حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   صالون الخيمة الثقافي (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أمر طبيعي *** تميم البرغوثي (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=78407)

محمود راجي 29-04-2009 04:25 PM

أمر طبيعي *** تميم البرغوثي
 


أمر طبيعي
http://www.adab.com/photos/513.jpg
أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ==تَعُودُ إليهِ حِينَ يَفْدَحُهَا الأَمْرُ
أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاً==كَأَنَّكِ أَنْتِ الدَّهْرُ لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ
فَمَالَكِ تَخْشَيْنَ السُّيُوفَ بِبَابِهِ==كَأُمِّ غَزَالٍ فِيهِ جَمَّدَهَا الذُّعْرُ
قَدِ اْرْتَجَفَتْ فَاْبْيَضَّ بِالخَوْفِ وَجْهُهَا==وَقَدْ ثُبَّتَتْ فَاْسْوَدَّ مِنْ ظِلِّها الصَّخْرُ


يا أُمَّتي يَا ظَبْيَةً في الغَارِ ضَاقَتْ عَنْ خُطَاها كُلُّ أَقْطَارِ الممَالِكْ

في بالِها لَيْلُ المذَابِحِ والنُّجُومُ شُهُودُ زُورٍ في البُروجْ

في بالِها دَوْرِيَّةٌ فِيها جُنُودٌ يَضْحَكُونَ بِلا سَبَبْ

وَتَرَى ظِلالاً لِلْجُنُودِ عَلَى حِجَارةِ غَارِها

فَتَظُنُّهم جِنَّاً وتَبْكِي: "إنَّهُ الموْتُ الأَكِيدُ ولا سَبِيلَ إلى الهَرَبْ"

يَا ظَبْيَتي مهلاً، تَعَالَيْ وَاْنْظُرِي، هَذَا فَتَىً خَرَجَ الغَدَاةَ وَلَمْ يُصَبْ

في كَفِّهِ حَلْوَىً، يُنَادِيكِ: "اْخْرُجِي، لا بَأْسَ يَا هَذِي عَلَيكِ مِنَ الخُرُوجْ"

وَلْتَذْكُرِي أَيَّامَ كُنْتِ طَلِيقَةً،

تَهْدِي خُطَاكِ النَّجْمَ في عَلْيائه، والله يُعرَفُ من خِلالِكْ

...

يا أُمَّنا، والموتُ أَبْلَهُ قَرْيَةٍ يَهْذِي وَيسْرِقُ مَا يَطيب لَهُ مِنَ الثمر المبارَكِ في سِلالِكْ

وَلأَنَّهُ يَا أمُّ أَبْلهُ، فَهْوَ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ مِنْ أَلْفِ عَامٍ عَنْ قِتَالِكْ

حَتَّى أَتَاكِ بِحَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ وَفَوْقَها جَيْشٌ مِنَ البُلَهَاءِ يَسْرِقُ مِنْ حَلالِكْ

وَيَظُنُّ أَنَّ بِغَزْوَةٍ أَوْ غَزْوَتَيْنِ سَيَنْتَهِي فَرَحُ الثِّمارِ عَلَى تِلالِكْ

يَا مَوْتَنَا، يَشْفِيكَ رَبُّكَ مِنْ ضَلالِكْ!

...

يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَا أَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ

إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِ المَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ

وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْ شَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ

لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَ بِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ

يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِي وَاْنْظُرِي

ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ

...

يا أُمَّتي أَنَاْ لَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،

إنَّهَا عَرْجَاءُ، أَدْرِي

إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي

إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِ وإنَّها

مَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْ

أَدْرِي وَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍ لاعْتِزَالِكْ

يا أُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟

مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ

...

يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"

قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"

...

يَا أُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ

لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُوا

قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ

لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ

...

يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،

وَقُومِي،

إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.


ريّا 30-04-2009 09:37 AM

يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَا أَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ

إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِ المَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ

وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْ شَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ

لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَ بِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ

يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِي وَاْنْظُرِي

ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ

محمود راجي ,,,,,,,,,,,,الف تحية لك وللبرغوثي ,,,,,شكرآ عرفتنا به وبروعة حرفه

المشرقي الإسلامي 30-04-2009 11:41 AM

شاعرنا الكبير تميم البرغوثي غني عن الوصف والإطراء ، ولو حاولت البحث في وجوه جمال القصيدة فالنهر يجف قبل انتهائي لأن إبداعه (أمر طبيعي). سريعًا لأن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً :
* الموروث التاريخي : وهو الهجرة النبوية والتعبد بالغار والهروب إليه أثناء الهجرة . لقد وظفه الشاعر بشكل عبقري ، إذ جعل الغزالة وهي رمز للأمة (وهنا يدخل عنصر الرمز أيضًا في العملية الإبداعية) محاصرة منتظرَة من قِبَل الأعداء.أعداء الأمس هو الكفار كفار قريش لكنهم اليوم اختلفوا وما أشبه اليوم بالبارحة .ولقد تكاملت الصورة والاستمداد التاريخي من خلال هذا الشطر : فَمَالَكِ تَخْشَيْنَ السُّيُوفَ بِبَابِهِ
*بحر الطويل : لأننا نعود إلى التاريخ ، فبحر الطويل إيقاع القصيدة (مجموعة الكلمات التي كونت الشطر والأبيات) تناسب مع الماضي وحالة الشجن والرجوع إلى ذكراه .
*الاقتباس : من شعر أبي فراس الحمداني "لو أنصف الدهر " ليؤكد على هذا المضمون الماضي ..
*العنوان : أمر طبيعي ، وهو كأنه الكلمة المكتوبة فوق الصورة ، فأمر طبيعي الخوف والهزيمة وهنا يبلغ الشاعر درجة عالية من الحزن والسخرية بواقع أمته المرير والذي لا يجد نفسه مضطرًا لاستخدام تعبيرات معقدة ليختصر القضية في أنها (أمر طبيعي) ثم يستخدمه لتحقيق الازدواجية في المعنى عندما يكون الانتصار :أمر طبيعي كذلك .

يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،

وَقُومِي،

إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.

فالحياة لديه كلها أمر طبيعي الفوز والهزيمة ومن هنا تبدو نظرته الحيادية للحياة .(وقد يكون هذا مأخذاً على طريقة تفكيره ) وإن كنت أراه يعبر عن شعور هادئ عقلاني بعيد عن الانفعالية التي ترتفع فيها ألفاظ التهنئة والرثاء .
بورك نقلك أخانا العزيز ولو أتيحت لي الفرصة لتشريح النص أفعل بإذن الله . وفقك الله شاعرنا وفي النهاية حسبنا نحن المصريين مصرية أمه .. وفقكم الله .

alimetlak 30-04-2009 07:05 PM

لا تشابه
 
لقد كان دخول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في غار ثور اثناء الهجرة هو من باب الأخذ بالأسباب وقدوة لأمته
وما كان خوفاً ولا هروبا بل من مقتضيات اقامة الدين الجديد ولا ادل على ذلك ما حدث لسراقة وفرسه والتي
تظهر فيها الصورة ناصعة جليّة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائما هو الأعلى والأعز حتى صار المطارد هو الطريد
والطريد هو المطارد ولهذا ير ى البعض ان الرسول عليه الصلاة والسلام في ضعف ظاهري والحقيقة التي يراها
القليل بقلوبهم وعقولهم انه في منعة وعزة وقوة ولذلك فان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحرر سراقة وفرسه من ان
تبتلعهما الأرض فحسب بل تفضل عليه بمنحه سواري كسرى ليبين له من الأعز الأقوى وليزيل الغشاوة عن عيني
سراقة وعن عيون الكثيرين من قصار النظر في هذه الأيام .
وبناءاً على ما سبق فلا اظن ان الشاعر تميم رغم شهرته وبراعته الشعرية كان موفقاً في ظنه ان العرب في
هذا الزمن رغم قوتهم المادية وكثرتهم وعدم اخذهم بالأسباب يمكن مقارنتهم بحادثة الغار وموقف الرسول
لأنه دائما هو الأعز في كل حين لأنه يستمد عزته من عزة الله سبحانه وتعالى القوي العزيز .

المشرقي الإسلامي 01-05-2009 08:28 PM

كلامك أخي العزيز صحيح وبيّن لي خطأ ما كنت قد كتبته مما يستدعي إعادة النظر فيه مرة أخرى .أشكرك على هذا الاستدراك وجزاك الله خيرًا .

المشرقي الإسلامي 02-05-2009 07:19 AM

حيرتنا معك يا تميم .. عدت ثانية إلى النص ،فوجدت هذين الشطرين لهما دلالة -من رأيي- تبرهن على اختلاف دلالة الغار في الحالتين :
الشطر الأول :
أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
كلمة بعد في هذا النص أعتقد أنها جعلت للغار معنى يختلف عما كان عليه المعنى من قبل . فكأنما الغار في أيام النبي صلى الله عليه وسلم كان مصدر قوة وذكاء في التخطيط

أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاً..
الغالب على ظني أن الخروج منه كان عزة متحققة فكان الدخول إليه مرة أخرى (بعد محمد) هو وصمة عار لهذه الأمة . لذا كانت الجملة بعد محمد هي التي جعلت دلالة قبلية ودلالة بعدية و كانت نقطة الصلة بين الغار ودلالته المتغيرة ..
، غير أن المشركين لم يهتدوا إلى مكان الغار بينما الأعادي مهتدون إليه يقينًا . كيفما كان الحال فالشاعر المتميز هو الذي ينأى بنفسه عن هذه التساؤلات لذلك كان عليه التريث والتدقيق فيما يستخدم من رموز أخذ هو الجانب الظاهري منها وترك الجانب الجوهري .. ملاحظتك أخي العزيز قيمة للغاية وجزاك الله خيرًا .

محمود راجي 02-05-2009 04:51 PM

أتفق معك أخي المشرقي
حيث ان دخول الغار أول مرة لم يكن ذلاً إنما الذل الاختباء يعد الرسول -صلى الله عليه وسلم-
حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-"لا هجرة بعد الفتح لكن جهاد ونية"

alimetlak 02-05-2009 08:50 PM

تعقيب
 
>
..أخويّ العزيزين المشرقي الإسلامي ومحمود راجي:

.ما كتبتـُه من تعليق كان على القصيدة وموجها الى الشاعر نفسه وهو رايي وما فهمته من ما يرمي اليه
الشاعر . ولخصوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه خير خلق الله كلهم وخاتم الأنبياء عليهم
افضل السلام فأنه لحري ٌّ بالكاتب والشاعر ان يكون حذرا ً عندما يكتب ويصف اي شيءٍ يتعلق برسول الله
صلى الله عليه وسلم مع علمنا انه كان اسوة كل مسكين .
ومهما بالغنا في احترامنا للرسول وتقديرنا وحبنا له فلا يعرف حق مقداره الا الله عز وجل وأذكركم بآيات
سورة الحجرات التي علمتنا كيفية الأدب في الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم . ولنعلم انه:
.
.....محمد بشر وليس كالبشر ...............بل هو ياقوتة والناس كالحجر
.
وحتى نرى الصورة جلية اكثر فيما يخص حادثة الغار فما علينا الا ان نستدرك غزوة الخندق وعندما
استعصت صخرة على المسلمين اثناء حفره اخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول المعول وضرب
الصخرة ضربة فكسر ثلثها، وقال: (الله أكبر أعطيتُ مفاتيح الشام، والله إني أبصر قصورها الحمر الساعة)
ثم ضرب الثانية، فكسر الثلث الآخر، فقال: (الله أكبر أعطيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض)
ثم ضرب الثالثة وقال: (باسم الله) فقطع بقية الحجر فقال: (الله أكبر أعطيتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب
صنعاء من مكاني هذا الساعة). ونعلم ما قاله المنافقون والمرعدون ( هذا محمد يعدنا قصور فارس والشام واحدنا
لا يجرؤ على قضاء حاجته ....) . فإن الله تعالى ما كان ليدع الرسول في اشد الساعات حاجة له (في الضعف الظاهري)
الا ان يبين ان رسوله هو الأعز الأكرم والمنتصر ليس على المشركين فحسب بل على القوتين العظميين في تلك
الأيام من جوف الخندق... من جوف الخوف ...من جوف الضعف (الظاهري) ......فما قدرناه صلى الله عليه وسلم حق قدره .

ياسر الهلالي 03-05-2009 01:58 AM

السلام عليكم اخواني الاعزاء

انا اتفق مع الاخ علي في ما كتب
وأرى بنظرتي القاصرة ان الشاعر البرغوثي لم يحسن استخدام تصوير الغار وهذا يعكس قصور مفهومية الشاعر ليست الشعرية او الادبية وأنما التاريخية للأسلام ولا اقول الدينية (وأن صح التعبير) حيث ان للغار احداث عظام وعبر ومعجزات ودروس للأمة ليس هذا مجال لذكرها

قول الشاعر :
يا امة في الغار بعد محمد
اولا اللفظ محمد (صلى الله عليه وسلم) تركه حاف وكان عليه ان يتوجه بالثناء او يذكره ببعض صفاته العظيمة بأبي هو وامي
ثانيا عندما ذكر الغار كان المستمع في انسجام لمتابعة المشهد الذي يليه من ثناء وعزة وانقياد لأمر الله , لا أن يقصم ظهر البعير بتشبيه الغار مأوى للخائفين , وان قال بعد محمد حيث ان الغار رمز للأصرار والثبات على امر الله وكلمة بعد محمد توحي للإتباع لا للمخالفة

شكرا لكم وجزاكم الله خيرا

المشرقي الإسلامي 03-05-2009 08:34 AM

أحسنتما أخوي ّ العزيزين علي وياسر .. لقد تأكدت الآن من فداحة الخطأ الذي وقع فيه الشاعر غفر الله له .
يجب أن يدرك الناس أن قصص الأنبياء والأحداث المتعلقة بهم ليست مواضيع للاستلهام الإبداعي والتاريخي وإنما للعظة والتقدم نحو عزة المجتمع.. أشكركما على هذا التوضيح والتعقيب وجزاكم الله خيرًا .


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.