ِِ وهاهُم المُنافقون يعملون على بث الفرقة وإحداث الفتنة بين المجاهدين في ارض الرافدين خدمة للكفار, حتى انهم شكلوا مليشيات مُسلحة إلى جانب الصليبين الكفار لمُقاتلة المُجاهدين في سبيل الله الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى,وعلينا ان نعلم ان المنافقين ليسوا افراداً فقط,بل ممكن ان يكونوا احزابا تتخذ لها أسماء إسلامية,فتعلن امام الملأ بأنها مع الأمة وفي الباطن ووراء الكواليس وعندما يخلون الى شياطينهم تجدهم يبطنون شيئا اخر,بل ويتأمرون على الأمة مع اعدائها,ويُوالون الكفار كما هو شأن
(الحزب الإسلامي في العراق وافغانستان)وبنفس الوقت تجد ما يُسمى بتنظيمهم الدولي لا يتبرأ منهم,ويدّعون بعد ذلك بأنهم مع المجاهدين,فكُل من يستجيب لهؤلاء فإنما يقودونه إلى النار وكل من لايتبرء منهم فهو مُنافق مثلهم .
( وجعلناهُم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون* وأتبعناهُم في هذه الدُنيا لعنة ويوم القيامة هُم من المقبوحين)
} القصص: 41+42 {.
فهؤلاء المُنافقين ولشدة خطرهم على الدين وأمة الإسلام تحدث الله عنهُم في بداية سورة البقرة بثلاثة عشر أية,فهم يُحاربون الإسلام بالإسلام ومن داخله,حتى ان امريكا وجدت بهؤلاء المنافقين ضالتها,فإعتبرتهم جزء من الحرب على الحالة الجهادية التي بدأت تنتشر في العالم الإسلامي ردا على الظلم الصليبي واليهودي الواقع على المسلمين من قبلهم,فهاهي تتفاوض معهم في كثير من الأماكن حتى ان عُملاء امريكا صاروا يخشون على انفسهم من هذه المفاوضات والإتصالات فيفرضونهم كبديل لهم,وهاهي عربونات هذه الإتصالات بدأت تتبين عندما صرح احد رموزهم قبل ايام وهو(عصام العريان)وهو من مصر بأن جماعته لو مكنت من استلام الحكم في مصر فإنها ستعترف بالكيان اليهودي,وهذا الذي صرح يعرف ان الطريق الى قلب الامريكان هو الإعتراف بالكيان اليهودي ومحبة اليهود.
(ومن الناس من يقولُ أمنا بالله وباليوم الأخر وما هُم بمُؤمنين * يُخادعُون الله والذين أمنوا وما يخدعُون إلا أنفسهُم وما يشعُرون* في قلوبهم مرض فزادهُمُ اللهُ مرضاً ولهُم عذابُ أليم بما كانوا يكذبون* وإذا قيل لهُم لا تفسدُوا في الأرض قالوا إنما نحن مُصلحون * ألا إنهُم هُم المُفسدُون ولكن لا يشعُرون*وإذا قيل لهُم أمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن السُفهاء ألا إنهُم هُمُ السُفهاء ولكن لا يعلمون* وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكُم إنما نحن مُستهزؤون * الله يستهزيءُ بهم ويمُدُهُم في طغيانهم يعمهُون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهُدى فما ربحت تجارتهُم وما كانوا مُهتدين)
}البقرة:8+9+10+11+12+13+14+15+16 {.
وهذا هو حُكم الله على المنافقين
(بشر المنافقين بأن لهُم عذاباً أليماً* الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهُم العزة فإن العزة لله جميعاً )
} النساء:138+ 139 { .
إن هذه الأنواع الخمسة من الكُفرهي كُفر بواح,فيه من الله سلطان وبرهان حسب الأيات التي استشهدنا بها عند كل نوع,ولكن لكل نوع منها الحُكم الشرعي الخاص به وكيفية التعامل معه,فعلينا أن نؤمن إيماناً قاطعاً بأن (ملة الكُفر واحدة)مهما تنوعت, وتلونت, وتعددت,ومهما اختلفت مشاربها,ومهما تناقضت مبادئها وأفكارها ومعتقداتها,ومهما كان مصدرها أو جنسها,فليس هناك (كُفرعربي وكفرعجمي, وأخر أوروبي أو كُفر شرقي, وأخر غربي وكُفر رأسمالي وأخر إشتراكي),فهم كافة في ميزان القرأ ن في كفة واحدة,وهُم عند الله سواء, فالله سبحانه وتعالى خاطب الكُفار بصيغة الجمع
(قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون )} الكافرون : 1+2 {.
( والذين كفروا بعضهُم أولياءُ بعض إلا تفعلوه تكُن فتنة في الأرض وفسادُ كبيرُ) } الانفال: 73 { ....
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن ملة الكفر واحدة).
فبعد معرفة انواع الكُفر,ومن هو الكافرالذي يجب ان يُكفر,علينا أن نعلم بأننا
( اهل السنة والجماعة لا تكفر بمعصية,أو من يُخطيء,أو يُذ نب,أو حتى من يرتكب كبيرة, فكل من لا تنطبق عليه إحدى الأنواع الخمسة من أنواع الكُفرالتي ذكرناها أنفاً لا يجوز تكفيره,لأننا مهما بلغنا من درجة التقوى والصلاح والهداية والإيمان والولاية فلا بُد لنا أن نخطيء ونذنب,فنحن بشر يُصبنا الضعف البشري,وخلق الإنسان ضعيفا,فلسنا معصومين من الخطأ وارتكاب الذنوب,فكل من يدعي بأنه لا يخطيء ولا يُذنب فقد ادعى العصمة,فلا عصمة لبشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول في الحديث الشريف).
( كُلُكُم خطاء وخيرالخطائين التوابون,فوالذي نفسي بيده لولم تذنبوا وتستغفروا لذهب الله بكُم وجاء بقوم يُذنبوا ويستغفروا الله فيغفر لهُم ).
وقال صلى الله عليه وسلم (من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ).
فباب الإستغفارالمفتوح لنا من قبل رب العالمين هو أكبررحمة بالمسلمين,فكثير من الأخطاء والذنوب والأثام يغفرها الله بالإستغفار.
(وما كان اللهُ ليُعذبهُم وانت فيهم وما كان مُعذبهُم وهُم يستغفرون ) }الانفال: 33 {.
(فقلت استغفروا ربكُم إنه كان غفاراً* يُرسل السماء عليكُم مدراراً *ويُمددكُم بأموال وبنين ويجعل لكُم جنات ويجعل لكُم أنهاراً) }نوح:10+11+12 { .
وكثير من الذنوب يغفرها الله من الصلاة الى الصلاة,ومن الجمعة إلى الجمعة,ومن الحج إلى الحج,ومن العمرة إلى العمرة,ومن رمضان الى رمضان.
أما بالنسبة لإرتكاب الكبائروالفواحش فلها عقوبات شرعية وكفارات يجب تنفيذها وتطبيقها والقيام بها حتى يغفرها الله مثل الزنى,والقتل العمد,أوالقتل الخطأ,فما دام أي ذنب مُمكن أن يغفره الله بالإستغفارأو بتطبيق الحدود أو بالكفارةلا يجوزتكفير صاحبه فهذا يدل على
( أننا أهل السُنة والجماعة,أصحاب عقيدة السلف الصالح لا نكفر الناس دون دليل,فنحن لا نكفر إلا من كفرهُ الله في قرأنه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سُنته وهُما الحُجة علينا وعلى الأنبياء وعلى الأمم السابقة واللاحقة والناس اجمعين وإلى يوم الدين وبهما سنشهد على الناس،فمن تمسك بهما نجا ومن تنكر لهما كفر وهلك).
فمن اجل أن ننجواعلينا ان نزن ما يصدرعن كائن من كان بميزان القرأن والسنة فما توافق معهما أخذنا به,وكل ما تناقض معهما نضرب به عرض الحائط من كائن من كان .
(وكذلك جعلناكُم أمة وسطاً لتكُونوا شهداء على الناس ويكُون الرسُولُ عليكُم شهيدا )}البقرة: 143{.
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع
( تركت فيكم ما إن تمسكتم به أبدا فلن تضلوا بعدي ابداً كتاب الله وسنتي )
اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .
الكاتب الإسلامي
محمد اسعد بيوض التميمي
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com
للإطلاع على مقالات الكاتب
www.grenc.com/a/mtamimi/
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com