عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-12-2007, 04:10 PM   #6
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

شخصية الدون جوان

كان فاروق وسيما, ذلك النوع من الوسامة الأقرب للنمط الأنثوي (البشرة البيضاء الناعمة والشعر المنسدل والقسمات الجميلة), وهذا النمط في الرجال يجعل صاحبه في شك داخلي من استحقاقه الذكوري, ومن هنا تنشأ لديه رغبة قوية في إقامة علاقات نسائية متعددة, وهو لا يخفي هذه العلاقات, بل ربما يرغب في انتشار أخبارها وشيوعها لأن كل علاقة منها تعطيه إحساسا أمام نفسه وأمام الناس بالجدارة الذكورية. فلو أضفنا إلى ذلك مكانته كملك مما يجعله مطمعا لآلاف الفتيات والنساء نفهم لماذا اشتهر عن فاروق أنه زئر نساء, وهذا لا يعني تمتعه بقدرات جنسية عالية كما يتوهم البعض, ولكن في الحقيقة أن هناك تقارير سرية صدرت تفيد أن فاروق كان لديه مشكلات في قدراته الجنسية, وكان يكثر من الطعام ظنا منه أن ذلك يمنحه قوة كافية في هذا الجانب, كما أنه كان يستجلب بعض أنواع الأطعمة والأعشاب من الخارج بهدف الحصول على قدرة جنسية مناسبة, ومع هذا كانت تتسرب أخبار بأن علاقاته النسائية المتعددة لم تكن موفقة ولا مكتملة بسبب ضعفه الجنسي, وكان هذا يدفعه إلى مزيد من المغامرات بحثا عن مستوى إثارة أقوى من جانب, وتغطية لهذه المشكلة من جانب آخر.

فإذا أضفنا لذلك خيانة زوجته له وتعدد علاقات والدته نازلي فإن ذلك يدعم توجهه تجاه تعددية العلاقات العاطفية والجنسية ثأرا من خيانة زوجته وإثباتا لنفسه ولغيره أن كل النساء خائنات وليس فقط زوجته أو أمه.

حين أصبح دكتاتورا

من المعروف أن فاروق بدأ يتحول بعد عام 1942 إلى دكتاتور (بعد محاصرة الإنجليز للقصر وفرض وزارة مصطفى النحاس عليه بالقوة والإذلال), وازدادت حدة دكتاتوريته بعد خيانة زوجته فريدة وبعد موت مرشده ورائده أحمد حسنين. وعلى الرغم من صغر سنه واضطراباته النفسية التي تحدثنا عنها آنفا إلا أنه بحكم منصبه كان محورا للأحداث, وكانت كل الشخصيات تتحرك من حوله خوفا أو طمعا أو مناورة أو مداراة, ولم يكن هو قادرا في هذه الظروف أن يسيطر على الصراعات والتناقضات بداخله فضلا عن تلك الصراعات والتناقضات خارجه, فكان يخرج من كل هذا بقضاء وقت أطول مع أصدقائه الإيطاليين أو المصريين يحاول أن يعيش معهم على طبيعته وأن يمارس معهم تلقائيته التي حرم منها أغلب حياته, ولهذا أحاط نفسه في سنواته الأخيرة بحاشية من رجال الأعمال ليست لهم علاقة بالسياسة, ويبدو أن ذلك كان يعكس كراهيته للسياسة والسياسيين, وربما أيضا للعرش الذي وضعه عليه أبوه بالتوريث, ويؤكد هذا الاحتمال نكتة كان يطلقها بين أصحابه يقول فيها: "إن العالم كله مش حا يفضل فيه غير خمسة ملوك, ملك انجلترا والأربعة ملوك الموجودون في ورق الكوتشينة", أي أنه كان يعتقد أنه آخر ملوك مصر.

والشخص حين يكون محبطا ومفتقدا للثقة في نفسه وشاعرا بالمذلة والمهانة يكون أقرب للتسلط والاستبداد كرد فعل لكل هذه الأشياء.

يتبع ,,,
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس