حوار الخيمة العربية

حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com:1/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com:1/forumdisplay.php?f=7)
-   -   لا تتّبعوهم، اتركوهم، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم، واستبقوهم لأشد عداوة منهم (http://hewar.khayma.com:1/showthread.php?t=84407)

فتى الأندلس 20-10-2010 04:36 AM

لا تتّبعوهم، اتركوهم، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم، واستبقوهم لأشد عداوة منهم
 
موقعة المسَارة


من المؤسف حقًا أن يلتقي المسلمون بسيوفهم،
لكن كثرة الثورات وكثرة الفتن والانقلابات جعلت الحلّ العسكري هو الحلّ الحتمي في ذلك الوقت.



ففي ذي الحجّة سنة 138 هـ= مايو 756 م وفي موقعة كبيرة عُرفت في التاريخ باسم موقعة المسارة أو المصارة،



دار قتال شرس بين يوسف بن عبد الرحمن الفهري من جهة وعبد الرحمن بن معاوية الذي يعتمد بالأساس على اليمنيين من جهة أخرى.



وقبل القتال كان أبو الصباح اليحصبي (رئيس اليمنيين) قد سمع بعض المقولات من اليمنيين تقول:
إن عبد الرحمن بن معاوية غريب عن البلاد،
ثم إن معه فرس عظيم أشهب، فإن حدثت هزيمة فسيهرب من ساحة القتال ويتركنا وحدنا للفهريين.



وصلت عبد الرحمن بن معاوية تلك المقولة،
فقام وفي ذكاءٍ شديد يفوق سن الخامسة والعشرين وذهب بنفسه إلى أبي الصباح اليحصبي وقال له:
إن جوادي هذا سريع الحركة ولا يمكّنني من الرمي،
فإن أردت أن تأخذه وتعطيَني بغلتك فعلت،


فأعطاه الجواد السريع وأخذ منه البغلة يقاتل عليها،
حينئذ قال اليمنيون: إن هذا ليس بمسلك رجل يريد الهرب،
إنما هو مسلك من يريد الموت في ساحة المعركة،


فبقوا معه وقاتلوا قتالًا شديدًا،
ودارت معركة قوية جدًا، انتصر فيها عبد الرحمن بن معاوية، وفَرّ يوسف الفهري.
:
:
:
لحظة من فضلك

حتى تعرف جيدا من هو عبد الرحمن الداخل

ولك انت ايضا تعلم جيدا ما سيفعله مع اللذين كانوا يقاتلونه فى الموقعة التى نتحدث عنها موقعة المسارة

انه حقا قائد عظيم .. ستقولها بنفسك بعد قراءة السطور القادمة

فتى الأندلس 20-10-2010 04:39 AM

عبد الرحمن الداخل وأمارات نجابة وعلم وذكاء



كان عادة المحاربين في ذلك الزمن أن يتبع الجيشُ المنتصرُ فلول المنهزمين والفارّين،
ليقتلوهم ويقضوا عليهم، ومن ثَمّ على ثورتهم،


وحين بدأ اليمنيون يجهّزون أنفسَهم ليتتبعوا جيش يوسف الفهري منعهم عبد الرحمن بن معاوية


وقال لهم قولةً ظلّت تتردد في أصداء التاريخ،
أمارةً على علم ونبوغ، وفهم صحيح وفكر صائب في تقدير الأمور، قال لهم:



لا تتّبعوهم، اتركوهم، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم، واستبقوهم لأشد عداوة منهم.



يريد رحمه الله أن هؤلاء الذين يقاتلوننا اليوم سيصبحون غدًا من جنودنا،
ومن ثَمّ عونًا على أعدائنا من النصارى وغيرهم في ليون وفرنسا وغيرها.


فهكذا رحمه الله كان ذو نظرة واسعة جدًا تشمل كل بلاد الأندلس،



بل تشمل كل أوروبا، بل إني أراه بذلك التفكير يستطيع أن يعيد ملك الشام بعد ذلك أيضًا إلى أملاك الأمويين،


وذلك لما يلي:

أولًا: ليس في قلبه غلّ ولا حقد على من كان حريصًا على قتله منذ ساعاتٍ قليلة.



ثانيا: الفهم العميق للعدو الحقيقي وهو النصارى في الشمال.



ثالثا: رغم كونه لم يتجاوز الخامسة والعشرين إلا إنه كان يمتلك فهمًا واعيًا وإدراكًا صحيحًا، وفقهًا وعلمًا وسعة اطلاع،
علم به أنه إن جاز له شرعًا أن يقاتلهم لتجميع المسلمين حول راية واحدة،
فهو في ذات الوقت لا يجوز له شرعًا أن يتتبعهم،
أو أن يقتل الفارّين منهم، ولا أن يُجْهِزَ على جريحهم،
ولا أن يقتل أسيرهم، لأن حكمهم حكم الباغين في الإسلام وليس حكم المشركين،


وحكم الباغي في الإسلام أنه لا يتتبع الفارّ منهم، ولا يُقتل أسيره، ولا يجهز على جريحه، بل ولا تؤخذ منه الغنائم.
:
:
:


لك انت قارئنا الكريم

انظر لموقف الأمير الفذ عبد الرحمن رحمه الله مع يوسف بن عبد الرحمن الفهرى وجيشه

وانظر لما فعله العباسيين فى بداية دولتهم مع أمراء ونسل أمراء بنى أمية

أترك لك التعليق



:

:

:

تابع ,,,,,,,,



فتى الأندلس 20-10-2010 04:40 AM


بين عبد الرحمن الداخل وأبي الصباح اليحصبي


بعد انتهاء موقعة المسارة قام أبو الصباح اليحصبي في اليمنيين وقال لهم:


لقد انتصرنا على عبد الرحمن الفهري وجاء وقت النصر على غيره،

يُعرّض بعبد الرحمن بن معاوية، هذا الذي كان يقاتل معه منذ ساعات،
ويرى أنه إن انتصر عليه وقتله اى قتل (عبد الرحمن الداخل) دانت لهم بلاد الأندلس كلها.



لكن اليمنيين لم يوافقوه على ذلك؛ ليس حبًا في عبد الرحمن الداخل وإنما خوفًا منه،



فقالوا له: إن هذا الرجل ليس بالسهل.



وتصل هذه الأنباء إلى عبد الرحمن بن معاوية، فما كان منه إلا أن أسرّها في نفسه،ولم يُبْدها لهم، ولم يُعلمهم أنه يعلم بما يضمرونه له، لكنه أصبح على حذرٍ شديدٍ من أبي الصباح اليحصبي.



لم يرد عبد الرحمن بن معاوية أن يحدث خللًا في الصفّ المسلم في هذه الأوقات،


لم يرد أن يحدث خللًا بين الأمويين ومحبي الدولة الأموية وبين اليمنيين في ذلك الوقت المليء بالثورات والمعارك الداخلية،


إنما كان كل همّه هو تجميع الناس ثم حرب النصارى بعد ذلك،


وبالفعل وهناك وبعد إحدى عشرة سنة من هذه الأحداث عزل أبا الصباح اليحصبي عن مكانه،


واستطاع أن يتملك زمام الأمور كلها في الأندلس.

-----
د/ راغب السرجاني
سلسلة الأندلس من الفتح إلى السقوط

ARGOUN 20-10-2010 10:32 AM

الاسلام في كل ما ذكرت ظهر يركب و ضرع يحلب
الى الخيمة المفتوحة اذن


Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.