الموضوع: هوايــــــات
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-12-2007, 02:16 PM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

جمع التوافه ..

أسلفنا أن ميكانيكية نشوء الهوايات تخضع لعوامل معقدة، لا يستطيع أي كان تفسيرها.. فمن يردها للحالة الفسيولوجية للهاوي قد يكون يصيب جزءا من الحقيقة ومن يردها للعامل المادي أو الاقتصادي قد يصيب جزءا من الحقيقة. وسيكون النموذج التالي استثناءا غريبا للدوافع السابقة ..

كان رحمه الله ـ صاحب الهواية ـ يملك من الأراضي ما قيمته في الوقت الحاضر حوالي 30 مليون دولار .. لكنه كان ينظر لتلك الممتلكات كوديعة لا يمكن التفريط بجزء منها مهما بلغت درجات الحاجة لديه ..

كانت مساحة بيته الريفي تزيد عن 5 آلاف مترا مربعا، اقتطع منها حوالي ثلثها وأقام على تلك المساحة سياجا عاليا واحتفظ بمفتاح بابه لنفسه، وعندما توفي فتحوا الباب فوجدوا مئات الصفائح الصدئة وأواني قش مهشمة الأطراف، وأباريق من الزنكو والتوتيا لا يمكن الاستفادة منها لحفظ تراب ناعم، وقطع من طوب بناء مهشمة، وبعض العصي المكسرة وقطع من أنابيب لا يزيد طولها عن الشبر، ومسامير محنية وأسلاك صدئة وأي شيء يمكن أن يصادفه من يمر من جنب (مكب للنفايات) ..

كان جاره الذي كان يزودنا بطرائف المرحوم، يسهب في شرح الدوافع ـ على طريقته ـ وقد كان يرسم صورة كاريكاتيرية عنه وعن تفسير تلك الهواية ..

فقال: لقد مات وهو (يقصدر : يتمشى) في أملاكه، وعندما نسأله: كيف؟ يقول : وجدوه ميتا تحت شجرة زيتون تبعد 3 كم من بيته .. والمسافة بين بيته ومكان وفاته من ملكيته .. ثم يتحدث عن سور مخزن التوافه فيقول : كانت مواد بناء السور من عناصر لا تلتقي مع بعض إلا في حالته، فتجد قطعة حجر التقطها أثناء سيره، وبجنبها عبوة بلاستيكية لزيوت محركات، وبجنبها قطعة ماتور سيارة يثبتها بواسطة الطين. كانت قطع السور تساوي عدد أيام عمره، فهي كالحفر في غرف المساجين المحكومين بالمؤبد، ولكن المساجين كانوا يحفرون بأداة حادة، والمرحوم يستعيض عن ذلك بقطع يصادفها بالطريق (الكلام لجاره)

كان أولاده إذا اشتهوا شيئا من الحلويات يحملون ماعونا به زيت زيتون من منتجاتهم ويستبدلونه من الدكان ببعض الحلوى، راجين صاحب الدكان ألا يفشي سرهم ..

قال: تبعتهم بسيارتي بعد وفاة والدهم بشهر، وقد ركبوا سيارة (داتسون) قد تكون أول نموذج تصنعه الشركة، كانت لأحد أبناءه الموظفين في إحدى الشركات. ويضيف: كنت أريد التأكد من أن الأسرة ستتحرر من بخل وشح والدها المتوفى، فتوقفت السيارة قرب (كافتيريا) فحافظت على مسافة تسمح لي بمشاهدة ما سيجري دون أن يلحظوني .. وكانت المفاجأة أن سائق السيارة الابن الأكبر قد أحضر (سندويش فلافل) في حين كان بالسيارة ثمانية من أعضاء الأسرة .. ويضيف: تساءلت، هل اشتروه ليضعوه نموذجا للتبذير؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس