> هل معنى ذلك أنك على يقين بأن في وثيقتك فائدة للمسلمين وأعدائهم في آن؟
- ليس معنى أن تعمل عملاً مشروعاً ثم يستفيد منه الكفار أن هذا يقدح في صحة العمل ومشروعيته، هذا غير صحيح للأدلة السابقة ونحوها، وكذلك «الوثيقة» كم ستنقذ من شباب المسلمين الذين تتصيدهم «القاعدة» على الانترنت لتغرس فيهم منهج الغدر والخيانة؟ وكم ستنقذ من أتباع «القاعدة» والمعجبين بها ليتداركوا أمرهم بالتوبة قبل أن ترفع لهم رايات الغدر عند أدبارهم ليفتضحوا بها يوم القيامة، وكم أخرجت الوثيقة أناساً من السجون وأدخلت السرور والعمار على بيوت امتلأت حزناً وخراباً؟ وكم... وكم...؟ فإذا استفاد أعداء الإسلام من الوثيقة فهذا شيء وارد ويحدث (وفاقاً لا اتفاقاً) كما استفادوا من مشاركتنا في الجهاد الأفغاني، ولكن المصلحة للمسلمين في هذا أعظم، فليس كل ما يفيد العدو مذموماً.
> هل معنى ذلك أن مبرراتك لا يدرون بها وليسوا على علم بما تقول؟
- أكرر ما قاله بعض السلف «لو سكت الجاهل سقط الخلاف»، ولكن لعل الأمر هو كما قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت ... أتاح لها لسان حسود
وقال الله تعالى «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولكم الويل مما تصفون» (الأنبياء 18).
> ضمن ردود الفعل على الوثيقة قول بعضهم: على من تقرأ مزاميرك يا داود؟
- أولاً أن ذكر الأنبياء - كداود - عليهم السلام في مواضع الهزل والسخرية هو استهزاء بالأنبياء وهذا كفر بإجماع المسلمين كما نقله القاضي عياض في (الشفا) وابن تيميه في (الصارم المسلول) رحمهما الله ودليل ذلك من كتاب الله قوله تعالى «ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم» (التوبة 65 – 66)، وكل إناء بما فيه ينضح.
> قد يقول البعض الآن بأنك لا تقبل نقداً لوثيقتك؟
- أعود وأكرر السؤال: لماذا يخافون من كلامي؟ وأنا لم أفرض كلامي على أحد وليست لي سلطة على أحد، فلماذا يخافون من كلامي؟ أم لأنه لم يوافق هواهم؟ فأصبح الهوى هو معيار القبول والرفض لا الانقياد للدليل الشرعي كما يوجب الإيمان في قوله تعالى «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً» (الأحزاب 36).
وأنا لا أدعي العصمة وأرحب بأي نقد علمي للوثيقة أما الغمز واللمز والسخرية خصوصاً إذا طالت الأنبياء عليهم السلام فلا ألتفت إليها كما قال الله تعالى «والذين هم عن اللغو معرضون» (المؤمنون 3)، ولكن أنبه على ما في ذلك من الضلال حتى لا يغتر به غيره فيقلده.
> هل تشعر بأن النقد الحاد للوثيقة من جانب البعض جاء متسرعاً؟
- هل من العقل أن ينتقد إنسان شيئاً لا يعرفه؟ وهل من الشرع أو العقل أن ينتقد إنسان الوثيقة قبل أن يقرأها أو بعد قراءة حلقة واحدة مما نشر من أولها؟ وهل يعد فاعل ذلك من العقلاء أو من أهل الدين؟ والله سبحانه يقول «وما شهدنا إلا بما علمنا» (يوسف 81)، والبعض شهدوا قبل أن يعلموا فأي دين بل أي عقل لدى هؤلاء؟.
> من ردود الفعل على وثيقتك إعلان بعض الإسلاميين في الخارج أنهم سيردون على «الوثيقة» من كتابيك «العمدة في إعداد العدة» و «الجامع في طلب العلم الشريف».
- أقول لهؤلاء إن الذي كتب «العمدة» و «الجامع» هو الذي كتب «الوثيقة»، فهل هم يعلمون ما بكتبي ومرادي منها أكثر مني؟ وكيف أعلنوا العزم على الرد على «الوثيقة» قبل أن يكتمل نشرها ومن دون أن يطلع على كل محتواها إلا إذا كان خبيث النية سيئ الطوية؟ ولماذا أصلاً يتمسك من يقول ذلك بكتاب «الجامع» الآن في حين أن الظواهري كتمه وسرقه وحرفه وهدد من سعى إلى طبعه من دون تحريف.
.. يتبع ..
|