[عبد الرحيم محمود]

[FRAME="11 70"] لا يطفئ البركانَ عصفُ النار
لما نظرتك ثار فيك أواري
في شعرك المنثور كنت زوابعا
حتى أعانق مائجات مداري
شفتاك كانت للغرام قصيـــــدة
وبها تغزل سائر الشـعـّـــــــار
مم انخلقت ؟ بناهديك سحابــــة
للعشق فيها أعذب الأمطـــــار
وعلى رموشك موجة لا تنتهي
وتثور فيها إن رنت أسراري
وبجيدك المجنون أُحرق أصبعي
لما فككت غلالة الزنـــــــــــــار
وتضوع المسك الدفين بخصر من
توحي لقلبي أجمل الأشعـــــــــــــار
لما رشفت من العبير تزلزلـــــــت
روحي وضاعف موجه أخطاري
يا حلوة العينين زهرك قاتلـــــي
والنحل جاع لليلك الأقــــــــدار
كيف السبيل لعذب نهرك أخبري
وقوافلِِ ِ النسرين تحـــــــت إزار
وقميصك الكحلي يسبح في دمي
وعيونك السوداء تحرق غاري
وحروف همسك جدول من فستق
وأنا كعصفور بغير قــــــــــــرار
في كل يوم باحث عن نصفــــــــه
حتى يصير كأطلس الجبـــــــــــــار
قد صرت في رتئيّ نسمة عاشق
وتحولت رئتيك أرزة داري
عمان بيتي غير أن سماءها
من شعرك المجنون في أقماري
في ثوبك الزهري تسكر أحرفي
وبزرّ ثوبك صار قيد إساري
كيف الهروب وقد ملكت جوارحي
وإليك أصبح إن فررت فراري
وإليك يمضي زورقي يا نرجسا
فيه تضوع شاطئ الأنهــــــــار
يا ورد غصن في جمال سنائه
يسري الحنين لأروع الأشجار
حتى أبيت على غصونك ليلة
أروي بها يا حلوتي إعصاري
يا ويح قلبي إن عزمت فراقه
ثارت عواصف قاربي وبحاري
في عطرك المجنون تـُحرق لهفتي
وأراك تنسابين في أفكــــــاري
فيثور في قلبي كوامن عشقه
وتسافر الأحزان في أزهاري
جنـّنت نبضي إذ دخلت وريده
وغدا فؤادي لا يريد حصاري
كوني بربك جدولا من لهفة
لا مثل غيرك كومة الأحجار [/FRAME]