الموضوع: يوميات رمضانية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-10-2007, 01:44 PM   #32
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي


اليوم الثالث والعشرون من رمضان



ـ عبد الله بن أنيس الصحابي يحضر عند رسول الله:
من حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان ما رواه أبو نعيم في الحلية (2/52) في ترجمة الصحابي الجليل عبد الله بن أنيس من أهل الصفة قال :
ـ قال أبو عبد الله الحافظ النيسابوري : كان عبد الله من جهينة سكن البادية، وكان ينزل في رمضان إلى المدينة، فيسكن المسجد والصفة ليلة. وهو صاحب المخصرة أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مخصرته ليلقاه بها يوم القيامة.
ثم روى عن نافع بن جبير عن عبد الله بن أنيس أنه كان ينزل حول المدينة ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مرني بليلة من الشهر أحضر فيها المسجد!.. فأخبره بليلة ثلاث وعشرين من رمضان، فكان إذا جاء تلك الليلة حشد أهل المدينة تلك الليلة".




ـ الحجاج بن يوسف الثقفي وحكم شديد جبار:
وفي اليوم الثالث والعشرين من رمضان سنة خمس وتسعين توفي الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي (التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة 1/265)( ملاحظة: للتدقيق في وفاة الحجاج هل يوم 23 أم يوم 27 {: ص 156}
كان أمير المدينة المنورة لعبد الملك بن مروان، ثم صار أمير الحرمين والحجاز والعراق. كان أبوه يوسف بن الحكم من شيعة بني أمية وحضر مع مروان بن الحكم حروبه ونشأ ابنه الحجاج مؤدب كتاب، ثم لحق بعبد الملك بن مروان وحضر معه قتل مصعب بن الزبير.
ثم انتدبه عبد الملك لقتال عبد الله بن الزبير بمكة، فجهزه أميراً على الجيش فحصر مكة، ورمى الكعبة بالمنجنيق إلى أن قتل عبد الله بن الزبير.
سار بالناس في الحرمين والعراقين سيرة جائرة، واستمر في الولاية نحواً من عشرين سنة، وكان فصيحاً بليغاً فقيهاً مجوداً للقرآن يجيد الجدل عما يرى.
وعن مالك بن دينار قال : سمعت الحجاج يخطب فلم يزل ببيانه وتخلصه بالحج حتى ظننت أنه مظلوم، كما كان شجاعاً مهيباً جباراً.
خرج عليه ابن الأشعث ومعه أكثر الفقهاء والقراء من أهل البصرة وغيرها فحاربه الحجاج حتى قتله.
عن هشام بن حسان قال أحصينا من قتل الحجاج صبراً فبلغوا مائة ألف وعشرين ألف: قالت له أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها وعن أبيها:ـ أنت المبير الذي أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما بلغ الحسن البصري موته سجد لله شكراً وقال: اللهم إنك أمته فأمت سنته.
قال الذهبي : وسمعوه يقول عند الموت : رب اغفر لي، فإن الناس يزعمون إنك لا تغفر لي.
توفي الحجاج لسبع بقية من رمضان سنة 950 هـ.

ملاححظة : قيل إن الحجاج توفي في يوم السابع والعشرون من رمضان : كلام ابن كثير ص 156.


ـ عزل والي المدينة عثمان بن حيان واعتقاله:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان عزل سليمان بن عبد الملك لمواليه على المدينة عثمان بن حيان سنة 96 (الطبري 4/33) بعد أن عمل على المدينة ثلاث سنين.
وقد حدثت غريبة عند عزله. قال الطبري: قال الواقدي : وكان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (أحد الوجهاء في المدينة وهو يعمل تحت امرة عثمان بن حيان) قد استأذن عثمان بن حيان أن ينام في غد ولا يجلس للناس ليقوم ليلة إحدى وعشرين فأذن له
وكان أيوب بن سلمية المخزومي عنده فقال أيوب لعثمان : ألم ترى إلى ما يقول هذا (يعرض بعدوه أبي بكر بن محمد) إنما هذا منه رياء. فقال عثمان بن حيان : قد رأيت ذلك ولست لأبي أن أرسلت إليه غدوة ولم أجده جالساً، لأجلدنه مائة ولأحلقن رأسه ولحيته.
قال أيوب: فجاءني أمر أحبه فعجلت من السحر فإذا شمعة في الدار فقلت : عجل المري : يعني عثمان بن حيان. فإذا برسول سليمان (الخليفة) قد قدم على أبي بكر ابن محمد ـ الذي كان يتوقع أيوب جلده وحلق لحيته ورأسه ـ بتأميره وعزل عثمان وحدّه (أي وضعه في الحديد والقيود) قال أيوب: فدخلت دار الإمارة فإذا ابن حيان جالس وإذا بأبي بكر على كرسي يقول للحداد:ـ اضرب في رجل هذا الحديد !! ونظر إليّ عثمان فقال :

آبوا على أدبارهم كشفاً *** والأمر يحدث بعده الردُّ



ـ أحمد بن طولون يدخل مصر والياً.
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان دخول أحمد بن طولون مصر والياً عليها نيابة عن المعتز العباسي.
قال ابن كثير (البداية 11/46) كان أبوه طولون من الأتراك الذين أهداهم نوح بن أسد الساماني عامل بخارى إلى المأمون في سنة مائتين
ولد أحمد بن طولون سنة 214هـ ونشأ في صيانة وعفاف ورعاية ودراسة القرآن العظيم مع حسن الصوت به، وكانت أمه جارية اسمها هاشم.
ولي نيابة الديار المصرية للخليفة المعتز بالله فرحل إلى مصر ودخلها لسبع بقين من رمضان (23 رمضان) سنة 254هـ فأحسن إلى أهلها وأنفق فيهم من بيت المال ومن الصدقات، واستغل الديار المصرية في بعض السنين أربعة آلاف ألف دينار (أي إنه ضبط الموارد المالية فيها حتى ارتفعت ميزانيتها ودخلها إلى أرقام عالية)
بنى أحمد بن طولون في مصر الجامع المنسوب إليه، وغرم عليه مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، وكانت له مائدة في كل يوم يحضرها العام والخاص، وكان يتصدق من خالص ماله في كل شهر بألف دينار، وكان من أحفظ الناس للقرآن وأطيبهم صوتاً به، بنى المارستان وأنفق عليه ستين ألف دينار، وأنفق على الميدان مائة وخمسين ألف دينار.
ملك دمشق بعد أميرها ماخور سنة 264هـ فأحسن إلى أهلها إحساناً بالغاً، ثم خرج إلى أنطاكية فحاصر بها صاحبها سيما حتى قتله وأخذ البلد.
توفي أحمد بن طولون وقد خلف وراءه من الأموال والأثاث والدواب شيئاً كثيراً، وكان له ثلاثة وثلاثون ولداً منهم سبعة عشر ذكر.
وأشهر أولاده خماورية الذي قام بالملك بعده وكان لقبه أبو الجيش، وابنته قطر الندى الذي تزوجها الخليفة فيما بعد في عرس لم تعرف الدنيا له نظيراً.



ـ محمد بن الأخشيد يتسلم ولاية مصر:
ومن الحوادث الكائنة في الثالث والعشرين من رمضان أن محمد بن الأخشيد الملقب بأبي بكر ولي مصر ودخلها في هذا اليوم.
قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 5/58) إن الخليفة العباسي الراضي بالله هو الذي لقت محمد بن طغج بالإخشيد في شهر رمضان المعظم سنة 327هـ وإنما لقبه بذلك لأنه لقب ملوك فرغانة وهو من أولادهم، وتفسيره بالعربي ملك الملوك، وكل من ملك تلك الناحية لقبوه بهذا اللقب.
وكان مبدأ ظهور الإخشيد أنه اتصل أثناء هربه إلى بادية الشام بأبي منصور تكين الخزري، فانتدبه في سرية إلى النقب لمعالجة أمر الذين تعرضوا لقطع طريق الحجاج سنة 306هـ، فظفر بهم بعد أن أسر من سر وقتل من قتل وشرّد الباقين.
وكان قد حج في هذا العام امرأة عجوز من دار الخليفة المقتدر بالله فلما عادت حدثت المقتدر بالله بما شاهدت من براعته، فأنفذ إليه خلعاً وزاد في رزقه، ثم وردت كتب الخليفة بتوليته الرملة من فلسطين، ثم ولاه دمشق بعد ذلك، ثم ولاه الخليفة القاهر بالله ولاية مصر.
وأكد هذه التولية الخليفة التالي الراضي بالله الذي ولاه مصر وضم إليه البلاد الشامية والجزرية والحرمين فرحل محمد طغج الأخشيد إلى مصر ودخلها يوم الأربعاء لسبع يقين من رمضان المعظم سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.

كان الإخشيد ملكاً حازماً كثير التيقظ في حروبه ومصالح دولته حسن التدبير مكرماً للجنود، شديد القوى لا يكاد يجر قوسه غيره، وكان له ثمانية آلاف مملوك يحرسه في كل ليلة منهم ألفان. وهو أستاذ كافور الإخشيدي صاحب المتنبي.
مات الأخشيد سنة 334 بدمشق.



ـ طائر يصيح بلسان فصيح:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان حادثة غريبة عجيبة
قال ابن الجوزي في المنتظم (11/295) نقلاً عن ابن حبيب : وذكر علي بن الوضاح أن طائراً دون الرخمة وفوق الغراب أبيض وقع على دابة بحلب لسبع بقين من رمضان فصاح: يا معشر الناس اتقوا الله حتى صاح أربعين مرة. ثم طار وجاء من الغد فصاح أربعين صوتاً.
وكتب صاحب البريد وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه وذلك في حوادث سنة 242هـ والله أعلم.




ـ ابو جعفر المنصور يولي رياح بن عثمان المدينة:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان وصول والي المدينة رياح بن عثمان المرى إليها من قبل الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور بعد أن خذله واليان من قبل هما: زياد بن عبد الله، ومحمد بن خالد بن عبد الله القسري في القبض على خصمين خطيرين.
قال الطبري (4/409) عن موسى بن عبد العزيز قال : لما أراد أبو جعفر عزل محمد بن خالد القسري عن المدينة ركب ذات يوم فلما خرج من بيته استقبله يزيد بن سعيد السلمي فدعاه فسايره ثم قال : ـ أما تدلني على فتى من قيس مقّلٍ أغنيه وأشرّفه وأمكنه من سيد اليمن يلعب به يعني القسري
قال بكر : قد وجدته يا أمير المؤمنين قال: من هو قال: رياح بن عثمان بن حيان المري قال فلا تذكرن هذا لأحد
ثم انصرف فأمر بنجائب (خيل أو إبل سريعة) وكسوة ورحال فهيئت للسفر، فلما انصرف من صلاة الجمع دعا برباح فذكر له ما بلا من غش زياد وابن القسري في شأن ابني عبد الله ( يقصد بهما محمداً وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن) وولاه المدينة وأمره بالمسير من ساعته قبل أن يصل إلى منزله، وأمره بالجد في طلبهما.
فخرج مسرعاً حتى قدم المدينة يوم الجمعة لسبع ليال بقين من رمضان سنة 144هـ، وكان شديد الوطأة على محمد بن خالد القسري الوالي قبلة وعلى كاتبه رزام. . .



ـ الأمير أسامة بن منقذ وأعمال جلية للأيوبيين:
ومن حوادث اليوم الثالث والعشرين من رمضان سنة 584هـ وفاة أحد أمراء الدولة الأيوبية : أسامة بن منقذ
قال ابن كثير (البداية 12/331) هو مؤيد الدولة أبو الحارث وأبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ أحد الشعراء المشهورين المشكورين. كان عمره تاريخاً مستقلاً وحده، وكانت داره معقلاً للفضلاء ومنزلاً للعلماء، ولديه علم غزير.
وكان أسامة من أولاد ملوك شيزر، قدم على صلاح الدين وكان في شبيبته شهماً شجاعاً قتل الأسد وحده مواجهة، قام بدور بارز في حروب صلاح الدين مع الصليبين.
توفي عام 584هـ ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان بدمشق.


__________________





maher غير متصل