عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-10-2007, 12:54 AM   #14
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

الملك عبدالعزيز عفوه وحلمه


كان الملك عبدالعزيز كثير العفو حليماً رحيماً رقيق القلب نقي السريرة يحب أن يصفح عن خصومه ويحب أن يأتي الرجل إليه فيعتذر فإذا اعتذر بادره بالمغفرة لم ينتصر لنفسه إذا جاءه خصومه يعتذرون قابلهم بالبشاشة ويرحب بهم ويلاطفهم ويمنحهم بره ومعروفة وكرمه ويصالح خصومه بعد أن هزمهم ويقربهم وينزلهم منازلهم من التقدير والاحترام وتوزيع الهدايا عليهم ويضع لهم مكانا في مجلسه فأصبح خصومه من أنصاره بسبب تسامحه وعفوه وربما عاهده خصمه ثم غدر به ومع ذلك يقابله بالعفو ونسيان الماضي
المصدر السابق صفحة (8) ورقم (2)

بل إن الملك عبدالعزيز ربما هزم بعض خصومه وأصابه بجروح وأصبح الخصم لا يستطيع الهرب فيأتيه "الملك عبدالعزيز" ويزوره في خيمته ويسلم عليه ويأمر طبيبه الخاص أن يعالج خصمه وهذا لا يفعله إلا العظماء وصاحب القلب السليم.
والملك عبدالعزيز ربما قبض على بعض خصومه ووقعوا في الأسر ومع ذلك يعفو عنهم ويكرمهم ويقربهم حتى يحبوه ويكونون من ضمن جيشه وجلسائه لأنه يتبع هدى الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأسرى وقصة ثمامة بن أثال سيد بني حنيفه لما( ) وقع في الأسر وربطوه بسارية من سواري المسجد خرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد! إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تُنعم تُنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فتركه الرسول صلى الله عليه وسلم وذهب وأوصى الصحابة بإكرامه وإعطاءه حليباً من ناقته وفي اليوم الثاني قال الرسول صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فأطلقوه فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، يا محمد! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ ودينك أحب الدين إليّ وبلدك أحب البلاد إليّ
البداية والنهاية لابن كثير (5/48-49)

وهذا يدل على أن العفو والإحسان يزيل البغض ويثبت الحب، أما إذا غضب على بعض الخدم أو الحرس أو الرعية ثم أدبهم بما يراه فإنه سريع ما يرضى ويغمرهم بعطايا تنسيهم ما حصل لأنه في عتبه لطيفاً وفي لومه عفيفاً فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يوم حنين زاحمت ناقة أبورهم الغفاري ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوجعت الرسول صلى الله عليه وسلم فقرع الرسول صلى الله عليه وسلم قدم أبورهم بالسوط وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم تأخر عني أوجعتني وبعد قليل دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه ثمانين نعجة وقال له: هذه عوض عن الضربة))
البداية والنهاية لابن كثير (4/355).

((وهذا أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- لما ضرب رجلا بخطام لأنه دخل عليه بدون إذن وهو يوزع الصدقة وقد نهاهم عن الدخول فلما فرغ أبوبكر من تقسيم الصدقة من الإبل دعا بالرجل فأعطاه الخطام وقال: اقتص مني فقال عمر بن الخطاب: والله لا يقتص لا تجعلها سنة كلما أدبنا أحداً يقتص منا فقال أبوبكر: فماذا أفعل؟ قال عمر: أرضه فأعطاه أبوبكر راحلة وقطيفة وخمسة دنانير فأرضاه بها وذهب الرجل مسروراً بها)) (( كنز العمال (3/127) )) "وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما ضرب إياس بن سلمة بالدرة لأنه كان معترضاً في طريق ضيق وقال له عمر أبعد عن الطريق يا ابن سلمة ثم رآه عمر بعد الحول وقال له: هل تريد الحج يا ابن سلمة هذا العام؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فأخذ بيده حتى دخل البيت وأعطاه ستمائة درهم وقال له: يا ابن سلمة اعلم أنها عن الضربة فقال إياس يا أمير المؤمنين ما ذكرتها حتى ذكرتنيها فقال عمر أنا والله نسيتها
مجموعة العبقريات للعقاد (3/138).".

.. يتبع ..
__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس