من مظاهر الغلو =التعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر
قال بعض من ألف في التحذير من الغلو في الدين :
ان احد مظاهر التطرف والغلو هو التعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر: في الأمور الاجتهادية والأمور المحتملة ، وكثيرا ما يجعل الأمور الاجتهادية أمورا مقطوعة ويقينية ليس فيها الا قول واحد وهو قوله ( ولا رأي الا رأيه) فهناك من يحاول ان يفرض رأيه بالقوة ، ويزداد الأمر خطورة حين يراد فرض الرأي على الآخرين بالعصا الغليظة ، وهنا قد لا تكون العصا الغليظة من حديد أو خشب فهناك الاتهام بالابتداع او بالاستهتار بالدين او بالكفر والمروق ، ان هذا الارهاب الفكري اشد تخويفا وتهديدا من الارهاب الحسي |
ومن مظاهر الغلو في الدين ايضا كما يحكى بعض من ألف في هذا الباب النظرة المثالية للمجتمع : فيقول : من مظاهر الغلو ان ينظر المرء الى المجتمع وأفراده نظرة مثالية ، وانه لا بد ان يكون خاليا من المعاصي ويسوده الحب والمودة والطاعة ، وهذه نظرة مثالية وغلو في التصور وبعد عن الواقع ، وقد كانت المعاصي والذنوب في كل الأمم وفي اتباع الرسل فهي فيمن دونهم من باب أولى ، وان كل ابن آدم خطاء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه وقال تعالى : ( وخلق الانسان ضعيفا ) ثم يؤكد الكاتب على وقوع بعض المعاصي والذنوب في عهد الصحابة رضى الله عنهم وذلك لتبيان ان خير القرون هو قرن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يكن خاليا من المعاصي سواء كانت من الكبائر أم من الصغائر ، وكذلك لتبيان بشرية الصحابة وان في عهدهم من قتل وسرق وزنى وشرب الخمر ، كما يدل ذلك على ان حدوث المعاصي والذنوب في القرون التالية اكبر ولا يخرجها ذلك عن الاسلام ، ويقولون انه لا يجوز لاحد ان يصفها بانها امة قد ارتدت او أنها عصر جاهلية كجاهلية ما قبل الاسلام ويذكّر المؤلف ان ما وقع لطائفة الخوارج قديما وقع لجماعة ( التكفير والهجرة ) حديثا فهم يكفرون كل من ارتكب معصية ويكفرون الحكام والمحكومين والعلماء والناس وكل من خالفهم بل انهم يكفرون كل من قبل فكرهم ولم يدخل في جماعتهم ويبايع امامهم ، ودخل في جماعتهم تم ترائ له لسبب أو لآخر أن يتركها . فهو مرتد حلال الدم ، وهكذا أسرف هؤلاء في التكفير ، فكفروا الناس أحياءً وأمواتا ، وقد حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الاتهام بالكفر ، ففي الحديث الصحيح ( من قال لأخيه : ياكافر فقد باء بها أحدهما ) أي فيما لم يكن الآخر كافراً بيقين فقد ترد التهمة على من قالها ويبوء بها فهذا خطر جسيم ) |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان الدين يسر ، ولن يشاد الدين احد الا غلبه ، فسددوا وقاربو وابشروا ا، واستعينوا بالغدوه والرواحه وشئ من الدلجه" المفردات يسر :سهل يشاد: يغالب سددوا :اى الزمواالسداد والصواب قاربوا: اى لا تغالوافى العمل او اقتربوا من كماله ابشروا: انظروا الخير وحسن الجزاء الغدوة: السير اول النهار الرواحه: السير بعد الزوال الدلجه: السير اخر الليل جزاك الله خيرا اخى مسلم وجعله فى ميزان حسناتك |
إقتباس:
|
الذي يزرع الريح يحصد العاصفه
تذكرة الكثير من الناس بحاجة الى تدبرها |
جزاكم الله خير جميعاً
|
بارك الله فيكم جميعا على المشاركات الواعية والتي ينبغي نشرها بين الصغير والكبير حتى يعم هذا الفكر وهذا النهج المعتدل الجامع الذي فيه مشاركة حقيقية
|
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.