رابعاً
الترتيـــــب
ابدأ كلامك بالأهم ثم المهم
فإذا أردت أن تدعو رجلا لا يصلي ويلبس ثوباً طويلاً ويدخن فبأي شيء ستبدأ؟
وإذا أرادت امرأة أن تدعو كافرة للحجاب فكيف ستدعوها ؟
احرص على ترتيب كلماتك حتى في الجملة الواحدة .
انظر إلى قوله – تعالى - : { قال أتعبدون ما تنحتون } [ الصفات : 95] .
هناك فرق هائل بين ذلك وبين قولك : أأنتم تعبدون ما تنحتون ؟
وفي الآية الكريمة إنكار لعبادة الأصنام سواء أكانت من أولئك القوم أم من غيرهم أما القول الآخر فهو إنكار أن يكونوا هم عبدة الأصنام أما غيرهم فلا مانع .
ما الفرق بين قولك لابنك منكراً : أتكذب ؟
وبين قولك له : أأنت تكذب ؟
وإذا كان المجال فيه بشرى وسعادة
فابدأ البشرى فإذا أردت أن تخبر طالباً بنجاحه ؛ فكيف سترتب كلامك ؟
( يا زيد ، لقد ذهبت إلى مدرستك وكنت أعرف أحد العاملين بها ، وسألته عن نتيجتك وبعد طول بحث وو... إلخ .......... نجحت )
أم تبدأ بتبشيره : ( نجحت يا زيد ...... ) ثم تقص القصة ؟
تأمل قوله – تعالى - : { قد افلح المؤمنون } [ المؤمنون :1] .
يقول الشاعر :
سعدت بغرة وجهك الأيـــام ... وتزينت ببقائك الأعــــــوام
- وتقديم ما حقه التأخير قد يفيد معاني جديدة
كتقديم الجار والمجرور أو الظرف للاختصاص.
مثل: ( الملك لله ) لا تدل على نفس معنى ( لله الملك )
الجملة الثانية تدل على أن الملك لله وحده لا شريك له .
ما الفرق بين قولك : ( هذه الهدية لخالد )
وقولك : ( لخالد هذه الهدية ) ؟
يحسن أحياناً أن تبدأ بما يشوق
لتجعل مستمعك متلهفاً حريضاً على تكملة الكلام والانتباه له .
يقول صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد " رواه أبو داود .
تخيل لو كان الترتيب طبيعياً هكذا :
دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد .. ثلاث دعوات مستجابات .
هل تجد فيها ذلك الجمال والرونق وتلك الجاذبية والبهاء؟
-تأمل : " منهومان لا يشبعان :
طالب علم وطالب مال
عينان لا تمسهما النار :
عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله " رواه ابن عدي في الكامل .
-وأنت تعلن نتيجة إحدى المسابقات التي تقودها أيهما أفضا تقول :
( ثلاثة فازوا : زيد ... وخالد ... وعمرو )
أم تقول : ( زيد وخالد وعمرو ؛ ثلاثة فازوا )
.. يتبع ..