عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-12-2007, 07:34 PM   #12
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

(8)

سمع الشباب بإغلاق مضائق ثيران، من قبل مصر، فأخذوا يناقشون احتمالات ما بعد تلك الخطوة، كان في الأصوات نبرة زهو واضحة، فهذا يضع احتمالية النصر بين يديه، وذاك يلوم العرب لِمَ تأخروا كل تلك المدة لتحرير فلسطين وطرد هؤلاء المغتصبين ـ شذاذ الآفاق ـ وذاك يحلم بوحدة سريعة تتحقق على الفور بعد التخلص من هذا الجسم الغريب البغيض، وآخر يتطاول في أحلامه ليعلن أن هناك إمكانية لاسترجاع الأندلس!

بالمقابل، كان ضباط وقادة العدو يفكرون بالانتحار، وهذا تبين فيما بعد من مذكرات (اسحق رابين) فحجم تهويل الاستعداد العربي لخوض المعركة الفاصلة قد وصل الى عقر دار العدو، فكيف لذئب مسعور أن يستطيع شق بطون كل خراف الحي، وهدير الرجال يصدع أذنيه؟

كان خالد صامتا، يتمنى أن تحدث المعجزة، وتتخلص المنطقة من تلك الجرثومة. لكنه كان يتذكر سلوك جده، فتنقبض نفسه ولا يحس بارتياح، كان جده يعيب على من يدعو الرجال للذهاب في حل مشكلة (عشائرية) دون أن يبلغهم بتفاصيل المشكلة، وتوزيع الأدوار ومن سيتقدم من الرجال ويستلم (فنجال القهوة) لتبدأ مراسم اللقاء .. ومن سيعاون من تناول الفنجال في الحديث. يحاول خالد إسقاط تلك المهارات البدائية على ما يجري على الساحة السياسية (الحربية) فيجد أن تلك البدائية تفوق في إدارة شؤونها، ما هو ماثل من حدث جلل ..

اصبغوا نوافذكم باللون الأزرق.. يمنع التجول في الشوارع أثناء الغارات .. يمنع الاقتراب من كذا .. كانت هذه صيحات شباب تطوعوا للمشاركة في تنظيم الجبهة الداخلية ..

هنا لندن .. نشب قتال بين القوات الإسرائيلية والقوات المصرية و الأردنية و السورية .. وقد صدرت بيانات متضاربة عن حقيقة ما أسفرت عنه تلك المعارك .. سنوافيكم بالجديد من الأخبار حال ورودها ..

صوت العرب من القاهرة .. تعرضت بعض مطاراتنا لغارات جبانة من الجيش الصهيوني .. وقد تصدت لها مقاوماتنا الأرضية وطائراتنا وأجبرتها على الفرار بعد إسقاط العشرات من تلك الطائرات المعادية ..

إذاعة الجمهورية العربية السورية .. يا جماهير أمتنا الباسلة .. إنها ساعات الحسم، سيلقى العدو الغاصب مصير كل من حاول المساس بعروبة تلك المنطقة الطاهرة موئل الحضارات ومهد الديانات السماوية وسيذكر أبناء أمتنا المجيدة بطولات جيشنا الباسل و سيسجل التاريخ سفر بطولاتهم ..

هنا عمان .. لا زال النشامى من جنود جيشنا العربي يذودون عن شرف الأمة وعن تراب الأجداد .. ولا زالت قواتنا ترفع علم الثورة العربية فوق جبل المكبر ..

هنا بغداد .. لا زالت القوات العربية المشتركة تخوض معارك الشرف والتحرير .. ولا زالت إذاعات القاهرة ودمشق وعمان تذيع الأغاني الحماسية ومن بينها الأغاني العراقية ..

وإنني إذ أعلن أمامكم استقالتي من منصب رئيس الجمهورية، مقرا ومعترفا بتحملي مسئولية الهزيمة كاملة ..

لا حول ولا قوة إلا بالله .. صاح الشباب والشيوخ .. وكان الناس واقفين حيارى بمصير مزروعاتهم التي لم تجد من يحصدها في ذلك الصيف البائس .. (يلعن أبو العدس على أبو القمح عمر لا حد حصد) .. كانت تخرج الأصوات من أمكنة مختلفة .. إنها الهزيمة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس