وانفقد
فانتاب أمه الكمد
وانطلقت ذاهلة
تبحث في كل البلد.
قيل لها لا تجزعي
فلن يضِلّ للأبد.
إن كان مفقودك هذا طاهرا
وابن حلال.. فسيلقاه أحد.
صاحت: إذًا.. ضاع الولد!
فالحاكم عنده هو الابن غير الشرعي ، الممثل في هذه الشخصية ، كذلك المثقف العربي ، فهو يرى على لسان البغايا أنهن يقلن كلما فتحنا مبغى فتحوا جنبنا مبغى وسموه اتحاد الأدباء!! كما يرى في ذات الشأن أن "غضب الله علينا ودهتنا ألف آفة ، يوم أن استبدلنا المراحيض لدينا بوزارات الثقافة!!"
وفي إطار العلاقة بين الشعب والحاكم فإنه يتناول ذلك من خلال سؤال وجّه إليه عن شيء أدنى من الحذاء فأجاب الحاكم : وطني ، فالحذاء له لسان وقد يعض قدم صاحبه بينما الإنسان العربي ليس كذلك.
ونجد هذه الأبيات تعبر عن معاناته من كلا الطرفين :
مئتا مليون نملة
أكلت في ساعة جثة فيل
ولدينا مئتا مليون أنسان
ينامون على قبح المذله
ويفيقون على الصبر الجميل
مارسوا الانشاد جيلاً بعد جيل
ثم خاضوا الحرب
لكن..
عجزوا عن قتل نمله !
تفقأ العزة عين المستحيل
تصنع العزة للنمله دولة
ويعيث النمل في دولة أنسان ذليل


لكننا نسأل بعد ذلك: ماذا قدم أحمد مطر لأبناء مجتمعه غير جلد الذات والاستهزاء بالمواطن ؟ هل وهو مقيم في لندن اختلط بالمؤسسات العربية والإسلامية وحاول أن يصنع منها كيانًا قادرًا على التأثير من أجل تحقيق المصالح الشعبية العربية والإسلامية ؟
أم أنه اكتفى بجلد الذات ليصبح غاية لا وسيلة ؟
جميل من أحمد مطر أن يكون لسان الشعوب ، والأحسن منه أن يخرج من برج حروفه العاجي ليحقق المعنى الذي تحدث عنه محمد إبراهيم أبو سنة في قوله:
ما أجمل أن تلهث يا قلبي
خلف هموم الناس
منقطع الأنفاس
وتصلي في كل عيون أذبلها الهم
وتجفف من فوق جراحات الناس الدم
كلمة ختام : أحمد مطر: بقدر ما نكف عن الكلام وتنطق أشعارنا على أرض الواقع نكون قد حققنا ماهية الشعر .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.