عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-10-2007, 04:19 AM   #2
قرن فلفل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 223
إفتراضي

أخبرنا أبو العلاء،قال سمعت أحمد بن محمد التستري ، قال سمعت زياد بن علي الدمشقي يقول: سمعت صالح بن خليفة الكوفي، يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: « إن فجار القراء اتخذوا سلّماً إلى الدنيا فقالوا: ندخل على الأمراء نفرج عن مكروب ونكلم في محبوس ».


وقال نعيم بن الهيصم في جزئه المشهور: « أخبرنا خلف بن تميم عن أبي همام الكلاعي، عن الحسن أنه مر ببعض القراء على بعض أبواب السلاطين، فقال: أقرحتم جباهكم، وفرطحتم نعالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم؟! أما إنكم، لو جلستم في بيوتكم لكان خيرا لكم، تفرقوا فرق الله بين أعضائكم ».

وأخرج البيهقي، وابن عساكر، عن بن صالح قال: قال الزهري لسليمان أو هشام: ألا تسأل أبا حازم ما قال في العلماء؟ قال يا أبا حازم: ما قلت في العلماء؟ قال: « وما عسيت أن أقول في العلماء إلا خيرا، إني أدركت العلماء وقد استغنوا بعملهم عن أهل الدنيا، ولم تستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم فلما رأى ذلك هذا وأصحابه تعلموا العلم فلم يستغنوا به واستغنى أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم.. فلما رأوا ذلك، قذفوا بعلمهم إلى أهل الدنيا ولم يُنلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا، إن هذا وأصحابه ليسوا علماء إنما هم رواة ...فإذا كان هذا قول أبو حازم رضي الله عنه في الزهري رضي الله عنه ...فما قوله في عباد الأرصدة الوفيرة... وأصحاب البطون الكبيرة ... اللهم إنا نبراء إليك منهم ...ونعوذ بك أن ندافع يوما عنهم

وأخرج ابن النجار في تاريخه عن مفلح بن الأسود، قال: قال المأمون ليحيى بن أكثم: إني أشتهي أن أرى بشر بن الحارث. قال: إذا اشتهيت يا أمير المؤمنين، فإلى الليلة ولا يكون معنا بشر. فركبا، فدق يحيى الباب فقال بشر: من هذا؟ قال: من تجب عليك طاعته. قال: وأي شيء تريد؟ قال: أحب لقاك فقال بشر: طائعا أو مكرها: ففهم المأمون، فقال ليحيى: اركب فمر على رجل يقيم الصلاة صلاة العشاء الآخرة فدخلا يصليان فإذا الإمام حسن القراءة فلما أصبح المأمون وجه إليه، فجاء به فجعل يناظره في الفقه، وجعل الرجل يخالفه، ويقول: القول في هذه المسألة خلاف هذا.. فغضب المأمون. فلما كثر خلافه قال: « عهدي بك، كأنك تذهب إلى أصحابك فتقول: خطأت أمير المؤمنين. فقال: والله يا أمير المؤمنين إني لأستحي من أصحابي أن يعلموا أني جئتك! ((الله أكبر الله أكبر الله أكبر...هذا مع سلاطين مسلمين فكيف بطواغيت مرتدين ))فقال المأمون: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من يستحي أن يجيئني، ثم سجد لله شكرا.


وأخرج ابن عساكر، من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشيّ قال: حدثنا أبو سعيد الأصمعي، عن أبي الزناد، عن أبيه، قال: « كان الفقهاء كلهم بالمدينة يأتون عمر بن عبد العزيز، خلا سعيد بن المسيب، فإن عمر كان يرضى أن يكون بينهما رسول، وكنت الرسول بينهما. هذا حال ابن المسيب مع الإمام العادل فما سيكون حاله يا ترى مع زنديق الجزيرة ....


وليس يصح في الأذهان شيء ***إذا احتاج النهار إلى دليل
اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون.

أحبتي في الله لو ذات سوار لطمتني والضرورة دعتني ولولا الضرورة لم آت على ذكره بعينه ..ما كنت لآتي على ذكر ذلك الجاهل وذكر تلبيسه ...و والله لولا أن لكل ساقطة لا قطا ...ولكل قينة سامعا ...ما أضعنا أوقاتنا ونحن أحوج ما نكون لها لكثرة التقصير ...وما أتعبنا أنفسنا بالرد على ذلك "الحبر النحرير" ...الذي لا يميز البعرة من الدرة... ولا الحصاة من التمرة ... فساق للناس حرمة الخروج على الإمام ولم يسرد شروط البيعة الشرعية ... وما ضوابط الإمامة لينال بها طاعة الرعية ...فجعل استحلال الربا ذنبا مغتفر ...وموالاة النصارى على المسلمين مصلحة تعتبر ...

فصار أهل الحق عنده أغرار ... وأهل الكفر والزندقة أبرار ...والذب عن حرمات الإماء المسلمات تهورا وانحدارا ...فنكّس الله فطرته ...وأعمى الله بصره وبصيرته ...

يا فرحة الطواغيت بك وبأمثالكم ...ويا تعسك يوم القيامة بأقوالك وأفعالك ...ويا حسرة على من قال بنحو مقالك ...أو اقتفى اثرك أو تمثل بمثالك... ومثلك يصدق فيه قول إمام السنة ..سفيان ابن عيينة ...من ضل من علمائنا ففيه شبه من اليهود ...فقد قابلتم نعم الله بالجحود ...

إن الذين سلطت سيف لسانك في أعراضهم ...هم بعد الله من سلوا في سبيل الله نصالهم ...فلولاهم بعد الله تعالى لكان عند رأسك يهودي أو رافضي ...وعند قدميك شيوعي أو صليبي ...كما أثبت لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم صفة لا تنفك عنهم ...نسأل الله أن يجعلنا منهم ...
فعند مسلم من حديث جابر بنسَمُرَة، رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌمِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".

ومن حديث جابر بنعبد الله، رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم يَقُولُ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَىالْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".


ففي الحديث بيان لا نظير له *** لمن أراد رشادا أو أراد هدى

فبين صلى الله عليه وسلم أن الفرقة الناجية فرقة مقاتلة ...وأنها لهم صفة لازمة ...وعبر بالقتال دون الجهاد ..لكي لا يأتي من يدعو الناس إلى الرقاد ...بدعوى أن ميادين الجهاد كثيرة ...وان ساحات الجهاد جد يسيرة ...فعليك أن تمدح ولي الأمر وهي عبادة ...إلا أن يأتي الصليبي فيقلع من بيت المقدس أوتاده ...فإن لم يحرك ولي الأمر ساكنا فلا باس عليك ...ومن كان للجهاد مناديا أو قائما فقل له حنانيك .. دعك من فروض الأعيان واكتفي بطاعة والديك

و والله إني أكاد أسمع فرسان التوحيد في أرض الرافدين ...يردّون على من بضنه سلك طريق العنصلين ...وغبار الساحات يطهر ثيابهم ...وطلب الفردوس الأعلى قد سلب ألبابهم ...وتلاوة التوبة والأنفال تكّحل في جوف الليل أهدابهم ...يقولون


نحنُ الخِيارُ من البَرِيَّةِ كُلِّها ... ونِظامُها وزِمامُ كُلِّ زمامِ
والخائِضُ غَمَراتِ كُلِّ كَرِيهَة ... والدَّافِعُون حَوادِثَ الأَيَّامِ
والمُبْرِمُونَ قُوَى الأُمُورِ بِعِزِّهِمْ ... والنَّاقِضُون مَرائرَ الإِبْرامِ
في كُلِّ مَعْرَكَةٍ تُطِيرُ سُيُوفُنا ... فيها الجَماجِمَ عن فِراخِ الهامِ
وتَرُدُّ عَادِيَةَ الخَمِيسِ رِماحُنَا ... وتُقيِمُ رَأْسَ الأَصْيَدِ القَمْقامِ
فاللّهُ أَكْرَمَنا بنَصْرة دينهِ ... وبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسْلامِ

فيا أسود التوحيد في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم وفي غيرها ...نعلم والله أن هؤلاء ليسوا بشئ عندكم ...وان مقالتهم لن تلقى صدى في أسماعكم ...لأنهم قد احترقوا في ركاب السلطان ...فرقة دينهم لا تحتاج إلى مزيد بيان ..لكنهم يتواثبون لموائد الطواغيت كما يتواثب الجندب ...يشوشون على المجاهدين عبادتهم كما يفعل الخنزب...فلا عليكم منهم ...كف الله عن المسلمين شرهم ..و والله إنا لنعلم أننا سنلقى من سفهاء الأحلام أذى كبيرا لأننا خرقنا الإجماع السكوتي عن جرائم فقهاء بالمزاد ... لكننا نحتسب عند الله عز وجل أن ينفع بما نقول البلاد والعباد ...وهي زادنا إلى يوم المعاد ..والله غفور شكور .

وفي الختام أقول لكل من زل قدمه زله ...لا من تربى على المهانة و الذلة ...باب التوبة مفتوح في كل حين ...فبادر قبل ان تبادر... وتب إلى الله فإنه عليك قادر ..وانطرح بين يديه وأدعو باكيا وقل


أتيتك راجيا ياذا الجلال **** ففرج ما ترى من سوء حالي
عصيتك سيدي ويلي بجهلي **** وعيب الذنب لم يخطر ببالي
لعمري ليت أمي لم تلدني **** ولم أغضبك في تلك الليالي
فها أنا عبدك العاصي فقير **** إلى رحماك فاقبل لي سؤالي
فإن عاقبت يا ربي تعاقب **** محقا بالعذاب وبالنكال
وإن تعف فعفوك قد أراني **** لأفعالي وأوزاري الثقال


أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وينصر المجاهدين ويفك أسر علمائنا الربانيين ...آمين.. آمين.. آمين
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

[center][font=Arial][size=4]------------------------ تم بحمد الله ------------------------
__________________

الجاهل من يناقش في الشخص، والمتوسط من يناقش في الحدث، والذكي من يناقش في الفكرة
قرن فلفل غير متصل   الرد مع إقتباس