عنوان " كيف تقوم بانقلاب سياسي ناجح"... !؟
 

عنوان " كيف تقوم بانقلاب سياسي ناجح"... !؟
وصلت الحافلة العاصمة فجر يوم من أيام صيف 1986، ونزلت بباب "الحد" حيث سأستقل حافلة أخرى إلى بلدتي التي تبعد عن الرباط ب 72 كلم .
و بينما أنا في انتظار انطلاق الحافلة ، سرت أتصفح عناوين الصحف و الجرائد المتناثرة على الرصيف أمام كشك بمحطة الحافلات ... فلفت انتباهي عنوان غريب للغاية ، و وجه الغرابة فيه هو الزمن الذي ظهر فيه ، زمن ما تزال جراح سنواته الماضية ( سنوات الرصاص) تنزف ، و الخوف ما زال يلجم الأفواه و الأقلام .
العنوان يقول : " كيف تقوم بانقلاب سياسي ناجح ؟ " . اقتنيت الجريدة ، تأبطتها ، وصعدت الحافلة " بالخف" و كأني أحمل قنبلة موقوتة توشك أن تنفجر ..ثم أخذت أتصفحها خلسة حتى عثرت على نص الموضوع ( المقال).
و إليكم الوصفة السحرية التي تجعل الإنقلاب السياسي ناجحا:
"... وكلما صعد الزعيم ليلقي كلمته ، وما أن يتم البسملة – وهي أكثر ما يحفظ – حتى تنطلق حشود الحاضرين في التصفيق و الهتاف و الزغردة . وكلما أراد الاسترسال في إلقاء كلمته و طرح برنامجه ، أعادوا فعلتهم حتى ينتهي الوقت المخصص له . فيصفق الجميع إيذانا بانسحاب الخطيب ، ليخرج من تواصله مع الجماهير خاوي الوفاض ..."
الآن تصوروا معي حجم مبيعات الجريدة ذلك اليوم .و في تلك الظرفية السياسية المحتقنة. لا شك أنها حققت رقم معاملة لم تكن تحلم به سابقا ..لكن يجب أيضا أن نتصور حجم الغباء و السذاجة التي توهم الإنسان أن السماء تمطر ذهبا ..

ان الجرائد تكتب عناوين مثيرة ومحتواها فارغ لتجذب القراء فتجد احياننا عنوان بالبنط العريض مقتل الفنان الفلانى لم تشتري الجريدة تلاقي بعد ان تقراء الموضوع هاته نهاية الفنان في فيلم الفلانى الذي سيعرض قريبا وهذا يعتبر نصب واحتيال شكرا اخى اركان

السلام عليكم أخي الفاضل "غيث"
لقد سرتني كثيرا مشاركتك اللطيفة ، التي ختمتها بالعنوان العجيب ، لقد ضحكت لما قرأته، أشكرك ، لكن تأكد أخي الفاضل أنه لم يكن بنيتي أن أوقع باحد ، فقد وضعت العنوان على شكل يبرئ ذمتي من كل خلفية أو نية مبيتة، لذا وضعته على النحو الذي يبدو عليه . وهذا أيضا نقلته عن أساليب الإشهار الكاذب الذي أشرت إليه آنفا.
فمنتجوا هذه الوصلات الإشهارية التي أصبحت تحتل وتكتسح أغلب القنوات الفضائية، لا يخدعون الناس بالمفهوم المباشر ، وإنما يستغلون سجاذتهم وعدم فهمهم لبعض أمور الحياة ليوقعوا بهم في شباكهم . فمثلا حين تسمع في الإشهار العبارة التي تقول : معجون الأسنان "........" ،معجون لأسنان ناصعة البياض . فيتوهم المتفرج أن المنتوج المعروض ، سيعطي لأسنانه البياض الذي يحلم به ...في الحقيقة الخطأ هنا لمن يعود له بالطبع .لأنه لم يستوعب العبارة جيدا . و الأمثلة كثيرة .. شكرا " غيث "