عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-01-2008, 02:30 AM   #3
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

خلاصة القول في هذا الأمر يجب على الأخوة المجاهدين ولاسيما في مجالس الشورى ألا يستسلموا لأعذار أمراء الجماعات لتعطيل الوحدة والاجتماع فقد يكون عندهم أعذار حقيقية ولكنها لا تنهض بحال للحيلولة دون الوحدة والاعتصام بحبل الله , فلا يستقيم عند أولي الألباب والنُّهى أن يصر المرء على التمسك بالفرع وإن أدى هذا إلى ضياع الأصل وعندها يضيع الجميع .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " متى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب ". انتهى كلامه .

فكيف وأنتم ترون أحزاب أو فصائل و هيئات فيها شيوخ كبار تنتمي إلى أمتنا تفتن وتتساقط عند أبواب سلاطين نجد ومن أسباب ذلك تأخر الوحدة , قد تكون عند بعض الأمراء شهوة خفية في الحرص على الإمارة هي المانع الحقيقي فلا ينبغي أن نتعصب للرجال أو الأحزاب أو الجماعات ولكن نتعصب للحق فمن تمسك به أعناه وإن أمرنا أطعناه ومن حاد عن الجادة قومناه ، وأمرناه أن يكون للحق تَبَع فالحق أحق أن يُتبع ومن كان مقتدياً فليقتدي بمن مات من القدوات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة , واعرف الحق تعرف أهله فالحق لايعرف بالرجال وإنما يعرف الرجال بالحق , وهنا ينبغي ذكر أهل الفضل السابقين في باب الوحدة والاجتماع بما هم أهلٌ له فلقد سر المسلمين تسابق عدد من أمراء الجماعات المقاتلة في سبيل الله مع عدد مع شيوخ العشائر المرابطة المجاهدة لتوحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد فبايعوا الشيخ الفاضل أبا عمر البغدادي أمير على دولة العراق الإسلامية . إن تنازل هؤلاء الأمراء عن الإمارة للاعتصام بحبل الله جميعاً هو مؤشر على صدقهم وعدلهم وإنصافهم وتجردهم من حظوظ أنفسهم وحرصهم على مصلحة المسلمين -نحسبهم كذلك والله حسبيهم- فجزاهم الله خير الجزاء , واجتماعهم هذا خطوة عظيمة مباركة نحو توحيد باقي الجهود في تكوين جماعة المسلمين الكبرى فقد سمع المسلمون بأن بعض الأخوة من الأمراء والعلماء في بعض الجماعات المجاهدة قد وجدوا في أنفسهم إذ أبرم الأمر ولم يحضروه وقضي ولم يشهدوه فأقول إن وَجْدَ هؤلاء لاحرج فيه , و إن لم يغضبوا فذاك السبيل بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة مما يُعسِّر الحركة والاتصال بين الإخوة مع العلم إن إخوانكم قد ذكروا أنهم راسلوكم وانتظروكم لمدة تقرب من شهرين حتى لايبرم الأمر إلا بحضوركم فما تيسر مجيئكم , وإن بعض خيار الصحابة قد وجدوا في أنفسهم عندما قضي الأمر يوم سقيفة بني ساعدة دون مشاورتهم رضي الله عنهم .

إلا أني أذكر في المقابل بأن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة ومن معهم -رضي الله عنهم- لم يكن دافعهم الرغبة في أن يستأثروا بالأمر أو الافتئات على المعنيين به , بل كان هناك من الظروف و الملابسات التي لا تخفى والتي دفعتهم إلى أن يتعجلوا بالأمر قبل مشاورة بقية المعنيين به -رضي الله عنهم أجمعين- خشية الفتنة وتفريق الكلمة , ثم إن الذين وجدوا في أنفسهم لم يلبثوا أن بايعوا أبابكر بعد مدة ولم تنقض البيعة فتدبر .

والمقصود والمطلوب شرعاً اعتصام المسلمين بحبل الله واجتماعهم تحت أمير واحد لإقامة دين الله ونصرته , ومعلوم أن هذا الأمر يجب المسارعة في إقامته فهو واجب من أعظم الواجبات في دين الله تعالى , قال الله عز وجل : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) , وما أكثر أسماء الدول المنتسبة إلى الإسلام ولا يخفى على أولي الألباب أنها جميعاً فاقدة لشروط هي من أهم شروط قيام الدولة المسلمة , و أولها أنها لا تقيم شرع الله ناهيك على أن معظمها منقوصة السيادة , وجميعها بدون استثناء قد تعاونت بشكل أو بآخر مع أمريكا في الحرب العالمية على الإسلام وذلك ناقض من نواقض الإسلام , ومع ذلك فكثير من الناس يتعاملون معها على أنها دول إسلامية ذات سيادة , وتعاملهم هذا لايصح شرعاً لما سبق ذكره .

ثم إني أقول : إن الذين وجدوا في أنفسهم بسبب عدم مشاورتهم إن كان لهم همة ورغبة في توحيد كلمة المسلمين فوَجْدُهُم لاحرج فيه كما سبق ذكره , و أما إن كانوا يصرحون بأن الوقت غير مناسب ويأخرون حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم بآرائهم طيلة هذه السنوات فهؤلاء وجدهم غير مبرر وما ينبغي انتظارهم وتعطيل أمور الدين , ولكن لما نشأ الناس وعاشوا بعيداً عن ظل الدولة المسلمة تبلد حس الكثير منهم ولم يعودوا يشعرون بحرج كبير لتأخير قيامها , فينبغي أن يناصَح الأخوة في ذلك , ورغم أهمية الشورى في الإمارة والنصوص في ذلك واضحة بينة وقول عمر -رضي الله عنه- في ذلك لا يخفى إلا أن أمر اجتماع الكلمة على الأمير مُقدَّم عليها إذا تعذر استيفاؤها من جميع المعنيين بها كما لو تكررت ظروف شبيهة بظروف السقيفة , ولو أن الإمارة لا تتم في مثل ذلك الحال إلا بعد مشاورة جميع من يعنيهم الأمر لما أقدم عمر على مبايعة أبي بكر دون استيفاء المشاورة , ولما قبل أبو بكر أن يبسط يده لقبول البيعة , ولما أقدم جُلُّ الصحابة على مبايعته رضي الله عنهم أجمعين .

ولو أن التمكين المطلق شرط لقيام الإمارة الإسلامية في هذا الزمان لما قامت للإسلام دولة لأن الجميع يعلم أنه مع التفوق العسكري الهائل للخصوم وأنهم يستطيعون أن يغزو أي دولة ويسقطوا حكومتها وهذا ما رأيناه في أفغانستان وكما أسقطوا حكومة العراق البعثية, فسقوط الدولة لا يعني نهاية المطاف ولايعني سقوط جماعة المسلمين وإمامهم , وإنما يجب أن يستمر الجهاد ضد الكفار كما هو الحال في أفغانستان والعراق والصومال , ومن تدبر كيف حالُ دولة الإسلام الأولى يوم أحد ويوم الأحزاب إذ بلغت القلوب الحناجر واقتحمت القبائل وحاصرت المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى , ومن رأى كيف كان حال المسلمين يوم أن ارتدت جزيرة العرب إلا قليلاً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعَلِمَ أن التمكين المطلق ليس شرطاً لانعقاد البيعة للإمام أو لقيام دولة الإسلام .
فلا يصح أن يقال لمن بويع على إمارة إسلامية نحن لا نسمع لك ولا نطيع لأن العدو يستطيع إسقاط حكومتك ! ومن العجيب إن بعض الذين يثيرون مثل هذه الأمور يعيشون في دول الخليج ومنها الكويت ولم نسمع منهم مثل هذا الكلام عندما أسقط البعثيون حكومتهم , وإنما كان خطيبهم المفوَّه يقول بصوت عال : " نحن مع الشرعية " يعني مع حكام الكويت آل الصباح المعاندين لشرع الله تعالى والذين لم يكونوا يملكون من أمر الكويت شيئاً وإن قل .

إخواني المسلمين فكما أن من الواجبات العظام السعي لتوحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد فإن القعود عن ذلك كبيرة من الكبائر العظام أيضاً فإن الدين لا يكون كله لله , ولا تأمن السبل ولا تُقمع الفتن ولا يُستتب الأمن ولا تُحبط المؤامرات ولا ينضبط كثيرٌ ممن انضموا إلى الجماعات المجاهدة من عامة أبناء الأمة و إلى ما هنالك من أمور عظام إلا إذا كان للمسلمين جماعة وإمام , وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن , ولئن خَلَعَ ربقة الإسلام من عنقه من فارق الجماعة شبراً فكيف يسوغ للمسلم أن يؤخر قيام الجماعة دهراً فيكون سبباً في ترك مئات الملايين من المسلمين يعيشون تحت ظل الأنظمة الطاغوتية الجاهلية وكفى بذلك فتنة في الدين , فإن الأمر مهم كبير خطير ولا يجوز أن يؤخر , وينبني عليه علوُّ الإسلام وانتصار المسلمين في الدنيا والفلاح والفوز في الآخرة بإذن الله تعالى .

إخواني المسلمين في العراق : لقد تكرر النداء من المشفقين مرات ومرات لقادة المجاهدين لكي يجتمعوا منذ سنوات فاجتمع من اجتمع وامتنع من امتنع , فإن تحرك أمراء الجماعات المجاهدة وأعضاء مجالس الشورى فيها تحركاً جاداً لاستدراك مافات وسعوا لتوحيد جميع المجاهدين تحت راية واحدة لمجاهدة حملة الصليبيين والمرتدين فذاك هو الواجب , فقد أمرنا الله تعالى بالاجتماع ونهانا عن التفرق , وها أنتم ترون الكفر العالمي والمحلي بجميع ملله ونحله قد اتحد وفي كل يوم يأكل ذئب الطاغوت من الغنم القاصية , وأما إن كانت الأخرى ولم يتم اجتماع جميع القادة في جماعة واحدة لالتزامها فهذا مطلب شرعي وهو فرض الساعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة -رضي الله عنه- عندما سأله عن أحوال مشابه فقال له : " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " , فإذا تعذر ذلك فإن السعي لإقامة جماعة المسلمين الكبرى يتعين على آحاد المسلمين والمجاهدين وذلك بأن يبايعوا أكثر الطوائف التزاماً بالحق و اتصافاً بالصدق , قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) .

وإن من يراقب حملات الكفر العالمي و المحلي يرى أنها تستهدف بالدرجة الأولى دولة العراق الإسلامية فأمريكا تُسَيِّر حملات إثر حملات تُكرر على المدينة الواحدة مرات ومرات بل هناك حملة مستمرة منذ ستة أشهر على ديالى كلها , وكذا على الموصل وصلاح الدين , وحملات من الجيش والحرس الوطني والشرطة , وحملات أخرى من مليشيات الصدر والحكيم فضلاً عن استهداف جميع دول الجوار بدون استثناء لدولة العراق الإسلامية ناهيك عن صحوات الضرار وأحزاب وجماعات الضرار بقيادة من خان الملة والأمة طارق الهاشمي , وبعد هذه وتلك حملات إعلامية لتشويه دولة العراق الإسلامية والتي يتولى كبرها حكام الرياض وعلماؤهم وإعلامهم , وما أحسب كل هذه الحملات الشرسة على المجاهدين في دولة العراق الإسلامية إلا لأنهم من أكثر الناس تمسكاً بالحق و التزاماً بمنهج رسول الله صلى عليه وسلم والذي قال له ورقة ابن نوفل :
" ماجاء رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي " .

فالأمير أبو عمر وإخوانه ليسوا من الذين يساومون على دينهم ويرضون بأنصاف الحلول أو يلتقون مع الأعداء في منتصف الطريق , ولكنهم يصدعون بالحق ويرضون الخالق وإن غضب الخلق , ولا يخافون في الله لومة لائم -أحسبهم كذلك والله حسيبهم- كما يرفضون أن يداهنوا أي حكومة من حكومات عواصم العالم الإسلامي بدون استثناء , وأبوا أن يتولوا المشركين لنصرة الدين لأنهم على يقين بأن الدين دين الله تعالى وهو ناصرهم ومن شاء من عباده وهو غني سبحانه عن أن نشرك به لننصر دينه , ومحال أن تكون نصرة الدين بتولي الحكام الطواغيت المشركين , وإمامهم في ذلك حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : " يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الإمام أحمد .

ولو أن قادة دولة العراق الإسلامية وضعوا أيديهم في يد أي دولة من دول الجوار لتكون لهم ظهراً وسنداً كما فعلت بعض الجماعات والأحزاب لكان الحال غير الحال , فأولئك ميزانياتهم بعشرات بل مئات الملايين , وهؤلاء رزقهم تحت ظلال رماحهم وهذا خير الرزق لو كانوا يعلمون , فأولئك فقدوا قرارهم و استقلاليتهم بسبب دعم الدول لهم فما أن تمارس أمريكا و أولياؤها الضغوط على الدولة الداعمة حتى ينتقل الضغط مباشرة على أمين الحزب أو أمير الجماعة وقد رأى الناس ذلك نهاراً جهاراً في لبنان , فبعد الخطب الرنانة عن العزة والكرامة وعن فلسطين ونصرتها , وبعد أن تحدى أُمم العالم أجمع أن تفرض عليه إرادتها تم القبول بالقرار ألف وسبعمئة وواحد الصادر عن الأمم المتحدة الملحدة أداة أمريكا والذي جوهره القبول بدخول الجيوش الصليبية إلى أرض لبنان , وهل يخفى على الناس أن هذه الجيوش هي الوجه الآخر للتحالف الأمريكي الصهيوني ؟ ولكن الأمين العام حسن نصر الله يستغفل الناس وقام ورحب بها على الملأ ووعد بتسهيل مهمتها رغم علمه أنها قادمة لحماية اليهود وإغلاق الحدود أمام المجاهدين الصادقين , فقد فعل هذه الطوام نزولاً عند رغبة الدول الداعمة صاحبة الأموال النزيهة الشريفة التي تَحَدَّثَ عنها من قبل , فعلام يكون السادات والحسين ابن طلال
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس