عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2007, 07:03 PM   #2
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي

وبعد ثلاثة محاولات فاشلة ، فإن المرأة تضع زواجها وراء ظهرها وتبحث عن زواج غيره . هذا قد يؤدى إلى زواج متناغم جديد ، وفى نفس الوقت يجعل الشريكين الأولين يفكرا مليا قبل إيقاع الطلاق الأول . وبما أن الإنفصال دائما ما يشوبه شئ من الإنفعال والعواطف المتضاربة ، فقد يخرج الإنسان عن تعاليم الشرع . هذا يفسر لماذا لا يحل للمرأة الرجوع إلى زوجها الأول إلا بعد أن يطلقها زوجها الجديد ، كما ورد فى الآية (230) من سورة البقرة ، فذلك يؤكد أن عودتها ستكون عودة صادقة .
ومن المفارقات ، فقد كان بعض الفقهاء قديما يجعلون عدم عودة المرأة لزوجها بأن يلقى الزوج على زوجته يمين الطلاق ثلاث مرات فى جلسة واحدة ، وهذا يتنافى بوضوح مع ما يقصده القرآن الكريم . وفى دول إسلامية عدة ، تبذل الحكومات جهدا استباقيا لعدم استخدام هذا العبث فى الأحوال الشخصية ، وذلك بتسجيل الزواج والطلاق رسميا . وهذا الإجراء يعتبر إيجابيا ، ويتفق مع القرآن الكريم كما جاء بالآية (231) من سورة البقرة عن الطلاق ، والتى جاء بها (.............وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوا ..........) :::

وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {231} سورة البقرة

واستنادا للآية (229) من سورة البقرة وفى مناسبات أخرى حدثت فى حياة الرسول عليه السلام ، فإن المحامين المسلمين يعترفون بأن للمرأة حق طلب الطلاق من زوجها . وهو بالنسبة للرجل يطلق عليه (الطلاق) ، أما بالنسبة للمرأة فيطلق عليه (الخلع) . ومما يذكر فى كتب الأحاديث :::

أن جميلة بنت سلول أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت والله ما أعتب على ثابت في دين ولا خلق ولكني أكره الكفر في الإسلام لا أطيقه بغضا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منها حديقته ولا يزداد
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه


وللأسف بالرغم من أن هذا الدليل من الوضوح بمكان ، إلا أن بعض الفقهاء يذهبون للعكس ويختارون تقييد حقوق المرأة بقدر الإمكان ، فى هذا الخصوص . وفى كثير من الأماكن ، يضعون قيدا على حق المرأة فى الخلع إلا إذا كانت قد نصت على ذلك فى عقد الزواج ، وفى أماكن أخرى ، لا تعطى هذا الحق إلا إذا أساء زوجها إساءات محددة بالغة .
تعاليم القرآن الكريم المتعلقة بالطلاق ... وهذا صحيح بالنسبة لحقوق الرجال والنساء فى العموم ... ليست متشابهة لكلا الجنسين .
وكمثال فالنساء عليهن الإنتظار ومراعاة فترة ثلاثة أشهر قبل الشروع فى زواج آخر ، وذلك ليتحدد ما إذا كن ذواتى حمل وذلك لمعرفة من الأب لهذا الطفل المتوقع ، بينما الرجل يمكن له الزواج مباشرة . هذا الوضع يؤكد أن التكافؤ والإنصاف هما الغالبين . مرة أخرى هذه واحدة من الجوانب الرائعة لتعاليم القرآن الكريم : إنه تنبيه للتحديات التى لم تكن لتثار أثناء نزول الوحى ولا القرون التالية . فى القرن السابع الهجرى لم يكن هناك أى ضرورة لتبرير أى تفاوت بين الجنسين بما يخص التعاليم الدينية ، وبأن الرجال متفوقون فطريا على النساء . فالقرآن الكريم يقدم هذا الدفاع فى آخر آية الطلاق :::

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ {228} سورة البقرة

كما أنه لدينا هذه الآيات البينات :::

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {32} وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً {33} الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً {34} سورة النساء

لهذا فنحن نشعر ، مستندين لما أشار به القرآن الكريم ، أن حقوق المرأة ستظل نقطة نزاع . والجواب على ذلك ، هو أن ينظر إلى السياق الأوسع حين ذكر الحالات الفردية . وإذا كان الرجل المسلم والمرأة المسلمة قد أعطوا تقريبا ، حقوقا وواجبات متشابهة ، مع بعض الأفضلية للرجل ، فهذا لمراعاة الحالة العامة لاستقرار المجتمع .



يتبع
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس