عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-11-2007, 05:30 PM   #13
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

واختار له إذا عرضت له حاجة أن يكلفها لمن لا يقرأ عليه وأحب أن يصون القرآن عن أن يقضي له به الحوائج فإن عىضت له حاجة سأل موالاه الكريم قضاءها فإذا ابتدأه أحد من إخوانه من غير مسالة منه فقضاها شكر الله إذ صانه عن المسألة والتذلل لأهل الدنيا وإذا سهل له قضاءها، ثم يشكر الله أن أجرى له ذلك على يديه فإن هذا واجب عليه وقد رويت في ما ذكرت أخبار تدل على ما قلت، وأنا أذكرها ليزداد الناظر في كتابنا بصيرة إن شاء الله.
حدثنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي قال أنا أسحاق بن الجراح الأذني قال أنا الحسن بن الربيع البوراني قال: كنت عند عبد الله بن إدريس فلما قمت قال لي سل عن سعي الأشنان، فلا مشيت ردني فقال لا تسأل فإنك تكتب مني الحديث وأنا أكره أن أسأل من يسمع مني الحديث حاجة.
حدثنا أبو الفضل قال حدثنا إسحاق بن الجراح قال قال خلف بن تميم ما أبي وعليه دين فأتيت حمزة الزيات فسألته أن يكلم صاحب الدين أن يضع عن أبي من دينه شيئاً فقال لي حمزة ويحك إنه يقرأ علي القرآن وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ علي القرآن.
حدثنا محمد بن جعفر الصندلي قال نا الفضل بن زياد قال نا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: )ينبغي لحامل القرآن ألا يكون له حاجة إلى أحد من الناس إلى الخليفة فمن دون وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه(.
حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال نا سريح بن يونس قال نا إسحاق بن سليمان الرازي عن الربيع بن أنس قال: )مكتوب في التوراة علم مجاناً كما علمت مجاناً(.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال نا شجاع بن مخلد قال نا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الحبراني قال قال عبد الرحمن بن شبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا.
حدثنا أبو العباس أحمد بن سهل الأشناني قال أنا بشر بن الوليد قال أنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة.
أخبرنا أبو عبد الله بن مخلد قال نا محمد بن إسماعيل الحساني قال نا وكيع قال نا سفيان عن واقد مولى زيد بن خليدة عن زاذان قال: )من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم(.
حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال نا شعيب بن أيوب قال نا عبد الله بن نمير قال نا معاوية البصري عن الضحاك عن الأسود بن يزيد وقال غير شعيب وعلقمة ولم أر شعيباً ذكر علقمة قال قال عبد الله يعني ابن مسعود: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله سادوا به أهل زمانهم ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا على أهلها سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول )من جعل الهم هماً واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك(.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال نا إبراهيم بن مهدي قال نا أحمد بن عبد الله بن فيروز قال نا العباس بن بكار الضبي قال نا عيسى بن عمر النحوي قال أقبلت حتى أقمت عند الحسن فسمعته يقول:
قراء هذا القرآن ثلاثة رجال فرجل قرأه فاتخذه بضاعة ونقله من بلد إلى بلد ورجل قرأه فأقام على حروفه وضيع حدوده يقول إني والله لا أسقط من القرآن حرفاً كثر الله بهم القبور وأخلا منهم الدور فوالله لهم أشد كبراً من صاحب السرير على سريره ومن صاحب المنبر على منبره ورجل قرأه فأسهر ليله وأطمأ نهاره ومنع شهوته فجثوا في براثنهم وركدوا في محاريبهم بهم ينفي الله عنا العدون وبهم يسقينا الله الغيث وهذا الضرب من القرآن أعز من الكبريت الأحمر.
قال محمد بن الحسين: الأخبار في هذا المعنى كثيرة، ومرادي من هذا نصيحة لأهل القرآن لئلا يبطل سعيهم إن هم طلبوا به شرف الدنيا حرموا شرف الآخرة، إذ يتلونه لأهل الدنيا طمعاً في دنياهم أعاذ الله حملة القرآن من ذلك فينبغي لمن يجلس يقرأ المسلمين أن يتأدب القرآن )يقتضي ثوابه( من الله عز وجل يستغني بالقرآن عن كل أحد من الخلق متواضع في نفسه ليكون رفيعاً عند الله.
حدثنا علي بن إسحاق بن زاطيا قال نا عبيد الله عمر القواريري قال نا ابن حماد بن زيد قال سمعت أيوب يقول: ينبغي للعالم أن يضع الرماد على رأسه تواضعاً لله عز وجل
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس