صحيح أنني مجرد خادمة ولكنني إنسان مثلك
دخلت إلى بيتك بطلب منك أنت، إشتكيت من جسامة المسئوليات الملقاة على عاتقك وأن صحتك أصبحت تخونك بسبب متاعب المنزل من تنظيف وكنس وطبخ، واهتمام بمتطلبات أولادك التي لا تنتهي... رفعت شكوى تطلبين فيها من يأتي لتخفيف الحمل عنك، وبعد مدة وجيزة أحضروها بين يديك. لا تنسي أنك أنت من طلبتينها لتمد إليك يد المساعدة. جلبوها إليك وأنت جالسة على كرسي تضعين رجلا على رجل وطبعا يحق لك ذلك فأنت صاحبة هذا المنزل، وكل من فيه ملك لك وحدك تلك كانت طريقتك الرقيقة لكي تفهمينها بأنك السلطانة أما هي فمجرد عبد يخدم في مملكتك. وبكل جبروت الطاغية الذي يسكن بداخلك تركتينها تجلس على الأرض لكي ترضي غرورك لتذيقينها طعم الذل ومرارة الحرمان، فبدأت بإصدار تعليماتك السامية بصوت رنان تلقين عليها خطبتك اللعينة، وهي تطأطأ رأسها أمامك، وأول التعليمات هو أن تلزم المكوث داخل المطبخ وأن لا تخرج لتنظيف غرف الطعام إلا بأمر منك ولو كنت قادرة على عد أنفاسها لمنعت عنها التنفس والويل لها ثم الويل إن أخطأت يوما وسولت لها نفسها البريئة حمل لعبة لأحد أولادك لكي تتسلى بها أو عندما تكسر طبقا تزيننين به مطبخك أو...أو....سوف تتحولين ساعتها إلى حيوان كاسر لتنهشين لحمها الغض، وقد تقودك ثورتك العارمة إلى حمل قضيب حديدي في يدك من تلك الأسياخ التي كنت تستعملينها في شي اللحم،و تقومين بتسخين طرفه على النار حتى يشتعل وهجا.. لتصوبين كيفما اتفق ضربات قضيبك الحديدي إلى لحم جسدها الصغير المتكوم، وأنت تكيلين لها وابلا من السباب.. هكذا أنت ساعة الغضب، كم أنت بارعة في تصوير ما يمكن أن يحدث لها إن تجاسرت على تكسير أوامرك. وعندما أنهيت خطبتك أخذتينها إلى المطبخ وأنت تتمايلين وتدمدمين متدمرة لأن اليوم ولى ولم تقم فيه المسكينة بأي عمل لذلك تقترحين عليها أن تنام لكي تكون أول من يستيقظ مبكرا. وما أن تخرجين من المطبخ وأنت تقهقهين، حتى تجثو المسكينة على ركبتيها وتنهمر من مقلتيها عبرات حارة تذيب الحجر وصوت من الداخل يناديها مرددا : صحيح أنني مجرد خادمة ولكنني إنسان مثلك. لو تعلمين كم أدميت قلبي بنظراتك الشزراء وتعاليك.. شهقت شهقة عميقة وقالت: لولا عسر الحال وشدة الفقر ما كنت فريسة ملقاة بين أنيابك. وغلبها البكاء لتنام منكسرة الخاطر على الأرض وقد أضناها تعب السفر وفرقة الأهل والأصحاب. ولكنها كانت تهمس في جوف الليل مرددة: صحيح أنني مجرد خادمة لكنني إنسان مثلك.... |
إقتباس:
|
هل تصدقين أنه نفس الإحساس الذي خالجني وأنا أصور مأساة الخادمة في بعض البيوت هو ألم بلغ بي حد الغثيان ولكنه واقع مرير لا زالت تكابده الكثير من الخادمات |
كالعادة لك من الكلمات ما يستحق ان يتوقف عندها المرء لى عودة اذا شاء الله فقد حان موعد الافطار دام قلمك مميزا |
موضوعك متميز وملموس في حياتنا اليومية ومشاهد تعذيب الخادمات وخصوصا الأصغر سنا متكررة وبشكل كبير.فما على ربة البيت الا أن تتخيل نفسها يوما تجردت من ملكها وسلطانها وولت عليها الأيام بما كانت تسقي من المر لخادمتها واضطرت الى العمل كخادمة وتسأل نفسها هل أنا كنت انسانة؟
لي عودة انشاء الله. |
شكرا لكما أخي محيي الدين أختي الكريمة هنودة وأنا في انتظار مشاركتكما العطرة تحياتي وتقديري |
مشكورة
موضوع مؤثر وأحاسيس رهيفة جدا عن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا ابن ثمان سنين وخدمته عشر سنين فما لامنى على شئ قط أتى فيه على يدى وان لا منى لائم من أهله الا قال دعوه فإنه لو قضى شئ لكان |
بارك الله فيك أخي الكريم ولنا في رسول الله أسوة حسنة فما رفع يده قط في وجه أنس وما جرحه بكلمة حفظنا الله وإياكم من كل قيد وأدام علينا نعمة الحياة بكرامة و حرية حتى نلقى خالقنا شكرا على تعقيبك القيم |
عيدك مبارك أختي ياسمين
إضافة صغيرة للموضوع و لي عودة له إن شاء الله :):) http://sadadubai.com/up/uploads/3322c021f6.gif |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.