عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-11-2007, 02:40 PM   #24
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile أبو موسى الأشعري التميمي -الفقيه المقريء- رضي الله تعالى عنه

أبو موسى الأشعري التميمي -الفقيه المقريء- رضي الله تعالى عنه




وهو عبد الله بن قيس بن سُليَم بن حَضّار بن حرب التميمي، أمُه ظَبَية بنت وهب، الفقيه المُقريء الذي لم يكن في الصحابة رضوان الله عليهم أحسن صوتاً منه، قرأ القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم واستعمله عليه السلام على زبيد وهو اسم واد به مدينة يقال لها الحصيب والوادي والمدينة مشهوران في اليمن وأطلق على زبيد في العصور الإسلامية اللاحقة أنها مدينة جامعة اشتهرت بمدارس الفقه الإسلامي، وعَدَن، وهي مدينة يمنية ساحلية وميناء على المحيط الهندي، وتولى إمره البصرة للخليفة عمر بن الخطاب والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وساهم في حركة الفتوح في الأهواز، ونهاوند، وأصبهان مدينة شهيرة تعرف اليوم بشهر سنان، والرَّها، وسميساط، وولي إمرة الكوفة بعد ذلك للخليفة عمر بن الخطاب وللخليفة عثمان من عفان رضي الله عنهما، وكان يقرئ القرآن الكريم ويفقه الناس في أمور دينهم، روي أنه دخل البصرة في بداية ولايته إمارتها على جمل أورق والأوراق من الجمال: هو الأسمر؟ يقال جمل أورق . وناقة ورقاء، وخرج منها بعد إنتهاء ولايته إليها على نفس الجمل وستماية درهم هي عطاء عياله. وكان خلال ولايته لها يقرئ أهل البصرة القرآن الكريم، ويفقههم في دينهم، وقرأ عليه حطان الرقشي، وأبو رجاء العطاردي.

وكاّنُ أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قصير القامة، خفيف الجسم، أثطُّ : والأثط قليل شعر اللحية . وقد أسلم في مكة ثم هاجر إلى الحبشة وبقي فيها إلى أن قدم منها بعد فتح خيبر .
روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''يقدم عليكم غداً قوم أرق قلوباً للإسلام منكم''، فقدم أبو موسى مع مجموعة من قومه الأشعريين كانوا يرتجزون:

غداً نلقى الأحبَّة مُحَمّداً وحَزبه

ولما قدموا تصافحوا فكانوا أول من أحدث المصافحة، وكان صوته جميلاً بقراءة القرآن الكريم روى أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد أعطي أبو موسى مزماراً من مزامير آل داوود .

وقد أوصى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن لا يقرّ له عامل في ولاية وإمارة أكثر من سنة إلا أبا موسى الأشعري الذي وصّى بأن يقَّر في ولايته أربعَة أعوام .

وروي أن القضاء كان في صحابة الرسول صلى الله علية وسلم إلى ستة هم:- عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بـــن مســـعود وأبي بـــن كعـــب وزيد بـــن حارثــــة وأبي موسى الأشعري وروي عن أبي بُردَةَ عن أبيه أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: ''اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وادخله يوم القيامة مُدْخلاً كريماً''، رواه البخاري في المغازي، ومسلم في فضائل الصحابة.

شارك في التحكيم الذي جرى بين الخليفة علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وكان ممثلاً له، ومعاوية بن أبي سفيان الذي مثله عمرو بن العاص وجرى التحكيم في أذرح: بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة، ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أنه إسم بلد في أطراف الشام من أعمال الشراه، مجاورة لأرض الحجاز، وأذرح والجرباء بينهما ميل واحد لأن الواقف في هذه ينظر هذه .
قال ذي الرمّة يمدح بلال بن أبي برده بن أبي موسى الأشعري:- أبوك تلافي الدين والناس بعدما تساءوا، وبيت الدين منقطع الكسر فشَّد إصار الدين، أيــام أذرح ورد حروبــاً قـد لقحن إلـى عقر
وكانت أذرح والجرباء قد فتحت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة للهجرة، وصولح أهل أذرح على مائة دينار جزية، وأذرح والجرباء حالياً بلدتان بمحافظة معان ويعرف المكان الذي جرى فيه التحكيم بجبل أبي موسى الأشعري ويقع بينهما.

كان معاوية بن أبي سفيان قد كتب إلى أبي موسى الأشعري قبيل التحكيم كتاباً نصه: ''أما بعد: فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد، وأُقسم بالله، لئن بايعتني على الذي بايعني، لآستعملنَّ احد ابنيك على الكوفة، والآخرُ على البصرة، ولا يُغلق دونك باب، ولا تقضى دونك حاجة، وقد كتبت إليك بخطي، فاكتب إلي بخط يدك'' . فكتب أبو موسى الأشعري رسالة جوابية إلى معاوية جاء فيها:
''أما بعد فقد كتبت إلي في جسيم أمر الأمة، فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه، ليس لي فيما عرضت من حاجة، والسلام عليك''. وجرى التحكيم في رمضان سنة ثمانٍ وثلاثين للهجرة في أذرح .

وقد روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: ''إني لأغتسل في البيت المظلم فأحني ظهري حياءاً من ربي''.

وذكر الفقهاء المسلمون عنه أنه كان صواماً قواماً ربانياً زاهداً عابداً ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر، لم تغيره الإمارة ولا إغتر بالدنيا . روي أبو عثمان النهدي قال: ما سمعت مزماراً ولا طنبوراً ولا صنجاً أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إن كان ليصلي بنا فنودُّ أنه قرأ البقرة، من حسن صوته.

وروى ابن سعد في الطبقات أن أبا موسى كان حلو الصوت. فقام ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقمت يستمعن. فملا أصبح، قيل له: إن النساء سمعنك. قال: لو علمتُ لحَّبرتكنَّ تحبيراً، ولوشقتكن تشويقاً. وكان الخليفة 'عمر بن الخطاب إذا رآه قال ك ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ له من القرآن الكريم . بعدها: ولا شك أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى الأشعري لأنه لم يقاتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعندما حكّمه علي على نفسه يوم التحكيم في أذرح عزله وعزل معاوية وأشار إلى عبد الله بن عمر .

توفي في الكوفة سنة إثنتين وأربعين للهجرة، وقد روي أنه إجتهد قبل موته إجتهاداً شديداً فقيل له: ''لو أمسكت ورفقت بنفسك؟ قال: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها، أخرجت جميع ما عندها؛ والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس