عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-11-2007, 09:45 AM   #4
بيلسان
صاحبة المخالب المخملية
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
الإقامة: في ذاكرة رجل..
المشاركات: 2,722
إفتراضي

موضوع جميل سلسبيلا ودعيني اشاركك بمقالة للكاتبة لانا مامكغ ..




كان مُستلقياً على الكنبة الطويلة أمام التلفزيون يكاد يستسلم للإغفاء حين جاءه صوتها وهي تتّخذ مقعدها المفضّل أمام الجهاز تنبّهه إلى موعد بث الفيلم العربي، فقام وعدّل وضعه استعداداً للمشاهدة.

بدأ الفيلم، فدار موضوعه حول زوجة محبّة لزوجها، متفانية لبيتها ولأولادها، حتّى أنّها باعت مصاغها وما تملكه من عقار لمساندته في تحقيق أهدافه في عمله. ولكن حدث أن تسرّبت أخرى إلى حياته... فتعلّق بها وتزوّجها دون علم زوجته... وتصاعدت الأحداث، فطلّق زوجته الأولى لتجد نفسها بين ليلة وضُحاها على الرصيف! انتهى الفيلم، فنهض هو وغادر إلى فراشه، فيما تسمّرت هي في مقعدها ساهمة تفكّر في أمر الرجال... فقالت لنفسها لا يجوز الثقة بهم، لا بد أنّ الغدر في طبيعتهم، ومن أدراها ما يحدث حولها! فقرّرت أن تأخذ حذرها منه ومن غدر الأيّام... وهكذا، نام هو، فيما استسلمت هي لأرق طويل وهواجس لا آخر لها! في الأسبوع التالي، جلسا سويّة لمتابعة فيلم عربي جديد، دار موضوعه حول زوج ثري مريض، وزوجة بدينة تدخّن بشراهة، وذات حاجبين رفيعين مرسومين بعناية ، وتطلق ضحكة رنّانة على الهاتف...

توالت الأحداث مرّة أخرى، فزاد مرض الزوج، وفي ليلة سمعته يستغيث طالباً دواء القلب... وفيما كان بوسعها أن تهرع لنجدته، تركته يُعاني سكرات الموت حتّى لفظ أنفاسه الأخيرة... فتنفّست هي الصعداء! عند هذا المشهد تحديداً، رمق صاحبنا زوجته... وتساءل، من أدراه ألا يواجه المصير ذاته معها؟ هو ليس ثريّاً، لكن قد تكره المرأة زوجها إمّا لثرائه أو لفقره... ثمّ من يضمن إخلاص المرأة... وتأمّل وجهها وهي مستغرقة في متابعة نهاية الفيلم... ما زالت فتيّة... وتُطيل الحديث على الهاتف أحياناً... يا للهول! انتهى الفيلم أخيراً، فتوجّها إلى الفراش، نامت هي... فيما استسلم هو لأرق طويل... طويل!
بيلسان غير متصل