حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   رائــــيـــة الأنــــوار (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=74543)

عارف عاصي 26-10-2008 06:56 PM

رائــــيـــة الأنــــوار
 

قِفْ على الدُّنْيا تَفَكَّرْ و اعْـتَـبِرْ = واجْتَنِ الباهي مِنَ الزَّهْرِ النَّضِرْ
خُذْ مِنَ الأيامِ دَرْسـا مُـفْـصِحا = واسألِ الأحداثَ تُـنْبِيكَ الـخَبَرْ
قَد مضى بالعُـمْرِ آلافُ الورى = مِنْهُمُ المَهْدِيُّ مِنْهُمْ مَنْ كَـفـَرْ
مِنْهُـمُ المَغْـبُونُ فِي أوْهَـامِـهِ = مِنْهُمُ المَرْشُودُ ذو القلبِ البَّـصِرْ
خُـذْ وصَايا قَدْ صَفَتْ فِي كُنْهِهَا = يا دَؤُوبَ الخَـيْرِ حَاذِرْ أيَّ شَـرْ
أولُ الخَـيْرَاتِ هَـدْيٌ سَـابِـغٌ = مِنَّةُ الوهَّابِ يا سَـعْـدَ الظَّفِـرْ
أخْلِصِ التَّوحِيدَ إن رُمْتَ التُّـقَى = كُـنْ عُـبَيْدَ اللهِ لاعَبْدَ الصِّـوَرْ
واتْبَعَنْ بالرُّوحِ هَـدْيَ المُصْطفى = كُـنْ سَعِيداً إنْ نَهَى أوْ إنْ أَمَـرْ
لِلْـوَلاءِ الْحَـقِّ دَوْماً فَانْـتَـمِي = مَـنْ تَـولَّى اللهَ في ظِلٍ حُشِـرْ
إنْ حَـبَاكَ الله قَـلْـبا واعِـيا = سَوفَ تجْني الخير ذِكْرا قَدْ عَمُرْ
إنْ دفَنْتَ القلبَ في وادِي الهَوَى = لَنْ تَـرَى نُـوراً بشَمْسٍ أو قَمَرْ
سَوْفَ تحيا النورَ لَـيْلاً مُـطْبِقا = لَيْسَ يُجْدي فِـيهِ قَـدْحٌ للـشَّرَرْ
خَـلِّ غَـاداتٍ تَـهَـادَى دَلُّـهَا = مائسَاتٍ في العَـشَايا و البُّـكَّرْ
وَاطْمَحَنْ بالحُـورِ في خُلْدٍ سَمَا = فَوْقَ مَا تَهْـفُو نُـفُوسٌ للبشـرْ
إنَّ وَصْلَ الغِـيدِ حُلْـوٌ طَعْمُه ُ = بَيْنَمَا في صَـفْـوِهِ سِرُّ الـكَدَرْ
إِنْ صَفا يوما فَهَلْ تَصْفُو الدُّنى = وَالدُّنَى في طَـبْعِها كُلُّ الغِـيَرْ
وامْلِكَنْ طَرْفاً غَضِِيضاَ ذَا حَيا = يَسْتَرِيحُ القلْبُ مِنْ سَـهْمٍ غَـدِرْ
سَهمُ إبليسٍ تَـنَـامَى رِيـشُه = سَـمَمَ القَـلْبَ على إثْـرِ النَّظَرْ
فاحْمِ قَلْـبا من مَرَامِي نَـبْلِهِ = وادَّرِعْ مِنْ ذا بتقوى في الـبَصَرْ
والْتَمِسْ عُذْرا لِذِي الفَضْلِ الذي = إنْ كَبَا يَوْما تَعَـافَى وانْـتَـصَرْ
إقْبَلِ العُذْرَ الذي قَـدْ سَـاقَـهُ = قَـلْبُ مَحْـزُونٍ أتَى كَي يَعْتَذِرْ
وارْحَمِ النَّاسَ فَـكُلٌ مُـذْنِـبٌ = إن شَرَّ الناسِ خَصْمٌ قَـدْ فَـجَـرْ
واتْرُكِ الزَّلاتِ وَاسْـتُرْ عَيْـبَها = مَنْ هَوَاها قَـدْ هَوَىَ بَيْنَ الحُـفَرْ
واسْتُرِالمَجْرُوحَ وَارْجُ بُـرْءَهُ = كُنْ شَفُوقا وَيْحَ قَـلْـبٍ مَـا عَذَرْ
رُبَّ مَسْـتُورٍ نَجَا في سِتْـرهِ = كانَ رِدْءًا حَـالَ يَرْويكَ الأثَـرْ
كُن عَفِيفاً رَاحِماً بَيْنَ الـوَرَىَ = فالرَّحِيمُ الحَقُّ تَـهْـوَاهُ الـفِـطَرْ
وَ انْشُرِ الْخَيْرَاتِ فِي كُلِّ الدُّنى = كُلُّ جَـانٍ سَـوْفَ يَجْـنِي مَا بَذَرْ
وَ انْتَقِ مِنْ كُلِّ لَـوْنٍ خَـيْرَهُ = كالفَرَاشِ الحُلْوِ يُـغْرِيهِ الـزَّهَـرْ
كُنْ هَزَارَالرَّوْضِ لابُومَ الدُّجى = إنْ أردْت النُّـورَ كُنْ دَوْماً حَـذِرْ
وَ اتَّخِذْ طُهْرَ الْمَعَالي مَرْكَـباً = كُـنْ نَعَـيِماً أنْتَ حَيٌ قَـدْ طَهُـرْ
وَانْصَحَنْ بالدِّينِ لاتَخْشَىَ امْرِءً = إنَّ خَيْرَ الدِّينِ نُـصْحٌ قَـدْ ظهَـرْ
ألْبِسِ النُّصْحَ رِدَاءً ناعِـمـاً = وَ احْذَرَنْ في النُّصْحِ قَوْلاً قَدْ سَخِرْ
جَمِّلِ الأقْوالَ في ثَوْبِ الـتُّقَى = إِنَّ شَـرَّ القَوْمِ قَـوْلاً مَنْ فَـجَرْ
و انْبذِ الفُحْشَ الذي مَا إنْ فَشَا = يَحْجُبُ الأنْوَارَ عَنْ قَـلْبٍ أغَـرْ
عِرْضُكَ الغَالي فَبِعْ عَنْهُ الدُّنى = إنْ أََضَعْتَ العِرْضَ يَا ذُلَّ العُـمُرْ
كُلُّ مَـالٍ دُونَ عِرْضٍ هَـيِّنٌ = مَنْ شَرَىَ مَالاَ بِعِـرْضٍ قَدْ حُقِرْ
أمَّا عِرْضُ النَّاسِ فاكْرِمْ قَدْرَهُ = سَـلِّمِ الأعْراضَ مِنْ قَـوْلٍ نَـكِرْ
دَعْـوَةَ المَظْلُومِ فاحْذَرْ إنَّـها = سَـيْـفُهُ الْمَسْلُولُ لا لَنْ يَنْكَسِـرْ
تَرْتَـقِي للهِ تَرْجُو نَصْرَهَـا = فَاخْـشَ بَطْشَ اللهِ جَـلَّ المُقْـتَدِرْ
جَـارُكَ المأزُومُ فَرِّجْ كَـرْبَهُ = تَـنْجُ يَـوْمَ الرَّوعِ من هَوْلٍ عَسِرْ
وارْحَمِ المِسْكِينَ وَ اخْطُبْ وُدَّهُ = إنَّ للْمِـسْـكِينِ قَهْرٌ قَـدْ أُثِــرْ
لِلْمَعَالِي فَانْتَـسِبْ فِي مَجْدِها = ذَاكَ أصْلُ الحُرِّ لَوْ تُجْدِي العِـبَرْ
أيُّ أَصْـلٍ خَصَّكَ المَوْلَى بِهِ = وِحْدَةُ الأصْـلِ تَسَاوَتْ في البَشَرْ
رَبُّـنا المَولَى تَـعَالَى قَـدْرُهُ = مِنْ تُرَابٍ قَدْ بَرَىَ كُلَّ الصِّـوَرْ
مَا افْتِخَاري فِي حَيَاةٍ لَيْسَ لِي = فَضْلُهَا ؟! فَالحُمْـقُ دَاءُ المُفْتَخِرْ!
ذَاكَ كِـبْرُ القَلْبِ سُمٌ قَدْ سَرَىَ = فَاتِكٌ بالرُّوحِ بَـلْ قُـلْ ذَا أَضَـرْ
أيُّ كِـبْرٍ تَرْتَجِي يَا مَنْ أَتَـىَ = مِنْ مَجَاري الـبَوْلِ وَهْناً قَدْ عَبَرْ
أيُّ كِـبْرٍ فِيِكَ وَالنَّـتْنُ الحَشَا = فَاتَّـئِدْ في الكِبْرِ يا مَنْ قَدْ كَـبُرْ
خَفِّـفَنْ رَوْعاً فَهَا أَنْتَ امْـرِؤٌ = تَـرْتَقي صَعْباً و مَـثْوَاكَ الْحُفَرْ
لَوْ مُنِعْتَ القُوتَ تَذْوي تَنْطَفِي = لَسْتَ ذاتِـياً فَتَعْـلُـو تَـفْـتَخِرْ
كُن عَلَى الدُّنْيا خُلُودا سَرْمَداً = إِنْ دَعَاكَ الْمَـوْتُ قُمْ عَنْهُ و فِرْ
مَالُكَ المَزْعُومُ لا تَـرْكَنْ لَهُ = جَاهُكَ الْوَاهِي على سَفْحِ الخَطَرْ
كُنْ مِنَ الدُّنْيا عَلَى خَوْفٍ فَمَا = عَهْدُها عَهْدُ الوَفَـاءِ الْـمُسْتَـقِرْ
خُلْفُهَا أصْلٌ وَفَـاهَا غَدْرُهَا = ثَـوْبُها عَـارٍ قَـلِيلٌ إِنْ سَـتَرْ
وَصْلُهَا هَجْرٌ عَطَاهَا مَنْعُهَا = كَمْ قَتِـيلٍ في هَوَاها قَـدْ غُدِرْ
ذَاتُ دَلٍ تَسْتَـبِي أصْحَابَها = ثم تُـلْقِـيهِمْ بِغَدْرٍ قَـدْ مُكِـرْ
يابَسَومَ الثَّغْرِ قَدْ حُذْتَ المُنَى = لَيْسَ يُنْجِي الْمَرْءَ فِي خَطْبٍ كَدَرْ
لَيْسَ يُنْجِي المَرْءَ إلا رَبُّـهُ = رَبَّـنا فالْطُفْ بِـنَا فِـيمَا قُـدِرْ
فاعْرِفِ اللهَ رَخَـاءً تَرْتجي = نَصْرَهُ في يَـوْمِ بُؤْسٍ ذِي عُسَرْ
رَبِّ أخْلِصْ بالهُدَى أُنْشُودتي = لا تَـدَعْني واهِـماً فِيهَا كَـغِرْ
واجْعَلَنْ ربي رَجَائي حُظْوَتِي = عِـنْدَما أُدْعَى لِحَـشْر أسْـتَجِرْ

السيد عبد الرازق 26-10-2008 08:43 PM

جمبلة وعظية ليتنا نعمل بها
شكرا شاعرنا صاحب الحكمة عارف عاصي
تحياتي وكامل تقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد الحبشي 02-11-2008 12:05 PM

عارف عاصى ..

تسللت نسائم الرقة وطهارة النور وعذوبة الحرف إلى كل زهرة من حديقتك الوارفة الساحرة ..

هى فى موسيقاها ودقة إختيار ألفاظها ، بل والتدرج من بيت إلى بيت فى مناجاة لا توصف بل تُحس كأنها جدول فضىّ يرسم فى صفحة الوادى لونا جديدا لا يوصف ولا يدرى منبعه سوى أنه رائع كما هو ..

رائعة قصيدتك وعذرا لغموض حرفى حين وصفتها فلن أدرك حدا لجمالها وإن أقمت هنا أبد الدهر ..

تقديرى

محمود راجي 06-11-2008 11:41 PM

يعطيك العافية ولا فض فوك

المشرقي الإسلامي 19-05-2009 03:30 PM

هذه قصيدة عادية للغاية مثل لامية ابن الوردي اجتنب ذكر الأغاني والغزل .. ودَع الحق وجانب مَن هزَل . إن الشعر بما يمتاز به من فرادة التقاسيم الموسيقية والصوتية لابد ألا يُحصَر في نطاق غرض بعينه وحتى هذا الغرض استُهلك وصار منطبقًا عليه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
ما أرانا نقول إلا معاراً
أو معادًا في لفظنا مكرورا


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.