![]() |
الغد فى الإسلام
الغد فى الإسلام
الغد فى القرآن : الارسال في الغد للعب : وضح الله أن بداية خطة الإبعاد كانت هى الذهاب إلى الأب وقول الأبناء له : يا أبانا أى يا والدنا ما لك لا تأمنا والمراد ما السبب فى أنك لا تصدقنا فى حبنا ليوسف وإنا له لناصحون أى لمخلصون أى لمحبون وقالوا: أرسله معنا أى ابعثه معنا غدا أى باكرا والمراد في اليوم التالى يرتع أى يلعب أى يلهو وإنا له لحافظون أى لحامون من كل خطر وفى هذا قال تعالى : "قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون " النهى عن قول إنى فاعل ذلك غدا: نهى الله نبيه(ص)أن يقول لشىء أى عمل : إنى فاعل ذلك غدا أى إنى صانع ذلك مستقبلا إلا أن يشاء أى يريد الله وهذا يعنى أن يقول إذا أراد عمل شىء فى المستقبل وهو اليوم التالى وما بعده: سأعمل إن شاء الله كذا وفى هذا قال تعالى : "ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله " النفس لا تدرى ماذا تكسب غدا: وضح الله للناس أن الله عنده والمراد أن الرب لديه علم الساعة أى معرفة موعد وقوع القيامة وينزل الغيث والمراد ومعرفة متى يسقط والله يعلم ما فى الأرحام والمراد يعرف متى تحمل بطون الإناث ومتى تضع بالثانية والدقيقة والساعة وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا والمراد ولا تعرف نفس ماذا تفعل مستقبلا وهو اليوم التالى وما بعده والله وحده يعلم ما تفعله كل نفس فى المستقبل وفى هذا قال تعالى : "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا " العلم في الغد بالكذاب الأشر: وضح الله أن ثمود كذبت بالنذر والمراد كفرت بالآيات المعطاة للرسل (ص)فقالوا : أبشرا منا واحدا نتبعه والمراد أإنسانا واحدا منا نطيعه؟ وهذا يعنى أنهم لن يطيعوا الرسول فقالوا: إذا لفى ضلال أى سعر والمراد كفر أى خسار أألقى عليه الذكر من بيننا والمراد هل أوحى له الوحى من وسطنا؟ بل هو كذاب أشر والمراد إنما هو مفترى مجرم وهذا يعنى أنهم يتهمونه بالكذب على الله وأنه مجرم عتيد ورد الله عليهم فى وحيه لصالح (ص)قائلا : سيعلمون غدا من الكذاب الأشر والمراد سيعرفون فى المستقبل من المفترى المجرم عند نزول العذاب عليهم وفى هذا قال تعالى : "كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر " نظر النفس ما قدمت لغد: نادى الله الذين آمنوا فقال : اتقوا الله والمراد اتبعوا حكم الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد والمراد ولتعرف نفس الذى عملت للحصول على جنة القيامة وفى هذا قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد " والآيات السابقة في الغد وهو اليوم التالى أو اليوم التالى وما بعده تعلم المسلم التالى : الحكم الأول : حرمة القول: سأعمل كذا وكذا غدا المباح هو قول : سأعمل كذا وكذا غدا إن شاء الله وقطعا القول المباح ليس حتما أن يكون بنفس اللفظ وإنما بألأفاظ لها نفس المعنى مثل : سأزرع باكرا بإذن الله ومثل : سأذهب إلى القرية بإرادة الله الحكم الثانى: الادعاء أو الزعم بالعلم بأنه غدا سيحدث كذا منى وكذا نعم المباح ان تخطط لعملك فى الغد ولكنك لا تعرف هل يحدث أم لا لأنك قد تموت قد تحدث ظروف تغير المسار كمرض أو وفاة صديق أو قريب أو حدوث كارثة وقد ضرب الله لنا مثلا بأصحاب الجنة الأرضية عندما أقسموا على قطع الثمار في الغد وهو الصباح وأخذها كلها لهم دون غيرهم وفى هذا قال تعالى : "إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ" وعندما ذهبوا في الصباح لم يجدوا الجنة وهى الحديقة لأنهم أصبحت بلا شجر فقد حرقها الله بصاعقة أتت عليها وعندما وصلوا لها ظنوا أنهم تائهون عنها ولكنهم أيقنوا أنها حديقتهم وعلموا أنهم أرادوا حرمان الغير من حقوقه التى شرعها الله وفى هذا قال تعالى : "فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)" إذا لا أحد يعرف ماذا سيكسب في الغد والمراد : لا مخلوق يعرف هل يتحقق ما نواه في الغد أم لا لأن هذا متوقف على المقادير التى قدرها الله من قبل ولذا على المسلم أن يقول : "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" كل منا يرضى بما قدره الله الحكم الثالث: كل مسلم عليه عند انتهائه من عمله في الظهيرة أو قبل نومه أن ينظر ما قدم لغد المراد : أن يفكر هل قدم اليوم أعمالا صالحة تنفعه إن هو مات في اليوم التالى وإن كان قدم سوء عليه أن يتوب ويستغفر منها إذا فترة ما قبل النوم يجب أن يراجع فيها الإنسان أعمال يومه وهوما نسميه حاليا : تقديم كشف حساب للنفس فإن كان قد أحسن عملا ولم يرتكب ذنبتا نام قرير العين وإن كان قد ارتكب ذنبا او أكثر فعليه أن يبادر باستغفار الرب وإن في تلك الذنوب شىء يتعلق بحقوق غيره عليه أن يرد الحق أو يقوم قبل نومه بالاتصال أو الذهاب لمن أخطأ في حقه ويطلب منه العفو قطعا هناك أمور قد لا يقدر الإنسان على فعلها في تلك الساعة كمن أخطأ في حق إنسان يحتاج سفرا إليه فإن كان هناك وسيلة اتصال للاعتذار وطلب العفو اتصل وإن لم يكن وضع في نفسه أنه سيقوم بالذهاب إلى حيث من أخطا في حقه في اليوم التالى أو بعده على حسب توافر وقت ولكن لا يجب أن تترك نفسه هذا الخطأ يغيب عن باله حتى ينتهى منه قطعا كل واحد في نهاره أو وقت صحوه من ليله يجب أن تكون أعماله وهى أفعاله وأقواله موافقة لوحى الله ما استطاع كما قال تعالى : " فاتقوا الله ما استطعتم" ويجب أن يعود كل واحد منا نفسه على أن يحاسب نفسه قبل النوم فمن اعتاد ذلك أمن شر العذاب بعد الموت أحيانا بعضنا قد لا يقدر على التذكر التام لما حدثه في يومه نتيجة آلامه وأوجاعه أو غلبة النوم عليه ومن ثم عليه أن يدعو الله بما معناه : اللهم اغفر من ذنوبى ما علمت وما لم أعلم ومع ذلك لا يجب الغفلة عن التوبة من الذنوب المتذكرة بالقول والفعل وإلا فلا فائدة من التوبة القولية ولا حتى من مجرد النية الحسنة طالما هناك حقوق يجب ردها لأن الموت قد يأتى والحقوق لم ترد |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.