عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-11-2007, 05:31 PM   #6
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي انتهى ,,,

كلمة أخيرة
حتى لا يزداد الناس حيرة تجاه موضوع العادة السرية (الاستمناء) بعد استعراض الموقف الطبي والآراء الفقهية المختلفة, نحاول أن نوجز الأمر في نقاط محددة:
1 – على الرغم من عدم ثبوت علاقة مؤكدة بين العادة السرية وبين الأمراض النفسية أو الجسدية (باستثناء الحالات المرضية لممارسة العادة كأن تكون قهرية أو يكون هناك إسرافا شديدا في ممارستها أو تكون بديلا للعلاقة الزوجية الطبيعية), إلا أن الأطباء لا يشجعون على ممارستها كما أنهم في نفس الوقت لا يأخذون موقفا مبالغا فيه في التخويف أو التحذير من آثارها, فهي في المنظور الطبي جزء من مراحل النمو النفسي والجنسي, وتجربة أولية للنشاط الجنسي تجهيزا للممارسة الطبيعية فيما بعد, وربما تكون تفريغا للضغط الجنسي حين لا تكون هناك وسيلة أخرى للتفريغ.

2 – وعلى مستوى الآراء الشرعية نلاحظ ما يلي:
* أن العادة السرية من الأمور المسكوت عنها أو على الأقل التي لم تذكر بتفصيل كأحد المحرمات صراحة, ويمكن أن نفسر هذا السكوت أو عدم التفصيل بشيئين: الأول: أن حكمة الله اقتضت عدم التضييق على الناس في أمر يعرف بعلمه صعوبة التحكم فيه بشكل مطلق وفي كل الأحوال, الثاني: انشغال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم بالأمور الهامة والحيوية في الحياة كالجهاد والعبادات والعمل ونشر الدين, ولم يعيروا ظاهرة الاستمناء اهتماما كبيرا, ولذلك لم تشكل أمرا يستحق الانشغال أو السؤال.

* أن اجتهادات الأئمة تدرجت من الوجوب إلى المباح في ظروف معينة إلى المكروه إلى الحرام في ظروف أخرى, وأن تلك الظروف تتوقف على أحوال الشخص وتقديره لاحتياجه أو اضطراره. وهذا الأمر يلقي بالمسئولية على الشخص وفي نفس الوقت يحترم ظروفه وتقديراته, ويبتعد عن التعميم في هذا الأمر. ومع هذا نجد العلماء المحدثين يصدرون أحكاما تعميمية في مسألة العادة السرية وأغلبها يميل نحو التحريم, وهذا يضع الناس في صراع مع أنفسهم وبعضهم يصل إلى حد الصراع المرضي بسبب فشله في السيطرة على ممارسة هذه العادة من ناحية وإحساسه بالوقوع في الحرام من ناحية أخرى.

3 – إن العادة السرية ليست من فضائل الأعمال ولا من مكارم الأخلاق, ومع هذا قد تكون مخرجا مؤقتا لطاقة لم تجد مصدرا مشروعا تنصرف فيه, أو إشباعا لاحتياجات ملحة, أو تخفيفا لضغط غريزي, وذلك في ظروف بعينها وبشرط أن يسعى الإنسان لتجاوزها إلى مصادر التصريف والإشباع والاستمتاع والإمتاع بالطرق الطبيعية والمشروعة والمثمرة, وقد تكون حراما واستنزافا لطاقة غالية حين تصبح بديلا لتلك الطرق (كما نفهم من آراء الفقهاء التي سبق استعراضها).

وعلى كل مجتمع أن يعيد بناء منظومته بحيث يتيح الإشباع المشروع للغرائز والاحتياجات بشكل متوازن وأن يخفف من عوامل الإثارة الحسية المشعلة للغرائز والمصحوبة في تناقض عجيب- بصيحات تحذير وترهيب وترويع.

4 – أن مجالات الرؤية المتسعة والإدراك متعدد المستويات للحياة والوجود, والإبداع والعمل والسعي لعمارة الأرض ونفع الناس في رضا الله يجعل أمرا مثل العادة السرية وغيرها يأخذ حجمه الطبيعي فلا يستلزم كل هذا العنت ولا يستغرق تفكير الشباب أو الكبار ولا يستهلك طاقاتهم حيث تكون معالي الأمور قد سبقت واستحوذت على الاهتمام والطاقة فصرفتهما فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

مراجع الدراسة:
* القرآن الكريم
* الإمام الحافظ أبى الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى سنة 774ه) . تفسير القرآن العظيم , الجزء الثالث , دار المعرفة , بيروت , لبنان , صفحة 249-250 .
* السيد سابق (1407ه-1987م) . فقه السنة , الجزء الثاني , الطبعة الثامنة , دار الكتاب العربي , بيروت , لبنان , صفحة 388-390
* عبد الحليم عويس (1426ه-2005م) . موسوعة الفقه الإسلامي المعاصر , الجزء الثالث , دار الوفاء , المنصورة , مصر , صفحة 620-621
* عبد المنعم الحفني (1992) . الموسوعة النفسية الجنسية . الطبعة الأولى , مكتبة مدبولي , القاهرة
* Sadock , B and Sadock , V (2004) . Synopsis of Psychiatry . Vol. 2 , ninth edition , Williams and Wilkins , New York


المصــــــــــــــدر*****
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل