عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-12-2007, 08:49 PM   #1
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
Angry يا روح ما بعدك جوال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أنهيت شغلي و الحمد لله، قلت أتمشى قليلا أتفرج على ملامح العاصمة الجميلة

وقفت على كشك جرائد و كتب أتنقى ما ربما قد أشتريه ليرافقني في رحلتي للعشية

فجأة اهتز جيبي على هزاز الجوال أعقبته نغمة نوكيا تيون

رددت على المكالمة و قد ابتعدت عن الزحمة قليلا لكي أتحدث على راحتي و لا أقلق الآخرين

وقفت على حافة الطريق لأنهي مكالمتي




و فجأة








إذ بيد تمتد لأذني لتختطف الجوال


و مع الأسف قد نجحت في ذلك

و لكني كنت أسرع لأمسك بصاحب اليد و أعطيه * رأسا* أرداه صريعا طريح الأرض

و نزلت قليلا لكي أمسكه من خناقه و أسترجع جوالي

و ما هالني إلا أنني لم أعد أرى شيئا للحظة أو لحظتين

كان صديقه الثاني الذي حسب ما فهمت لاحقا تولى عملية المراقبة، هو من تدخل

تمالكت نفسي قليلا و استرجعت رباطة جأشي لأفهم شتائمه التي يوجهها إلي

و تقدمت نحوه مشتبكا أنا و إياه باليدين

فناله مني ما ناله، و نلت منه أيضا ما نلت

و في الأخير إذ به يستل سكينا من بين ثيابه ملوحا به نحوي

وقتها تراجعت قليلا، و تأملت المشهد كاملا

لأرى ثالثا يساعد الأول على النهوض

الحكاية فيها عصابة

لثانية فكرت مليا و تذكرت أن شطر الرجولية هروب

و خاصة و أنه كان يحمل سكينا في يده

لم أزد إلا * كانك راجل تعالى بذراعك *

مفكرا بأنه يا روح ما بعدك جوال

فيما انسحبوا هم بجوال قد أكل الدهر عليه و شرب لن يربحهم أكثر من ثلاثين دولار

و للأمانة أراحوني منه

و انسحبت أنا للفندق بوجه مليء بالكدمات

كل هذا و شعب الكفاح المسلح يتفرج و كأنه عرض شوارزيناقاريٌ


ما إن إسترجعت جوازي بختم خروج، حتى عقدت العزم أن يكون هذا آخر خروج إن شاء الله من هذه البلاد

قبح الله جبنائها و شبابها أمثال هؤلاء

و قبح الله عقيدها الذي غلف عقولهم و أفقرهم إلى هذا الحد


عدت و الحمد لله على كل حال و أعوذ بالله من حال أهل النار
الحمد لله الحمد لله الحمد لله


__________________






آخر تعديل بواسطة maher ، 26-12-2007 الساعة 10:16 PM.
maher غير متصل   الرد مع إقتباس