عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-11-2007, 10:14 PM   #8
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

5- الاحتياجات بين الإشباع والحرمان :



للإنسان عدد كبير من الاحتياجات، وهناك عالم نفس شهير هو أبراهام ماسلو، قام بعمل ما يسمى "هرم الاحتياجات"، فقال إن الإنسان له احتياجات
جسمانية بيولوجية عبارة عن الأكل والشرب والمسكن والملبس، هذه الاحتياجات لابد أن تشبع أولاً، وتمثل قاعدة الهرم، يليها احتياج للأمن والاستقرار، يليه احتياج للانتماء -الانتماء لأسرة ولبلد وللإنسانية- يليه احتياج للحب -أن يكون الإنسان قادرًا على أن يُحِب ويُحَب- يليه احتياج للتقدير، أن يحس بأن الناس يقدرونه كشخص، ويقدرون ما يفعله، وسعيدون به، وانتهى "ماسلو" في آخر الهرم بالاحتياج لتحقيق الذات -أن يحقق الإنسان ذاته في هذه الحياة- وتوقف عند هذه النقطة، لأنه كان يتبع المدرسة الإنسانية، التي كانت تنظر للإنسان على أنه هو نهاية المطاف

لكننا نضيف إلى هذه الاحتياجات احتياج مهم جداً هو "التواصل الروحي"، فالإنسان لديه احتياج للتواصل الروحي مع الله، مع الكون، مع السماء، مع الغيب، وهذا الاحتياج يمكن فهمه بشكل عملي وعلمي موضوعي من المعابد المنتشرة في كل أنحاء العالم تمثل مراحل التاريخ المختلفة، وكيف أن الإنسان كان محتاجًا لأن يكون على علاقة بالسماء وبالله سبحانه وتعالى, فأنشئت المعابد في كل الحضارات لتمثل هذا الاحتياج الحيوي المهم عند الإنسان.

وهذه الاحتياجات لابد من أن تشبع بتوازن، بمعنى أن نبدأ أولاً بالاحتياجات الأساسية، الأكل والشرب والمسكن والملبس، ثم الأمان، والانتماء، ثم الحب، وهكذا.. كل حاجة من هذه الحاجات تشبع وتأخذ حقها، ولا تطغى إحداها على الأخرى، ومع هذا هناك قاعدة مهمة وهي أن إشباع الاحتياجات لدرجة التخمة يؤدي إلى حالة من الترهل والضعف والمرض، فلابد من وجود توازن بين درجة الإشباع ودرجة الحرمان، فالإنسان محتاج أن يشبع وفي نفس الوقت أن يحرم من بعض الحاجات.. لماذا؟ لأن الحرمان ينشط الدوافع، ويجعل الإنسان يتحرك ويعمل ويكون عنده أمل، ويسعى وراء هدف..... لو أشبعت كل حاجة، فسيتوقف الإنسان عن السعي والحركة والتفكير والإبداع..... إذن لابد من وجود أشياء يحتاجها.. أشياء يحرم منها ويسعى إليها ويحلم بها..

إذن فهناك توازن ما بين الإشباع والحرمان، فالطفل لو أخذ كل احتياجاته فلن يكون صحيحًا، ولو حرم حرمانًا شديدًا، ستصبح عنده مشاعر حقد وكراهية وحرمان وكره لمن حوله، لأن كل الذي يحتاجه لا يجده. وقد وضع علماء النفس معادلة يمكن تجربتها، وهي في الحقيقة مفيدة، قالوا أنه يكفي تلبية 70% من احتياجات الطفل، بمعنى: لو الطفل طلب مائة مطلب، يلبي له منها 70 فقط، حتى لو كانت المطالب الـ 100 منطقية وهو يحتاجها بالفعل، لكن تلبية جميع المطالب لن تؤدي إلى سلامة هذا الطفل، فلابد من وجود شيء ينقصه.. يسعى إليه ويحلم به، ويكون عنده الأمل أن يحصل عليه في وقت من الأوقات، ونشجعه أن يعمل ويسعى للحصول عليه.


يتبع ،،،،


الفارس غير متصل