الموضوع: يوميات رمضانية
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-10-2007, 01:00 PM   #42
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي

اليوم الثلاثون من رمضان



ـ ليلة المغفرة في رمضان:
قال السيوطي في الخصائص الكبرى (2/359) أخرج الاصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ـ ( أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم يعطهن أمة كانت قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، وتصفد مردة الشياطين فلا يصلون فيه إلى ما كانوا يصلون إليه، ويزين الله جنته في كل يوم فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنه ويعيروا إليك، ويغفر لهم في آخر ليلة من رمضان. فقالوا : يا رسول الله هي ليلة القدر قال: لا، ولكن العامل انما يوفى أجره عند انقضاء عمله).



ـ اختفاء الهلال يومين آخر الشهر:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من رمضان سنة 532هـ في تاريخ الخلفاء (1/438) قال :
ـ وفي هذه السنة { سنة 532هـ } رقب الهلال ليلة الثلاثين من رمضان فلم ير فأصبح أهل بغداد صائمين لتمام العدة. فلما أمسوا رقبوا الهلال فما رأوه أيضاً وكانت السماء جلية صاحية... ومثل هذا لم يسمع بمثله في التواريخ.



ـ هزيمة شنيعة تلحق الدمشتق ملك الأرمن:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من رمضان سنة (362هـ) هزيمة منكرة شنيعة وقعت على الدمستق ملك الأرمن.
وكان الدمستق كما يقول ابن كثير (11/243) من أغلظ الملوك قلباً، وأشدهم كفرا، وأقواهم بأسا، وأكثرهم قتلاً وقتالاً للمسلمين في زمانه، دخل حلب سنة 351 في مائتي الف مقاتل فقتل من أهلها ما لا يعلمه إلا الله ، وهرب من وجهه سيف الدولة الحمداني، فخرب داره وأخذ أموالها وحواصلها.
ويقول ابن كثير (11/273) ثم دخلت سنة ثنتين وستين وثلاثمائة وفيها سارت الروم مع ملكهم لحصار آمد، وعليها هزرمرد غلام أبي الهيجاء بن حمدان، فكتب إلى أبي تغلب يستنفره، فبعث إليه أخاه أبا القاسم هبة الله ناصر الدولة بن حمدان، فاجتمع غلام أبي الهيجاء مع ناصر الدولة لقتال ملك الروم وهو (الدمستق) نفسه فلقياه في آخر يوم من رمضان في مكان ضيق لا مجال للخيل فيه، فاقتتلوا مع الروم قتالاً شديداً، فعزمت الروم على الفرار فلم يقدروا، واستمر فيهم القتل وأخذ الدمستق أسيراً فأودع السجن فلم يزل فيه حتى مرض ومات في السنة القابلة.
وقد جمع أبو تغلب الأطباء فلم ينفعه بشيء.
ولما مات الدمستق أرسلت بموته كتب. قال ابن كثير (11/153) وجاءت الكتب بموت الدمستق ملك النصارى، فقرئت الكتب على المنابر.



ـ هزيمة منكرة للقرامطة المفسدين:
وكما هزم الدمستق يوم الثلاثين من رمضان سنة (362) فقد هزم القرامطة يوم الثلاثين من رمضان سنة (290).
يقول كمال الدين بن ابي جرادة في كتابه( بغية الطلب في تاريخ حلب) : إن القرامطة - بعد مقتل زعيمهم علي بن عبد الله القرمطي - بايعوا أخاه أحمد بن عبد الله بن محمد، وسموه المهدي، فانتقل من نواحي دمشق إلى مناطق السخنة والأركة والزيتونة وخناصر من أعمال حلب، ودخل هذه المواضع عنوة ونهب ما فيها من الأموال والسلاح، وأفسد وعاث في البلاد، وجهز جيشاً كثيفاً بخيله ورجاله وجعل عليه داعية (عميطر المطوق) إلى ناحية حلب، فأوقعوا بأبي الأغر خليفة ابن المبارك بوادي بطنان وقتلوا خلفتاً عظيماً وانتهبوا عسكره.
وأفلت أبو الأغر في ألف رجل لا غير، فدخل إلى حلب، ووصل القرامطة خلفه إلى حلب، فأقاموا عليها على سبيل المحاصرة
ولكن أهل حلب في يوم الجمعة سلخ شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين طلبوا الخروج لقتالهم، فمنعوا من ذلك، فكسروا قفل باب المدينة وخرجوا إلى القرامطة، فتحاربوا ونصر الله الرعية من أهل حلب عليهم، وقتل من القرامطة جماعة كبيرة.
وخرج أهل حلب يوم السبت يوم عيد الفطر مع أبي الأغر إلى مصلى العيد خارج حلب، وعيّد المسلمون، وخطب الخطيب على العادة ودخل الرعية إلى مدينة حلب في أمن وسلامة.
وأشرف أبو الأغر على عسكر القرامطة، فلم يخرج إليه أحد منهم. ولما يئس القرامطة من فرصة ينتهزونها من حلب ساروا ومضوا خائبين.




ـ وفاة الخليفة الناصر لدين الله واستخلاف ولده الظاهر:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من رمضان سنة (622هـ) وفاة الخليفة الناصر لدين الله وخلافة ابنه الظاهر.
قال ابن كثير في البداية (13/106) ولد الناصر لدين الله ببغداد سنة (553هـ) وبويع له بالخلافة بعد موت أبيه المستضيء بأمر الله. سنة (575هـ).
عاش الناصر لدين الله تسعاً وستين سنة، وكانت مدة خلافته سبعاً وأربعين سنة، ولم يقم أحد من الخلفاء العباسيين قبله في الخلافة هذه المدة الطويلة، وانتظم في نسبة أربعة عشر خليفة وولي عهد.
وزر له عدة وزراء، وطال مرضه قبل الموت، ومع ذلك لم يبطل ما كان أحدثه من الرسوم.
وكانت له أحوال متناقضة أحياناً، فمن ذلك أنه عمل دوراً للإفطار في رمضان، ودوراً لضيافة الحجاج ثم أبطل ذلك ، وكان قد أسقط مكوساً ثم أعادها، وجعل جل همه في رمي البندق والطيور المناسيب وسراويلات الفتوة.
وكان يقول للرسل الوافدين عليه: فعلتم في مكان كذا كذا، وفعلتم في الموضع الفلاني كذا. حتى يظن بعض الناس - أو أكثرهم - أنه كان يكاشف، أو أن جنياً يأتيه بذلك.
توفي الناصر لدين الله يوم الأحد آخر يوم من شهر رمضان المعظم سنة 622هـ.



ـ اعتقال الخليفة الطائع لله وقتله:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من شهر رمضان سنة (393هـ) وفاة خليفة مخلوع قبل مدة.
قال ابن العماد في (شذرات الذهب 2/143): دخل بهاء الدولة على الطائع لله أبي بكر عبد الكريم بن المطيع لله بن المتقدر جعفر بن المعتضد، وكان حقد عليه، فقبل الأرض ووقف، ثم أومأ بهاء الدولة ـ وهو الحاكم الفعلي للدولة بحكم قيادته للجيش ـ إلى جماعة من أصحابه كان واطأهم على خلعه، فجذبوا الطائع لله من سريره ولفوه في كساء، وأخرجوه من الباب المعروف بباب بدر، وحملوه إلى دار المملكة ملفوفاً على قفا فراش، ثم أشهد عليه بخلع نفسه، وسملت عيناه، وقطع قطعة من إحدى أذنيه.
وكان بهاء الدولة قبض عليه يوم السبت تاسع عشر شعبان سنة 381هـ، وفي الثالث من رجب من نفس العام سلم الطائع لله المخلوع إلى الخليفة المنصوب القادر بالله، فأنزله حجرة من حجر خاصتة ووكل به من يحفظه من ثقات خدمه، وأحسن ضيافته ومراعاة أموره.
وبقي معتقلاً إلى أن توفي يوم الثلاثاء سلخ شهر رمضان وصلى عليه الخليفة القادر وشيعه الأكابر.
استمر الطائع لله المخلوع خليفة أربعاً وعشرين سنة، وكان مربوعاً أبيض أشقر مجدور الوجه كبير الأنف، شديد القوى، في خلقه حدة، واستمر مكرماً محترماً في دار عند القادر بالله إلى أن مات.



ـ احتلال الفرنسيين مدينة يافا:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من رمضان سنة (1212) دخول الفرنسيين ـ الذين احتلوا مصر ثم اتجهوا صوب فلسطين ـ إلى مدينة يافا بعد مهاجمتها.
قال الجبرتي في عجائب الآثار (2/261) في سادس عشرين شهر رمضان وصلت مقدمات الفرنساوية إلى بندر يافا من الأراضي الشامية، وأحاطوا بها وحاصروها من الجهة الشرقية والغربية، وأرسلوا إلى حاكمها أن يسلمهم القلعة فلم يرد لهم جوابا.
وفي نفس اليوم جاءهم مدد من قواتهم وأكملوا استعداتهم.
ثم في اليوم التالي السابع والعشرين حفروا خنادق حول السور متاريس وملاجئ، لأنهم وجدوا سور يافا ملآنا بالمدافع الكثيرة، ومشحوناً بعساكر الجزار (والي عكا).
ثم في اليوم التاسع والعشرين من رمضان أمر ساري عسكر (نابليون بونابرت) بنصب المدافع على المتاريس والاستعداد لمهاجمة السور، كما أمر بنصب مدافع أخر بجانب البحر، لمنع الخارجية إليه من مراكب المينا.
وقد حاول جنود الجزار في يافا الخروج لمهاجمة الفرنسيين ولكن الفرنسيين قتلوا منهم جملة كثيرة، وألجأوهم للدخول ثانية في قلعة يافا
وفي يوم الخميس غاية شهر رمضان أرسل الفرنسيون رسالة إلى حاكم يافا فيها:
ـ من حضرة ساري عسكر اسكندر برتبة كتخدا (قائد) العسكر الفرنساوي إلى حضرة حاكم يافا: نخبركم أن حضرة ساري عسكر الكبير بونابارته أمرنا أن نعرفك في هذا الكتاب أن سبب سبب حضوره إلى هذا الطرف إخراج عسكر الجزار فقط من هذه البلدة، لأنه تعدى بإرسال عسكره إلى العريش ومرابطته فيها. والحال أنها من إقليم مصر التي أنعم الله بها علينا... ونعرفكم يا أهل يافا أن بندركم حاصرناه من جميع أطرافه وجهاته، وربطناه بأنواع الحرب وآلات المدافع لكثيرة والجلل والقنابر، وفي مقدار ساعتين ينقلب سوركم وتبطل آلاتكم وحروبكم، ونخبركم أن حضرة ساري عسكر المشار إليه لمزيد رحمته وشفقته - خصوصاً بالضعفاء من الرعية - خاف عليكم من سطوة عسكره المحاربين إذا دخلوا عليكم بالقهر أهلكوكم أجمعين، فلزمنا أن نرسل لكم هذا الخطاب أماناً كافياً لأهل البلد والأغراب، ولأجل ذلك أخّر ضرب المدافع والقنابر الصاعدة عنكم ساعة فلكية واحدة واني لكم من الناصحين.
وقد راع ذلك أهل يافا، وعزّ عليهم تسليم بلدهم للفرنسيين، فرفضوا هذا الأنذار مما دفع المعتدين إلى بدء الهجوم.
يقول الجبرتي: وفي وقت الظهر من اليوم الثلاثين من رمضان انخرق سور يافا ونقب من الجهة التي ضربت فيها المدافع من شدة النار، وهجم الفرنسيون، وفي أقل من ساعة ملكوا جمع البندر والأبراج، ودار السيف في المحاربين، واشتد بحر الحرب وهاج، وحصل النهب في تلك الليلة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.




ـ ولادة الإمام الفقيه ابن حزم الظاهري:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من شهر رمضان سنة (384هـ) ولادة الإمام الفقيه ابن حزم الظاهري.
ولد رحمه الله بقرطبة بالجانب الشرقي في ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس، بعد سلام الإمام من صلاة الصبح، آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من شهر رمضان سنة 384. كما وجد ذلك بخطه.
قال ابن المقري في نفح الطيب (2/553) نقلاً عن ابن صاعدا : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم معرفة، مع توسعته في علم اللسان والبلاغة والشعر والسير والأخبار.
وقال عنه الذهبي: كان إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن وسعة العلم بالكتاب والسنة والمذاهب والملل والنحل والعربية والآداب والمنطق والشعر، مع الصدق والديانة والحشمة والسؤدد والرياسة والثروة وكثرة الكتب.
من أشهر كتبه: المحلى، والفِصَل بين أهل الأهواء والنحل، وشرح حديث الموطأ والكلام على مسائله، ومنتقى الإجماع، والإمامة والخلافة، وطوق الحمامة، وكشف الالتباس ما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس.
عاش ابن حزم إحدى وسبعين سنة، وقد كان شافعي المذهب ثم صار ظاهرياً ووضع كتبه في هذا المذهب حتى مات.
وقد شنع عليه الفقهاء وطعنوا فيه، وأقصاه الملوك وأبعدوه، حتى توفى بالبادية سنة 456هـ.



ـ الفقيه مسعود الطريثيثي شيخ السلطان صلاح الدين:
ومن حوادث اليوم الثلاثين من رمضان سنة (578هـ) وفاة الفقيه الشافعي مسعود الطريثيثي.
اسمه مسعود بن محمد بن مسعود بن طاهر النيسابوري، قدم دمشق سنة 450هـ ووعظ بها وحصل له قبول فيها، ودرس في المدرسة المجاهدية ثم بالزاوية الغربية من جامع دمشق.
قال ابن خلكان (وفيات الأعيان 5/197) ثم خرج إلى حلب فدرس في مدارسها، ثم رحل إلى همذان ثم عاد إلى دمشق، وانفرد برياسة أصحاب الشافعي، وكان عالماً صالحاً
صنف كتاب الهادي في الفقه وهو مختصر نافع، وجمع للسلطان صلاح الدين عقيدة (أي رسالة في العقيدة الإسلامية) تجمع جميع ما يحتاج إليه في أمور دينه، وحفّظها أولاده الصغار.
قال ابن شداد: ورأيت السلطان وهو يأخذها على أولاده، وهم يقرؤنها بين يديه من حفظهم.
وكان الطريثيثي متواضعاً قليل التصنع مطرحاً للتكلف.
توفي الطريثيثي آخر يوم من شهر رمضان سنة 578هـ بدمشق، وصلي عليه يوم العيد وكان نهار جمعة، ودفن بالمقبرة التي أنشأها بجوار مقبرة الصوفية غربي دمشق. رحمه الله.

__________________





maher غير متصل