عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-05-2007, 03:24 PM   #32
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة العنود النبطيه
اخي الغالي النسري

الاسبوع الماضي كنت في المدينة الوردية
واستحضرت ثير ممن زاروا البتراء
او من قالوا انهم سيزوروا البتراء

فهل جرتك قدماك لمعانقة رمال البتراء من بعد رم؟؟؟
هل قادك سحر البتراء اليها امتدادا لسحر الغروب الخيالي في وادي القمر!!!

للذين لا يعرفون وادي رم
فهو قطعة من الجنة انزلها الله على الارض
صحراوية لكنها خلالالالابة
التخييم في العراء بافتراش الارض والتحاف السماء
في ضياء النجوم ليلة اكتمال البدر مشهد لا يمكن وصف بل يمكن عيشه فقط

اتمنى ان اراكم جميعا في البتراء الوردية
ومن ثم في رم الغالية

فلا تنسوا البتراء
يا احبتي من اصواتكم

أختي الفاضلة العنود النبطية ...

لو كانت العجائب اثنتين فهي إحداهما، ولو كانت واحدة لما ترددت الأجيال في التعامل معها كلحظة اجتراح للأبدي، إن تجاعيد الحجر الوردي هي أثلام الوقت وقد باح بأبعد الأسرار، البتراء، جهة خامسة في جغرافيا رسولية مهرها التاريخ بتوقيع محفور في الصخر .. الصخر الذي اعترته ذات يوم قشعريرة المخاض، وقرر من جعلوه توأما للزمان أن يناموا آمنين من خوف الزوال، فلا عوامل التعرية القادمة من الطبيعة ولا عوامل الحذف والشطب القادمة من التاريخ هددت الأبدي بالعبور وحين تسلمت رسالة هاتفية للتصويت على جدارة البتراء بالخلود إلى جوار العجائب الكونية السبع، قلت لنفسي إن الإجابة ليست بكلمة، ولا حتى بمقال أو كتاب .. فالبتراء قبلة رحالة وسائح وباحث وحفار، وللصخر المنحوت بمهارة أسلاف طووا الموت تحت آباطهم وأوغلوا في البقاء ظلال تستدرج من لوحت الشمس جلودهم. قبل أعوام (والحديث لصاحبه)، التقيت مثقفا فرنسياً كان عائدا للتو من البتراء ..
وفي عينيه سؤال مشتعل واعتذار عن تأخره في هذا الاكتشاف .. قال إنه يعتذر إلى الصخر وإلى نفسه أيضا، فالأعجوبة ليست في العمران ولا في تحدي الفناء .. إنها في هذه الكيمياء التي زاوجت بين عناصر الإبداع وعناصر أخرى هي من صميم الأشواق الإنسانية لعبور الخط الفاصل بين وجود وعدم .. لقد حاول أعداء البتراء وما حولها وما هو هاجع كالشرارة في حجارتها أن يسرقوها .. فنسبوها عبر أجندات سياحية لكنها سياسية إلى مستوطناتهم .. ومكثت البتراء حيث هي، في هذا الكتاب العربي الفصيح، البتراء خيمة الحجر في عراء حضارة اختزلت الإنسان إلى أدنى أبعاده الجسدية والمادية، لهذا فقد استحقت الاعتراف بأنها ليست مجرد أمثولة في خلود الحجر، بل هي الخلود ذاته وقد عثر على إحدى صيغ التعبير عنه، بهذه الصلابة التي تؤرخ لخطوات من كدحوا زمناً كي يقولوا للقادمين بأن الحياة ليست مسافة بين مهد ولحد أو بين قبعة وحذاء .. إن العجائب سواء تعلقت بالعمران أو الأفكار أو حتى الأساطير ليست مباراة بالذخيرة السياحية بين بلد وبلد أو ثقافة وثقافة .. لأنها كما هي .. مكتفية بذاتها، ودفاعها عن جدارتها واستحقاقها نابع من صلب جوهرها .. ولا أظن أن التاريخ قد أسدل الستار على ما سمي العجائب التي شيدت تحت سقفه، فالباب مفتوح على مصراعيه لإعادة القراءة .. والاستقراء .. والنص الحجري الذي تضمخ بدم الورد له تضاريس تتحدى القراءات التقليدية والكسل الإنساني الذي طالما دفع الإنسان إلى قبول الأمر الواقع كما تسلمه أو ورثه عن أسلافه.
إن العجائب السبع أو العشر أو المئة إذا وجدت في هذا الكوكب ستصوت للبتراء .. ليس لإدراجها في قائمة الأعاجيب فقط، بل لمنحها التاج الذي تستحقه،

عزيزتي ظروف الجو (الذي ثار فيه الغبار في تلك الأيام) وظروف العمل لم تسمح لي بالوقوف في البتراء أو وادي رم وإنما سأتركها لظروفي القادمة والتي لن تتأخر بإذن الله تعالى وسوف أخبرك فور زيارتي لها ...

واعلمي أن أصواتنا للبتراء لم ولن تتوقف بإذن الله تعالى

دمتي بود في ظل وادي رم ووادي موسى والبتراء ومعان ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس