المطلوب من حكومة الانقاذ المصرية
 

هذا اختبار حقيقي للمجلس العسكري الذي ثبُت تواطؤه التام مع النظام القديم وإدارته للأزمة
بنفس الطريقة ، وقد كثُر الحديث الآن عن الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء المصري السابق
والذي يحظى بسمعة ودعم شعبيين كبيرين ، لكن ليس كافيًا الاسم العريق ، لأن المجتمع المصري
يبحث عمّن يحقق هذه المطالب التي ذكرتها ، وقبل أن أكمل تعليقي أقول أن من أكبر الجوانب التي
قد تصرف الناس عن الثورة عدم التطرق إلى قضايا الواقع الاقتصادي التي تهم الإنسان العادي الذي
ربما لا يعنيه من الرئيس المقبل ومن أعضاء مجلس الشعب . لقد كان شعار المتظاهرين : كرامة حرية عدالة اجتماعية أي أن العدالة الاجتماعية (المطلب الاقتصادي) يساوي بلا شك ثلث مطالب الثورة وهذا أمر هام لاكتساب الثورة زخمًا أكبر من كافة قطاعات وشرائح المجتمع المصري .
نعود إلى موضوعنا .. هل يتمكن كمال الجنزوري من تحقيق نتيجة جيدة (على افتراض توليته رئاسة الوزراء؟)
هذا الأمر لا يتوقف فقط على إرادة المجلس العسكري وإنما يتوقف على مدى فهمه لأهمية تحقيق إنجاز جيد محترم قبل انتهاء مدته والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية بحيث تكون له في نهاية المطاف إيجابية واحدة قد فعلها . من الضروري للمجلس العسكري أن يدرك أنه لو حاول استنساخ سيناريو عصام شرف فإنه سيواجه ثورة أعنف قد تؤدي إلى إسقاطه في زمن قياسي وهذه الثورة قد لا يكون مقرها التحرير وإنما العباسية حيث يقعى المجلس العسكري ومن معه . من المفترض أن يكون المجلس العسكري قد أخذ العبرة وسعى في تحسين صورته قبل مغادرة السلطة حتى لا يكون الانقلاب عليه آتيًا من الداخل ، ومن جماهير التحرير..