![]() |
ذنوب الموت للشاعر تميم البرغوثي
[FRAME="11 70"]قفي ساعة يفديك قولي وقائله .... ولا تخذلي من بات والدهر خاذله
أنا عالِم بالحزن منذ طفولتي .... رفيقي فما أخطيه حين أقابله وإن له كفّا إذا ما أراحها .... على جبل ما قام بالكف كاهله يقلِّبني رأسا على عقب بها .... كما أمسكت ساقَ الوليد قوابلُه ويحملني كالصقر يحمل صيده .... ويعلو به فوق السحاب يطاوله فإن فر من مخلابه طاح هالكا .... وإن ظل في مخلابه فهو آكله عزائي من الظلاَّم إن مت قبلهم .... عموم المنايا ما لها من تجامله إذا أقصد الموتُ القتيلَ فإنه .... كذلك ما ينجو من الموت قاتله فنحن ذنوب الموت وهي كثيرة .... وهم حسنات الموت حين تسائله يقوم بها يوم الحساب مدافعا .... يرد بها ذمامه ويجادله ولكن قتلا في بلادي كريمة .... ستبقيه مفقود الجواب يحاوله ترى الطفل من تحت الجدار مناديا .... أبي لا تخف – والموت يهطل وابله – ووالده رعبا يشير بكفه .... وتعجز عن رد الرصاص أنامله على نشرة الأخبار في كل ليلة .... نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله لنا ينسج الأكفانَ في كل ليلة .... لخمسين عاما ما تكلُّ مغازله أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة .... كأنا – لعمري – أهله وقبائله وقتلى على شط العراق كأنهم .... نقوش بساط دقَّق الرسمَ غازلُه يصلى عليه ثم يوطأ بعدها .... ويحرف عنه عينه متناوله إذا ما أضعنا شامها وعراقها .... فتلك من البيت الحرام مداخله أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه .... ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله فهل ثم من جيل سيقبل أو مضى .... يبادلنا أعمارنا ونبادله http://uk.youtube.com/watch?v=2s1p-6b86q4[/FRAME] |
القصيدة رائعة حقا تدل على دقة الاختيار .
غير أن الأمانة العلمية تلزمنا بالوقوف عند جوانب الجودة فيها وكذلك جوانب النقص . ما هو إيجابي أن القصيدة تكشف عن صلة قوية بلغة الشعر القديم مع توظيف لعدد من العبارات القديمة في موضوع متصل بالموت وبالواقع المتأزم لعرب اليوم . أما ما هو سلبي فيتمثل في بعض العبارات المقحمة في غير قليل من التكلف مثل قول الشاعر: - فإن فر من مخلابه طاح هالكا - كما أمسكت ساق الوليد قوابله وحبذا لو أن الشاعر أعاد النظر في هذه العبارات وغيرها وهو قليل . |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.