بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
إن الأمة تتشرف بقراءة سيرة قادتها
لأنها تجري في قلوبنا وتسري في دمائنا
ومن ضمن هؤلاء القادة بطل المواجهة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
الذي يتعطر التأريخ بذكره وتتجمل الدنيا بخبره لا يمل المنصف من سيرته صال وجال في جزيرة مترامية الأطراف من البحر الأحمر إلى الخليج العربي ومن اليمن إلى الشام وكانت هذه الجزيرة موطناً للقتال والسلب والنهب يسكنها أعراب يعشقون القتال
لكن الملك عبدالعزيز دخل الرياض في شوال عام (1319هـ) قادماً من الكويت ومعه ستون مقاتلاً من رجاله بعد رحلة عناء ومشقة يسيرون بالليل ويستريحون بالنهار خوفاً من أعين الخصوم لا يريد الاعتداء وإنما يريد استعادة ملك آبائه وأجداده
وتحقق له ذلك لأنه يحمل معه قراناً يهدي وسيفاً يحمي
فأسس هذا الملك الظافر دولة فتيه تذكرك البأس والشدة والقوة فحول هذه الجزيرة بفضل الله من الضعف إلى القوة ومن التأخر إلى التقدم ومن الجهل إلى الإيمان ومن التناحر والشحناء إلى السلام والمحبه وأسرع الناس يبايعونه بالملك والتفوا من حوله حباً له لأنه أكثر الناس تضحية وأعظمهم جهداً وأسخاهم يداً وأجمعوا على أنه خير من يحكم الجزيرة لأنه ردع الظالم وأصبح الضعيف قوياً لا أحد يعتدي عليه ولصدق نيته انتشر الأمن وكثر الخير وتمسك أبناءه الملوك بسيرة ومنهج القائد العادل والدهم الملك عبدالعزيز فحافظوا على هذا الملك لأنهم هم رمز الإيمان والأصالة، والتضحية، والوفاء، هدفهم رفعة الدين
وسيظل ملكهم إن شاء الله علماً خفاقاً تعجز قوي البغي عن إنزاله وشهاباً وضاءً تعجز قوي الشر عن إطفائه
وهذا الكتيب كتبته عرفاناً ورداً لجميل هذا الملك الصالح ولأبنائه الملوك
لقول الله عزوجل: {ولا تنسو الفضل بينكم} سورة البقرة: (الآية 237).
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من صنع لكم معروفاً فكافئوه)) صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني (1/429 ورقمه 842).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس)) صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني (1/477 ورقمه 959).
وكما قال الشاعر الحطيئة:
من يفعل الخير لم يعدم جوائزه = لا يذهب العرف بين الله والناس
(البداية والنهاية لابن كثير (7/220)قال ابن كثير: قال: هذا بين يدي أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه )
وكان عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- يدرس بالحرم والناس جلوس حوله فدخل إعرابي وقال يا ابن عباس قد أحسنت إليك إحسانا فكافئني فقال ابن عباس: ماذا فعلت يا أخا العرب؟ قال: رأيتك عام أول تشرب من زمزم وأصابتك الشمس فظللتك عن الشمس قال: يا غلام! أعطه مائة دينار واكسه حله
فأي معروف أعظم من معروف هذا الملك الذي جعلنا بعد الله نعيش في ظل شريعة عادلة
وفي شهر شوال لعام (1419هـ) يكون مرور مائة عامة على تأسيس المملكة العربية السعودية ونحن في خير وأمن وإيمان وحكم بالشرع
وهذا من التحدث بنعمة الله لقوله تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم} سورة آل عمران (الآية: 103).
وقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} سورة الضحى (الآية: 11).
وهذه النعمة العظيمة نعيشها الآن بعد أن أصبحت هذه الجزيرة مضرب المثل في توحيد الله والبعد عن البدع والخرافات، وأسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المؤلف: ناصر بن محمد الهماش آل عاصم
12/3/1419هـ
الرياض
آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 26-10-2007 الساعة 04:37 PM.
|