حكومة وحدة وطنية أم حكومة الحزب الوطنى برئاسة عصام شرف؟
 

أخي رضا ...
أسعد الله أوقاتكم

يحضرني قول أحد العمال الذين كانوا يعملوا لدي، عام 1989، بعد أن فتحت الحكومة مجالاً لترخيص الأحزاب، فقص علي حكاية لا تخلو من حكمة:

قال (كان هناك قرية على ديانة غير الإسلام، وكان رجل الدين الأول في تلك القرية مشهوراً بخسته فيتحرش بالنساء ويسرق بدافع ديني زائف ويرتشي الخ!

اشتكى أهل القرية للمرجعيات الدينية من هذا الرجل مرة ومرتين وثلاث، فلم يحصلوا على فائدة، لا بتغييره ولا بتغيير سلوكه. فاتفقوا سراً أن يذهبوا الى دار الإفتاء الإسلامي ويعلنوا إسلامهم. ويبدلوا ذلك المعبد الى مسجد... وبعد أن انتهوا من ذلك، ذهبوا لأداء صلاة الجمعة في المسجد، وكانت المفاجأة أن من صعد الى المنبر هو نفس الرجل الذي أذاقهم الويلات) انتهت حكاية العامل...

نسأل الله أن يحمي ثورتي تونس ومصر، من التشويه...

ودمتم بخير

"الشعب يريد اسقاط النظام"
هذه مقولة البداية تنحى مبارك و سقط النظام
وبعد ذك تولى الجيش السلطة ....
الى متى هذه الفوضى في مصر
يتولى رئيس مجلس وزراء ومن ثم يطلب باقالته
هذه خطة ويراد منها ان تستمر مصر في دوامة عدم الاستمرار

علينا التريث في هذه الأوقات قبل إصدار الأحكام ، فالعبرة ليست بالشخص وإنما بمسلكه ، فهناك من العاملين في الحزب الوطني أناس شرفاء وقد تعاملت مع بعضهم في حياتي الجامعية وحدثونا عن كراهيتهم للحزب وقادته ولا أعلم بعد ذلك سبب تواجدهم في الحزب ، إضافة إلى أن بعض رجالات الحزب هذا كانوا قد جيء بهم بالقوة وهم أساسًا مستقلون ،جاء بهم الحزب لكي يقوي من شوكته ويجعل لها أذرعة ثقافية وفكرية وأيديولوجية ، وليس أدلّ على ذلك من جريدة اللواء الإسلامي التي يصدرها الحزب الذي لا علاقة له بالإسلام من بعيد ، ولا قريب .
أحمد جمال الدين وعمرو عزت سلامة كانا من رجال الوزارة منذ مدة خمس سنوات أو أكثر قليلاً ولكن لأنهم لم يكونوا منحرفي المسالك فقد تم إقالتهم وهُم من المغضوب عليهم في هذا الحزب.
ثم إن الأمر لن يطول بإذن الله ،فالحراك الشعبي قادر أن يغير -بإذن الله- من يشعر الناس وتثبت التجارب بأنه سيء النية والسمعة ، وإلى هذا وذاك فستة أشهر مدة وإن كانت ليست بالقليلة وقد مضى منها شهر تقريبًا فهي محدودة أمام من يحاول بناء خطط طويلة المدى أو حتى قصيرة المدى.

لا أفهم لماذا لا يعجب الناس َ شيء -والخطاب ليس موجهًا إليك أخي الحبيب- فإن سكت الناس قيل خانعون وإن ثاروا قيل جاهلون ؟ كل شيء بأوانه ووقت أن نظن أنفسنا استثناء من تجارب التغيير الناجحة ووقت أن ننظر ونتفلسف لإخراج الصورة الكلية على أنها سلبية فيكون علينا أن نذهب بأنفسنا إلى أقرب سلة مهملات لنسكن فيها .
كل شيء بأوانه بإذن الله فلا تتعجلوا ، وهناك وعي يتنامى إن شاء الله مع خصائص ومتطلبات كل مرحلة وشكرًا لك أخي الحبيب على هذا الموضوع الهام للغاية .