عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-12-2007, 08:13 AM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي


عبدالله كامل


هو أحدث الكويتيين العائدين من غوانتانامو، قضى في المعتقل الامريكي نحو 5 سنوات، وحصل على البراءة من تهمة الارهاب والانتماء الى القاعدة في الدرجة الاولى والاستئناف بعد اعادته الى الكويت، وكان قبل سفره الى افغانستان عضوا في منتخب الكويت الوطني الاول للكرة الطائرة، وكان فنيا في وزارة الطاقة والماء التي كانت تسمى قبل سفره وزارة الكهرباء.
¼ سألته: لماذا ذهبت الى افغانستان؟
- اجاب عبدالله كامل: ذهبت الى افغانستان بمبادرة شخصية للعمل في مجال الاغاثة عام 2001، وعندما اصبح أي عربي مطلوبا للقتل خرجت من كابول بمساعدة دليل افغاني استأجرته، قادني الى احدى القرى الباكستانية. اهل القرية اوهموني انهم سيسلمونني الى سفارة الكويت في اسلام اباد، لكنني فوجئت بأنني وقعت في يد الامريكيين عندما باعني الباكستانيون والحكومة الباكستانية الى المخابرات الامريكية. ثلاثة اشهر وانا اتنقل بين هيرات وجلال اباد في افغانستان قبل ان اباع للامريكيين في باكستان. قررت العودة الى الكويت عندما شعرت بالخطر يهددني سواء في وظيفتي التي ستضيع مني، أو حياتي التي سأفقدها، أو اهلي، ولأنني كذلك قمت بعملي الاغاثي بالشكل الذي يرضي الله عز وجل. الباكستانيون ضربوني وعذبوني وسجنوني بشكل مهول حتى اننا قمنا بإضراب عن الطعام كي يتوقفوا عن التعذيب ويرسلونا الى بلادنا. فقالوا لنا ان الامم المتحدة ستحقق معكم اولا وبعدها نرسلكم الى دياركم. وكانت خدعة لتسليمنا الى الامريكيين الذين نقلونا الى قندهار لنرى هناك ابشع انواع التعذيب من ضرب واهانة وعدم نوم وخلع الملابس وتركنا في البرد الشديد، ثم نقلونا الى معتقل غوانتانامو في رحلة عذاب استمرت 28 ساعة، كنا فيها مقيدي الايدي والارجل ومعصوبي الأعين والأذن والفم وهناك لقينا أنواع تعذيب لم نسمع عنها حتى في اسوأ الديكتاتوريات في العالم قالوا لنا إننا سنجعلكم تعترفون بجرائمكم بأساليب مدروسة نفسيا فلن نوصلكم الى درجة الانفجار، لكن خلال ستة اشهر وطبقا لبرنامج محدد، ستصبحون مجانين وبفضل من الله عز وجل أنا وكثير من إخواني حافظنا على عقولنا في مواجهة هذا البرنامج اللا إنساني.
¼ هل استمر التعذيب حتى الساعات الأخيرة لعودتك الى الكويت؟
- نعم علما انني لم اصدق انني سأعود الى وطني بعد خمس سنوات من التعذيب، ولأنهم أخبروني أنهم سيعيدونني الى الكويت عدة مرات قبل ذلك ولم يحدث لم نكن نرى النوم بأعيننا وإنما نسلم عليه فحسب، كانوا يطلقون الاضواء شديدة الابهار طوال الليل على الزنزانة التي كنت أعيش فيها ولا تتعدى مساحتها متر * متر ثم يسيئون إلينا ونحن نصلي ويهينون المصحف اشد الاهانة ويرسلون الينا العاهرات لاغوائنا وفي النهار تحقيقات متواصلة طوال اليوم، ثم يوهمونك انك ستعود الى بلدك وبعدها يؤكدون لك باستهزاء وسخرية انك ستبقى في المعتقل الى الأبد. اطرافي كانت تتسلخ من البرد الشديد، ثم يعرضوننا بعد ذلك الى حر تشعر معه بالموت لانك لا تتنفس ويطلقون الكلاب علينا، ويهددونا بالمسدسات المصوبة الى رؤوسنا أثناء التحقيق. خطة نموذجية رهيبة لقتل الانسان وهو حي وبالفعل هناك من اصيبوا في عقولهم من جراء ذلك وبالطبع التحقيق يختلف من معتقل الى آخر فلكل واحد اسلوبه الخاص من التعذيب طبقا للدراسة النفسية للمعتقلين كانوا يلعبون بنا فيحضرون اشخاصا يقولون انهم مسلمون وائمة مساجد وآخرين يقولون انهم محامون والكل يحقق معنا، والكل يكذب من اصغر رتبة الى أكبرها.
¼ انت احدث مُفرج عنه من غوانتانامو كيف حدث هذا؟
- لا ادري أبلغوني بأنني سأعود الى الكويت وبالفعل خرجت من غوانتانامو يوم 2006/9/13 وخرجت من السجن المركزي في الكويت يوم 2007/3/3 والحمدلله حصلت على البراءة في الدرجة الاولى ثم الاستئناف من تهمة القتال ضد الامريكيين والارهاب والانتماء الى القاعدة وغيرها من التهم التي وجهت لي بناء على تقرير أمريكي والحقيقة ان الاعتقال في غوانتانامو اسوأ تجربة مررت بها في حياتي لم يكن لنا اي حقوق او اعتراف بآدميتنا كنا خارج اي قانون او عرف او دين ففي غوانتانامو اذا قتلت جوانة «حيوان يشبه السحالي» تدفع غرامة 10 آلاف دولار لكن اذا عذبت او قتلت معتقلا فتحصل على ميدالية امريكية رفيعة المستوى.
¼ المجتمع الكويتي ما زال مترددا في قبولكم في ظل تجربتكم التي تتناقض مع وسطيته وتسامحه فما رأيك؟
- آلة الإعلام الأمريكي تعمل بقوة ضدنا لكن الناس يعرفون الحقيقة والمجتمع الكويتي تقبلنا والمهم انني خرجت من غوانتانامو وعدت الى اهلي ولي الحق في الراحة بعد خمس سنوات من التعذيب الناس يعرفون من نحن وماذا كنا نفعل الكذابون في غوانتانامو كانوا قد صوروا لنا انه من الافضل ان نموت في المعتقل لانه لا احد يريدنا في الخارج وانه لا مأوى لنا على وجه الارض والحمدلله عدنا وتقبلنا المجتمع وتعاطف معنا وشرح هذا صدورنا، وحقيقة لم نكن نتوقع هذا رغم اننا لم نمارس اي نشاط سوى الاغاثة بهدف ابتغاء وجه الله، الاعلام الذي كان ينقل لنا صور الفقر والجوع والحرمان من داخل افغانستان هو الذي دفعنا الى محاولة مساعدة اخواننا هناك ولم نخرج الا لهذه المهمة الاغاثية.
¼ هل عدت الى وظيفتك؟
- كنت اعمل فنيا ميكانيكيا في وزارة الطاقة التي كانت تسمى وزارة الكهرباء قبل ذهابي الى أفغانستان لم اعد الى وظيفتي بعد اقوم الان برعاية ابنائي واجلس مع امي وابي لا اذهب الى الديوانيات كثيرا لانني افتقد اهلي واحتاج الى الاقتراب منهم اكثر.
¼ ومن اين تنفق على اسرتك؟
- أحب أن احتفظ بهذا الأمر لنفسي ولا اتكلم فيه.
¼ هل كنت تنتمي لتنظيم القاعدة في أي مرحلة من حياتك؟
- لا أنتمي ولا دخل لي بالقاعدة ولم أرفع السلاح مع أو ضد أي أحد في يوم الأيام ذهبت إلى أفغانستان بدوافع عاطفية مبعثها الاخوة الاسلامية. كنت أرى الاطفال والشيوخ والنساء على شاشات التلفزيون عرايا وجوعى يموتون من البرد فقررت الذهاب لمساعدتهم، ولم أذهب الى أي دولة إسلامية أخرى لأنني شعرت أنهم أكثر احتياجا للمساعدة.
¼ انتقدت بشدة الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان في غوانتانامو ومع ذلك فأنتم لا تتبنون قضايا حقوق الانسان ولا تضعونها على رأس أولوياتكم؟
- الاسلام لم يأت إلا ليرفع من قيمة الإنسان ويحفظ له حقوقه.
- شريعتنا هدفها الاول حماية الانسان في الدنيا والآخرة أما هؤلاء الجهلة الذين يتهمون الاسلام بالإرهاب والقتل، فذلك لانهم لا يعرفون ديننا السمح الذي يجعل حياة الانسان وكرامته اشد حرمة من الكعبة هذا هو الاسلام أما المسلمون فلاشك أنهم مقصرون حقوق الانسان عند المسلمين وبينهم لا تقارن بما هو موجود في المجتمعات الأخرى غير المسلمة. المجتمعات الغربية قامت من أجلنا لتهتف ضد القمع والتعذيب والاعتقال، فيما لم نسمع أي تأييد في مجتمعاتنا المسلمة. أنا أعتب على المسلمين بشدة لأنهم بعيدون عن حقوق الانسان.. دم المسلم رخيص وهين، لكن دم الغربي غال وتقوم الدنيا ولا تقعد إذا سالت نقطة منه كان المفروض أن يتبنى المسلمون حرمة الدم وحق الانسان وكرامته، ولكن هناك تقصير غير طبيعي في هذا الامر، واعتبره بلاء من الله عز وجل بعض الدول الاسلامية تتبنى سياسة القمع وانتهاك كرامة الانسان ولا تعرف شيئاً عن حقوق الانسان هل تتخيل ان المحققين في غوانتانامو كانوا يهددوننا بإعادتنا الي بعض البلدان العربية والاسلامية، كي يتم التحقيق معنا ولكن على الطريقة الاسلامية! بل ورأيت في غوانتانامو كيفية تعامل بعض الدول الاسلامية مع رعاياها بطريقة مهينة.
حقوق الانسان لابد أن تكون في مقدمة أولويات الفكر الاسلامي الكثير من الهيئات والمؤسسات الاسلامية لم تقف معنا كما فعلت المجتمعات الغربية التي تظاهرت من أجلنا ورفعت صوتها مطالبة بإغلاق المعتقل والافراج عنا. هذا امر غير طيب ولابد من اعادة النظر في الفكر الذي لا يجعل حقوق الانسان على رأس برنامجه.
¼ ما رأيك في فكر اسامة بن لادن؟
- الدول الغربية جعلته مسخا ووحشا ثم إنني اعتقلت منذ عام 2001 وحتى اقل من سنة ولا يمكنني الحكم على أي شخص مسلم.
¼ هل تعرفت على أي عضو في القاعدة بافغانستان؟
- لا كل من كنت اعرفهم كانوا من العاملين في مجال الإغاثة.
¼ هل قرأت مراجعات د.فضل والشيخ سلمان العودة؟
- لا أعرف د.فضل ولم أقرأ للشيخ سليمان العودة.
¼ هل تشعر بالندم؟
- الندم يضيع الأجر، وما فعلته كان لله عز وجل، وهذا قدري الذي كتبه الله عليّ قبل ان يخلق الخلق بخمسين ألف عام لكنني أشعر بالقهر تجاه هؤلاء الذين سلموني للأمريكيين وكنت أعتقد أنهم إخواني كانوا يطبطبون على ظهري ويبتسمون في وجهي فيما كانوا يخفون الخنجر خلف ظهورهم.
¼ بصراحة هل من الممكن ان تكرر التجربة مرة أخرى؟
- حاليا ما ابغي إلا أهلي ولا أفكر حتى في مجرد السفر إلى أي مكان سأجلس في هذا البلد ولن أكرر التجربة مرة أخرى لاي سبب كانت تجربة مريرة والحمد لله الذي نجانا منها.
¼ وإخوانك في الدول الاسلامية؟
- (ضاحكا) عليهم أن يدبروا حالهم لن أعيد هذه التجربة ابدا لا عربيا ولا إسلاميا، كل واحد يدبر حالة ذهبنا لنساعد الناس فأصبحنا متهمين وإرهابيين أحتاج إلى أن أعيد بناء حياتي وكفانا من هذا الامر لن اتجاوز منطقة صباح السالم لأي سبب.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس