العقل والجسم .... !!!
كتبت في أحد زوايا الحوار ضمن أحد الردود ما يلي : إقتباس:
إقتباس:
بحثا عن الفائدة فقط تحياتي :) |
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات وبمقتضى هذه الآية فإن ( المكلفين ) بالعبادة هم الجن والإنس فقط والتكليف هنا مرتبط بالعقل بكل تأكيد ، فإن انتفى وجود العقل سقط التكليف كما في سقوطه عن المجنون والصغير والنائم فإن انتهى سبب الإسقاط عاد التكليف مرة أخرى ، ولا يحاسب الإنسان بأمر لم يكن يعقله وقد يكون الفعل صادر من الإنسان وهو في غير تلك الحالات الثلاث ، ومع ذلك يكون فعله غير نافذ كما في حالات الطلاق عند الغضب الشديد الذي يفقد الرجل ( عقله ) في ذات اللحظة وقد شبه الله سبحانه وتعالى الذين لا يعقلون بالأنعام في قوله تعالى : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف ويتضح هذا الأمر جليا في قوله سبحانه وتعالى في هذه الآية : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (44) سورة الفرقان يقول الشيخ / عبد الرحمن السحيم في أحد ردوده على من قال أن في السنة أحاديث تتعارض مع العلم ومع العقل وإجابة الشيخ الكاملة لا مكان لها هنا ، وسآخذ منها هذه الجزئية لإثبات ما ذهبت إليه سابقا ، حين قال : أن مورد التكليف هو العقل وذلك ثابت قطعا بالاستقراء التام حتى إذا فُقِد ارتفع التكليف رأسا وعد فاقده كالبهيمة المهملة وهذا واضح في اعتبار تصديق العقل بالأدلة في لزوم التكليف فلو جاءت على خلاف ما يقتضيه لكان لزوم التكليف على العاقل أشد من لزومه على المعتوه والصبي والنائم إذ لا عقل لهؤلاء يصدق أو لا يصدق بخلاف العاقل الذي يأتيه ما لا يمكن تصديقه به ولما كان التكليف ساقطا عن هؤلاء لزم أن يكون ساقطا عن العقلاء أيضا وذلك مناف لوضع الشريعة فكان ما يؤدي إليه باطلا أما ما ذكرته عن ( الهدهد ) فأقول : فالهدهد ليس مكلفا أن بعبادة ، وليس مكلفا بإحضار الأخبار لسيدنا سليمان رغم ما أوتيه سيدنا سليمان لم يؤتاه أحد من العالمين ، وتلك خاصية له وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن الحيوانات والجمادات أيضا لا تسبح الله فذلك ورد نصا في القرآن ولكن التسبيح هنا أمر تعبدي من نوع خاص لا علاقة له بالتكليف فاالعبادة مرتبطة إرتباطا وثيقا بالعقل الذي جاء الدين ليحافظ عليه ، وجعل كل ما يذهبه حراما مع ملاحزة أن للعقل البشري حدود لا يمكن أن يتجاوزها تحت أي ذريعة فهناك أمور في عداد المسلمات لا يمكن للعقل أن يدركها ، وأبسطها ( هيئة الجن ) وأشكالهم وما فوق ذلك كثير فيما أمرنا الله بتصديقه دون أن نعيه أو نعقله تحياتي :) |
أخي الحبيب الوافي في البداية هل تتفق معي أن العقل هو القدرة على التفكير والاستنتاج والحكم والذكاء وتذكر ما فات ؟ |
إقتباس:
تعريفك للعقل أعلاه لو ركبته على أحد أجهزة الحاسبات المتطورة لكان صالحا أنا أتحدث عن ( العقل ) المرتبط بالتكليف فقط والذي وهبه الله للإنسان ليكون ( مخيرا ومسيرا ) ومن بعد ذلك محاسبا بعيدا عن كونه سبيلا لإشباع الحاجات المختلفة عند كل حي تحياتي :) |
إقتباس:
أخي الحبيب الوافي ، الحاسبات ليست من ذوات الارواح ونحن نتحدث عن ذوات الارواح وإلا حتى ابسط الاجهزة تدخل باب التكليف فلو كلفت الجهاز بدق جرس الساعة في الساعة الفلانية دق أو سينال منا كل تنكيل . |
إقتباس:
أنا ذكرت في ردي السابق تعريف العقل الذي أتحدث عنه ، وهو : إقتباس:
تحياتي :) |
أخي الحبيب الوافي الاختلاف بتعريف يعني الاختلاف بالباقي مع ان جميع ذوات الارواح مكلفة . |
إستغرقت فى هذا الحوار منذ أسابيع ولم نخرج فى النهاية سوى بحيرة أكبر .. بل ذهبنا ابعد حين ناقشنا محدودية العقل ومقدرته على إكتشاف هذا الوجود بل وخالقه .. مرورا بطبائع الأديان ومادية الفكر وتناقض أو توافق العلم والدين .. كان الحوار ممتعا وعلى حافة الهاوية حين تبرز فكرة ما تأخذنا إلى ما وراء طاقة العقل وحدوده .. والعقل محدود فى رأيى وله أفق وفضاءات لا يتجاوزها .. ولى عودة مرة أو مرات للحوار .. الوافى .. د. على .. لكم الورد |
إقتباس:
لعلنا نعود في تعريف ( العقل ) إلى ما جاء عنه في القرآن والسنّة وهو بذلك يكون فاصلا في الحكم والنتيجة وأعدك أن أبحث في هذا الأمر لاحقا بقي أمر ( التكليف ) ، وقولك أن كل ذوات الأرواح مكلفة ( غير الإنس والجن ) بودي أخي الحبيب أن تضع لنا هنا ( من باب الفائدة ) أمثلة على ذلك وشواهد على التكليف لأنه أعجزني أن أجد ما ذكرته تحياتي :) |
إقتباس:
أخي الحبيب / قوس المطر لم أكتب هذا الموضوع إلا للفائدة ، وجميعنا نعمل بإذن الله تعالى لتحقيقها فإختلافاتنا في التفسير لا ترقى إلى الخلاف في المعنى وفي المصطلحات الدارجة بين الناس يقال فلان هو العقل المدبر لهذا الأمر وهذا يعني أنه ( الشخص ) الذي خطط من البداية أو كانت له الشرارة الأولى أسوق هذا المثل لإثبات أن كلمة ( العقل ) في العام تعنى أشياء غير ما عنيتها منذ البداية ألا وهو العقل ( المكلف ) والمحاسب بعد ذلك على التكليف وسيكون نقاشنا هنا بإذن الله نافعا ( لي ) أولا قبل الآخرين ..:) شكرا لتواجدك العاطر في هذا الموضوع وأتمنى أن تفيض علينا ببعض ما تملكه من خبرة سابقة في هذا الجانب فإن ذلك سيكون أثرى للموضوع وأنفع إن شاء الله تحياتي :) |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.