كثيرا ما نجد فى قصص الحب مواقف اللوعة والحسرة و الألم و مواقف انطلاق و صبوة و غفلة عن فعل الزمان وتبدل الايام و افتتان بالحب ذلك الذى يرقى بالانسان الى عالم أسنى و أسنى
فيدمن الرقى و الطموح نحو سماء غير منظورة و يلتقى الحبيبان فى قمتها المنفردة و يبوحان بسريهما و يريان الناس من تحتهما ظلالا فى السفوح و فجأة يتغير الحال و تعبث المقادير و يضرب القضاء ضربته و سرعان ما يهوى التمثال الذى صنعه العاشق لنفسه من احلامه و اوهامه و مطامحه و اشواقه و تصوراته من أسى حرمانه و عنفوان تطلعه و يصبح الحبيبان فى غمضة عين منفيين فى فيافى الحياة و صحرائها يواجهان الاشواك و الصخور و الجدب و الظلام و الحظوظ السود و الليل الضرير و تملأ الهواجس نفس العاشق و تتحاور معه الكائنات.
ماذا عليه لو نسى أو تناسى ؟
ماذا عليه لو ودع هذا الغرام اليائس و هذا الحب المدمر؟
و تهمس الريح فى أذنيه بنصحها الشرير : ان من حوله القلوب و النساء بعدد الرمل فليختر من يشاء و ليبدأ من جديد صفحة حبه الجديد و ليؤمن من الآن أن الناس جميعا
من طين وماء فابناء السماء لا يعيشون على الأرض !