الشاعر عبد الله البردوني وشئ من شعره وسير
بشرى النبوءة عبد الله البردوني بـشـرى مــن الـغيب ألـقت فـي فـم iiالـغار وحـيـا وأفـضـت إلــى الـدنـيا iiبـأسـرار بـشـرى الـنـبوة طـافـت كـالـشذا iiسـحـرا وأعـلـنـت فـــي الـربـا مـيـلاد iiأنــوار وشــقـت الـصـمـت والأنــسـام iiتـحـملها تــحـت الـسـكـينة مـــن دار إلـــى iiدار وهــدهـدت مــكـة الـوسـنـى أنـامـلـها وهــــزت الـفـجـر إيــذانـا بـإسـفـار فـاقـبل الـفـجر مــن خـلـف الـتلال iiوفـي عـيـنـيـه أســـرار عــشـاق iiوســمـار كــأن فـيـض الـنـدى فــي كــل iiرابـية مــوج وفــي كــل سـفـح جــدول جـار تـدافـع الـفـجر فــي الـدنـيا يــزف iiإلـى تـاريـخـهـا فــجـر أجــيـال وأدهـــار *************** واسـتـقـبل الـفـتـح طـفـلا فــي تـبـسمه آيـــات بــشـرى وإيــمـاءات iiإنـــذار وشــب طـفـل الـهـدى الـمـنشود مـتـزرا بــالـحـق مـتـشـحا بـالـنـور iiوالــنـار فــي كـفـه شـعـلة تـهـدي وفــي iiفـمـه بـشـرى وفــي عـيـنيه إصــرار iiأقــدار وفـــي مـلامـحـه و عــد وفــي iiدمــه بــطـولـة تــتـحـدى كــــل iiجــبـار وفـــاض بـالـنور فـاغـتم الـطـغاة iiبــه والـلـص يـخـشى سـطوع الـكوكب iiالـساري والـوعـي كـالـنور يـخـزى الـظالمين iiكـما يـخـزي لـصـوص الـدجـى إشـراق iiأقـمار نــادى الـرسـول نــداء الـحـق iiفـاحتشدت كـتـائـب الــجـود تـنـضي كــل iiبـتـار كــأنـهـا خــلـفـه نــــار iiمـجـنـحة تــجـري وقــدامـه أفـــواج إعــصـار فــضـج بـالـحق والـدنـيا بـمـا رحـبـت تــهــوي عـلـيـه بــأشـداق iiوأظــفـار وســــار والـــدرب أحــقـاد مـسـلـخة كــأن فــي كــل شـبـر ضـيغما iiضـاري وهـــب فــي دربــه الـمـرسوم iiمـنـدفعا كـالـدهـر يــقـذف أخــطـارا iiبـأخـظار ************** فـأدبـر الـظـلم يـلـقى هــا هـنـا iiأجــلا وهـــا هــنـا يـتـلـقى كـــف iiحـفـار والـظـلم مـهـما احـتـمت بـالبطش iiعـصبته فـلـن تـطـق وقـفـة فــي وجــه iiتـيـار رأى الـيـتـيـم أبـــو الأيــتـام iiغـايـتـه قــصـوى فـشـق إلـيـها كــل iiمـضـمار وامــتـدت الـمـلة الـسـمحا يــرف عـلـى جـبـيـنـها تــــاج إعــظـام iiوإكــبـار ************* مـضـى إلــى الـفـتح لا بـغـيا ولا طـمـعا لـــكــن حــنـانـا وتـطـهـيـرا iiلأوزار فــأنـزل الـجـور قـبـرا وابـتـنى زمـنـا عـــدلا 000 تــدبـره أفــكـار iiأحــرار ************* يــا قـاتـل الـظـلم صـالـت هـاهنا iiوهـنا فـظـايـع أيـــن مـنـها زنــدك الــواري أرض الـجـنوب ديــاري وهــي مـهد iiأبـي تــئـن مـــا بــيـن سـفـاح iiوسـمـسار يــشـدهـا قــيــد ســجـان iiويـنـهـشها ســـوط ويـحـدوخـطاها صــوت iiخـمـار تـعـطـي الـقـياد وزيــرا وهــو iiمـتـجر بـجـوعـها فـهـو فـيـها الـبـايع iiالـشـاري فـكـيـف لانــت لـجـلاد الـحـمى iiعــدن وكــيـف ســاس حـمـاها غــدر فـجـار وقـــادهــا زعـــمــاء لا يــبـررهـم فــعــل وأقـواهـلـهم أقـــوال أبـــرار أشــبـاه نــاس وخـيـرات الـبـلاد iiلـهـم ووزنــهـم لا يــسـاوي ربـــع iiديــنـار ولا يـصـونـون عــنـد الــغـدر iiأنـفـسهم فـهـل يـصـونون عـهـد الـصـحب iiوالـجار تـــرى شـخـوصـهم رسـمـيـة iiوتــرى أطـمـاعهم فــي الـحـمى أطـمـاع iiتـجـار ************* أكـــاد أســخـر مـنـهم ثــم iiتـضـحكني دعــواهــم أنــهـم أصــحـاب iiأفــكـار يـبـنـون بـالـظـلم دورا كـــي iiنـمـجدهم ومـجـدهـم رجـــس أخــشـاب وأشـجـار لا تـخـبـر الـشـعـب عـنـهـم إن iiأعـيـنه تـــرى فـظـائعهم مــن خـلـف iiأسـتـار الآكــلـون جـــراح الـشـعـب iiتـخـبـرنا ثــيـابـهـم أنـــهــم آلات أشـــــرار ثـيـابـهم رشـــوة تـنـبـي iiمـظـاهـرها بــأنـهـا دمــــع أكــبـاد iiوأبــصـار يــشــرون بــالـذل ألـقـابـا iiتـسـتـرهم لـكـنـهـم يـسـتـرون الــعـار iiبـالـعـار تـحـسـهم فــي يــد الـمـستعمرين iiكـمـا تــحـس مـسـبـحة فــي كــف iiسـحـار ************ ويــــل وويـــل لأعـــداء iiالــبـلادإذا ضــج الـسـكون وهـبـت غـضـبة iiالـثـار فـلـيـغنم الــجـور إقـبـال الـزمـان لــه فــــإن إقــبـالـه إنــــذار iiإدبــــار والــنــاس شـــر وأخــيـار وشــرهـم مــنــافـق يــتــزيـا زي iiأخـــيــار وأضـيـع الـنـاس شـعـب بــات iiيـحـرسه لــــص تــسـتـره أثـــواب iiأحــبـار فـــي ثــغـره لــغـة الـحـاني iiبـأمـته وفـــي يــديـه لــهـا سـكـين iiجــزار حــقـد الـشـعـوب بـراكـيـن iiمـسـمـمة وقــودهــا كــــل خـــوان iiوغـــدار مـــن كــل مـحـتقر لـلـشعب iiصـورتـه رســـم الـخـيـانات أو تـمـثـال iiأقـــذار وجــثـة شـــوش الـتـعـطير iiجـيـفـتها كـأنـهـا مـيـتـة فـــي ثــوب iiعـطـار بــيـن الـجـنـوب وبـيـن الـعـابثين iiبــه يـــوم يــحـن إلــيـه يــوم" ذي iiقــار" ********** يـاخـاتـم الـرسـل هــذا يـومـك iiانـبـعثت ذكــراه كـالـفجر فــي أحـضـان iiأنـهـار يــا صـاحب الـمبدأ الأعـلى ، وهـل iiحـملت رســالــة الــحــق إلا روح مــخـتـار؟ أعـلـى الـمـبادئ مــا صـاغـت لـحـاملها مــن الـهـدى والـضـحايا نـصـب تـذكـار فـكـيـف نــذكـر أشـخـاصـا iiمـبـادئـهم مـبـادئ الـذئـب فــي إقـدامـه الـضاري ii؟! يــبــدون لـلـشـعب أحـيـانـا iiوبـيـنـهم والـشـعب مــا بـيـن طـبـع الـهر iiوالـفار مــا أغـنـيك يــا" طــه " وفــي iiنـغمي دمـــع وفــي خـاطـري أحـقـاد ثــوار ؟ تـمـلـملت كـبـريـاء الــجـرح iiفـانـتزفت حـقـدي عـلـى الـجور مـن أغـوار iiأغـواري ********** يــا" أحـمـد الـنـور" عـقوا إن ثـأرت iiفـفي صــدري جـحـيم تـشـظت بـيـن أشـعاري " طـــه " إذا ثــار إنـشـادي فــإن iiأبــي " حـسـان " أخـبـاره فــي الـشعر iiأخـباري أن ابــن أنـصـارك الـغـر الألــى iiقـذفـوا جــيـش الـطـغاة بـجـيش مـنـك iiجــرار تـظـافرت فــي الـفـدى حـولـيك iiأنـفـسهم كــأنـهـم قــــلاع خــلـف iiأســـوار نـحـن الـيـمانين يــا" طــه " تـطـير بـنا إلـــى روابـــي الــعـلا أرواح iiأنـصـار إذا تــذكــرتَ " عــمــارا " وســيـرتـه فـافـخـر بــنـا إنـنـا أحـفـاد " عـمـار" "طــه " إلـيـك صــلاة الـشـعر iiتـرفـعها روحـــي وتـعـزفـها أوتـــار iiقـيـثـار _________________________________ دلـــــيـــــل iiالـــــرازحــــي |
مواطن بلا وطن
عبد الله البردوني مـواطـن بـلا iiوطـن لأنــه مــن iiالـيمن تـبـاع أرض iiشـعـبه وتـشـترى بـلا iiثـمن يـبـكـي إذا iiسـألـته من أين أنت؟.. أنت من؟ لأنــه مــن لا iiهـنا أو مـن مـزائد الـعلن مـواطـن كـان iiحـماه مـن (قُـبا) إلى ii(عدن) والـيوم لـم تـعد iiلـه مــزارع ولا iiسـكـن ولا ظــلال iiحـائـط ولابـقـايا مـن iiفـنن بــلاده سـطر iiعـلى كـتاب: (عـبرة iiالزمن) روايـة عـن ii(أسـعد) أسطورة عن (ذي iiيزن) حـكـاية عـن هـدهد كـان عـميلاً iiمـؤتمن وعـن مـلوك iiاسـتبوا أو سـبـؤوا مـليون iiدن الـمـلك كـان iiمـلكهم سـواه (قـعب من لبن) ***************** والـيوم طـفل iiحـمير بــلا أب بـلا iiصـبا بــلا مـدينة... iiبـلا مـخابىء ... بـلا iiربى يـغـزوه ألـف iiهـدهد وتـنـثني بــلا iiنـبا يـكـفـيه أن iiأمـــه (ريـا) وجـده ii(سـبأ) وأن عـــم iiخــالـه كـان يـزين ii(يحصبا) وأن خـــال iiعـمـه كــان يـقود (أرحـبا) كـانوا يـضيئون iiالدجى ويـعـبدون iiالـكـوكبا يـدرون ما iiشادوا...ولا يــدرون مـاذا iiخـربا يـبـنون لـلفار الـعلى ويــزرعـون iiلـلـدَبا يـا ناسج (الإكليل) iiقل: تـلك الـجباه مـن iiغبا أو سـمـهـا iiكـواكـباً تـمـنعت أن iiتـعـربا فـهـل لـهـا iiذريــة مـن الـشموخ iiوالإبـا؟ ***************** الـيوم أرض (مـأرب) كـأمـهـا iiمـوجـهـه يـقـودهـا iiكـأمـهـا فـار...وسوط (أبـرهه) فـمـا أمــر iiأمـسها ويـومـها مـا أشـبهه تـبـيع لـون iiوجـهها لـلأوجـه iiالـمـموهه (تـموز) فـي iiعـيونها كـالـعانس iiالـمـولهه والـشمس فـي جـبينها كـالـلوحة iiالـمـشوهه فـيـا(سهيل)هل iiتـرى أسـئـلـة iiمـدلـهـه؟ مـتى يـفيق هـا iiهـنا شـعب يـعي iiتـنبهه؟ وقـبل أن يـرنو إلـى شـيء يـرى مـا iiأتفهه فـينتقي تـحت iiالضحى وجـوهـه iiالـمـنزهه يـمضي ويـنسى iiخلفه عــاداتـه iiالـمـسفهه يـفـنـى بـكـل iiذرة مـن أرضـه iiالـمؤلهه هـنـا يـحـس أنــه مـواطـن لـه iiوطـن |
ابن السبيل عبد الله البردوني سـار والـدرب ركامٌ من iiغباء كـل شـبر فـيه شيطان بدائي كـان يـرتدٌ ويـمضي iiمـثلما تـخبط الريح، مضيقاً من iiعناء بـين جـنبيه، جـريح iiهـاربٌ مـن يد الموت، ومسلول iiفدائي يصلب الخطوَ على ذعر الحصى وعـلى جـذعٍ مـديدٍ من iiشقاءِ وعـلـى مـنعطفٍ أو شـارعٍ مـن دم الذكرى وأنقاض iiالرجاءِ مـن يـعي يـسأله: أيـن iiأنا؟ ضـاع قدّامي، كما ضاع iiورائي وإلـى لامـنتهى هـذا iiالسرى فـي المتاهاتِ، ومن غير iiابتداء إنـني أخـطو على شلوي وفي وَهْـوهَات الـريح، أشتم iiدمائي مـن يـؤاويني؟ أيصغي iiمنزلٌ لـو أنـادي، أو يعي أي iiخباء؟ الـمـمرات، مـغـاراتٌ iiلـها وثـبة الـجنّ، وإجـفال iiالظباءِ وهـناك الـشهب غـربان، iiبلا أعـين، تـجتاز غـيماً iiلانهائي وهـنا الـشمس عجوز، iiتحتسي ظـلها، تصبو إلى تحديق iiرائي مَـنْ دنا منّي؟ وكالطيف iiالتوى ونـأى، خـلف خيالات iiالتنائي مـن وراء الـتلّ عـنَتَّت غابةٌ مـن أفـاعٍ، وكهوف من iiعُواء وعـيـون، كـالمرايا، لـمعت فـي وجـوه، من رمادٍ iiوانحناء إنـه حـشد، بـل اسـمٍ iiوجههُ خـلفهُ مـرآهُ تـزوير iiالـطلاء مَـنْ يـرى؟ أي زحـام iiودرى إنـه يـرنو إلى زيف iiالخواءِ؟ وبــلا زادٍ ولا دربٍ iiمـضى كـالخيالات الـكسيحات iiالظماءِ تـخفُقُ الأحـزان، فـي أهدابه وتـناغي، كـعصافير iiالـشتاءِ يـنحني، يستفسر الأطراق iiعن وجهه الذاوي، وعن بابٍ iiمضاءِ عـن يـد، صيفيةِ اللّمس iiوعن شـرفةٍ جذلى، وعن نبض iiغناءِ وتـأنت نـجمةٌ أرسـى iiعـلى جـفنها طـيفٌ، خريفي iiالرِّداءِ فـتـملاها مـلـيّاَ وارتــدى جـوّ عـينيه، أصيلاً من iiصفاءِ والـتظى بـرق، تـضنَّى iiخلفه ألـف دنـيا، من ينابيع iiالسخاءِ وبـلا وعـي دنـا، مـن كوخه كـغريقٍ، عـاد من حَلقِ iiالفناءِ فـأحسَّ الـبابَ يـلوي iiحـولهُ ساعدي شوقٍ، وحضناً من iiبكاءِ أيــن مـن يـسأله، iiيـخبرهُ عـن مـآسيه فيحنو أو iiيرائي؟ وجـثا، يـحنو عـليه iiمـنزلٌ سـقفه الـثلج، وجدران iiالمساءِ وكـمـا تـنـجرّ أمُّ iiضـيَّعت طـفلها، يـبحث عن أدنى iiغذاءِ يـجتدي الـصمت نـداءً أو iiيداً أو فـماً يـفترُ، أو رجـع iiنداءِ ويـداري الـسُّهْدَ أو يـرنو iiإلى ظـله، يـختال في ثوبٍ iiنسائي فـتـعـاطيه مـنـاهُ iiأكـؤسـاً مـن دخانٍ، واحتضاناً من iiهباءِ تـحـتسي أنـفـاسَه iiأُمـسـيةُ عـاقر، تـمتص ألـوانَ iiالهواءِ هـل هـنا لابن سبيل الريح من مـوعدٍ؟ أو هـاهنا دفء iiلقاءِ؟ عـاد مـن قـفرٍ دُخـاني، إلى عـامرٍ، أقـفرَ مـن ليل iiالعَرَاءِ وغـداَ يـبتدئ الأشـواط iiمـن حـيث أنـهاها، إلى غير iiانتهاءِ يـقطع الـتيه، إلـى التيه، iiبلا شـوق أسـفارٍ، ولا وعد iiانثناءِ وبـلاذكـرى، ولاسـلوى iiرؤىً وبـلا أرض، ولا ظـل iiسـماءِ عـمـره دوَّامـةٌ مـن iiزئـبقٍ وسـهادٌ، وطـريقٌ مـن غـبَاءِ |
مدينة الغد عبد الله البردوني من دهور…وأنت سحر' iiالعبارة وانـتظار الـمنى وحلم' iiالإشارة كـنت بنتَ الغيوب دهراً iiفنمَّت عن تجليّـك حشرجات' iiالحضارة وتـداعي عـصر يـموت ليحيا أو لـيفنى، ولا يـحسَّ iiانتحاره جـانحاه فـي مـنتهى كل iiنجم وهـواه'، فـي كل سوق: iiتجاره بـاع فـيه تـأله الأرض iiدعواه وبـاعت فـيه الصلاة' iiالطهاره او مـا تـلمحينه كـيف iiيـعدو يـطحن الريح والشظايا iiالمُثاره نـم عن فجرك الحنون iiضجيج ذاهـل يـلتظي ويـمتص iiناره عـالم كـالدجاج، يـعلو iiويهوي يـلقط الحب، من بطون iiالقذاره ضـيع القلب، واستحال iiجذوعاً تـرتـدي آدمـيةً… iiمـستعاره كل شيء وشى بميلادك iiالموعود واشـتـم دفـئـه iiواخـضراره بـشرت قـرية بـلقياك iiأخرى وحـكت عـنك نـجمة iiلـمناره وهـذت بـاسمك الرؤى iiفتنادت صـيحات الـديوك من كل iiقاره الـمدى يـستحم في وعد iiعينيك ويـنسى فـي شـاطئيه iiانتظاره وجـباه الـذرى مـرايا تـجلت مـن ثـريات مـقلتيك iiشـراره ذات يـوم، سـتشرقين بلا iiوعد تـعـيدين لـلـهشيم iiالـنضاره تـزرعين الـحنان في كل iiواد وطـريق، في كل سوق iiوحاره فـي مـدى كل شرفة، في iiتمني كـل جار، وفي هوى كل iiجاره فـي الروابي حتى يعي كل iiتل ضجر الكهف واصطبار iiالمغاره سوف تأتين كالنبؤات، كالامطار كـالصيف، كـانثيال iiالـغضاره تـملئين الـوجود عـدلاً iiرخياً بـعد جـور مـدجج iiبـالحقاره تـحشدين الـصفاء في كل لمس وعـلى كـل نـظره وافـتراره تـلمسين الـمجندلين iiفـيعدون تـعـيدين لـلـبغايا iiالـبـكاره وتصوغين عالماً تثمر الكثبان ف يـه، تـرف حـتى iiالـحجاره وتـعف الـذئاب فـيه، iiوينسى جـبروت الـسلاح، فيه iiالمهاره الـعشايا فـيه، عـيون iiكسالى واعدات، والشمس أشهى iiحراره لـخطاه عـبير (نـيسان) أوأش ذى لـتـحديقه، أجـد‘ iiإنـاره ولألـحانه، شـفـاه iiصـبايا وعـيون، تـخضر فيها iiالإثارة أي دنـيـا سـتـبعدين iiجـناها وصـباها فوق احتمال iiالعباره؟ صنعاء 30- يونيو سنة ii1967م |
من أرض بلقيس عبد الله البردوني مـن أرض بلقيس هذا اللحن iiوالوتر مـن جـوها هـذه الأنسام iiوالسحر مـن صدرها هذه الآهات، من iiفمها هـذي الـلحون. ومن تاريخها iiالذكر مـن «السعيدة» هذي الأغنيات iiومن ظـلالها هـذه الأطـياف والـصور أطـيافها حول مسرى خاطري iiزمر مـن الـترانيم تـشدو حـولها iiزمر من خاطر «اليمن» الخضرا iiومهجتها هـذي الأغـاريد والأصداء iiوالفكر هــذا الـقصيد أغـانيها iiودمـعتها وسـحرها وصـباها الأغيد iiالنضر يـكاد مـن طـول ما غنى iiخمائلها يـفوح مـن كل حرف جوها iiالعطر يـكاد مـن كـثر ما ضمته iiأغصنها يـرف مـن وجنتيها الورد iiوالزهر كـأنه مـن تـشكي جـرحها iiمـقل يـلح مـنها الـبكا الـدامي iiوينحدر يـا أمـي الـيمن الخضرا iiوفاتنتي مـنك الـفتون ومني العشق iiوالسهر هـا أنـت في كل ذراتي وملء دمي شـعر «تـعنقده» الذكرى iiوتعتصر وأنـت فـي حضن هذا الشعر iiفاتنة تـطل مـنه، وحـيناً فـيه iiتـستتر وحسب شاعرها منها - إذا iiاحتجبت عـن الـلقا - أنـه يـهوى iiويدكر وأنـهـا فـي مـآقي شـعره iiحـلم وأنـها فـي دجـاه اللهو iiوالـسمر فـلا تـلم كـبرياها فـهي iiغـانية حـسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن ريـاضـها هــذه الأنـغام iiتـنتثر من هذه الأرض حيث الضوء iiيلثمها وحـيث تـعتنق الأنـسام iiوالـشجر مـا ذلـك الـشدو؟ من شاديه؟ iiإنهما مـن أرض بلقيس هذا اللحن iiوالوتر |
إلا أنا وبلادي
عبد الله البردوني تـسـلياتي كـموجعاتي، iiوزادي مـثل جوعي، وهجعتي iiكسهادي وكـؤوسي مـريرة مثل صحوي واجـتماعي بـأخوتي iiكـانفرادي والـصداقات كـالعداوات iiتـؤذي فـسواءٌ مـن تصطفي أو iiتعادي إن داري كـغربتي فـي iiالمنافي واحـتراقي كـذكريات iiرمـادي يـا بـلادي! الـتي يقولون عنها: مـنك نـاري ولـي دخان iiاتقادي ذاك حـظي لأن أمـي ii(سـعود) وأبـي (مـرشد) وخالي (قمادي) أو لأنـي أطـعمت أولاد iiجاري ورفـاقـي دفـاتـري iiومـدادي أو لأنـي دفـعت عن طهر iiأختى وبـناتي مـكر الـذئاب العوادي أولأنــي زعـمت أن iiلـديهم لي حقوقاً من قبل حق (أبن هادي) يـا بلادي هذي الربى iiوالسواقي فـي ضـلوعي تـنهدات iiشوادي إنـما مـن أنا وليس بكفي iiمدفع والـتـراب بـعـض امـتدادي! ربـما كـنت فـارساً لست iiأدري قـبل بـدء الـمجال مات جوادي الـعصافير فـي عـروقي iiجياع والـدوالي والـقمح في كل iiوادي فـي حـقولي ما في سواها iiولكن بـاعت الأرض في شراء iiالسماد يـاندى.. يـا حـنان أم الدوالي: وبـرغمي يـجيب من لا iiأنادي!! هــذه كـلها بـلادي... iiوفـيها كـل شـيء... إلا أنا iiوبلادي!! ديـــســمــبــر ii1969م |
أنا والشعر
عبد الله البردوني هـاتي الـتآويه يـا قيثارتي iiهاتي ورددي مـن وراء الـليل iiآهـاتي وتـرجمي صوت حبي للجمال iiففي نجواك- يا حلوة النجوى - صباباتي قيثارتي صوت أعماقي عصرت iiبها روحـي وأفرغت في أوتارها iiذاتي قـيثارتي أنـت أم الـشعر لم iiتلدي إلا غـنا الـخلد أو لحن iiالبطولات أودعـت نـجواك آيات النبوغ iiفيا قـيثارتي لـقني الـتاريخ iiآيـاتي وغـردي بـخيالاتي الـعذاب iiفـما حـقيقة الـسحر إلا مـن خـيالاتي وشـاعر الطبع موسيقى الغيوب iiإذا غنى أرى الأرض أسرار iiالسموات قـيثارتي إنـني ابن الشعر iiانجبني لـلـخلد ، لـلـعبقريات iiالـفتيات ولـلـحياة ولـلـدنيا iiونـضـرتها لـلحب لـلنور لـلزهر iiالـصبيات وحـدي مع الشعر هزتني iiعواطفه فـرقصت عـطفه الـنشوان iiرناتي وشـف لـي خـافي الدنيا iiوألهمني سـحر الـجمال وأسرار iiالجلالات وهـبت لـلشعر إحساسي iiوعاطفتي وذكـريـاتي وتـرنـيمي iiوأنـاتي فـهو ابتسامي ودمعي وهو iiتسليتي وفـرحتي وهـو آلامـي iiولـذاتي يـفنى الـفنا! وأنـا والشعر iiأغنية عـلى فـم الخلد يا رغم الفنا iiالعاتي أحـيا مـع الشعر يشدو بي iiوأنشده والـخلد غـاياته القصوى iiوغاياتي. صنعاء والموت والميلاد عبد الله البردوني ولـدت صـنعاء iiبسبتمبر كـي تلقى الموت iiبنوفمبر لـكن كـي تـولد iiثـانية فـي مايو... أو في iiأكتوبر فـي أول كـانون iiالـثاني أو فـي الثاني من iiديسمبر مـادامت هـجعتها iiحـبلى فـولادتـها لـن iiتـتأخر رغـم الـغثيان تحن iiإلى: أوجـاع الطلق ولا iiتضجر يـنبي عـن مولدها iiالآتي شـفـق دامٍ فـجر iiأشـقر مـيـعاد كـالثلج iiالـغافي وطـيوف كالمطر iiالأحمر أشـلاء تـخفق iiكـالذكرى وتـنام لـتحلم iiبـالمحشر ورمــاد نـهار iiصـيفي ودخـان كـالحلم iiالأسـمر ونــداء خـلف iiنـداءات لاتـنسى (عبلة) يا ii(عنتر) أسـمـاء لا أخـطار iiلـها تـنبي عـن أسماء iiأخطر هل تدري صنعاء الصرعى كيف انطفأت؟ ومتى iiتنشر؟ كـالمشمش مـاتت iiواقـفة لـتعد الـميلاد iiالأخـضر تـندى وتـجف لكي iiتندى وتـرف ترف لكي iiتصفر وتـموت بـيوم iiمـشهور كـي تـولد في يوم iiأشهر تـرمـي أوراقــاً iiمـيتة وتـلوّح بـالورق الأنضر وتـظل تـموت لكي iiتحيا وتـموت لـكي تحيا iiأكثر أبـــريـــل 1970م لافتة على طريق العيد العاشر لثورة سبتمبر عبد الله البردوني أيـها الآتـي بـلا وجـه إلينا لـم تـعد مـنا ولا ضيفاً iiلدينا غـير أنـا... يا لتزييف iiالهوى نـلتقى الـيوم برغمي iiرغبتينا سـترانا غـير مـن كـنا iiكما سـوف تبدو غير من كنا iiرأينا أسـفاً ضيعتنا... أو ضعت من قـبضتينا يـوم ضـيعنا iiيدينا قـبل عـشرٍ كـنت مـنا iiولنا يـا تـرى كيف تلاقنا.. وأينا؟ أنـت لا تدري ولا ندري iiمتى فـرقتنا الريح.. أو أين iiالتقينا؟ وإلـى أيـن مـضى السير iiبنا دون أن ندري.. ومن أين iiانثنينا يـوم جـئنا الملتقى لم ندر iiمن أيـن جـئنا وإلـى أيـن أتينا؟ ربـمـا جـئـنا إلـيه iiمـثلما يطفر الاعصار أو سرنا iiالهوينا ربـما جـئنا بـلا وجـهين iiأو ضـاع وجهانا ومرأى iiوجهتينا عـبثاً نـسأل أطـلال iiالـمنى بعد بؤس المنتهى كيف iiابتدينا؟ كـيف ذقـنا وجـع الميلاد iiكم ضـحك الـمهد لنا أو كم iiبكينا كيف ناغينا الصبا.. ماذا انتوى؟ مهدنا المشؤوم.. أو ماذا iiانتوينا؟ لانـعي كيف ابتدينا... أو iiمتى كـل مـا نـذكره أنـا iiانتهينا؟ أنـت مـهما تـرتدي iiأسماءنا مـن أعـادينا ومحسوب iiعلينا غـير أنـا كـل عـام iiنـلتقي عـادة والـزف يخزي iiموقفينا ***** صـنعاء: 26 سبتمبر ii1972م عائـــد عبد الله البردوني مـن أنـت، واستبقت جوابي لـهب، يـحن الـي iiالتهاب مـن أنـت، عـزاف iiالأسى والـنـار قـيـثار iiالـعذاب وعـلـى جـبـينك، iiقـصة حـيرى، كـديجور الـيباب وخـواطر، كـهواجس iiالإفلا س، فــي قـلق iiالـمرابي وأنـا أتـدري: مـن iiأنـا؟ قـل لي،وأسكرها اضطرابي سـل تـمتمات الـعطر: iiهل (نـيسان) يـمرح في iiثيابي؟ مــن هـذه؟ أسـطورة ال أحــلام، أخـيلة iiالـشهاب هـمساتها، الـخضر iiالرقاق أشـف مـن ومض iiالسراب إنـي عـرفتك كـيف أفرح؟ كـيف أذهـل عـن iiرغابي؟ مـن أين أبتدىء iiالحديث…؟ وغـبت فـي صمت iiارتيابي مـاذا أقـول، وهـل أفـتش عـن فـمي، أو عن iiصوابي مـن أنـت، أشواق iiالضحى قـبل الأصيل، على iiالهضاب حـلـم الـمواسم، iiوالـبلابل والـنـسـيمات iiالـرطـاب أغـرودة الوادي، نبوغ iiالعن دلـيب… شـذى iiالـروابي وذهــول فـنـان iiالـهوى ورؤى الصبا وهوى iiالتصابي وهـج الأغـاني، iiوالـصدى حـرق الـمعازف، iiوالرباب لاتـبعدي: أرست على iiشطآ نــك الـنـعسى، ركـابي فـدنت تـسائل مـن iiرفاقي فـي الضياع؟ ومن iiصحابي؟ هــل سـآءلـتك iiمـديـنة عـني؟ وسـهدها iiمـصابي كـانت تـرى نـكبات iiأهلي فــي شـحوبي iiواكـتئابي فـتقول لـي: من أين iiأنت؟ وتـزدريـنـي، iiبـالـتغابي أنـا مـن مـغاني iiشـهرزاد إلـى ربى، الصحو iiانتسابي بـي مـن ذوائب ii(حدة) عـبق الـسماحة iiوالـغلاب وهـنا أصـخت iiووشـوشا ت (القـات) تنبي باقترابي وأظـلـنـا جــبـل iiذراه كـالـعـمالقة iiالـغـضـاب عـيـناه مـتـكأ iiالـنـجوم وذيـلـه، طــرق iiالـذئاب فـهـفت إلــي iiمــزارع كـمـباسم الـغـيد الـكعاب وحـنـت نـهـود الـكـرم فـاسترخت للمسي واحتلابي وسـألـت (ريـا) والـسكو ن يـنث وهـوهة iiالـكلاب مــاذا؟ أيـنـكر iiحـيـنا خـفقات خـطوي iiوانسيابي؟ إنــا تـلاقـينا… iiهـنـا، قـبل انتظارك… iiواغترابي هــل تـلمحين iiالـذكريات تـهـز أضـلاع iiالـتراب؟ وطـيـوف مـأساة iiالـفراق تـعـيد نـوحك iiوانـتحابي والأمــس يـرمقنا iiوفـي، نـظـراته خـجل iiالـمتاب كـيـف اعـتـنقنا iiلـلوداع وبـي مـن اللهفـات ما بي؟ وهـتـفـت: لا iiتـتـوجعي سـأعود، فـارتقبي… iiإيابي ورحـلت وحـدي، والـطر يـق دم، وغاب، من iiحراب فـنزلت حـيث دم iiالـهوى يـجـتر، أجـنحة iiالـذئاب حـيـث الـبهارج iiوالـحلي سـلوى الـقشور عن iiاللبان فـتـرين ألــوان iiالـطلاء على الصدوع، على iiالخراب والـتسليات، بـلا iiحـساب والـمـلال، بــلا iiحـساب والـجـو مـحـموم، iiيـئن وراء جــدران iiالـضـباب كـم كنت أبحث عن iiطلابي حـيـث ضـيعني طـلابي والـيوم عـدت، وعـاد iiلي مـرح الـحكايات iiالـعذاب مـازلت أذكـر كـيف iiكـنا لانـنـافـق، أو نـحـابـي نـفـضي بـأسرار iiالـغرام إلــى الـمهبات iiالـرحاب والـريح تـغزل مـن iiزهو ر (الـبن)، أغـنية iiالـعتاب فـتـهـزنـا iiأرجــوحـة مـن خـمرة الـشفق iiالمذاب وكـمـا تـنـاءينا iiالـتقينا نـبـتدي صـفـو iiالـشباب ونـعـيد تـاريـخ iiالـصبا والـحب، مـن بـدء iiالكتاب أتـرين: كيف iiاخضوضرت لـلـقائنا مـقـل iiالـشعاب؟ وتـلـفت الــوادي iiإلـيك وهـش، يـسأل عـن غيابي مــا دمـت لـي iiفـكويخنا قـصر، يـعوم على iiالسحاب والـشهب بـعض iiنـوافذي والـشمس، شـباكي iiوبـابي صـنـعاء سـبتمبر ii1963م |
لعيني أم بلقيس
عبد الله البردوني لــعــيـنـي أم بــلــقـيـس بــدايــاتــي iiوغــايــاتـي لــهــا أغــلــى حـبـيـباتي لــهــا أزهـــى iiفـتـوحـاتي لــهـا غـــزوي iiوإرهــاقـي وإبــحــاري إلـــى الآتـــي وأســفـاري إلـــى iiالـمـاضي فــتــوحـاتـي iiورايـــاتــي لــعــيـنـي أم بــلــقـيـس وأقـــمــاري iiوغــيـمـاتـي وأنــقــاضـي iiوأجــنـحـتـي لــهــا أشــــواق أوبــاتـي لــهــا تــلـويـح تـوديـعـي أغـــرب وهـــي iiمــرآتـي أشــــرق وهـــي قــدامـي ومــنـهـا تـبـتـدي iiذاتـــي إلــيـهـا تـنـتـهي روحـــي وأســكـت وهـــي iiإنـصـاتي أغــنــي وهـــي iiأنـفـاسـي وأحــسـو وهـــي iiكـاسـاتـي وأظــمـأ وهـــي iiإحــراقـي وأحــيــا وهـــي iiمـأسـاتـي أمــــوت وحـبـهـا iiمــوتـي وأشــــدو ظـامـئـا iiهـــات تـرويـنـي لــظـى iiوهـــوى وأتــبــعـهـا iiكــعــاداتـي فـتـقـصـيـنـي iiكــعـادتـهـا مــجـاديـفـي iiومــرســاتـي وأغــسـل مـــن iiروائـحـهـا وأســـأل أيـــن iiمــولاتـي؟ هــنــا وهــنـاك iiمــولاتـي عــلــى أكــتـاف iiآهــاتـي أنــــا فــيـهـا iiوأحـمـلـها عـــلــى ذرات iiذراتـــــي عــلــى أشـــواق iiأشـــواق فـتـنـمـو فـــي iiجـراحـاتـي وأذوي وهـــــي iiتـحـمـلـني فـتـغـلـي فـــي iiصـبـابـاتي وأســــأل أيــــن iiألـقـاهـا ومــــن أحـــزان iiأوقــاتـي فـتـرنو مــن أســى iiهـمـسي أشــكــل وجــــه نــحـات ومـــن صـمـتـي iiكـتـمـثال ومـــن ضـحـكـات iiحـلـواتي وتـبـدو مــن شــذى iiغـزلـي ومــــن لـفـتـات iiجــاراتـي ومـــن نــظـرات iiجـيـرانـي ومــــن هــذيـان جــداتـي ومــــن أســمـار أجـــدادي ومـــن أطــيـاف iiأمــواتـي ومــــن أحـــلام أطـفـالـي هــنــا تـاريـخـها iiالـعـاتـي هــنــا مــيـلادي iiغـالـيـتي وراء الــغـيـهـب iiالــشـاتـي هــنــا تــمـتـد iiعــاريــة فـيـمـضي قــبـل أن iiيــأتـي تــحـن إلــى الـغـد iiالأهـنـى فـيـمـضي قــبـل أن iiيــاتـي |
امرأة الفقيد عبد الله البردوني لـم لا تـعود؟ وعـاد كـل iiمجاهد بـحلى (النقيب) أو انتفاخ ii(الرائد) ورجـعت أنـت، تـوقعاً iiلـملمته من نبض طيفك واخضرار مواعدي وعـلى الـتصاقك باحتمالي iiأقلقت عـيناي مـضطجع الطريق iiالهامد وامـتد فـصل في انتظارك iiوابتدا فـصـل، تـلفح بـالدخان iiالـحاقد وتـمطت الـربوات تبصق iiعمرها دمـها وتـحفر عـن شـتاء iiبـائد وغـداة يـوم، عـاد آخـر موكب فـشممت خطوك في الزحام iiالراعد وجـمعت شـخصك بـنية وملامحاً مـن كـل وجـه في اللقاء iiالحاشد حـتـى اقـتربت وأم كـل iiبـيته فـتشت عـنك بـلا احـتمال واعد مـن ذا رآك وأين أنت؟ ولا iiصدى أومـي إلـيك، ولا إجـابة iiعـائد وإلـى انتظار البيت، عدتُ iiكطائر قـلق يـنوء عـلى جـناح iiواحـد لاتـنطفي يـاشمس: غابات iiالدجى يـأكلن وجـهي يـبتلعن iiمـراقدي وسـهدت والـجدران تصغي iiمثلما أصـغي، وتـسعل كالجريح iiالساهد والـسقف يـسأل وجنتي لمن هما؟ ولـمن فمي؟وغرور صدري iiالناهد؟ ومـغازل الأمـطار تـعجن iiشارعاً لـزجاً حـصاه مـن النحيع iiالجامد وأنـا أصـيخ إلـى خطاك iiأحسها تـدنو، وتـبعد، كـالخيال iiالـشارد ويـقول لـي شـيء، بأنك لم iiتعد فـأعوذ مـن هـمس الرجيم iiالمارد أتـعود لـي؟ من لي؟ أتدري iiأنني أدعـوك، أنـك مـقلتاي iiوساعدي إنـي هـنا أحـكي لـطيفك iiقصتي فـيعي، ويـلهث كـالذبال iiالـنافد خـلفتني وحـدي، وخـلفني iiأبـي وشـقـيقتي، لـلـمأتم iiالـمـتزايد وفـقدت أمـي: آه يـا أم iiافـتحي عـينيك، والـتفتي إلـي iiوشاهدي وقـبرت أهـلي، فـالمقابر iiوحدها أهـلي، ووالـدتي الحنون iiووالدي وذهـلت أنـت أو ارتميت iiضحية وبـقيت وحـدي، لـلفراغ iiالـبارد أتـعود لـي؟ فـيعب لـيلي iiظـله ويـصيح فـي الآفاق أين iiفراقدي؟ أكــــتــــوبـــر1964م |
ليالي الجائعين عبد الله البردوني هـذي الـبيوت الجاثمات iiإزائي لـيل مـن الـحرمان iiوالإدجـاء مـن لـلبيوت الـهادمات iiكـأنها فـوق الـحياة مـقابر iiالأحـياء تـغفو على حلم الرغيف ولم iiتجد إلا خـيالاً مـنه فـي iiالإغـفاء وتـضم أشـباح الـجياع iiكـأنها سـجن يـضم جـوانح iiالسجناء وتـغيب في الصمت الكئيب كأنها كـهف وراء الـكون iiوالأضواء خـلف الـطبيعة والـحياة iiكأنها شــيء وراء طـبائع iiالأشـياء تـرنو إلـى الأمـل المولي مثلما يـرنو الغريق إلى المغيث النائي وتـلملم الأحـلام من صدر iiالدجا سـوداً كـأشباح الـدجا iiالسوداء هذي البيوت النائمات على الطوى نـوم الـعليل على انتفاض الداء نـامت ونـام الليل فوق iiسكونها وتـغلفت بـالصمت iiوالـظلماء وغـفت بأحضان السكوت iiوفوقها جـثث الـدجا مـنثورة iiالأشلاء وتـململت تـحت الـظلام iiكأنها شـيـخ يـنوء بـأثقل iiالأعـباء أصـغى إلـيها الليل لم يسمع iiبها إلا أنـين الـجوع فـي الأحشاء وبـكا الـبنين الـجائعين iiمردداً فـي الأمـهات ومـسمع iiالآبـاء ودجـت لـيالي الجائعين وتحتها مـهج الـجياع قـتيلة الأهـواء يا ليل، من جيران كوخي؟ من iiهم مـرعى الـشقا وفريسة iiالأرزاء الجائعون الصابرون على iiالطوى صـبر الـربا لـلريح iiوالأنـواء الآكـلون قـلوبهم حـقداً iiعـلى تـرف الـقصور وثروة iiالبخلاء الـصامتون وفـي معاني iiصمتهم دنـيا مـن الضجات iiوالضوضاء ويـلي عـلى جيران كوخي iiإنهم ألـعـوبة الإفــلاس والإعـياء ويـلي لهم من بؤس محياهم iiويا ويـلي مـن الإشـفاق iiبالبؤساء وأنــوح لـلمستضعفين وإنـني أشـقى مـن الأيـتام iiوالضعفاء وأحـسهم في سد روحي في iiدمي في نبض أعصابي وفي iiأعضائي فـكأن جـيراني جـراح iiتحتسي ري الأسـى مـن أدمعي iiودمائي نـاموا على البلوى وأغفى iiعنهمو عـطف القريب ورحمة iiالرحماء مـا كـان أشـقاهم وأشقاني iiبهم وأحـسـني بـشقائهم iiوشـقائي حين يشقى الناس عبد الله البردوني أنـت تـرثي كـل محزون iiولم تلق من يرثيك في الخطب iiالألد وأنـا يـا قـلب أبكي إن iiبكت مـقلة كـانت بقربي أو iiببعدي وأنـا أكـدى الورى عيشاً iiعلى أنـني أبـكي لـبلوى كـل مكد حـين يـشقى الناس أشقى معهم وأنـا أشقى كما يشقون iiوحدي! وأنـا أخـلو بـنفسي والـورى كـلهم عـندي ومالي أي عندي لا ولا لـي فـي الدنا مثوى iiولا مـسعد إلا دجـى الـليل وسهدي لـم أسـر مـن غـربة إلا iiإلى غـربة أنـكى وتـعذيب iiأشـد مـتعب أمـشي وركـبي قدمي والأسى زادي وحمى البرد بردي والـدجى الـشاتي فـراشي وردا جسمي المحموم أعصابي iiوجلدي فلسفة الفن عبد الله البردوني لاتـقـل مـا دمـع iiفـنّي لاتـسل مـا شـجو iiلحني مـنـك أبـكـي iiوأغـنيك فـمـا يـؤذيـك iiمـنـي سـمني إن شـئت iiنـواحاً وإن شــئـت iiمُـغـنـي فـأنـا حـيـناً iiأعـزيـك وأحــيـانـاً iiأهــنـي لـك مـن حـزني الأغاريد ومــن قـلـبي iiالـتمني أنـا أرضـي الـفن لـكن كـيف تـرضى أنت iiعني كـل مـا يـشجيك iiيبكيني ويـضـنـي iiويـعـنـي فـاستمع ما شئت iiواتركني كـمـا شـئـت iiأغـنـي لاتـلمني إن بـكى iiقـلبي وغــنــاك iiبــكـايـا لاتـسـلني مــا iiطـواني عـنك فـي أقصى iiالزوايا هــا أنـا وحـدي iiوألـقا ك هـنـا بـيـن الـحنايا هـا هـنا حـيث iiألاقـيك طــبـاعـاً iiوسـجـايـا حـيث تـهوي قطع iiالظلما كــأشـلاء iiالـضـحـايا وتـطـل الـوحشة iiالـخر ســا كـأجـفان iiالـمنايا والدجى ينساب في iiالصمت كـأطـيـاف iiالـخـطـايا والـسـكون الأسـود iiالـغا فــي كـأعراض iiالـبغايا وأنـا أدعـوك فـي iiسري وأحــلامـي iiالـعـرايـا يـا رفيقي في طريق العمر فــي ركــب iiالـحـياة أنــت فـي روحـي iiرو ح وذات مــلء iiذاتــي جـمـعتنا وحـدة الـعيش وتـوحـيـد iiالـمـمـات عـمـرنا يـمضي iiوعـمر مـن وراء الـموت iiآتـي نـحـن فـكـران iiتـلاقينا عـلـى رغــم الـشتات نـحن فـي فـلسفة iiالـفن كـنـجوى فــي iiصـلاة أنـا كـأس مـن غنى الشو ق ودمـــع iiالـذكـريات فـاشرب اللحن ودع في iiال كــأس دمـع iiالـموجعات هـكذا تـصبو كـما iiشـا ءت وتـبـكي iiأغـنـياتي يـا رفـيقي هـات iiأذنـيك وخــذ أشـهـى رنـيني مـن شـفاه الـفجر أسـقي ك وخــمـر iiالـيـاسمين مــن مـعين الـفن iiأروي ك ولـم يـنضب iiمـعيني لـك مـن أنـاتي iiالـلحن ولــي وحــدي iiأنـيني ولـك الـتغريد مـن iiفـني ولــي جــوع iiحـنيني هـا أنـا فـي عزلة iiالشعر كــأشـواق iiالـسـجـين حـيث ألـقاك هـنا في iiخا طــر الـصمت iiالـحزين في أغاني الشوق في الذكرى وفــي الـحـب iiالـدفين فـي الخيالات وفي iiشكوى الـحـنـين iiالـمـسـتكين فلسفة الجراح عبد الله البردوني مـتـألمٌ ، مـمّـا أنــا iiمـتـألمُ؟ حـار الـسؤالُ ، وأطرق iiالمستفهمُ مـاذا أحـس ؟ وآه حـزني iiبعضه يـشـكو فـأعرفه وبـعضٌ iiمـبهم بي ما علمت من الأسى الدامي iiوبي مـن حـرقة الأعـماق مـا لا أعلمُ بي من جراح الروح ما أدري ، وبي أضـعاف مـا أدري ومـا أتـوهم وكــأن روحـي شـعلةٌ iiمـجنونةٌ تـطغى فـتضرمني بـما iiتـتضرّم وكـأن قـلبي فـي الضلوع iiجنازةٌ أمـشي بـها وحـدي وكـلي iiمأتمُ أبـكي فـتبتسم الـجراح من iiالبكا فـكـأنها فـي كـل جـارحةٍ iiفـمُ يا لابتسام الـجرح كـم أبكي iiوكم يـنساب فـوق شـفاهه الحمرا iiدم أبـداً أسـيرُ عـلى الجراح iiوأنتهي حـيث ابـتدأت فـأين مني iiالمختم وأعـاركُ الـدنيا وأهـوى صفوها لـكن كـما يـهوى الـكلامَ iiالأبكمُ وأبــارك الأم الـحـياة iiلأنـهـا أمـي وحـظّي مـن جـناها iiالعلقم حـرمـاني الـحـرمان إلا أنـني أهــذي بـعاطفة الـحياة iiوأحـلمُ والـمرء إن أشـقاه واقـع iiشـؤمهِ بـالـغبن أسـعده الـخيال iiالـمنعمُ وحـدي أعيش على الهموم iiووحدتي بـالـيأس مـفعَمةٌ وجـوي iiمـفعمُ لـكـنني أهــوى الـهموم لأنـها فِـكـرٌ أفـسر صـمتها iiوأتـرجمُ أهـوى الـحياة بـخيرها iiوبشرها وأحــب أبـناء الـحياة iiوأرحـم وأصـوغ ( فلسفة الجراح ) iiنشائداً يـشدو بـها اللاهي ويُشجى iiالمؤلَمُ أثيم الهوى عبد الله البردوني مـسكين لـقد تقيد بالعفة طويلاً،وفـي هذه المرة جرب خلع iiالقيد،وتذوق طعم الانطلاق، وقد نجحت الـتجربة فماذا جنى من iiورائها،وكـيف عادت عليه مرارة الندم،ومـا قـصته الـنفسية، كل iiهذا الـتساؤل يجيب عنه هذا iiالشعر. جـريح الإبـا صـامت iiلايـعي وفـي صـمته ضـجة iiالأضـلع وفــي صــدره نـدم iiجـائع يـلـوك الـحـنايا ولـم iiيـشبع تــهـدده صـيـحة الـذكـريا ت كـما هدد الشيخ صوت iiالنعي ويـقـذفـه شــبـح iiمـفـزع إلــى شـبح مـوحش iiمـفزع ويـصغي ويـصغي فـلم iiيستمع سـوى هـاتف الإثم في iiالمسمع ولـم يستمع غير صوت iiالضمير يـنـاديه مـن سـره iiالـموجع فـيشكو إلـى مـن؟ ومـا iiحوله سـوى الـليل أو وحشة iiالمخدع كـئـيـب يـخـوفـه ظـلـه فـيـرتاع مــن ظـله الأروع وفـي كـل طـيف يـرى iiذنبه فـمـاذا يـقـول ومـا iiيـدعي فـيـملي عـلـى سـره قـائلاً أنـا مـجرم الـنفس iiوالـمطمع أنـا سـارق الـحب وحدي! iiأنا خـبـيث الـسقا قـذر iiالـمرتع هـوت إصـبعي زهـرة iiحـلوة فـلوثت مـن عـطرها iiإصبعي تـوهـمـتها حـلـوة كـالـحيا ة فـكانت أمـر مـن iiالـمصرع أنـا مـجرم الـحب يا iiصاحبي فــلا تـعتذر لـي فـلم iiتـقنع ولا ، لا تـقل مـعك الـحب iiبل جـريـمته والـخـطايا مـعـي ومـال إلـى الـليل والـليل iiفي نـهـايته وهــو لــم iiيـهجع وقــد آن لـلفجر أن iiيـستفيق ويـنـسل مـن مـبسم iiالـمطلع وكـيف يـنام «أثـيم iiالـهوى» وعـيناه والـسهد فـي iiمـوضع هـنا ضـاق بـالسهد iiوالذكريات وحــن إلــى الـحلم iiالـممتع فـألـقى بـجـثته فـي iiالـفرا ش كـسير الـقوى ذابـل المدمع تـرى هـل يـنام وطيف iiالفجو ر ورائـحة الإثـم في iiالمضجع؟ وفــي قـلـبه نــدم iiيـستقي دمــاه وفـي حـزنه iiيـرتعي وفــي مـقـلتيه دمـوع وفـي حـشـاه نـحـيب بـلا iiأدمـع فـمـاذا يـلاقي ومـاذا يـحس وقـد دفـن الـحب فـي iiالبلقع وعـاد وقـد أودع الـسر iiمـن حـنـاياه فـي شـر iiمـستودع فــمـاذا يـعـاني؟ ألا iiإنــه جـريح الإبـا صـامت iiلايـعي . |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.