حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   خيمة بـــوح الخــاطـــر (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=31)
-   -   إلى من يسكنون السماء (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=72671)

eid-123 14-07-2008 06:19 PM

إلى من يسكنون السماء
 
كنت في أحد الأسواق التجارية المغلقة عندما رأيتها ...

كانت عيونها كسماء حزيران .. صافية جدا .. ومحرقة جدا ..



تتقدم نحوي ببطئ شديد .. تحدق بي بعيونها التي تشع نورا ورقة ..

قالت : هل لك يا سيدي أن تدلني على مكان يمكنني أن أرى فيه موطني ؟

قلت بدهشة : وأين يقع موطنك ؟

قالت : في السماء يا سيدي ... أرجوك أن تدلني على مكان للخروج من هنا ..

قلت : تفضلي سيدتي سأوصلك الى المكان فإنه قريب جدا ...

ذهبت معها وقد كانت محاولة مني لإشباع رغبتي القوية في النظر إلى عينيها ...

كانت خطواتها بطيئة وتحمل الكثير من الثقة .. والكثير من الحذر .. وقد كانت تملك ابتسامة بريئة جدا كإبتسامة الملائكة .. تنظر تارة إلي وتارة أخرى إلى السماء ...

سألتها : منذ متى وأنت تسكنين في السماء ؟

قالت : منذ عشرين عاما

قلت : إذا فالقمر والنجوم من أعز أصدقائك !



قالت : نعم .. إني أراهم دائما .. حتى في وضح النهار ...

حسنا سيدتي هاقد وصلنا .. هذا هو المكان .. أتريدين شيئا آخر ؟

نظرت إلى السماء بتنهيدة ناعمة وكأنها وجدت موطنها أخيرا ..

ثم نظرت إليّ وقالت : من أين أنت ؟

بعد قليل من الصمت قلت : أعذريني يا سيدتي .. فلقد نسيت عنواني !!!

ضحكت وقالت : إذا فلتصبح على وطن ...

ودعتها .. وقد كان قلبي يقول بصمت وحزن : ياليتني أصبح في محراب عينيك .

وأنا في طريق العودة ...

كانت هناك امرأة تمشي بسرعة .. مرتبكة .. خائفة .. تحدق بكل شئ من حولها .. وكأنها تبحث عن شئ ثمين قد فقدته ...

إصطدمت بي .. قالت بلهجة قلقة جدا : أعذرني يا سيدي .. ولكنني أبحث عن أختي .. فقد كانت معي منذ قليل .. ثم فجأة إختفت ...

قلت لها : صفيها لي ...

قالت : أختي تبلغ العشرين من العمر .. تملك عيونا بلون السماء .. وبشرتها بلون القمر .. وترتدي عباءة صنعت من دموع الكواكب

قلت : إهدأي يا سيدتي .. فلقد رأيت أختك منذ قليل .. وهي الآن هناك في ذلك المكان ...

نظرت السيدة الى المكان بلهفة .. وإذا بأختها واقفة هناك تراقب السماء .. وكأنها تنتظر قدوم نجمة ما ...

فقالت وقد إغرورقت عيناها بالدموع : الحمد لله أنني وجدتها .. لقد كنت خائفة عليها كثيرا .. شكرا لك ياسيدي ...

قلت : عفوا ياسيدتي .. ولكن أرجوك بأن تقولي لي .. ماسر قلقك .. ولما خوفك الشديد عليها ؟؟؟

قالت بنبرة مرتعشة لا تخلو من الحزن :

إن أختي ياسيدي .. فاقدة لبصرها ...

إن أختي ... فتاة عمياء .

salsabeela 14-07-2008 08:17 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة eid-123
كنت في أحد الأسواق التجارية المغلقة عندما رأيتها ...

كانت عيونها كسماء حزيران .. صافية جدا .. ومحرقة جدا ..



تتقدم نحوي ببطئ شديد .. تحدق بي بعيونها التي تشع نورا ورقة ..

قالت : هل لك يا سيدي أن تدلني على مكان يمكنني أن أرى فيه موطني ؟

قلت بدهشة : وأين يقع موطنك ؟

قالت : في السماء يا سيدي ... أرجوك أن تدلني على مكان للخروج من هنا ..

قلت : تفضلي سيدتي سأوصلك الى المكان فإنه قريب جدا ...

ذهبت معها وقد كانت محاولة مني لإشباع رغبتي القوية في النظر إلى عينيها ...

كانت خطواتها بطيئة وتحمل الكثير من الثقة .. والكثير من الحذر .. وقد كانت تملك ابتسامة بريئة جدا كإبتسامة الملائكة .. تنظر تارة إلي وتارة أخرى إلى السماء ...

سألتها : منذ متى وأنت تسكنين في السماء ؟

قالت : منذ عشرين عاما

قلت : إذا فالقمر والنجوم من أعز أصدقائك !



قالت : نعم .. إني أراهم دائما .. حتى في وضح النهار ...

حسنا سيدتي هاقد وصلنا .. هذا هو المكان .. أتريدين شيئا آخر ؟

نظرت إلى السماء بتنهيدة ناعمة وكأنها وجدت موطنها أخيرا ..

ثم نظرت إليّ وقالت : من أين أنت ؟

بعد قليل من الصمت قلت : أعذريني يا سيدتي .. فلقد نسيت عنواني !!!

ضحكت وقالت : إذا فلتصبح على وطن ...

ودعتها .. وقد كان قلبي يقول بصمت وحزن : ياليتني أصبح في محراب عينيك .

وأنا في طريق العودة ...

كانت هناك امرأة تمشي بسرعة .. مرتبكة .. خائفة .. تحدق بكل شئ من حولها .. وكأنها تبحث عن شئ ثمين قد فقدته ...

إصطدمت بي .. قالت بلهجة قلقة جدا : أعذرني يا سيدي .. ولكنني أبحث عن أختي .. فقد كانت معي منذ قليل .. ثم فجأة إختفت ...

قلت لها : صفيها لي ...

قالت : أختي تبلغ العشرين من العمر .. تملك عيونا بلون السماء .. وبشرتها بلون القمر .. وترتدي عباءة صنعت من دموع الكواكب

قلت : إهدأي يا سيدتي .. فلقد رأيت أختك منذ قليل .. وهي الآن هناك في ذلك المكان ...

نظرت السيدة الى المكان بلهفة .. وإذا بأختها واقفة هناك تراقب السماء .. وكأنها تنتظر قدوم نجمة ما ...

فقالت وقد إغرورقت عيناها بالدموع : الحمد لله أنني وجدتها .. لقد كنت خائفة عليها كثيرا .. شكرا لك ياسيدي ...

قلت : عفوا ياسيدتي .. ولكن أرجوك بأن تقولي لي .. ماسر قلقك .. ولما خوفك الشديد عليها ؟؟؟

قالت بنبرة مرتعشة لا تخلو من الحزن :

إن أختي ياسيدي .. فاقدة لبصرها ...

إن أختي ... فتاة عمياء .


منذ فترة لم أقرأ ما يجذبنى هكذا
فكم تعجبنى هذه النوعية من الكتابات

أخى عيد بحق رااااااااااااااائعة
فقد استمتعت بها كثيرا

:thumb:


هـــند 14-07-2008 08:22 PM

قرأت خاطرتك وانا اتمعن عباراتها وتلون كلماتها حتى وصلت الى آخر مقطع فيها فلم استطع وقف سيل دموعي
استمتعت وتأثرت بها فلتسلم أناملك

كونزيت 15-07-2008 12:41 AM

صورة خيالية حالمة وجذابة تلك التي رسمتها بحروفك أخي عيد :)

زهير الجزائري 15-07-2008 12:00 PM

تصبح على وطن
كلمة تذكرنى باشياء كثيرة
خاطرة رائعة تسلم اخى عيد

اليمامة 15-07-2008 01:36 PM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة eid-123
إن أختي ... فتاة عمياء .



الأعمى شئ .. والكفيف شئ آخر
الأعمى هو ذلك الذي ترتد بصيرته لا بصره .. فيتجاهل ما حولها .. وترتطم بالأشياء ارتطاماً مروعاً رغم ابصارها له وتلمسها إياه ..

أما الكفيف فهو ذلك الذي يتحسس الأشياء ببصيرته .. يلامسها .. يراها .. يتحاشى الارتطام بها .. رغم انطفاء شعلة الرؤية في عينيه

شتان بين من يبصرون .. فما يتبصرون
وبين من يتبصرون وما يبصرون
فاحتجاب الرؤية في العين ليست كافية لاثبات عاهة العمى عند صاحبها
واتساع الرؤية ووضوحها في العينيين أيضاً ليست كافية كدلالة على صحة الرؤية ووضوحها
لكم وجد من بيننا كفيف استغرق كل مرئيات الحياة .. وصّورها بمشاعره اللاقطة .. فحدثنا عنها حديث المبصر البصير
ولكم وجد من بيننا من تتسع عيناه المفتوحتان لكل الصور الجميلة من حوله دون أن يحس بجمالها وجلالها

الأول هو المبصر " الكفيف "
والثاني هو الأعمى " المفتح"
" انها لا تعمي الأبصار .. ولكن تعمي القلوب التي في الصدور "


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.