الرضاعة الطبيعية في الاسلام
 

مقدمة:

للرضاعة آداب وحيثيات وحقوق وواجبات شرعية . لما في الموضوع من أهمية قصوى ومعاني ودلالات متعددة .فقد شمل القرآن الكريم في آيات عديدة منه على موضوع الرضاع وبيّن سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الشروط والقواعد الخاصة بالرضاعة بأسلوب رائع يضمن فيه الحق للأم والأب والرضيع نفسه كما تناولت السنة النبوية موضوع الرضاعة بأبعاد واسعة وشاملة وبطرح موضوعي ألم بغالبية موضوع الرضاع.
أن الله سبحانه وتعالى لما منحنا من قوة التفكير ووهب لنا العقل أمرنا أن نتفكر في خلقه وننظر بالتأمل في آثار صنعه ونتدبر في حكمته وإتقان تدبيره في آياته في الآفاق وفي أنفسنا ,قال تعالى ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )).
ونحن في هذه الأيام وفي دوامة العزوف عن الرضاعة الطبيعية ، أحوج ما يكون للتنبيه الفعلي والجاد حول التوجه المباشر والعودة نحو الرضاعة الطبيعية بعد أن أخذ الجهل حيزاً والمدنية حيزاً آخر في فرض فنون خاطئة وضارة في الرضاعة الطبيعية تتمثل باستخدام الحليب الصناعي بدلاً عن الطريقة الطبيعية بإرضاع الوليد من حليب أمه.
وما جاء في القرآن الكريم في الحث على التفكير وأتباع العلم والمعرفة فإنما جاء كدعوة قوية لصالح الإنسان ومنبهة للنفوس من الاستعداد والمعرفة والتفكير ومفتحاً للأذهان وموجهاً لها على ما تقضيه طبيعة العقول فآيات القرآن الكريم التي تناولت مسألة الرضاع إنما هو سفر عظيم لخدمة الإنسان والمجتمع والبناء الأخلاقي الصحيح دون جدل بأسلوب رائع ومميز لاشك فيه .
تناولت معظم التيارات الفقهية والكتب الدينية التوجيهية أبواب واسعة تتحدث عن أسلوب الرضاعة الطبيعية وحقوقها وعن الأسس الشرعية الصحيحة في المسالك الخاصة في الرضاعة الطبيعية وقد أثبتت التجارب العلمية الحديثة بأن ما قيل عن الرضاعة قبل عشرات القرون من السنين من النظريات الفقهية والمداخلات الدينية والأحاديث الموضوعية قد أثبتت صحتها بالحد الكامل والقاطع وكيف لا والدين الإسلامي هو الدين الإنساني الذي يناجي الغاية في الإنسان بالوسائل الصحيحة والمفيدة والنافعة كيف لا وألسنة آل البيت والصحابة الكرام كانت تلهج دوماً بالذكر الصالح والكلام المفيد من القول.
أن الصور الجميلة لمعاني الرضاع لاشك أنها ستستوقف القارئ المطلع كما استوقفتني وستستهويه كما استهوتني في التوغل نحو المعاني والدلالات الرائعة في ما يخص فنون وأصول وحقوق الرضاعة الطبيعية والتي طالما كانت عنوان الرحمة والحنو العاطفي ودلالة لا تقبل الشك في حسن السلوك والتربية الناجحة والبناء العائلي .
وهذه دعوة نحو التأمل بهدوء وموضوعية في حكمة الله سبحانه وتعالى وفي حسن خلقه ومن هذه الصور الرضاعة الطبيعية وهذه دعوة أخرى للجميع في رؤية الفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية والمساوئ والأمراض في حالة العزوف عنها والتوجه نحو الرضاعة الصناعية .
أقدم جهدي المتواضع هذا وأحمل بين طياته نداء لكل أم وأب في أدراك حقيقة لا تقبل الشك بأن مسائل الرضاعة درب صحيح نحو طفولة سعيدة وتربية صالحة ومستقبل ناجح بأذن الله .
جاءت الرضاع في القرآن الكريم بعدّة معاني وصيغ وبيّن الله كلمة سبحانه وتعالى في آياته الكريمة وباسلوب رائع فضل الرضاع وأهميته القصوى في البناء الجسمي والسلوك النفسي وتوضيح المسائل الشرعية في آداب وحيثيات وحقوق الرضاع .



والآيات التي جاءت بها كلمة الرضاع ومعانيها هي :
التسلسل اسم السورة رقم الآية الكلمة
1. سورة البقرة 233 يرضعن
الرضاعة
فصالا
تسترضعوا
2. سورة النساء 23 أرضعنكم
الرضعة
3. سورة الحج 2 مرضعة
أرضعت
4. سورة القصص 7
12 أرضعيه
المراضع
5. سورة لقمان 14 وفصاله
6. سورة الأحقاف 15 وفصاله
7. سورة الطلاق 6 أرضعن
فسترضع

• إذاً سبع من السور وثمان من الآيات وأربع عشرة كلمة في موضوع الرضاع لهو دليل قاطع على أهمية الموضوع ، والحكمة الإلهية في ترسخ المعاني الإنسانية والدلالات الشرعية الصحيحة لخدمة البشر ، وهذا أكبر برهان أن يستدل بهذا العدد الكبير من الآيات القرآنية الكريمة حول موضوع الرضاع لما في ذلك من تقدير شرعي وبعد إنساني ، الغاية منه بناء جيل سليم وصحيح .